الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كيف صفعت المستشارة الألمانية انغيلا ميركيل الصادق المهدي ؟ بقلم:ثروت قاسم

تاريخ النشر : 2015-09-02
 كيف صفعت المستشارة  الألمانية  انغيلا ميركيل  الصادق المهدي ؟ 

ثروت قاسم

[email protected]


في يوم  الأحد 30  أغسطس 2015 ، صرحت  المستشارة الألمانية انغيلا ميركيل  ، قائلة :

 ( سنخبر أطفالنا ان اللاجئين السوريين هربوا من بلادهم  ، وكانت مكة أقرب اليهم ، وسنخبرهم ان هجرة السوريين الينا  كانت كهجرة المسلمين الى الحبشة  ، لان فيها حاكم نصراني لا يظلم عنده   أحد ابداً ) !

  تمثل هذه  الكلمات  صفعات  على وجه  السيد  الإمام  ، كونه رئيس  منتدى  الوسطية  العالمي  ، وضمير  الأمة  الإسلامية  ، بحق وحقيق .

تسآلت المستشارة الألمانية  ، وبحق ،  عن لماذا تقفل الدول الإسلامية  والعربية  وبالأخص دول الخليج  ابوابها في وجه اللاجئين السوريين ، فيضطرون إلى ركوب المخاطر عبر البحار الهائجة  والشاحنات  المُثلجة ، حيث يموت غرقاً  وتجمداً أكثر من نصفهم  ،  قبل وصولهم إلى الحدود  الألمانية .

الدول الإسلامية  والعربية القريبة جغرافياً من سوريا ، والقريبة ثقافياً من اللاجئين السوريين  البؤساء ، والتي تدين بالدين  الإسلامي الذي يحث في اساسياته على إجارة المظلوم ، حتى من المشركين دعك من المسلمين ،  وحمايته وتقديم المساعدة والعون له  ( وإن أحداً من المشركين  إستجارك  فأجره ...  ثم  ابلغه مأمنه  ... )  . هذه الدول  (  الإسلامية  )    تخلت عن المفاهيم والمعاني الإسلامية  السامية ، ورفضت فتح ابوابها أمام اللاجئين السوريون . هذا أمر غير أخلاقي ، خصوصاً إن بعض هذه الدول قد ساعد في   صب الزيت على النيران السورية ، بتقديم الدعم العسكري واللوجستي والمادي للمعارضات السورية ، مما كانت نتيجته تدمير سوريا وبناها التحتية ، وهروب نصف  الشعب  السوري  خارج دياره   المحترقة حيث الموت من جانب براميل النظام الحارقة ، ونيران المعارضات المدعومة  خليجياً  .

يحسن السيد  الإمام  صُنعاً  بتعليق كلامات المستشارة  الألمانية على أستار الكعبة المشرفة ، كمعلقات  زهير وعنترة   ليتدبرها الطائفون لعلهم يتفكرون ؟  

ذكرتنا كلمات المستشارة  الألمانية وهي تشير ، بإستنكار  ، لقرب مكة  المكرمة  لللاجئين السوريين جغرافياً وثقافياً ودينياً وتاريخياً من برلين الكافرة البعيدة المختلفة في كل الاوجه عن عاصمة الخلافة الاموية .  وكيف  رحبت برلين  الكافرة  المشركة  ،  وفتحت ابوابها  للاجئين السوريين ، بينما قفلت مكة المكرمة ابوابها في وجههم  ، وصدتهم  عنها  بقسوة  وعنف .  ترمز  مكة في كلمات المستشارة للدول الاسلامية -  العربية ، وترمز برلين للدول  الغربية  . 

   ذكرتنا   كلمات المستشارة  الألمانية بكلمات السيد  الإمام وهو  يلقي كلمة الإفتتاح (  الإسلام في افريقيا  ومواجهة التطرف الديني )  في المؤتمر  الذي يحمل نفس أسم كلمة الإفتتاح ،  والذي عقده المنتدى  العالمي  للوسطية  في لاغوس في نيجيريا يوم السبت 8  9 اغسطس 2015 . شارك في المؤتمر علماء من غالبية دول افريقيا جنوب الصحراء ، لبوا آذان  السيد  الإمام  ، رئيس المنتدى  ،   ليشهدوا منافع لهم  ، لعلهم   يتقون .


في كلمته ، اكد السيد الإمام إن الإسلام دخل افريقيا   (  الحبشة )  من مكة المكرمة   قبل دخوله  المدينة المنورة  في السنة الأولى من الهجرة  ...  آيات لقوم يتفكرون ؟ وإن الحبشة الافريقية غير  العربية  والبعيدة جغرافياً  عن مكة المكرمة  ، أجارت مسلمي صدر  الإسلام العرب من  مكة المكرمة  قبل الدول العربية القريبة جغرافياً من مكة  المكرمة ؟

واليوم   وفي  عام  1436 هجري حاكى  المسلمون السوريون الهاربون من جحيم سوريا  إلى برلين  المُشركة  بدلاً من إلى  مكة  المكرمة   المؤمنة   ،   كما تقول   ، صادقة ،  المستشارة  الألمانية ...     حاكوا   المسلمين الأوائل الهاربين من جحيم  مكة المشركة  إلى نعيم  الحبشة النصرانية  ،  والبعيدة جغرافيا  وثقافياً  من مكة   ، قبل الهجرة إلى المدينة المنورة  وباقي  الدول  العربية  ،  الأقرب جغرافياً وثقافياً  من مكة  .

كما  ذكرنا في مقالة سابقة ونعتذر للتكرار وفقط  لإستقامة السياق العام ، لمَّا اشتدَّ أذى مشركي مكة  على  المسلمين ، أذن الرسول ( ص )  لبعض أصحابه بالهجرة إلى الحبشة  النصرانية ، حيث يوجد بها النجاشي  المسيحي  ؛    ولقد وصفه الرسول ( ص )  بأنه لا يُظلم عنده أحد، ومن ثَمَّ كان اختيار الحبشة كمكان لهجرة المسلمين ابتداءً  ، وقبل هجرتهم  للمدينة    المنورة ، القريبة جغرافياً  وثقافياً   .

هل تصدق ان حكومة ليبيا الشرعية  في طبرق  المُعترف بها دولياً ، قد أصدرت أمراً يوم الثلاثاء فاتحة  سبتمبر 2015 ، يحرم  دخول اللاجئين اليمنين إلى الأراضى الليبية ؟ كما ترفض الدول الخليجية إستقبال اللاجئين والجرحى اليمنين ، فتراهم في مستشفيات الخرطوم ، حيث تتقاسم معهم  الأمة السودانية الكسرة والملاح ؟ تجد في بلاد السودان ما يفوق المليونين من اللاجئين من اثيوبيا وإرتريا معززين مكرمين ، بينما تطلق شرطة  الحدود  المصرية النار على اللاجئين  الأفارقة الفارين من مصر إلى إسرائيل ؟

فتأمل !

لعل بلاد السودان  واهل بلاد  السودان يرجعون الاسانسير للنجاشي على كريم   وفادته وإجارته لأوائل  المسلمين ؟

العدل وعدم الظلم هما الأساس في الإسلام وفي كل الديانات السماوية والوضعية . ولهذا السبب وضعت جامعة كلفورنيا في بيركلي على مدخلها  الرئيسي   سارية ضخمة كُتب عليها الآية 135 في سورة النساء :

( يا  ايها الذين أمنوا ، كونوا قوامين  بالقسط ... ) .

رددت المستشارة الالمانية كلمات الرسول ( ص ) عندما قالت ان اللاجئين السوريين إلتجاوا إلى ديار العدل والديمقراطية وحقوق  الإنسان  وهي ديار نصرانية ، بعد أن صدتهم ديار الظلم والإستبداد والطغيان ، وهي ديار الإسلام .

ولهذا قيل:

(  الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مؤمنة)  .

وكان استقبال  النجاشي  النصراني   للمسلمين حافلاً  في صدر  الإسلام  ، تماماً كما كان إستقبال المستشارة  الألمانية  للاجئين السوريين  باذخاً في عام   2015  ، بعد ذلك الحدث  الأول  باكثر من 14 قرناً ، وكأن التاريخ يعيد نفسه  مرتين  ، كما قال في يوم كارل ماركس  ،  مرة على شكل مأساة  ، كما في هذه  الحالة  ، ومرة على شكل ملهاة؟  

تبع الفوج الأول من المهاجرين المسلمين  فوج ثان  اكبر من الفوج الأول  ،حتى بلغ عدد المهاجرين  83  رجلًا و19 امرأة  ،  كانوا جميعاً تحت حماية النجاشي .   

وقد كان للعَلاقات الودِّيَّة بين الرسول  ( ص )  والنجاشي، والمعاملة الطيبة التي لقيَها المسلمون المهاجرون إلى الحبشة أكبر الأثر في توثيق العَلاقات بين نصارى الحبشة وبين المسلمين   . وحين بلغ الرسولَ وفاةُ النجاشي صلَّى عليه هو وأصحابه .


هل يصلي السيد  الإمام وأنصاره   على المستشارة الألمانية عندما ترجع الوديعة لصاحبها ؟

لماذا  زعمنا  ، وبعضه إثم  ، إن كلامات المستشارة  الألمانية  بخصوص هجرة اللاجئين السوريين إلى ديار النصارى بدلاً من ديار المسلمين  موجهة كصفعة على وجه السيد  الإمام ؟ 

ببساطة وفي كلمة كما في مية  ، لأن السيد  الإمام يمثل  ( كلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته ) ، كما يمثل  ضمير  الأمة الإسلامية قاطبة  ، وإن كره الحاسدون من بني السودان  ، حيث لا تطرب مزامير السيد  الإمام اخوانه  ، تماماً كما لم يستجب لدعوة الرسول ( ص )  اهله من قريش . 


لعلها  الآية  112 في سورة  الأنعام التي قالت :

(  وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن  ،   يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ، ولو شاء ربك ما فعلوه ، فذرهم وما يفترون )  .


محاضرات السيد  الإمام (  الإفتتاحية  )  في المؤتمرات الدولية  في لاغوس ( افريقيا جنوب الصحراء )  ، وفي عمان (  الدول العربية ) ، وفي مانيلا   ( الدول  الأسيوية  )  ،  وفي واشنطون  ( الدول الأمريكية  )  ،  وفي برلين ( الدول الأروبية  )  ،  تؤكد على إن السيد الإمام هرم فكري عابر للقارات ،  والإثنيات ، والديانات ،  والثقافات  ، ومُبشراً  بالذكر الذي أنزله الله للعالمين ، وكان له من الحافظين .


أعرف إن هذه  الكلمات تؤذي الدكتور عمر  القراي ، والشاعر فضيلي جماع ، والأستاذ  ابوبكر  القاضي  المستشار السياسي  لحركة العدل  والمساواة  ، والدكتورة مريم  الصادق وغيرهم من الذين لا يعملون ويؤذيهم   أن يعمل الآخرون !

وما وجدنا لأكثرهم من عهد ، وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين . 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف