الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شيماء زعرورلكل تفاحة أدمها:لقاء الشعر بالفنون من بوابة المعاجم بقلم:رياض خليف

تاريخ النشر : 2015-08-31
شيماء زعرورلكل تفاحة أدمها:لقاء الشعر بالفنون من بوابة المعاجم بقلم:رياض خليف
شيماء زعرورلكل تفاحة أدمها:  لقاء الشعر بالفنون من بوابة المعاجم

رياض خليف

صدر العمل الشعري الأول للشاعرة شيماء زعرور موسوما بمقدمة للشاعر السيد السالك  بعنوان كتابة مغايرة لنص مغاير وحاملا بين طياته أكثر من عشرين قصيدة ولوحة غلاف للفنان العراقي علي عبد محمد بإهداء يحمل شحنة الضياع والجرح والوفاء"إلى التي ضيعتني...إلى الذي ضيعني إلى أبي  إلى أمي إلى ادم إلى حواء إلى التفاحة إلى كل من أهداني جرحا الى كل من أهداني قصيدة ...."

لعل هذا الإهداء يجعلنا نلتفت بيسر إلى ما في العناوين الصغرى من مزاج يحيل مجملة عن توتر ما لا يغيب عن مختلف العناوين فثمة انتظار وانفصام وشياطين واشتعال وحلم مبتور وهروب وعطش وفوضى وهجر  وعتمة ودمع وغير ذلك من الألفاظ التي توحي بمسحة حزن وتوتر وهي ترجمة لمفردة الضياع التي وجدناها في الإهداء فالشاعرة صافحتنا بهذه العناوين التي تمثل نسبة مائوية مرتفعة من عددالقصائد:

للانتظار غفوته –كواليس انفصام-شياطين بأقنعة الإلهة- اشتعال اللقاء -طرق على حلم مبتور- هروب الظل -سماء عطشى -فوضى السؤال -اوبرا مهجورة- العتمة- ليل النساء دمع....

تهيؤنا عتبات النص لنصوص تحمل الانكسار والألم والخيبة وهو يلوح داخل النصوص حيث تكتظ القصائد بالانكسارات ولكن الشاعرة لم تجعل منها بكاء فحسب بل كانت حريصة على مسح الدمع باللغة والصور الشعرية المتنوعة فكانت مقاطعها الشعرية نسيجا قزحيا تكتظ فيه المعاجم والإحالات ولعلنا نتخذ هذا المقطع شاهدا على ما نقول حيث يرد في إحدى القصائد قولها:

هناك

انفلت مني

أبعثر انتمائي إلي

يدثرني كياني

وأعتنقك ضياعا

تميل غيمة في كفي

اعتق الإثم بدمعة غفران

ويستضيئ القصيد بلحن متطرف

هناك

حيث تهبني عيناك نبوءتها

الفظ شعري في معابد التشرد

ص12 

فهذا المقطع  لا يخلو من ضياع وتوتر فبين طياته الانفلات والضياع و الدمع والتشرد  وقد رصفته الشاعرة بالمعاجم المختلفة ففيه المعجم  الديني ( الانتماء-النبوءة –اعتنقك- الإثم- معابد) وفي ثناياه معجم الغزل والطبيعة المعجم الرومنطيقي الغيمة والغزلي والوجودي...

ان القصيدة عند شيماء زعرور تتشكل من معاجم مختلفة وهناك حرص واضح في هذا العمل على توظيف معاجم مختلفة وتنويع الصور الشعرية والعزف على مفردات اللغة غير أن ما لفت انتباهي بصفة دقيقة في هذا العمل هو غلبة المعجم الفني فالشاعرة توظف معجما ينتمي إلى المشهد الفني الثقافي وتفتح قصائدها لمختلف الفنون...فهي تنهل بوضوح مما يتيحه الفن من مفردات وصور فنجد غي شعرها توظيف للمسرح والرقص والعزف والتهريج وغير ذلك من الفنون وقد بدا هذا الأمر لأول وهلة في عناوين قصائدها

(كواليس انفصام-مسرحية لامرأة قد تأتي-سيناريو-أوبرا مهجورة-عازف بلا وتر-ويضحكنا المهرج...)

ثم تدعم في داخل النصوص فالشاعرة تقتنص صورها الشعرية من فضاءات العمل الفني...من المسارح وهي تنطفئ وتشتعل ومن الركح والممثلون يؤدون أدوارهم ومن جلسات الموسيقى والعازفون يحاورون آلاتهم والراقصون يحركون أجسادهم...من هذه المناخات الفنية تقتطف شيماء شعرها فهذه لحظة انسدال الستار على المسرح

المسرح يعانق بقاياه

والمتفرج الباكي يقول

دمعك ارتواء

ارتجفت الإجابة وسالت

وهذه العازفة تعزف على البيانو وتغني:

غرست أصابعها في الموسيقى

تابعت المشي فوق اللحن

وواصلت الغناء

بحة البيانو بلا نسق

وروحها

أيقظت الدهر 46

إن توظيف الفن في نص شعري يأخذنا إلى تكامل الفنون وتداخلها وخدمتها لبعضها البعض وصلتها بالشعر ولعل الشاعرة تفطنت إلى ما يتيحه المصطلحات والمشاهد الفنية من إمكانيات تعبير.وما تفتحه من دلالات وهو ما أعطى نصوصها قوة دلالية...فالشاعرة تجمع بين الفن والشعر وتجعل الفن والإبداع في خدمة الكتابة الشعرية...انه موقف إبداعي بالتأكيد ورؤية للحياة التي كثيرا ما تظهر مجرد سيناريو ومجرد مسرحية زائلة...

والحقيقة أن هذه التجربة الشعرية القيروانية تحمل بين طياتها هواجس إبداعية كثيرة ويحمل نصها الكثير من الزوايا التي يمكن الوقوف عندها للاقتراب من عالم الشاعرة الشعري ومن نهجها الإبداعي الطموح... 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف