الأخبار
قرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزة
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

"طلعت ريحتكم"بقلم : حمدي فراج

تاريخ النشر : 2015-08-31
"طلعت ريحتكم"بقلم : حمدي فراج
معادلة     "طلعت ريحتكم"                                 
    31-8-2015

بقلم : حمدي فراج

   حققت المظاهرات الاحتجاجية اللبنانية التي نظمت مؤخرا في بيروت والتي ادرجت تحت شعار "طلعت ريحتكم" نجاحا ملحوظا في العدد والعدة ، وكانت القشة هذه المرة التي قصمت ظهر البعير ، متعلقة بأكوام القمامة التي تراكمت في شوارع المدينة الجميلة ، فانتزعت ، كل منحى جمالي ، و خلّقت لدى البيروتيين خصوصا ، واللبنانيين عموما ، شعورا  عاليا بالمهانة والصغار والاحتقار ، وكأنهم وحدهم دون غيرهم من يخرجون فضلات ويخلّفون قمامة وقاذورات .

  ورغم ان العديد من المثقفين العرب ، حذر من مغبة ربط النضال الشعبي اللبناني ، بهكذا موضوع تحقيري توسيخي تزبيلي ، الا ان الجماهير لم تأبه بذلك ، وكان جل همها ان تثور ، بغض النظر عن المحرك والباعث ، فهناك عشرات القضايا الجوهرية العالقة التي يعاني منها المواطن اللبناني منذ عشرات السنين ، دون ان تجد لها حلا حقيقيا  ، ومن بينها انتخاب رئيسا لهم ، لعذر اشد قبحا من الذنب ، متعلق بموافقة السعودية عليه .

   لقد كان لاختيار الشعار "طلعت ريحتكم" الاثر الاكبر في نزول الناس  الى الشارع ،  رغم ملاحظة غياب الاحزاب عن هذه التظاهرات في البداية . كان الشعار واضحا  صارخا فاضحا ، قصيرا بكلمتين ، مفهوما (بالعامية) ، بحيث لا يتعذر على الجماهير الشعبية فهمه وهضمه ، وبالقدر الذي نجح في ان يلف هذه الجماهير من حوله ، نجح في استثارة الاستفزاز لدى الحكومة ومكوناتها ومقوماتها ، ولهذا سرعان ما ذهبت لقمع المتظاهرين بشدة ، اسفرت عن جرحى بالعشرات .

  لقد شعرت هذه الجماهير ، بهذا الشعار الصارخ ، انها ليست امام حالة تجميلية او تكتيكية او سياسية ديبلوماسية  تذر مزيدا من الرماد في عيونها ، ولهذا شعرت انه يمثلها وتتماثل به ، وانه شمولي غير تجزيئي ، لا يستثني هذه الجهة او تلك .

    وبالتأكيد ، فإن هذه الجماهير العريضة ، تدرك ان معركتها قد ابتدأت ، وان شعارها "طلعت ريحتكم" لا يقتصر على اكوام القمامة ، التي سرعان ما ذهبت الحكومة لرفعها ونقلها والتخلص منها ، لآن الجماهير تدرك انها يجب ان تتصدى للأسباب ، لا للنتائج ، لمكامن انبعاث الرائحة  الكريهة ، لا للمكرهة او للكومة ، للمستنقع الاسن ، لا للمستنقعين ، الذي استمرى قادة لبنان العروج عليه واستسهلوا المكوث فيه .

  ان الطائفية في لبنان ، هي هذا المستنقع ، وهي التي مزقت نسيج هذا الشعب العريق  عدة مرات ، وهي التي تقف وراء معظم مشاكله المفتعلة  ، بما في ذلك عدم التمكن من انتخاب رئيس ماروني ، ومسلم سني للوزراء ، ومسلم شيعي للبرلمان ، وهي بالتالي المسؤولة عن تفشي الفساد في البلاد  والزبالة في الشوارع .  بل هي المسؤولة عن تفشي كل ادران الفكر الاصولي التكفيري الاجرامي في بلادنا . الا اذا اعتقد البعض ان زبالة الشوارع أكثر خطرا من داعش واضرابها . 

 

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف