الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دراسة تحليلية لـ" عندما تغني الملائكة "بقلم خولة الراشد رعاها الله

تاريخ النشر : 2015-08-31
دراسة تحليلية :
بقلم الأديبة الراقية الباحثة العلامة الأستاذة / خولة الراشد رعاها الله ..
عن نص الكاتب / سليم عوض عيشان ( علاونة ) ...
" عندما تغني الملائكة " .
---------------
أولا النص :

" عندما تغني الملائكة " ؟؟!!
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
=====================
( أخر ما جادت به قريحة الكاتب .. ولم يسبق نشر النص من قبل )
مقدمة:
" عندما تغني الملائكة " ؟؟!! لا تحكي حكاية فرد ... شخص واحد فحسب .. بل هي قضية الآلاف من الشهداء من الأطفال .. وهي قضية شعب وأمة .

إهداء خاص :
إلى روح الطفل الرضيع الشهيد / علي دوابشه .. الذي قامت شراذم المستوطنين بحرقه حيا داخل منزله مع أسرته بالكامل ..
( الكاتب )
======================

" عندما تغني الملائكة " ؟؟!!

" .. ما أجمل أصوات الملائكة وهي تغني لي أغنية الطفولة والبراءة الجميلة .
.. ما أروع أصوات الملائكة وهي تنشد النشيد الأزلي الأبدي وتعزف معزوفة الحياة والخلود الأبدية في جنات الخلد والعلا ...
.. هل تسمعين أغاني الملائكة وأناشيدها ومعزوفتها يا أمي ؟؟؟ هل تسمعين ؟؟!! .
كم يذكرني هذا وذاك بمعزوفة الحياة وانبعاثها عندما كنت جنيناً داخل أحشاءك .. فكنت أسمع دقات الحياة المنبعثة من قلبك الخفاق والتي تشبه سيمفونية الحياة الخالدة .
.. ها هي الملائكة من حولي تزفني وترقص من حولي رقصة الخلود السرمدية ..
ها هي تحملني بين أجنحتها تارة .. وعلى أكتافها طوراً .. وفوق ظهورها مرة ثالثة .
طنين أجنحتها الرقيقة الشفافة لا تشبهها موسيقى أو أغاني أو سيمفونيات البشرية كلها .. فهي غذاء النفس والروح الخالدة ..
ها هي تدور من حولي وهي تؤدي رقصات إيقاعية بديعة .. تحلق في السموات العلا بألوانها الزاهية البديعة النورانية .. فتدخل النشوة والسرور والسعادة إلى قلبي وروحي ...
ها هي تتسابق للاحتفاء بي .. والاحتفال بمقدمي ... وها هي أرواح الشهداء تنضم إلى الملائكة تشاركها الفرحة بهذه الاحتفالية الرائعة ..
حقاً بـأنهم حرقوني بقسوة وعنجهية ووحشية .. لقد حرقوا جسدي فحسب .. ولكن روحي ..لا .. ولم .. ولن ينالوا منها بالمطلق .. فهي أسمى من أن ينالوا منها بجهلهم وغبائهم وطيشهم ..
حقاً .. لقد قتلوا بي الطفولة والبراءة والحياة .. ولكنهم لم يدركوا كم أنا في النعيم في جنات الخلد عند مليك مقتدر في الفردوس الأعلى .
حقاً بأنني لم أقترف ذنباً يقتلونني من أجله بالمطلق .. و لكن .. منذ متى هم كانوا يحتاجون لذنب يرتكبه الأطفال أو الشيوخ والنساء كي يقتلوهم ؟؟!! .. فالقتل عندهم بلا ذنب ولا سبب ولا جريرة .. فهذا هو ديدنهم ودأبهم منذ بدء التاريخ .. .. فليس لديهم من وازع أو ضمير أو ذرة إنسانية .. وهذا ما يشهد به الكون منذ بداية الخليقة .
أماه ... لا تنتحبي .. لا تبكي .. لا تصرخي .. لا تولولي .. بل زغردي وارقصي وافرحي ...فلو أنت أدركت مدى السعادة الغامرة التي انتشيها ..
آه يا أماه لو سمعت نشيد الملائكة وغنائها .. آه لو أدركت روعة وسمو رقصاتها .. آه لو شاهدت جمالية حركاتها ... أماه ..
عندما أحرقوني .. وقتلوني .. كانوا قد قتلوا بي الطفولة والبراءة والخير والإنسانية .. ووأدوا السلام وإلى الأبد ..
فقلوبهم التي لا تعرف الرحمة ولا الشفقة قد تبلدت وتحجرت وفقدت أدنى مبادئ الإنسانية وأبسطها .
الملائكة التي تحفني من كل ناحية وتحيط بي من كل جانب لها رب وإله .. اسمه الله سبحانه وتعالى .. وهي تشهد على جريمتهم النكراء التي اقترفوها بحقي وحق الطفولة ... وسوف ينتقم الله منهم شر أعمالهم .. فإن الله يمهل ولا يهمل ...
فلا تنتحبي يا أماه .. ولا تبكي .. ولا تبتئسي بالله عليك ...
فما أجمل .. وما أروع أصوات الملائكة وهي تنشد النشيد الأزلي الأبدي وتعزف معزوفة الحياة والخلود الأبدية في جنات الخلد والعلا ...
.. هل تسمعين أغاني الملائكة وأناشيدها ومعزوفتها يا أمي ؟؟؟ هل تسمعين ؟؟!! .
كم يذكرني هذا وذاك بمعزوفة الحياة وانبعاثها عندما كنت جنيناً داخل أحشاءك .. فكنت أسمع دقات الحياة المنبعثة من قلبك الخفاق والتي تشبه سيمفونية الحياة الخالدة .
.. ها هي الملائكة من حولي تزفني وترقص من حولي رقصة الخلود السرمدية ..

(( انتهي النص .. وما زلات الملائكة تنشد النشيد الأزلي الأبدي وتعزف معزوفة الحياة والخلود الأدبية في جنات الخلد والعلا ...
.. ها هي الملائكة من حول الشهيد تزفه وترقص من حوله رقصة الخلود السرمدية .. ))
================


مقدمة
ــــــــــــ
تعكس ريشة الروائي (سليم عيشان) في قصته القصيرة (عندما تغني الملائكة ) الواقع الطفولي المأساوي بنبرة تراجيديَّة حادّة بتجسيده للوحات سوداوية قائمة على التقاط بشاعة الحرب ورسم وحشية العُنف
يُطالب الكاتب على لسان البطل الطفل الشهيد بحماية الطفولة ونبْذ الحروب والدَمار كما في قصته، واستبدال لُغة التّخريب والتّقتيل والتّنكيل بلُغة التسامح والمحبة والصداقة والسلام مشيراً إلى صوت -الملائكة-
غالبا تميل قصص الكاتب إلى انهيار بفعل قنابل فوق أجساد الأبرياء، وبالتحديد هذه القصة إلى طفل تغني له الملائكة وهو يحلق في السماء وتكاد ملامحه تشبه الملائكة قبل وبعد أن رحل لبراءته ونوره
وما أن يقرأ المتلقي القصة إلا ويتملكه أحاسيس رعب قاتل ُتدخله في شبه غيبوبة، لا يُخرجه منها سوى صوت الصغير الكرواني الآتي من الملائكة، يخيل لي ..أن الطفل يُدرك بأنه يمسك وجهه بيديه الحريريتين وينشد نشيد الملائكة بصوته من بداية المقطع الأول ، وهو يناجي أمه بالملائكة من هنا يبدأ الكاتب مع البطل بطفولته ليبحث عن مشاعر الطفل أليس هذا برائع؟؟.
* وبعد أن ( قرأت النص ) وتأملته أكثر من مرة وجدت من الأفضل أن أصطحب الأبطال معي وأعرفكم عليهم لتكونوا كذلك معي :
فتكون الدراسة أكثر وضوحا: من هم الأبطال ؟
.."البطل الطفل علي ، وهو يربط حوار بين الطفل والأم بواسطة الملائكة وذلك باستعارة جميلة من الكاتب ..يَستمع منها الطفل.. ويُسمع.. بها الأم "وشتان ما بين الاثنين... وهي المحاور الثلاثة التي يحرك بها الكاتب قصته .
كاتب يدوّن حُزنه على أوراق ممزقة
________________
يَكتفي القاص سليم بالصمت ، مُستخدماً موسيقى داخلية ليبعث الحماس والحزن والكآبة وهو تناقض ليثير الحنان، ثم يرحل دون أن يطالب بشيء ، ويدندن على معزوفة ممتلئة بالقهر ، يكتب حروفه على الأرض ويبكي وهو ينظر للسماء ، ويستحضر روح بالأمس كانت حاضرة ، يشاهدها ويتألم لها وبها ، دوما يبدأ بدمعة يخفيها عن القارئ ، وتمتاز كلماته بروحانية رشيقة متناسقة ، يحادث الروح بحروفه ، وهذا ما أقصده عندما ذكرت أنه يشق الأوراق ، " فالهم هو أكبر حمل " فكاتبنا يحمل حملاً يسمى الحزن والألم ، ويتعرض لحدث واقعي يكتبه بخياله في مشهد وقصة قصيرة تكاد تكون نثرية شعرية،تجذب بها القارئ برومانسية المناجاة والفراق يحلق بها الطفل وهو يستمع لألحان الملائكة وهو يسمعها أمه ، فكيف لا نقرأ حروف تكاد الأوراق تصرخ لألمها حتى تتمزق ! فالمناجاة لا بد منها ورغم أن الطفل غاب إلا أنه حاضر لذا كاتبنا يبدأ بألحان يناجي فيها صوت البطل الملائكي بقلمه الذهبي الروحاني..

المعنى اللغوي
والاصطلاحي
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما: ( اسم )
وهو ظرف مركّب من ( عند ) و( ما ) المصدريّة بمعنى : في الوقت / أي أن العنوان جملة فعلية..تعجبية وبهذا نجد الكاتب يبدأ قصته / مندهشا
في المصطلح : الملائكة اسم : وهي جمع مَلاَك ومألك و مَلأَك
: المَلَكُ ؛ مفرد ملائكة ، مخلوقات أنشأها الله من نورٌّ
العنوان : نستدل به على المكان ، والزمان ،
ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة
تغني: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أو (البطل)أو (له)
الملائكة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة
- لغة القصة : سهلة مسترسلة ، أي لم يستخدم الكاتب مصطلحات قوية ، لأنها تبدو وكأنها خطاب للناس ـ ورسالة يذكر فيها من البداية أنها قصة حقيقية لذا لم يستخدم لغة صعبة بالإضافة أن القصة القصيرة من شروطها أن تكون بسيطة.
يبدع الكاتب في ألحانه وإخفاء دمعته ، والجمع بين الفرحة والحزن وبالطبع في هذه الحالة مهم لأنها إهداء لروح ميتة ، الحقيقة أن -العنوان- هو الذي جذبني ولأنها قصة يبدأ فيها الكاتب مع البطلة حياته وهو يغني معها أنشودتها الأخيرة ..
عَمَلٌ سَرْمَدِيٌّ :- : دَائِمٌ ، أَبَدِيٌّ . :- أَوْرَثَهُمْ عَذَاباً ثُمَّ فَنَاءً سَرْمَدِيّاً وفي المحيط الأطلس :
وفي التنزيل العزيز : القصص آية 71 قُلْ أَرَأيتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ
الطَّنينُ : ضرب من الأصَوات كصوت الناقوس والعود.. دَنْدَنَة , رَنِين , والمضاد: صَمْتٌ , هُدُوءٌ ،
شراذم شِرْذِمَةٌ مِنَ النَّاسِ :- : جَمَاعَةٌ مِنَ النَّاسِ .
الشعراء آية 54 إِنَّ هَؤُلاَءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ . سورة الشعراء
ا3-ا لإضاءة والعنوان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أتوقف عند العنوان الذي يعيدني للحقيقة .لأتساءل:
هل أعطى الكاتب هذا العنوان حقه بقدر ما يقدمه من مرتكزاته الإبداعية والجمالية والخيال..من العنوان إلى النهاية ؟
الإجابة : نعم لأنه يرسخ بناءً سرديا في جنس ذاته بحمولة لا تنشطر عن أسلوبيته لغة وصورا وتخيلا يعصره بعصارة الواقع والحدث. هذا الذي تبين لي
(عندما تغني الملائكة ). عنوان رائع يجذب القارئ ، الحقيقة أنه لفت انتباهي، يحمل جزء جميل من القصة فالكاتب يخفي الدمعة حتى تتدحرج منه حزن مغلف بنور ساطع ليلبس البطل ثوب الفرحة ...فيجر (الشهيد علي) بالطفل.. والأم إلى الحوار برفق ولين في الوقت والزمن المناسب ، فالفصل لا بد منه هنا وهو.. واجب في العنوان /عند/ ما/..حينما استخدم ( الزمان ) وألحقه به فصار العنوان" جملة فعلية " لأن الميم مقترنة بعند.. (عندما تغني له الملائكة رحل " هكذا نفهم من العنوان وعليه نقرأ القصة. فالملائكة هم نور يسطع من وجهه بهذا نفهم أن الطفل يعود لملكوت السموات.. وستدلنا النهاية لمن تغني الملائكة هل للفاعل المستتر أم لشيء متعلق به !

الحوار والشخصيات
___________
المتأمل للقصة، بإمكانه أن يحدد بدقة أن أمامه قطعة من ظاهرة فنية وليس تسجيلاً لحوار حقيقي أو قصة من الحياة المعاشة
فالحوار في القصة ينمو مع نمو الأفكار والمواقف، إن الكاتب يثير نقطة ثم يتركها، ثم يعود إليها ثانية ثم يتركها ثانية ناقصة، ولكن يعود إليها ثالثة متنقلاً بها من مقطع لآخر ، وكل مرة يحفر فيها أعمق ، وتتخذ النقاط في الحوار نسباً متباينة من الإضاءة في تقديم القصة، فثمة نقطة خافتة تتبعها نقطة مضيئة بنقطة خافتة، لتعود لنقطة أكثر إضاءة، وهكذا يتحول الحوار إلى سلسلة مشعة متوهجة من نقاط تتراوح بين إضاءة وخفوت ، فيتحقق تناغم في سياق الحوار يشبه التناغم الموسيقي.
وبهذا نجد في كل سطر مشهد يترجم حوار المشهد الآخر ليتوسع الكاتب في الخيال ويضيف دون ملل ، فالقصة القصيرة مساحتها أوسع من الومضة وواقعية أكثر ، تلتصق بالمجتمع والحوار فيها سريع ، و نجد أن الكاتب في لحظة يتحدث مع الأم ، فيخيل لنا وكأنه بالفعل يجلس بجانبها ويخاطبها وهو يعزي نفسه، وكما ذكرت هي موسيقى داخلية تثير الأحاسيس يهتز الضمير بها ويبكي كل قارئ يشعر بالألم بصورة لينة متجه للإيحاء عن طريق التعجب وغناء الملائكة التي يُكَرِّرُهَا وَيرَدِّدُهَا لإقناعِ نَفْسِهِ وإقناع المتلقي وذلك بلسان الطفل .

أما الشخصيات :والترقيم:
______________
1-: يلتزم الكاتب بالترقيم كعادته : فيستخدمه..في الاستجواب والتعجب والتنقيط وهنا نجد أن البطل ترتفع نبرة صوته ثم تنخفض مع النداء.. والغناء.. وهكذا...فتقوى القصة ويشد بها حبال الملائكة فيبتسم الابن أو الطفل .
بهذا أستند على أن الأبطال في هذه القصة كما ذكرت سابقا
الابن .. والملائكة ، وشخصية الأم المتمثلة بالملائكة
والحوار سيكون ( فردي ) بين الأم وبين الطفل الذي ينطق بواسطة خيال الكاتب الواسع وبواسطة الملائكة . وهي التي تجذب القارئ والمجتمع لمشاعر القصة الواقعية التي تبدو كخيال.

2- بهذا نستدل إلى الأمكنة عن طريق الشخصيات وهي جنات الخلود ، والأبدية هي الزمن ، ليكشف لنا الكاتب أنه يتحدث عن طفل رحل ، وعن الحياة والذكريات وهي أماكن مؤقتة زمانية ..
من جنات الخلود الأبدية والحياة والموت. وإذا ما ربطنا الحوار معهم نجد أن الكاتب اضطر أن يجعل الحوار فردي .. فنكتشف لأن البطل -شخص-
أما شخصية الأم يصنعها دون أن يحدد مكانها إلا بإيحاء من المتلقي، تساعده لإيصال صوت الطفل كرسالة
3- أما هدف القصة : هي الإنسانية ومسح الشر بالخير وتخفيف الحمل عن أهل الشهيد والأصل هو الإهداء.

الروح البلاغية
ـــــــــــــــــــــ
1- يتمثل الكاتب بتعابير وملامح الاندهاش التي يُلبسها أبطاله بحبره، ليفجر شلال حبره فيسمعنا أصوات تغني بها الملائكة فيستعير الحبال الصوتية من المحكي عنه الطفل والملائكة شيء منه والرسالة للأم ، فيبهرنا بأسلوبه مع الأبطال و(استعارته معاني) من الحياة للرحيل والعكس وهنا يبدأ.. بالتناقض وتتزايد المعاني البليغة عن طريق الخطاب الموجه من الطفل لكل أم .
ويؤكد لنا أن نور يسطع من وجهه وجمالٌ لا يوصف ولا يُلمس لأن روحه تحتضر بابتسامة الوداع والنور والضياء
2- باعتقادي أن الكاتب ابتلع اللفظ في العنوان فلم تكتمل الجملة وهو مضطر لذلك وإلا كانت مجرد خبر ، لذا أردت أن تجعل من الفعل الماضي (اسم فاعل )
هو استعظام فعل فاعلٍ ظاهر. فجاء أسلوب التعجب يدل على تميز وشيء بصفة تثير (الإعجاب والدهشة بالمعنى).
3- جاء (التعجب) من بداية القصة/ ما/التي يكررها التعجبية للنهاية :
وهنا تستعير في القصة من الخيال الملائكة ، ليختفي الإنسان بريشة الكاتب، .. فتستعير صفات الملائكة لتلتقط الصدى والروح / فتصف صوت الأم بشيء مميز وإن لم يكن هو وإن لم يسمع ولكنك تشير إليه بمثل الملائكة.
4- (تشبه) شيء لتخفي الفعل خلف( ستار الضمائر) التي تكررها في الحوار وبالطبع المفعول به يساعدك على (التخفي )والتلاعب (والغناء والانطلاق)،

* مثال: يقول
" .. ما أجمل أصوات الملائكة وهي تغني لي أغنية الطفولة والبراءة الجميلة .
.. ما أروع أصوات الملائكة وهي تنشد النشيد الأزلي الأبدي وتعزف معزوفة الحياة والخلود الأبدية في جنات الخلد والعلا ...
يفتتح المقطع الأول بالجمال وترتفع نبرات صوته مع "ما " تعجبية مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ أجمل / أجمل : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هي
جامد لا تحتاج لوصف " الملائكة " أجمل : فعل ماض جامد مبني على الفتح لإنشاء التعجب ، إذا الاستنكار جاء بعده تعجب أصوات ، أفعال : أي أنه يصف بها صوت الضمير الملائكة مفعول به منصوب ، /هي : ضمير القصة/ وهي مبنية على الفتح وكأنه يقف أمام جمهور يسمع أغنيته وشجنه (وقد تعود للأم) فيزخرف قصته ويحفها بالخيال ليخفي الواقع

*نفهم من هذا أن :
أن الكاتب ينجح في إيحاء العبارات والكلمات، وجِدة الخيال، وبدت قدرة المبدع تسيطر على صياغة أفكاره وهو يستحضر بها خياله للحدث فيحولها لمشاهد متجددة، وتعابير معنوية

*القصة تحمل الكثير من الموسيقى الداخلية والغناء والكلمات المتضادة والاستنكار والاستعجاب من العنوان للنهاية مصطحبا معه الاستعارة حتى نكاد أن نرى ملامح الدهشة وهو يحفرها بقلمه ويرسلها للأبطال حتى النهاية ليقذف القصة والإهداء للمتلقي والقارئ فتزداد الدهشة وتتقافز المعاني ، إن كل هذه المعاني البليغة ساعدت الكاتب على أن يتلاعب بأبطاله ويصنع لهم عش سعيد يمسح به دموع الحزن عنهم وعن القارئ بل عن حبره الذي يقطر قهرا وينزف دموعا فكلما ارتفع بالمعاني ازدادت القصة دفئا وجمالا وبلاغة وروعة وذلك بقدرته على صياغة الأفكار، والتعبير عن المعاني بصورة متماسكة .

فالخيال تمثل في الطفل والملائكة والموت الذي حوله للحياة ثم عاد به للحياة فساعدته الروح البلاغية لديه على حبك القفلة لتكون ( الروح هي الملائكة)
بينما الإيحاء والتشبيه صور به الملائكة بإبداع دون أن يشعر القارئ أنها استعارة للمحكي عنها مشيرا إلى الملائكة ومن الواضح أنها الأم فشبه صوت الملائكة بالأم دون أن يذكر فتخفى بها ولم يختفي البطل أو الشهيد وإلا كيف استطاع أن يسمعها ويسمعها ويسمع القارئ قصته بغض النظر من هي الروح ؟؟ .

ويقفز الكاتب من الروح البلاغية إلى
المستوى الشعوري :
أو بما يسمى الدراما والحركة التي يستخدمها عن طريق الحواس الخمس ليعلو وينخفض بأوتار قصته من البداية مرورا للوسط للنهاية لعودة الطفل للحياة بروحه التي يكتبها، مضيفا إليها الحاسة الأدبية أو الخيال الواسع لدى الكاتب ، ليثير بها عاطفة جياشة لدى البطل فيعبر عما يجيش في نفسه من مشاعر وأحاسيس،من خلال التجربة الشعورية في هذا العصر والصراع العالمي عامة وخاصة في وطنه ومع الطفل علي ، فينطلق من ذاته ومع البطل والقارئ إلى عالم أوسع من الكون.

أما المستوى الشكلي للقصة
__________________
نجد أن الموسيقى بالطبع داخلية كقصة لذا ساعدته على العلو والاستمرار بنغمات متزنة وكأنه يلحن على لحن الألم والحياة بلحن لم يسمعه بشر فيجيد بذلك اللحن الداخلي وهو لحن يسمعها الطفل لأمه لأنه سمعها من قبل أن يولد ، من هنا نصطدم مع خيال الكاتب لتتحول القصة للواقع في المقطع الأخير وندرك أنه يحاكي الإنسانية والأمومة والبراءة بلحن داخلي والنبض وتكوين الإنسان منذ أن كان نطفة إلى أن صرخ صرخة الحياة التي ودع بها عمره وبعث من جديد. فالجو النفسي في قصة عندما تغني الملائكة لدى البشر والشعور بالحزن بدموع الفرح نصل به إلى الظالم والمظلوم ونتعرف عن سبب القتل والعنف . فينجح في التناسق والاتزان وذلك بالتزامه في كل فقرة مشهد يتوسع به عن الآخر ثم يضيق ليتجدد الحوار بالحدث فيختفي ثم يظهر ويستمر على هذه الحالة لنصل إلى القفلة ونتعرف إلى أين يتوجه بلحن الطفولة وإن هو في السماء يحلق، ونُفاجأ بصراع أعجب هو الحياة وكأنه يصف لنا طبيعة الإنسان وكيف يبعث منذ أن خلق ولكن باختلاف الخلق والأخلاق والتاريخ والعرف التي تخضع لعدة قوانين باختلاف الفئات العمرية والزمنية والمكانية وهو يحمل معه ميزان العدل ويشهد ليمحي الشر ويرتفع ميزان الخير .

الحواس:
الكاتب (يستخدم الحس والحواس) من السمع والصوت ، ليكرر/ ألا تسمعين صوت/، بل نجد أن الحاسة السادسة الخيال واسعة لدى الطفل
والتناقض يتوفر بكثرة : يتحدث عن الحياة والموت ، ويفاجئنا بنهاية القصة أن الطفل حيّ وأن الروح هي التي يتحدث عنها
أما المشاعر يستخدم البراءة ويستخدم القوة ، الشر والحب ، الظالم والمظلوم أي أنها مشاعر متناقضة
الماضي وعلاقته بالحياة : الحياة والذاكرة ليعود للماضي ، ليصل إلى الطفل .

يستعير الكاتب من الملائكة صفات الأم وهي الجناح والأكتاف ، هنا يصف الكاتب الملائكة وكأنه يصف الأمومة
ثم نجده يتحدث عن الواقع الطفل ويصف الملائكة بالبشر بأن غناءها ليس كغناء الذي نسمعه من خلال الآلات الموسيقية يخبرنا أنه يستمع إلى صوت لا يشبه هنا يخفي الكاتب على القارئ الصوت عن القارئ ذلك الصوت الذي لا يسمعه إلا الأم عندما كان في أحشاءها أو صوت الجنين ، ونبضه من خلال الأم .
الألوان وعلاقتها بالروح
______
(ويستعين بالألوان ) : من خلال السموات فيتخيلها القارئ شفافة زرقاء بيضاء كالغيوم نورها ساطع أي نستطيع أن نفهم منه أن ألوانه فاتحة وهذا يدل على التفاؤل
الروحانية : ويبدأ يتحدث عن الروح وأنها هي الغذاء والسعادة هي في القلب
وتظهر لنا شخصيات أخرى يطل الطفل من نافذته إلى الشهداء وكأن الكاتب يصف من خلال حوار الطفل الشهداء أين يسكنون هنا يقف القارئ أمام القصة ليقشعر جسد القارئ من غناء الطفل وحواره ليخبرنا حال كل شهيد لكل عائلة فقدت جسد وروح من حياتهم وكأنه يطمئن أهل الشهيد على أبنائهم .هنا يوصل البطل الطفل في حواره من خلال مشاعر الكاتب وخياله وتجارب الكاتب في وطنه من معاني دينية ودنيوية .

الحركة : وعلاقتها بالحياة والموت
___________________ :
استخدم الكاتب سليم الدوران الحركة ها هي تدور حولي ، حول : ظرف مكان منصوب ليعود بها لما هو عليه.تتسابق كلها حركات تؤدي رقصات عن طريق المكان
سواءً في السماء أم على الأرض لكنه يقول من حولي أي أنه يحدد المكان الذي يرقص فيه دون أن يحدد الزمن لأن الزمن مجهول غير أنه بالنسبة للطفل أبدي وبالنسبة لأهل الشهيد الروح لا تموت .
وعندما يعود للحياة في النهاية ليخبر أمه أنه ما زال يعيش وسيظل يعيش معها وإن كان في السماء ليذكرها أنه يشفع لها..لذا يعود بها للغناء وللعنوان ونربط ذلك أن النهاية لم تكن نبض توقف إنما هي الحديث عن الحياة ومصير كل إنسان وأمه فهو لا يموت بروحه والغناء هو الفرحة والاستشهاد لذا هو في كل لحظة ينبض ثم يختم النهاية وكأنه سيعود بجزء ثانٍ ولكن ذلك الجزء قصته التي لا تموت وبهذا نفهم أنه يتحدث عن( البعث والحياة والموت ) وكيف أن الروح تنتقل من مرحلة لأخرى لتولد من جديد إلى أن تصل للأبدية ، لنكتشف أن الملائكة( هي الروح والطفل هو علي والأم هي روح الطفل).أو علي .

الخلاصة:
ـــــــــــــــــــــــــــــ

* يُعيد القاص سليم عيشان ترتيب قصته ( عندما تغني الملائكة) ليستحضر الخيال الروحي والجمال الملائكي والغموض ويفاجئنا أن الخيال واقع حقيقي ، فينجح بإيصال القضية وفي تخفيه وراء الأبطال ، يحافظ على قوة حضور القارئ بنسجه وسرده للقصة ،بينما الدهشة والتعجب والضمائر تتكاثر في النص وفي كل تحركاته ، إلى درجة أن الكاتب كأنه يلاحق الأبطال بأسلوب ملفوظ سردي ويتفوق بالتمثيل الحركي الصامت من خلال الحوار، الأمر الذي أكسبه بالانفتاح على آفاق جديدة يحلم بها ،يملأ بها محبرته ويجر الأبطال بقلمه وهو حمل ثقيل ، ركز فيه على ساعة الرحيل الملائكي بالولوج إلى عوالم داخلية فتمكن من الحوار بلغة شعرية غنائية قصصية جميل جدا، وذلك ليغرق في قاع حسي رومانسي ..ويظل البطل أو الطفل /علي/ بقلم الكاتب يحلم بمدينة عادلة حالمة على لسان .(الكاتب سليم )والدليل حواره مع أمه في نهاية القصة والغناء الملائكي والأنشودة الخالدة التي يعيدها الكاتب للعنوان ليعطي نوع من التفاؤل ، إن كل هذه العوامل تلتصق معا فتتوفر في القصة عناصر الالتحام ، وذلك في تحقيق الترابط بين بداية النص ونهايته وبنيته فينجح الكاتب سليم عيشان في تحقيق ذلك من خلال مجموعة من الظواهر التي تعمل على تحقيق الاتساق ، والعبور للمكان من خلال الزمن، ويبدع حينما يتحدث عن الحياة الدنيا والآخرة ، نجده قد ربط قصته بحاله المتينة وفكره ، تسلسل الأمكنة والأزمنة المؤقتة والدائمة لتكون قصة خالدة وأرضية.. حتى استشهد الطفل وعاد لأحشاء أمه .. ، لذا يتابع قصته مع أمه ويحاول البطل أن يجد مكان الطفل وكأنه يسمعها ولا يراها وهنا يستخدم البطل في أجمل وأروع (مشهد حينما يستمع لنبض أمه )وهي تحمله على كتفها إلى نبضها فيربط الحنين بالصوت الغنائي بالملائكة..حتى تظهر الحاسة السادسة لدى البطل وهي إحساسه الروحي للطفل بالإيحاء، هذه القصة (حساسة )جدا نجد أن الكاتب اعتمد فيها على ( الحواس ) بصورة مغناطيسية مع أبطاله وهذا إبداع يحولها الكاتب لقصة ليملأ كأسه الأدبي وقصة تذرف بالدموع حتى الغناء .. لذا وفق وأجاد في اختيار العنوان وذلك ليبني للبطل الشهيد مكان من اللحظة الأولى ويكوّن عرشه .. " عندما تغني الملائكة" ..حركية واقعية خيالية اجتماعية درامية سياسية تاريخية دينية تقشعر لها الروح الإنسانية إلى درجة أني تجرأت وحللتها.. لذا هي قمة الإبداع .. أهنئ كاتبنا سليم عيشان على هذه القصة الجميلة والتي تجمع بين المغنى والمعنى ، كما أصافح الطفلة والأبطال بتحية وسلام
كم يذكرني هذا وذاك بمعزوفة الحياة وانبعاثها عندما كنت جنيناً داخل أحشاءك / هنا نمسك بالرمز الذي يؤدي بنا إلى القفلة لتعود الروح للعنوان ، هنا يعود الطفل لأحشاء أمه وكيف يبعث عندما كنت جنينا داخل أحشاءك كنت أغني معك كالملائكة وأنت تحمليني والآن أغني لك لأشفع لك لذا أنا معك وإن انفصل جسدي عن الحياة سأظل معك .

أتمنى أن أكون قد أوفيت واستوفيت وإن أسهبت ..
انتهت الدراسة ولم تنتهي فكل قصة خالدة وهذه الدراسة تطل من نافذة الحياة إلى أبدية الأدب فهو نص خالد و قراءة ترتوي البقاء لشهداء الأمة
__________________

الدراسة : بقلم خولة الراشد
القصة : بقلم سليم عيشان
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف