الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الأمن و الطبيعة في الغردقة .. هل بدأوا في التأكل!! بقلم وائل المهدي

تاريخ النشر : 2015-08-30
الأمن و الطبيعة في الغردقة .. هل بدأوا في التأكل!!  بقلم وائل المهدي
الأمن و الطبيعة
في الغردقة .. هل بدأوا في التأكل !!

كتب / وائل المهدي

أي بلد أو مدينة تريد أن تضع أسمها علي الخريطة السياحية العالمية يجب أن يكون لديها ركائز و مقومات أساسية و أهمها الأمن ثم الطبيعة ، و إن كان الأمن في المقدمة لأن في وجوده يكون الاستقرار و البناء ، و بدونه لا إستقرار و لا عمار حتي و لو وجدت بقية المقومات و منها الطبيعية الربانية و الثروة الطبيعية .
و مدينة الغردقة أنعم الله عليها بطبيعة ربانية خلابة من خلال موقعها الفريد المتميز المحتضن بين سلسلة جبلية و ساحل البحر و ما يحتويه من جزر متعددة و شعاب مرجانية غنية بالأسماك النادرة الأشكال و الألوان ، بالإضافة للطقس المتميز و شمس الشتاء الدافئة و الطقس الجاف الذي ميز مدينة الغردقة عن بقية محافظات مصر و كذلك ميزها عن بقية مدن العالم ، فكانت محط أنظار العالم و صارت قبلة لكل من يهوي الغوص و عالم البحار و الهدوء و لكل من يفتقد دفء الشمس في الشتاء .
و لكن دائما اليد البشرية تفسد الطبيعة اذا زادت إستخدامها ، مع تزايد النشاط العمراني و بناء القري و المنتجعات السياحية علي شواطيء مدينة الغردقة و هذا كان أول خطأ في حق الطبيعة و هو البناء في حرم البحر و علي الشواطيء مباشرة ، لدرجة انهم قاموا بردم مساحات كبيرة من البحر ليقيموا عليها الفنادق و القرى السياحية و يعد ذلك جريمة في حق الطبيعية نتج عنها موت و تدمير للبيئة البحرية علي ساحل مدينة الغردقة ، و تلاها بعد ذلك زيادة في حركة الأنشطة البحرية في الجزر و فوق الشعب المرجانية و ادي ذلك لتدمير كثير من الشعب المرجانية التي تحيط بالجزر التي هي مزار للسياح الأجانب و بذلك تأكلت و فقدنا جزء كبير من الطبيعة التي هي رأس مال مدينة الغردقة و التى يتم الدعاية و التسويق لها سياحيا من خلالها .
و كذلك أنعم الله عليها بنعمة الأمن و الأمان ، فكانت الغردقة منذ ثلاثة عقود و مع بداية نهضتها السياحية لا يوجد بها غير مواطنيها الأصليين و الود و المحبة كانت متبادلة فيما بينهم ، و الكثافة السكانية فيها كانت منخفضة لدرجة أن سكان مدينة الغردقة كانوا يعرفون بعضهم جيدا ، أفراحهم كانت واحدة و أيضاً أحزانهم واحدة ، بالإضافة لجهود رجال الأمن فيها الذين لم يألوا جهدا في الحفاظ على الأمن و استقرار مدينة الغردقة.
و مع تزايد الرقعة العمرانية و السياحية صارت الغردقة جاذبة للعمالة الوافدة من محافظات أخري و كان لهم دور رائع في بناء مدينة الغردقة الحديثة ، لكن أيضا الخارجين عن القانون و أصحاب السوابق و الهاربين من الأحكام الجنائية استغلوا تشجيع و ترغيب الشباب للعمل في الغردقة و فتح أبوابها لكل القادمين من محافظات أخري و جعلوها بؤرة جديدة لهم للهروب اليها و ممارسة إجرامهم فيها .
فتزايدت حوادث السرقة و النصب و القتل و زادت معدل الجريمة عموما بعد أن كانت الغردقة مثالا للأمن و الأمان ، و بالتالي ضاعف رجال الأمن من جهودهم في أحكام سيطرتهم على معدل الجريمة ، و تم إصدار قرار بمنع دخول أي مواطن لمدينة الغردقة إلا إذا كان يحمل إقامة دائمة أو من العاملين فيها مع تقديم ما يثبت ذلك ، و كان ذلك قرار صائب لأن من يأتي الغردقة يأتي للعمل و إذا كان ليس لديه عمل فيها فلا داعي لتواجده ، و نتيجة ذلك القرار تم القبض و ترحيل المئات من الهاربين من الأحكام و المسجلين خطر و كذلك ترحيل كل العاطلين و من ليس لديهم عمل أو سبب لتواجده قي الغردقة و استعادة مدينة الغردقة الأمن نوعا ما بعدما انخفضت معدل الجريمة .
و لكن بعد أحداث 25 يناير و حالة الإنفلات الأمني التي شهدتها مصر تم الغاء القرار و عادت الغردقة لتكون قبلة للمجرمين و الخارجين عن القانون و زادت فيها جرائم السرقة و النصب و الدعارة ، لدرجة أن المجرمين لم يستهدفوا المواطنين و سكان مدينة الغردقة فقط و إنما إجرامهم وصل للسياح الأجانب ، فكثير منهم تعرض للسرقة و التحرش .
و رغم جهود رجال الأمن و إنتشار الكمائن الأمنية سواء المتحركة و الثابتة إلا أنهم لم يسيطروا علي معدل الجريمة المتزايد ، و علي سبيل المثال زادت حالات سرقة المنازل و الشقق السكنية و لم يستطيع رجال الأمن أن يقبضوا علي حرامي متلبس بالسرقة و هذا طبيعي لأنه لا يمكن تعيين شرطي في كل منزل لحراسته ، و إنما المواطنين هم من يقوموا بالقبض علي الحرامية و بعدها يتم استدعاء الشرطة للقبض عليهم ، و نتيجة نقص في الإجراءات أو استغلال ثغرات قانونية يتم إخلاء سبيل هؤلاء من النيابة و يعودوا مرة أخرى لممارسة نشاطهم الإجرامي و ذلك ينطبق علي جرائم الدعارة و المخدرات .
و كما قالوا الوقاية خير من العلاج لذلك يجب أن يتم إعادة النظر في تفعيل و تطبيق قرار منع دخول الأفراد لمدينة الغردقة إلا للمقيمين فيها إقامة دائمة أو من لديه عمل مع مراعاة البعد الإنساني أثناء تطبيق القرار ، و ذلك حفاظا علي الأمن فيها و علي صناعة السياحة و ايضا حفاظا علي مجهود رجال الشرطة و عدم إنهاكهم و جعلهم كأنهم يحرثون في البحر ، يجب اتخاذ كافة التدابير اللازمة للمحافظة على أهم مقومات السياحة في مدينة الغردقة فلا نريد أن تتأكل ركيزة الأمن و تضعف كما تأكلت الطبيعة في مدينة الغردقة .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف