الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من يحمي أهل الضفة من إسرائيل ؟! بقلم : حماد صبح

تاريخ النشر : 2015-09-01
من يحمي أهل الضفة من إسرائيل ؟! بقلم : حماد صبح

توالت كلمات الإعجاب في مواقع التواصل الاجتماعي بوالدة الفتى الفلسطيني محمد باسم من قرية النبي صالح ؛ لأنها منعت هي وابنتها وامرأة أخرى جنديا إسرائيليا من اعتقاله ، وزدن فضربن الجندي ، وبدت في الصورة أخت محمد الصغيرة تعض يده. شجاعة الفلسطينيات الثلاث التي تستحق كل تعظيم واعتزاز ليست مفاجئة . وخلال احتلال الضفة وغزة الذي قارب نصف قرن أبدت المرأة الفلسطينية من مواقف الشجاعة والبطولة والتضحية ما فاق ما قرأنا عنه في تاريخ وأحداث الشعوب الأخرى . عرف نصف القرن من الاحتلال المظلم المجرم الفلسطينية مقاتلة ، ومستشهدة ، وسجينة تلد في السجن ، فيشاركها مولودها سجنها ، ولم نسمع عن محنة لأم ومولودها تشبه هذه المحنة . وعرفت المرأة الفلسطينية في نصف قرن الشؤم أما لشهيد واحد أوأكثر أو سجين واحد أو أكثر ، وأرملة لشهيد أو زوجة لسجين ، وخطيبة لسجين مؤبد عدة تأبيدات، وفي قلبها حلم لا يموت بتحرره ، وابنة لسجين أو أختا لسجين أو أكثر . وغالبا ما شهدت المرأة الفلسطينية مقتل أحبائها أمام بصرها ، وبعد كل ذلك ، ومع كل ذلك ، تواصل صبرها واحتمال محنها . وإذا كانت غزة قد تخلصت من الاحتلال المباشر وما فيه من عنت على المرأة في كل أحوالها ، فإن الحروب الثلاث التي وجهتها إسرائيل على غزة قتلت مئات النساء ، ورملت وأثكلت الآلاف . وحال نساء الضفة لا تختلف عن حال نساء غزة إلا في الصورة الخارجية أما الجوهر فواحد . في الضفة سلطة فلسطينية لها علاقة مباشرة مع الاحتلال ، فهي تنسق معه أمنيا وتحاوره سياسيا ، وتتفق معه على بعض الأمور سريا ، ولكنها لا تنتج أي حماية لأهل الضفة ، وكل مجهودها موجه لحفظ الأمن الإسرائيلي الذي صار المسوغ الوحيد لوجودها ومحافظة إسرائيل عليها ، ولو قصرت فيه لتخلصت منها إسرائيل دون تردد أو أسف . أي سلطة في الدنيا مهما كان اسمها من أولى مهامها حماية حياة من تمارس سلطتها عليهم . السلطة الفلسطينية لا تفعل ذلك ، وتفعل عكسه ، أي حماية الإسرائيليين من الشعب الذي يفترض أن تحميه . ومنذ مدة لجأت إلى أسلوب لتوهم الناس في الضفة بأنها تحميهم ، وبأن التنسيق الأمني مصلحة فلسطينية وليس مصلحة إسرائيلية فحسب مثلما يشيع من تراهم خصوما لها .الأسلوب المقصود نراه في الأخبار التي يعلن فيها الارتباط العسكري أنه أمن الإفراج عن أحد المواطنين من بين يد الإسرائيليين دون أن يوضح ظروف وقوعه في يدهم . وعلى كل ، الأمر لا يتعدى في تقديرنا كونه لعبة متفقا عليها مع الإسرائيليين لتبييض صفحة السلطة في مسألة التنسيق الأمني المستنكرة من الشعب الفلسطيني ، والذين تزعم السلطة تأمين الإفراج عنهم لا يمكن أن يكونوا مسوا بأمن إسرائيل فعلا وإلا فلن يفرج عنهم ارتباط عسكري أو سياسي ، وفي أسوأ حال قد يكونون دخلوا دون قصد منطقة لا يسمح للفلسطينيين بدخولها ، وما إلى ذلك من أمور صغيرة عادية لا تضر الأمن الإسرائيلي الذي هو بقرة مقدسة تكشر عن أنيابها وتستل مخالبها لمن يمسه أقل مسة . وفي وضع كهذا طبيعي أن تتعاظم سطوة إسرائيل وقسوتها ضد كل من يتحدى سيطرتها واستيطانها في الضفة ، وطبيعي أن يتمادى مستوطنوها في الاعتداء على أهل الضفة بشرا وأرضا ومزروعات ، وطبيعي أن يتحرك أهل الضفة بإمكاناتهم المحدودة لمواجهة سطوة إسرائيل واعتداءات مستوطنيها ، وأن تكون المرأة في صف المواجهة مثلما فعلت أم محمد وابتنها والمرأة التي شاركتهما في انتزاع محمد من قبضة الجندي الإسرائيلي . ومازال طريق الآلام الفلسطيني طويلا . وأي مآل تعس مخفق انتهى إليه النضال الفلسطيني بعد 51 عاما على إقامة منظمة التحرير الفلسطينية( 2 يونيو / حزيران 1964 ) التي أريد منها أن تكون أداة لاسترداد الحق الفلسطيني والكرامة الفلسطينية ، فانتهت بتضييع الاثنين ، واستثمرت في نقيضهما ، في تعزيز السيطرة الإسرائيلية على كل شيء في حياة الشعب الفلسطيني مقابل مزايا شخصية لمن تبقى من عناصرها الذين نفد عمرهم الزمني ، ويصرون في سلوك مرضي على تمديد عمرهم السياسي .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف