الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الأدب في المخاطبة ولغة الحوار بقلم:إسماعيل عبد الهادي

تاريخ النشر : 2015-09-02
الأدب في المخاطبة ولغة الحوار بقلم:إسماعيل عبد الهادي
الأدب في المخاطبة ولغة الحوار...

بين الحين والآخر تفاجئنا مواقع التواصل الإجتماعي وأخصها الفيس بوك بفيديوهات مصورة لبعض من الشباب يهاجم من خلاله مسئول بالدولة بأسلوب فظ مستفز, ومن الملفت أن تجد من يعلق على هذا التدني الخلقي ويؤيده من الكبار في السن ولديهم أبناء فهل يقبل ذلك الذي يعلق متباهياً بهذا الفعل المشين أن يحدثه ابنه أو ابنته بمثل هذا الأسلوب المتدني بزعم النقد المباح لإصلاح الفساد.

حينما بعدت الشقة بيننا وبين قيم الدين الإسلامي الصحيح سقطنا في التردي الخلقي وساعد على ذلك ما يبثه لنا الغرب من سموم تحت مسميات لا يطبقونها في دولهم بل هم أضحوا أقرب لأخلاقيات الإسلام الصحيح منا وهذا ما نبئنا به الرسول صلوات الله وسلامه عليه حينما قال:"لتَتبّعُن سُنَنَ مَن كَانَ قَبلكُم شِبراً بِشِبر,فَذِراعاً بِذراع, وَبَاعاً بباع,حَتّى لَو دَخَلُوا جُحرَ ضَبّ لَدَخلتُمُوهُ قالوا:مَن يَا رَسُولَ اللهِ اليهُودُ وَالنّصَارَى ؟ قال :"فمَن إِلا هُم".

ولدينا كتاب عظيم وهو القرآن الكريم به من العظات في الأداب ومكارم الأخلاق الكثير والكثير حتى في مخاطبة الكفار والمشركين ولكننا لا نقرأه وإذا قرأناه لا نتدبر آياته وحكمه البالغة ويحضرني في هذا المقام فيما يتعلق بأدب الحوار الجم بعض من آيات سورة "مريم" التى استهلها المولى عز وجل بقصة سيدنا زكريا والإعجاز في الإنجاب رغم كبر سن الزوج وعقم الزوجة ثم يثنيها المولى عز وجل بقصة السيدة مريم العذراء ومعجزتها أيضا في الإنجاب ولم يمسسها بشر ثم قصة سيدنا إبراهيم وفي كل ممن ذكر ينبهنا المولى عز وجل مخاطباً رسوله - عليه الصلاة والسلام - بعبارة " وأذكر في الكتاب"ونتوقف هنا عند قصة سيدنا إبراهيم وحواره مع أبيه الكافر فيقول عز من قائل:"واذكُر فيِ الكِتَابِ إبراهيمَ إنهُ كانَ صِدِيقاً نّبِياً,إذ قَالَ لأبِيِه يَا أبتِ لِمَ تَعبُدُ مَا لَا يَسمَعُ وَلا يُبصِرُوَلاَ يُغنىِ عَنكَ شَيئاً,يَا أَبتِ إنيِ قد جاءَنىِ مِنَ العِلمِ مَا لَم يَأتِكَ فَاتّبِعنِى أَهدِكَ صِرَاطاً سَوِياً,يَا أبتِ لاَ تَعبُدِ الشّيطَانَ إنّ الشّيطَانَ كَانَ لِلرَحمَنِ عَصِياً,يَا أبتِ إنى أَخَافُ أَن يَمَسَكَ عَذَابُ مِنَ الرَحمَنِ فَتَكونَ للشَيطانِ وَلياً ".

هذا خطاب غاية في الروعة والبلاغة موجهاً من نبي الله إبراهيم إلى أبيه الكافر يستعطفه بتكرار لفظ يـ ( أبتِ ) للفت نظر الأب إلى العلاقة السامية التى تربطهما عسي أن يلين قلبه فيستجيب لنداء الإيمان لا لمصلحة يتغياه إبراهيم عليه السلام لنفسه ولكن ليقى أبيه من أثام الشرك واتباع درب الشيطان مخافة من إنتقام المولى عز وجل ورغم أن ذلك الأب تطاول على سيدنا إبراهيم بقوله:" لَئِن لّم تَنتَهِ لَأَرجُمَنًك وَاهجُرنيِ مَليّاً" إلا أن سيدنا إبراهيم أجابه بأدب بقوله "سَلامُ عليك سَأستَغِفر لَكَ رَبّي إنّهُ كان بِي حَفِيا".

فأين شباب الأمة الإسلامية من هذا الأدب العظيم في المخاطبة والحوار النابع من ديمقراطية الإسلام السمحة لا ديمقراطية الغرب الفاسدة التى تحض على التطاول والسباب بالميادين بزعم التظاهر الذي لا يعرفه الإسلام إطلاقاً أو من خلال المواقع الإلكترونية التى أباحت كل ما هو مفسد وكل ما هو سبب مباشر في هدم قيم الدين الصحيحة بينما الغرب في بلدانهم لا يجيزونها ويعاقبون عليها وسلطوا على أمتنا ما يسمى"منظمات حقوق الإنسان"لتقف حجرعثرة أمام أي إصلاح تقوم به الدول الإسلامية لتقويم السلوك المعوج فيطلقون صايحتهم البغيضة هذا يتنافي مع الحريات.

نافلة القول أنه يتعين على كل ولى أمر وكل مسئول وراع في بيته وأسرته أن ينبه النشئ ويحذرهم من مغبة التردى وانتهاج سلوك من لا يدينون بديننا وعلى كل من يقرأ أو يسمع مقطع من الفيديوهات التى تنشر على مواقع التواصل فيه إهدار للقيم ألا يعيد نشرها كى لا يعم الفساد وتنتشر البلوى ويعتقد المفسد أن ذلك هو الصحيح فيتمادى في غيه وليعلم الكافة ان العقاب على الفساد لا يصيبن الفاعل فقط بل يشمل الساكت والذي لا يحرك ساكناً وذلك من قول المولى عز وجل :"وَاتّقُوا فِتنَةً لَا تُصِيبَنّ الّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُم خَاصَةً وَاعلَمُوا أَنَ اللهَ شَدِيدُ الِعقَابِ " الأنفال/25

فلنحذر كل الحذر من التمادي في مسايرة المفسد من باب الداعبة أو المؤازرة فكم من أمم عمتها البلوى واصبحوا في ديارهم جاثمين بسبب عدم الضرب على أيدى المفسدين قولاً وسلوكاً.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف