الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عندما تبكي " ميركل "بقلم : ميشيل كلاغاصي

تاريخ النشر : 2015-09-05
عندما تبكي " ميركل "

دموع " ميركل " تهز العالم ! و تجعله يتغير و يتحول بين ليلة ٍ و ضُحاها , من رافض ٍ إلى متسابق ٍ على إقتسام اللاجئين السوريين و بالتساوي .. ما يشعرك أنهم يتهافتون و يتقاسمون قطعة حلوى !!
لم يستغرب العرب و السوريون دموعها و بكائها , فقد سبقتها دموع فؤاد السنيورة في لبنان , و دموع " الطيب " أردوغان و رفيقه داوود أوغلو في تركيا .. فإذا كان السنيورة سارق لبنان , و أردوغان سارق حلب , فإن أنجيلا ميركل لا تعدو أكثر من سارقة السوريين أنفسهم .
هل احتاجت ميركل إلى صورة الطفل الغريق لتذرف دموعها ؟ و هرعت إلى مكتبها لتوافق على دخول اللاجئين إلى بلادها ؟ و لتغادره فورا ً بإتجاه محطة القطار لإستقبالهم ؟
هل تريد أن نصدق أنها بنت مواقفا ً سياسية كبيرة و هامة و خطيرة , لمجرد رؤيتها – صورة - !؟.
كم من الصور الوحشية التي شاهدتها " ميركل " في فلسطين المحتلة و مجازر الصهاينة بحقهم , و كم من صور الرؤوس المتدحرجة بعيدا ً عن أجسادها بفعل سكاكين داعش و أخواتها من التنظيمات الإرهابية في سورية و العراق , و كم من صور حرق الأحياء و صلبهم و...الخ , فلماذا لم تنهمر دموعها ؟
هل احتاجت هذه الصورة ؟؟ .... نحن نتهمها بالإشتراك مع منفذيها الأتراك , و نطالب بفتح تحقيق ٍ دولي يكشف ملابسات الحادثة , و لن نستكين لتحقيق السلطات التركية المتاّمر الأول في قضية تهجير و ترحيل السوريين .

يبدو أن ميركل تحاول سرقة جائزة نوبل للسلام من الرئيس الأمريكي باراك أوباما , الذي سعى لتبرير اتفاقه النووي مع إيران , و إعادة العلاقات مع كوبا , و تشكيل التحالف الدولي في محاربة و مكافحة داعش في سورية و العراق .. ليكون رجل السلام الأول و صاحب الأحقية في الجائزة قبيل انتهاء ولايته , هل هناك من يحاول أن يؤكد أن الحرب على سورية ستستمر لما بعد انتهاء ولاية الرئيس أوباما ؟؟.
أي ُ مخطط يرسمون .. و ماذا ينتظر السوريون !؟.

لقد بدأت قصة نزوح و لجوء السوريين, ببناء المخيمات في الأردن و لبنان و تركيا قبل أن يغادر سوري ٌ واحد منزله, و فتحت أبوابها لإيواء عائلات و نساء و أولاد من تفرغوا لقتال دولتهم, فيما ُاستغل الملف " الأنساني " مرارا ً و تكرارا ً في محاولة فرض مناطق عازلة و اّمنة و ممرات إنسانية و مناطق حظر ٍ جوي , و قُدمت عشرات مشاريع القرارات الدولية تحت هذه العناوين , بالإعتماد على عدد النازحين و تقارير الأمم المتحدة و منظمة هيومن رايتس وتش بزعامة فاليري اّموس , التي لم تأن جهدا ً في تقديم اّلاف الصفحات الملفقة و المزيفة التي اعتمدت الكذب و تزييف الحقيقة نهجا ً لعملها .
و مع صمود الدولة السورية و مرور الوقت بدأت تخرج إلى العلن فضائح الإعتداء على النازحين , و أزدهرت تجارة الأعضاء , فيما امتلئت النوادي الليلية في اسطنبول بمئات السوريات تحت كره المافيات التركية , فيما وزعت السبايا على العناصر الإرهابية بداعي اللهو و المتعة , في الوقت الذي انتشرت فيه ظاهرة بيع الفتيات عبر زيجات ٍ وهمية و بأبخس الأثمان للسعوديين و غيرهم .
في الوقت الذي لم تنقطع هجرة و لجوء السوريين غير الشرعية إلى أي مكان يستطيعون الوصول إليه , بتشجيع ٍ من مافيات و تجار البشر عبر رحلات موت ٍ , قضى فيها الكثيرون قبل أن تطأ أقدامهم أية أرض .
لم تكن الدول الأوروبية وقتها ترحب و تسمح للاجئين بدخول أراضيها , خصوصا ً الدولة الألمانية التي وقعت مع تركيا اتفاقية إعادتهم إلى تركيا , و قامت منذ ستة أشهر بتفعيل هذه الإتفاقية , و دفعت غيرها من الدول الأوروبية للحذو حذوها و بإعادة اللاجئين إلى أول بوابة عبور أوروبية .
مالذي تغير !!؟ و جعل صاحبة الوجه الجامد , و ممثلة الجبروت الألماني .. أن تتحول إلى الأم تريزا و إلى كتلة ٍ من العواطف و المشاعر الإنسانية , و كيف لنا أن ننسى ما قالته للطفلة السورية النازحة التي اقتربت منها : " لا مكان لكم هنا عودوا " .. و ماالذي جعلها تتجاهل رأي أغلبية الشارع الألماني الرافض لقبول النازحين و اللاجئين ؟ و تتجاهل الحوادث اليومية و الإعتداءات على السوريين بالطعن و الضرب و حرق المخيمات و بيوت اللجوء في أغلب المدن الألمانية ؟؟ و هل تخاطر بأمن الداخل الألماني عبر تحديها له ؟ هل الاّنسة ميركل تحكم دولتها بشكل ديكتاتوري أم أن ورائها حكومة ٌ شرعية منتخبة وتقود حزبا ًسياسيا ً يدعمها و يؤيدها ؟و كيف نفهم ضغطها على الدول الأوربية كي تقبل بما قبلت به , معتمدة ً على قوة إقتصادها و ريادتها على القارة العجوز ؟ يبدو أن وراء الأكمة ما ورائها !!.
هل ناصرت الدولة الألمانية يوما ً قضايا الشعوب المحقة و المظلومة, و هل في التاريخ ما يُستدل به على الكرم " الحاتمي " الألماني..!؟.
قد يكون من المستحسن مقاربة الموضوع من ثلاث زوايا : 1- تكاليف الدولة الألمانية 2- المكاسب الأولية 3- الأهداف الكامنة .
- تكاليف الدولة الألمانية
1- تدفع الدولة الألمانية ما يقارب 1200 يورو يوميا ً تكاليف و مصاريف استقبال اللاجىء الواحد , من أجور نقل و تقديم أسباب العيش لحين دراسة ملفه و إبقائه على أراضيها أو ترحيله إلى دولة أخرى .
2- ترفع منسوب التوتر الداخلي و السخط الشعبي جراء تحدي الشارع الالماني لوجود اللاجئين على أراضيهم .
3- إن استقبالها لشرائح مختلفة من النازحين و اللاجئين و ممن حملوا معهم خلافاتهم الدينية و السياسية و الفكرية, يفرض عليها تحمّل النتائج المترتبة على ذلك.
- المكاسب الأولية
1- الحصول على كتل بشرية بأبخس الأثمان .
2- الإستفادة من عقولهم و أياديهم العاملة و مهارتهم الحرفية التي جلبوها مهم من الشرق .
3- تسجيل مواقف سياسية " إنسانية " تُحسب للدولة الألمانية.
4- الإستفادة من معدلات أعمار الوافدين ( الفتية ) و اللذين استطاعوا تجاوز مغامرة الوصول , و الزج بهم في مجتمعاتهم الهرمة و التي يصل معدل الأعمار فيها إلى 82 عام .. لتنشيط الحياة الاجتماعية هناك.
5- إنعاش الأرياف الألمانية التي أصبحت شبه خالية من السكان.
6- استغلال ملف اللاجئين ضد الحكومة السورية .. بإعتبار ألمانيا دولة ً مشاركة بالحرب على سورية و لو من وراء الكواليس .
- الأهداف الكامنة
1- إن فتح أبواب الهجرة و اللجوء إلى ألمانيا و باقي دول العالم, يعتبر سرقة ً موصوفة للعنصر البشري و للإنسان السوري.. و هو هدف ٌ بحد ذاته.
2- إفراغ الدولة السورية من أبنائها وملايين العقول و الأيدي العاملة , مما سيحرمها من اّلاف الأطباء و المهندسين و العلماء و الضباط و الجنود , خاصة مع إعتماد الدولة السورية مجانية و إلزامية التعليم .
4- تقطيع و تشتيت أوصال الشعب السوري , لما يحمله من فكر وطني و قومي و أصالة و جذور صعُب عليهم إقتلاعها عبر التاريخ , تمهيدا ً للقضاء على الهوية العربية و لإنهاء القضية الفلسطينة .
5- استكمال مشروع إفراغ الشرق من المسيحيين, عبر منحهم تسهيلات تفوق أقرانهم من السوريين.
6- استخدام اللاجئين في استحقاقات الإنتخابات الرئلسية القادمة , بعد إتجاه العالم إلى الحل السياسي , إذ لن يستطيع الغرب أن يمنع السوريين من حق الإنتخاب و التصويت كما حصل سابقا ً , فلن يجرؤ اللاجئون على مخالفة الأوامر هناك و بعيدا ً عن الوطن , و توقيعهم على صكوك بيعهم .
7- استخدام الرواية الموحدة التي يلقنوها للاجئ و المهاجر كي تُقبل أروراقه , و التي تروي قصة هروبهم و نجاتهم من الموت في سورية جراء قصف مدنهم و أحيائهم من قبل الإرهابيين و الدولة السورية على حد ٍ سواء , الأمر الذي ينتظره ساستهم بفارغ الصبر لتكون المدخل لمحاسبة الدولة السورية و قادتها في المحاكم الدولية .
8- استخدام العنصر البشري المسروق في الشهادة و الإعتراف بالاّثار السورية المسروقة و المعدّلة تحريفا ً و تزييفا ً , لإستكمال مخطط إقتلاع الجذور التاريخية للدولة و الشعب السوري .
9- سرقة المبدعين من اللاجئين عبر إخفائهم و إلى الأبد عبر منحهم أسماء و نَسب و سير ذاتية لمواطنين ألمان متوفين منذ سنوات و إذ تبقي الدولة الألمانية سجلاتهم مقتوحة حتى الاّن .. رغم إنكشاف هذا الملف و افتضاح أمره .
10 – و لابد لنا أن نذكّر بما قامت به الدولة الألمانية في منتصف ستينيات القرن الماضي,عندما قامت باستجلاب عناصر من " الإخوان المسلمين " و دربتهم و أعادتهم إلى سورية في السبعينيات ليقودوا حربا ً على الدولة السورية بما يشبه الحرب الحالية .
11- إن إعطاء و منح السورييين جنسيات الدول المستقبلة , يسمح لها يوما ً بالمطالبة باملاك و حقوق و مستحقات و تعويضات " رعاياها " من السوريين .
و أخيرا ً ....
تبا ً لك اّنسة ميركل ... و تبا ً لدموعك المزيفة...
أو لم تعرفي أن أغلب المهاجرين و اللاجئين هم من الهاربين من وجه العدالة السورية, و أنهم لا يحتاجون عطفك و كرمك.. فالأموال التي دفعوها كي يروا وجهك الباكي, تكفيهم العيش بكرامة ٍ في وطنهم و في غير أوطان.. و ما هي إلاّ معادلة حسابية متكافئة... فقد كذبوا عليك في قصة الهروب و اللجوء, و بادلتهم بحنان ٍ و مشاعر كاذبة و دموع مستعارة.. هنيئا ً لك بمن خان وطنه و تخلى عنه في وقت الشدة, و هنيئا ً لهم بالعيش" الكريم " في ربوعكم الباردة كبرودة وجهك الباكي.. و ليكون الله في عون البسطاء و الصادقين وممن غُرر بهم و غُسلت أدمغتهم , فليس كل من هاجر خائن .. و أقولها على مضض .

المهندس : ميشيل كلاغاصي
492015
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف