الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صفعات ميركل فوق الوجوه العربية بقلم:تميم منصور

تاريخ النشر : 2015-09-02
صفعات ميركل فوق الوجوه العربية بقلم:تميم منصور
على الرغم من مرور سبعة عقود كاملة على انتهاء الحرب العالمية الثانية ، والتي أدت الى هزيمة المانيا النازية وايطاليا الفاشية واليابان ، إلا أن المانيا وبشكل خاص لا زالت الهزيمة تلاحقها في مواقفها وقرارتها السياسية ومواقفها من الكثير من القضايا الدولية وفي مقدمتها قضايا الشرق الأوسط .

من أسباب مواقفها البعيدة عن الموضوعية تبعيتها شبه المطلقة للسياسة الامريكية ولسياسة الدول الامبريالية في أوروبا ، خاصة بريطانيا وفرنسا ، هذه الدول لا زالت تعتبر المانيا رغم قوتها وجبروتها كأداة سياسية وعسكرية واقتصادية لتحقيق مآربهما التوسعية في العالم ، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط ، لم يحدث في التاريخ حتى اليوم وجود دولة عملاقة في اقتصادها وفي تقدمها العلمي والتكنلوجي ، لكنها غير مستقلة استقلالاً كاملاً في مواقفها السياسية ، ان جميع الدول الأوروبية التي شاركت في الحرب العالمية الثانية ، أو فرضت عليها المشاركة وقد تمكنت من التخلص والتحرر من كابوس هذه الحرب وتبعاتها سوى المانيا ، فلا زالت القواعد الامريكية متواجدة فوق أراضيها ، ولم نسمع حتى الآن عن أية خطة أو حتى عن أية مطالب حكومية أو شعبية في المانيا تدعو لتحرير المانيا من دنس القوات الامريكية المرابطة فوق أراضيها .

ان غالبية الدول في العالم خاصة في امريكيا الجنوبية وشرق آسيا وافريقيا قد تخلصت من القيود التي فرضت عليها بعد الحرب العالمية الثانية ، حتى ان ايطاليا تتمتع باستقلالية سياسية أكثر من المانيا  ويشير الكثير من المراقبين ان التبعية الالمانية لأمريكا خاصة تضاعفت في مظاهرها في فترة حكم القيصرة الحالية " ميركل " هذه الشمطاء بدلت جلدها وداست فوق كل المعايير والقيم التي حصلت في شبابها ، فقد تنكرت للفكر التقدمي الاشتراكي الشيوعي الذي احتضنها وصقل شخصيتها ، وقد اختارت الطريق المعاكس الذي عبدته قوى الظلام الانتهازية والامبريالية ، انها تقف في صف الدول والقوى التي نهبت ثروات الشعوب النامية ، خاصة الدول المصدرة للنفط ، كما أنها تساند وتتعاون مع الأنظمة الرجعية المتخلفة والمستبدة في الشرق الأوسط ، وتقف المانيا ميركل اليوم في مقدمة الدول التي تدعم الكيان الصهيوني ، رغم أن حكومة وبرلمان وغالبية المؤسسات في هذا الكيان تستعمل في حكمها سياسة الابرتهايد التي كانت متبعة في جنوب أفريقيا .

المانيا ميركل ومبركل المانيا تقف مع اسرائيل في كل شيء ، لا يهمها سياستها العنصرية ولا يهمها الجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني ، لم تتردد بتزويد اسرائيل بأحدث أنواع الأسلحة ، فقد زودتها خلال أقل من خمس سنوات بست غواصات من نوع " دولفين " اضافة الى محركات الدبابات من نوع مركاباه ، والصواريخ المتطورة وطائرات التدريب ، ميركل المانيا تعرف بأن ضحايا هذه الأسلحة هم أطفال سوريا ولبنان وفلسطين ، وربما اطفال اليمن والعراق وليبيا ، لم يتحرك ضمير ميركل نتيجة العدوان الأخير على غزة ، والذي أدى الى سفك دماء الألاف من الضحايا بين شهيد وجريح نصفهم من الأطفال .

لم تتأخر المانيا ميركل في تبعيتها للسياسة الأمريكية وحلفائها في معاداة معسكر دول المقاومة ، الذي يضم كل من ايران وسوريا ، والمقاومة اللبنانية والفلسطينية ، وكافة الدول التي تدعم هذا المعسكر ، خاصة في افريقيا وامريكا الجنوبية مثل فنزويلا ، ميركل هذه وقفت ولا تزال الى جانب الدول العربية الرجعية بقيادة السعودية التي قررت تدمير اليمن واعادته الى ما قبل العصور الوسطى .

سارعت هذه الشمطاء في دعم العدوان على ليبيا بعد أن قامت العصابات التي دعمت العدوان بنهب ثروات الشعب الليبي ، كما أنها لم تبد ولم تعبر عن رفضها وأسفها على آلاف الضحايا الذين قتلوا في هذه الحرب ، كما أنها لم تعترض على وضع ليبيا الحالي رغم تحويلها الى دويلات عشائرية وطائفية لا أحد يعرف كيف سيكون مصيرها ، لم تتردد أيضاً المانيا ميركل الانضمام الى الحلف الذي ناصب العداء لإيران ، لأن سياسة هذه الدولة لا ينسجم مع مزاج امريكا و اسرائيل وكافة الحلف الرجعي المناصر لها ، كانت المانيا في مقدمة الدول التي أشهرت سيف العداء لإيران بالتهديد والحصار واصدار القرارات الدولية بسبب برامجها النووية ، والمانيا أكثر من يعرف بأن اسرائيل تمتلك أكثر من نوع واحد من الأسلحة غير التقليدية ، ومن ضمنها القنابل والرؤوس النووية ، سارعت المانيا المستعبدة امريكيا للانضمام الى الحلف الامبريالي الرجعي الذي فصلته امريكا لإسقاط النظام المقاوم والممانع في سوريا ، خدمة لإسرائيل ولعملائها في لبنان والأردن ، فلم تتأخر بدعم هذه المؤامرة في المحافل الدولية ، وداخل مجموعة الدول الأوروبية ، فقدمت السلاح والأموال لإعداء سوريا الذين اعتبروهم ثواراً ، وهم في الحقيقة أدوات بأيدي اسرائيل وقطروتركيا والبقية منهم معروفة ، حتى بعد أن انقلب السحر على الساحر وظهرت حقيقة هؤلاء الثوار الذين تحولوا الى فرق من البرابرة تسعى للتدمير والتخريب وتهجير الشعب ، لم تتراجع ميركل عن عدائها لسوريا وشعبها المقاوم .

ان دعم هؤلاء أدى الى تدمير الدولة بكاملها اقتصادياً وبشرياً وحضارياً ، كما أدى الى تهجير الملايين من أبناء الشعب السوري داخل سوريا وخارجها وان أخبار ضحايا هذا التهجير أصبحت شبه يومية ، خاصة خلال محاولاتهم الوصول الى اوروبا شرقها وغربها وشمالها ، على اعتبارها انها دار الأمان مع أنها هي من سبب هذا البلاء .

من ينس دور ميركل ومن سبقها من زعماء المانيا في تدمير العراق وتحويله الى دولة تأكل بعضها البعض ، المؤسف ان كافة المؤسسات الدولية وبابا الفاتيكان وجامعة الخزي العربي ومنظمة الدول الاسلامية وغيرها ، جميعهم يعرفون بأن أمريكا وحلفائها وفي مقدمتهم المانيا هم أول من يتحمل مسؤولية سقوط ضحايا التهجير ، الذين ماتوا جوعاً أو خنقاً أو غرقاً .

لأن امريكا وحلفائها هم أول من أشعل فتيل الحروب الأهلية داخل الأقطار العربية ، بهدف خلق أنظمة واهية وأكثر صورية من الأنظمة التي كانت قائمة ، ومن أجل التخلص من الجيوش العربية النظامية لتوفير الأمن والامان لإسرائيل ، وهي المسؤولية عن دعم وبقاء الأنظمة العربية المستبدة ، في كل من المغرب والسعودية ودويلات المسخ الخليجية والأردن وغيرها .

لقد سخرت امريكا وحلفها طاقات هذه الدول لمشاريعها التوسعية ، وحولت اراضيها الى قواعد متقدمة لطائراتها واساطيلها ، وسخرت اموالها لشراء الأسلحة من مصانعها ومصانع حلفائها لقمع شعوبها ، واليوم بات من المؤكد انه بعد تبلور المؤامرة واكتمال صورتها بتحويل ما عرف  بالشرق الأوسط الجديد الى واقع ميداني ، وهذا ما خططت له امريكا بدعمها لمجموعة الدول الأوروبية واسرائيل وتركيا وكافة دول حلف الاطلسي .

الشرق الأوسط الجديد الذي انتظرته لا يعرف الهدوء والاستقرار ، أنظمة عربية تتآمر وتقاتل بعضها البعض ، احتراب طائفي سني سني وسني شيعي ، خلق اسلام جديد لم يعرف التاريخ مثله الا زمن جنكيز خان ، وهولاكو وفرق الحشاشون ، اسلام حروف كتابه مكتوبة بدماء الضحايا من المسلمين والمسيحيين والايزيديين وغيرهم ، اسلام لا يعرف معنى الحضارة ، دور المرأة فيه فقط للنكاح ، اسلام يرقص على عويل اليتامى والارامل وبكاء الهاربين من اوطانهم من عراقيين وسوريين وليبين ويمنيين ، لقد فضل بعضهم الوصول الى النرويج عن طريق سيبيريا ، ومنهم ما زال يقف امام عتبات الدول الاوروبية بانتظار ان تعترف بحقهم في الحياة.

أمام هذه الصورة البشعة التي تزداد سواداً يومياً ، صورة تحولت الى ورقات مالية رابحة في جيوب العصابات التي تساعد في التهريب ، عدا عن المتاجرة بالبشر هناك أيضاً متاجرة بالأعضاء البشرية ، حيث يقومون بقتل الأطفال والشباب للمتاجرة بأعضائهم ، وقد انتعشت تجارة الأعضاء في اوروبا ووسائل الأعلام الغربية تعرف وتراقب .

امام هذه الصورة المأساوية وقفت ميركيل لتقول امام الصحافة ( أن المسلمين الفارين من اقطارهم الاسلامية لم يتوجهوا الى مكة قبلة المسلمين لطلب الحماية والعيش الآمن ، بل توجهوا الى اوروبا ) هذا التصريح الواقعي والهام يحمل معاني كثيرة ، أنه يعني انتهاء مرحلة من حقب التاريخ وبداية مرحلة جديدة ، اعترفت بهذه الحقيقة دون تتردد ، لأنها تعرف ان قادة الأنظمة العربية جبناء ، لا يجرؤون على رد الصفعات لها بأخرى أكثر ايلاماً وشدة ، كان بإمكانهم الاكتفاء بسؤال يوجهونه لها ، من المسؤول عن مآسي الشعوب العربية اليوم ؟؟ أليست امريكا وحلفائها والمانيا تقف في مقدمة هذا الحلف . 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف