الأخبار
17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تقدمة لديوان(( بغداد في حلّتها الجديدة ))لـ كريم عبد الله بقلم رشا هلال السيد احمد

تاريخ النشر : 2015-08-31
تقدمة لديوان((  بغداد في حلّتها الجديدة ))لـ كريم عبد الله بقلم  رشا هلال السيد احمد
تقدمة لديوان الأستاذ الشاعر كريم عبد الله

للفجر أبواب  أن الكون منذ وجد أوجد لكل كائن لغته الخاصة , و كذا لكل شاعر لغته الخاصة وكييكون الشاعر .. شاعرا رَائِيا يرى حقيقة الواقع وأفق المستقبل البعيد , عليه أنيخوض في أعمق أعماقه , ويقصي عنها كل ما يشوبها أن يبعد سموم الذات ويبقي الأحجارالكريمة فقط من الحب ودروس الألم والحزن والإبداع والاستنتاج من البحث والتأمل فيالذات والماحول والأبدية  .
" أي أن يجعل من حواسه تلك الحواس الفاعلة برهافة الضوء , حواس تنتج حالاتشعرية أشبه بطاقات النور في ليلة من التجلي الكبير "

 إذا ليصل لذاك عليه الإيمان المطلق بحواسه وقدرتهعلى أن يرى ما لايرى في الكون .. أنه تلمس الشرفات الجميلة في قلب البشرية وكونها منخلال قلب الشاعر ذاته.. أنها مسؤولية كبيرة جدا ومتعبة للوصول لهذه الشرفات فكمتحتاج من عناء وبحث وتأمل ونفس نقية وشاعرية عالية .
وهذا ما فعله الشاعر كريم عبد الله  فهو أمن بذاته وبإبداعه و نقّلَ بصره بينحقول الإبداع , وعاد لنفسه يستخرج منها الأروع .
ولكن  كان عليه بعد ذلك أن يبحث داخله , فيأعمق أعماقه ويوجد لغته الخاصة أسلوبه الخاص في الكتابة , وأن يبحر ببصائره نحوالأفق البعيد حتى يستطسع إلتقاط تلك الطاقات , التي تطل على عالم النور الشعريالبديع العذب التي ترسم الإحساس ببتجريدية وتعبيرية  الكلمة والصورة والمرمزأو الإيحاء وتضعنا فيه .
أنه انتقال مدارس الفن للشعر مرسومة بالحس والحرف والكلمة والتركيب بدلا من اللونوالخط والتشكيل .
 وهذا ما فعله الشاعر كريم , تشكيل جديد منشعرية سردية تجريدية تعبيرية وأحيانا سريالية , جعلت له عالم خاص من رهافة العطاءوشفافية الكلمة التي تفتح أفق " ما بعد الحداثة  "على مصراعيه  لنجد ذاك العالم الرائع الطيوف , أشبه بمدن كرستالية ملونة للشعر

إن دخولنا لعالم الشاعر كريم عبد الله الشفيف عالم نحتاج لدخوله من ثقافة رفيعةورؤية عميقة وحواس رهيفة , محملة بأجهزة غاية في الجمال والدقة, لألتقاط الصورالشعرية التي يرسمها , لنلتقط  كل نقطة ضوءوكل مرمز وكل صورة ولوحة , وكل رسالة في القصيدة .
إذ أن تقرأ للشاعر كريم عبد الله يعني أن تقرأ لما بعد الحداثة الشعرية بمدارسهاالرائعة ... هي أن تجد نفسك في جنة خضراء من الشعر كتبت في حالة قصوى من التجلي والسفرفي عالم رهيف شفاف أشبه برحلة بعيدة جدا بين النجوم الملونة وعوالمها
 أنها استشراقات راائعة, لغة كونية تفتح لكعالم راائع من السردية التعبيرية التجريدية في أروع حالاتها لتقدم القصيدة بلغةفارهة البلاغة .
 
فحين أبحر في كثير من نصوصه تحضرني دون سابق إنذار بعض نصوص رامبو بلغته النثريةالسريالية , فهي لغة جديدة وموسيقا جديدة وتراكيب بعيدة كل البعد عن الجاهزية التيتمنحنا إياها ثقافتنا اللغوية والشعرية ,  لما تحمله من جمال جديد في حداثته وإبداعه وأقولجديد ما بعد الحداثة وأقصد ذاك تماما أنه إبداع بكل ما تعنيه الكلمة للقصيدة بكلأجزائها ومقوماته الفنية والبنائية واللغوية والموسيقية . وذاك لما أوجده فيقصائده من نَهج  فيه راائع اللغة النابعةبكثير من رهافة الجمال والتصوير والأسلوب الرشيق المعبأ بالإيحاءات والمرمزات التيتدخل القارىء معه داخل النص وتتركه يكتشف بذاته أبعاد اللغة وما تحتويه وترمي إليهمن مغزى .


 فقد كتب بلغة تحتمل أبعاد ثلاثية كمانراها في قصيدته الأولى للديوان  جنودُ الإله

جنودكَ المدجّجونَبــ خيبتهم يجرجرونَ تعاسةَ المدينة  أمامَسطوتكَ المتناهية بــ الطغيان الأعمى ينتهكونَ إنسانيتهم وأنتَ لا تعلمُ شيئاً عنْضفافِ التضرّع  المتسكّع عليها صوتها البعيدَ .
أنها البوليفونية   حيث اتخذ منها طريقا تسلكه قصيدته السرديةالتعبيرية البولفونية تارة والفسيفسائية التعبيرية تارة أخرى
 ) ..       .

Polyphonie أن كلمة ( المأخوذة منعالم الموسيقا لعالم الرواية ومن ثم للشعر وهي عبارة عن كلمتين ...  وتعني تعدد  boly
..Bhonie

وتعني صوت .. أي " تعدد الصوت " وهذا التعبيرأتاح للشاعر من استخدام أكثر من صوت وأكثر من مستوى للصوت , ورأي وأيدولوجية فيالرمز مغيبا شخص الشاعر خلف المرمزات التعبيرية العميقة الدلالة والواسعة المعنى وهذاالتغييب, أعطاها معنى أعمق ولغة كونية باذخة,  تفتح أبواب التأويل على مصراعيه, لتكون لغةواسعة تنطلق للكون وليس فقط للمحيط المحلي أو العربي وهنا نرى أن الشعر من أسمىرسائله هو نقل رسالته للعالم أجمع .


وكما كتب أيضا القصيدة التعبيرية الفسيفسائية مثلاً كما في قصيدته " أزهار الليلك "

أزهارُ الليلكِعلى شرفتكِ والفجرُ الساطعُ في وجنتيكِ الورديتين وهذهِ السماءُ الشاسعةَ بزرقتها كعينيكِالفيروزتينِ , ستسافرُ الروح فيها . تتعطّرُ بفيضٍمِنْ أنفاسكِ الخرافيةِ , أسمعُ الأناشيدَ تتعالى في حصونكِ تستقبلُ خيولي , ما أوحشَالطريقَ إليكِ إذا كانَ مظلماً وبعيدا . ....! .

أن لغةالمرايا أو الفسيفساء .. وتعني بأن تمنح لكل لفظة أو تركيب مجازي , أكثر من صفةتعبر عنها وهذا ما نجده في " أزهار الليلك " فقد منحى اللفظة صفات عدةتوصل لها .
أنه أفق آخر يفتحه الشاعر لنفسه وللمتلقي ليبحر بعيدا في كنه المعنى وليعطي للمعنىمعان بلوحات عدة .

أن عمليةالتجدد التي أوجدها الشاعر في أسلوبه ومدرسته , ما هي إلا حالة إبداعية خاصةتتجاوز المألوف في مجتمعنا العربي .. وقد يُوجد الشاعر لغة يوصل بها ما يريدلمحيطه أو لعالمه العربي .. لكن الأجمل أن يبحث الشاعر عن لغة كونية تصل للكونكافة , بيسر وجمالية , بلغته وأسلوبه وصوره الشعرية الخاصة به لتشكل مدرسته الخاصة.
التي تكون بمثابة جسر يوصل بين العالم الداخلي للشاعر والعالم الخارجي , متخذا منإبداعه وبحثه الدؤوب المضني السبيل للوصول , أنه تعب ما بعده تعب أن يحمل الشاعرعلى عاتقه مسؤولية الوصول للمطلق  وهذا مافعله الأستاذ كريم .
أن قصائده الخمسة والعشرون ما هي هنا إلا لوحات عالية الفنية والشعرية تخرج منالروح لتصل للروح , لتتجرد من إظهار ذات الشاعر الخاصة إلى العام ..  للإيحاء بالرمز بروح مرتفعة الحس , متوهجةالتجلي , لغة تمسك اللحظة الشعرية المتدفقة بكل ألوانها  وأطيافها النورانية من غمار الانفعالات الشعريةالطافية للأعلى من فضاء الشعرية العميقة والألقة داخل الشاعر لحظة تبرق وتتوهج ..أنه فجر الذات الشعرية الذي قبض عليه الشاعر داخله .

هذا هو الشاعر كريم عبد الله في ديوانه وقصائده السردية التعبيرية البولفونية والفسيفسائيةالتجريدية ببساطة بعيدا عن التعقيد .. فلغته الرائعة هي ما يمكن القول عنها أنهالغة بلورية نقية بعيدة عن النحت بالأزاميل بل أنها لغة تفتح أبواب الفجر بكل جمال  .
    التشكيلية الشاعرة
رشا هلال السيد أحمد
ألمانيا . درزدن
في 30 . 8 . 2015 .

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف