الأخبار
تصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونس
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

زرق، الورق إحترق بقلم:هادي جلو مرعي

تاريخ النشر : 2015-08-30
زرق، الورق إحترق بقلم:هادي جلو مرعي
زرق، الورق إحترق

هادي جلو مرعي

تعجبني كثيرا كوميديا حجي راضي، أو إياد إبن حجي راضي المعجون بطينة الجنوب العراقي، هو يحكي الكوميديا الصادقة المفعمة بالتواصل مع الخايبين أمثالي والذين حطهم السيل من أعلى ربوة الحياة فلم يحققوا الهدف وظلمتهم أطماع الحكام وأصحاب المناصب والمفسدين، وبينما يتعشق المسؤولون العراقيون بالمدن الكبرى الجميلة العامرة في بلاد الأرض ويشترون فيها القصور والفلل ويقتنون الحلل فإنهم يصفونها بأقذع الأوصاف حين يتحدثون للقشامر في الداخل العراقي، بينما يتعبدون في محاريبها وفي شوارعها ويتسكعون في حواريها القديمة وملاهيها المحتشدة فيها وجوه الغانيات والعاهرات حيث ينفقون أموال الشعب العراقي المسكين هناك دون تردد، ولا تفكير بالعواقب، ولا إحساس بالمسؤولية، وبمعاناة المعذبين والذين ينبشون المزابل من العراقيين..

إياد راضي الممثل والأستاذ الجامعي، إستحوذ على إعجاب منقطع النظير وهو ينسج معاناة الناس في مسلسل جميل قدمه قبل عامين من قناة الشرقية، ومزج فيه الإبداع بالحاجة الى فهم الواقع وترميم جبهة الروح المتصدعة نتيجة الفساد وخداع السياسيين ومؤامراتهم على الشعب العراقي المظلوم.

وحين يستهزئ المسؤول بشعبه وينتقص من المدن الكبرى في العالم، بينما هو يقاتل ليصل إليها ويقضي بعض الوقت في منتجعاتها فإنه يستغفل الناس، الناس يرون كيف تتكدس الأزبال في شوارع العاصمة، وإذا نقلت فإنها ترمى على رؤوس الملايين شرق العاصمة وتسبب الأمراض والسرطانات، ينبري حينها الممثل البارع ليرسم صورة مختلفة صادمة تشير الى فهم واع ودراية لكنها دراية مؤجلة قلقة خائفة تحتاج الى دعم وصمود وتحشيد وتهيئة الأسباب للثورة والتغيير.

الوعي الذي تنسجه الكوميديا يشبه في بنائه طريقة حياكة السجاد الإيراني الذي يصبر عليه صانعه لسنوات، لكنه يبيعه بأغلى الأثمان، وهذا ماحصل في العراق فبرغم ماجرى ويجري من عمليات إرهابية وحشية وفساد كبير ضرب بأطنابه في عمق البنية المجتمعية والإقتصادية وعطل أحلام الناس والشبان، إلا إنه اخذ يتحرك ليحرق الورق البال ويحيل الألوان المزيفة الى صورة منسية.

تتذكرون حمار غوار؟ غوار سرق حمارا وصبغه بلون حمار وحشي ليموه على أصحاب الحمار لو جاؤا للبحث عنه، لكن غوار ربط الحمار في باحة مكشوفة، وأمطرت السماء فذاب الصبغ وظهر الحمار بهيئته الطبيعية وعرفه أصحابه، الكوميديا تمنع السراق من أن يفلتوا بجريمتهم فحتى لو صبغوا الحمير بألوان مختلفة، فإن الكوميديا التي يصنعها إياد راضي، وماتمطر من ضحكات تذيب كل تلك الألوان وتحرق الورق، فينكشف اللصوص ويضيعوا تحت أقدام المحتجين والغاضبين.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف