الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الأزمة الدولية و العربية والتأزم الفلسطيني بقلم منصور أبو كريم

تاريخ النشر : 2015-08-30
الأزمة الدولية و العربية والتأزم الفلسطيني بقلم منصور أبو كريم
الأزمة الدولية و العربية والتأزم الفلسطيني !!!

تعاني الأراضي الفلسطينية والنظام السياسي الفلسطيني بكل مكوناته الحزبية والفصائلية ، وبكل مؤسساته السياسية والتشريعية والقضائية من حالة تأزم شديدة  ومعقدة خلال هذه الفترة المصيرية من تاريخ الشعب الفلسطيني و نضاله الطويل ، نظراً لتداخل مجموعة من الأسباب و العوامل الداخلية والخارجية التي أصبحت تلقي بظلالها على الحالة الفلسطينية منذ سنوات , نظراً لفشل خيار التسوية والمقاومة في الوصول إلي أهداف الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .

إلا أن الأزمة الفلسطينية المستعصية على الحل ، هي بكل تأكيد جزء من الأزمة العربية والدولية الأشمل والأكبر، فالأزمة الفلسطينية وحالة التشتت والضياع التي وصلت لها القضية الفلسطينية بعد انسداد الأفق السياسي من جانب ، وأزمة المقاومة من جانب آخر ، وتعمق حالة الانقسام الفلسطيني ، فهي بكل تأكيد ابن شرعي للازمة الدولية والعربية التي يعاني منها المجتمع الدولي والنظام السياسي العربي علي حد السواء .

فالنظام السياسي العربي أصبح يعاني منذ سنوات ليست بقليلة من أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية كأحد مخلفات حقبة الاستعمار الأجنبي للمنطقة العربية ،الذي ترك البلاد العربية في حالة من الجهل والفقر والتخلف بعد ما قام باستنزاف موارد  وخيرات هذه البلاد لصالح مواطنيه . وهذه الأزمة العربية التي قد ظهرت بشكل واضح وجلي خلال الفترة الأخيرة التي أعقبت ما يسمي (بالربيع العربي ) والتي أطاحت بعدد من الأزمة العربية وتركت الوطن العربي في حالة من الفوضى السياسية والأمنية والاقتصادية نتيجة لتداخل مجموعة من العوامل والأسباب التي أصبحت معلومة للجميع ، والتي يحاول استغلالها بعض الأنظمة الدولية والإقليمية  لضمان تنفيذ مشاريعها في المنطقة بهدف ضمان استمرار سيطرتها  وهيمنتها على موارد وخيرات هذه المنطقة على المدى القريب والبعيد .

فعند النظر إلي الحالة العربية  وتشخيصها نجد أن الإقليم العربي والنظام السياسي العربي بشقه الرسمي والشعبي  يشهد حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي ، فالأزمة السياسية في اليمن على أشدها بعد ما أصبح اليمن يعيش في حالة فوضي عارمة ، بعد محاولات جماعة الحوثي السيطرة علي اليمن في إطار التمدد الإيراني بالمنطقة , وهناك الأزمة الليبية وسيطرة الجماعات الإسلامية على المدن والمحافظات في ليبيا , التي أصبحت تشكل خطراً وتهديداً للأمن والاستقرار في ليبيا والدول والمجاورة , خصوصاً بعد إعلان هذه الجماعات الانضمام لتنظيم  داعش ،

بالإضافة إلي الأزمة السورية "أم الأزمات", التي أصبحت تشكل تهديداً علي الدولة السورية والجغرافيا السياسية السورية بعد تقسيم الوطن السوري بين (النظام السوري والمعارضة ), والتي أصبحت توثر بشكل كبير على اللاجئين الفلسطينيين بسوريا ، بالإضافة إلي الأحداث الأمنية السياسية التي تشهدها مصر بعد عزل الرئيس مرسي وسقوط الإخوان،  خصوصاً في سيناء والقاهرة  والمدن الكبرى والتي تؤثر بشكل كبير علي الامن والاستقرار في المنطقة نظراً لحجم مصر السياسي والثقافي والحضاري في الاقليم .

والحالة الفلسطينية ليست بعيدة عن الأزمة الدولية ، التي أصبح النظام الدولي يعاني منها خلال الفترة الأخيرة ، فالوضع في فلسطين يتأثر ويؤثر في الوضع الدولي بالإيجاب والسلب على حد السواء ، فالنظام الدولي خلال الفترة الأخيرة يمر بمرحلة انتقالية بكل معني الكلمة .

لأنه النظام الدولي في الوقت الراهن  ينتقل من نظام أحادي القطبية تحت سيطرة ونفوذ الولايات المتحدة الأمريكية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وسقوط الكتلة الاشتراكية وانتهاء الحرب البادرة ، إلي نظام متعدد الأقطاب ، بعد ظهور تحالفات اقتصادية وسياسية جديدة (مجموعة البريكس) ، مما ساهم في بروز مجموعة من الأزمات السياسية والاقتصادية نتيجة عودة مظاهر الحرب البادرة من جديد ، فكانت الأزمة الأوكرانية تعبير جدي عن مدي التغير في النظام الدولي ، خصوصاً في ظل تراجع دور الولايات المتحدة الأمريكية وفشلها في التصدي لخطر الإرهاب  والجماعات الإرهابية ، مما شجع بعض الدول على التمرد على النفوذ الأمريكي في المنطقة .

لذلك فان حالة التأزم في الساحة الفلسطينية هي جزء من الأزمة الدولية والعربية التي تؤثر وتتأثر بها القضية الفلسطينية , لأن أحداث فلسطين ورغم صغر مساحتها الجغرافية، لها صداها في العواصم الإقليمية بل والعالمية وعلى رأسها العواصم الغربية والإدارة الأمريكية.

لذلك فأن الأزمة التي يعاني منها المجتمع الدولي والنظام العربي الرسمي والشعبي , التي أصبحت تلقي بظلالها على القضية الفلسطينية وتساهم إلي حدا كبير في إطالة عمر الأزمة الفلسطينية مسئولة مسؤولية مباشرة عن تأزم الوضع في الحالة الفلسطينية على المنظور القريب البعيد رغم كل خطايا والفلسطينيين بحق أنفسهم .

 فالنظام الدولي الذي يقف متفرجاً علي جمود عملية السلام والإجراءات الإسرائيلية المنافية لمبادئ عملية التسوية و قرارات الشرعية الدولية , مسئول مسؤولية مباشرة عن حالة التأزم في الساحة الفلسطينية بعدم قيامه بما يتوجب عليه من إجراءات لدفع عملية السلام الي الامام ، وإجبار إسرائيل على وقف الاستيطان وهدم المنازل وتهويد القدس ,بهدف الخروج من عنق الزجاجة .

 والنظام السياسي العربي الذي يقف مكتوف الأيدي أمام حالة الانقسام والتشتت في الساحة الفلسطينية هو أيضا مسئول مسؤولية مباشرة عن حالة التأزم والتشتت في الساحة الفلسطينية بعدم قيامه بما يتوجب عليه عربياً من اجل تذليل العقبات أمام انجاز المصالحة الفلسطينية وتوحيد الصف الوطني الفلسطيني بهدف مواجهة التحديات  .

لذلك يتوجب على المجتمع الدولي والنظام السياسي العربي العمل بكل جهد لمساعدة الشعب الفلسطيني على تجاوز المأزق الذي وصلت إليه الأوضاع سواء في قطاع غزة أو بالضفة الغربية قبل فوات الأوان والا فان الامور تسير من سيء الي اسوة .

بقلم /منصور أبو كريم

باحث في الشؤون السياسية
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف