*رفح .... وفقدان الصندوق *
في الأول من أغسطس للعام 2014 شنّ جيش الاحتلال هجومًا عنيفًا على مدينة رفح فيما عرف بـ"الجمعة السوداء"، حيث استشهد في ذلك اليوم ما يقارب 140 فلسطينياً معظمهم من النساء والأطفال نتيجة شراسة القصف، وقد علل جيش الاحتلال هذا
الهجوم بأنه جاء نتيجة لخرق حماس للتهدئة الإنسانية التي تم التوصل اليها في القاهرة برعاية الامم المتحدة والولايات المتحدة والتي تبدأ من الساعة 8:00 صباح ذلك اليوم بعد 23 يوماً من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وقد أسفر الاشتباك الذي ادعت اسرائيل بأنه تم في الساعة 9:16 من صباح ذلك اليوم عن مقتل اثنين من جنوده وفقدان الاتصال بثالث هو الضابط "هدار غولدن"، وفق ما جاء على لسان وزير الدفاع الاسرائيلي في ذلك اليوم، وقد أعلن الجيش مقتل غولدن في وقت لاحق، فيما نشرت كتائب القسام بيان بينت فيه أن الاشتباك كان في الساعة 7:30
صباحاً حين لاحظ مجاهدو القسام اقتراب قوة اسرائيلية من كمين للقسام في منطقة أبوالروس برفح فاشتبكت معها ثم فُقد اتصال القسام بمجاهديه في تلك المنطقة ولا علم للقسام عن وجود أسير لدى مجاهديه.
*لماذا أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل هدار غولدين؟*
*وفق* ما جاء في التقرير الصحفي الذي قام له (عاموس هرئيل وغيلي كوهين) لصحيفة هآرتس بتاريخ 9 آب 2014 فإن "الأبوان والإخوان قالوا أنهم مقتنعون بأن غولدن على قيد الحياة وأنه محظور على الجيش الاسرائيلي الخروج من القطاع قبل العثور على ابنهم وتخليصه من هناك. وذكروا مساهمتهم للجيش وللمجتمع الاسرائيلي وطالبوا بإنقاذ ابنهم باسم قيم الجيش" وبالتالي أصبح هناك هدف عسكري لا يستطيع القادة السياسيين تحقيقه لذلك وللخروج من هذا المأزق حضر يعلون -والذي ترتبطه علاقة قرابة بوالد هدار- إلى منزل العائلة مع الحاخام الرئيس ووفد من كبار الضباط وعرض على أبويه وإخوته كل الأدلة التي جمعت في رفح، وتم اقناعهم بقبول إعلان مقتل ابنهم على الرغم من عدم وجود أي دليل مادي على ذلك.
ومن الواضح أن هناك ضغوطاً مورست من قبل المستوى السياسي على عائلة غولدن للقبول بمقتل ابنهم وهذا ما اتضح جلياً بعد تحقيق الجزيرة عندما أرغم الجيش عائلة غولدن على القول بأنهم يصدقون رواية الجيش على الرغم لإفتقادها للأدلة
المادية وتناقضها مع النفس البشرية التي تتعلق بقشة عند فقد الأحباب.
*هل هدار غولدن أسير حي أم جثة؟*
تتفق الروايتان الاسرائيلية والحمساوية أن هدار غولدن هو في عداد المفقودين ولكن هل هو أسير حي أم جثة.
*أولاً:* لو صدقت رواية الجانب الاسرائيلي بأن هدار تم مقتله فإن صورة النفق الذي ظهر في التسجيلات الاسرائيلية لا يتسع لسحب جندي ميت، كما ان عقيدة القسام القتالية تؤكد أن حياة المجاهدين أولى من سحب جثة وهذا ما ظهر جلياً في
تصوير عملية ناحل عوز، لذا فإن هذا يؤكد فبركة رواية "إيتان" الذي دخل النفق، وهي دليل واضح على ان غولدن على قيد الحياة.
*ثانيا:* إن الصورة الأخيرة في فيلم الجزيرة فيها ايحاء بوجود هدار غولدن أسيراً في قبضة كتائب الشهيد عز الدين القسام، وهذا ما بينه باب السجن الموجود داخل أحد الأنفاق عندما قابل تامر المسحال أحد قادة كتائب القسام ليعطيه المعلومة المتعلقة بأن الجندي الذي تم سحبه من ساحة المعركة على أنه هدار جولدن هو المجاهد القسامي وليد مسعود وقد ترك الباب أمام المحللين لفهم ما جرى خلال الساعتين اللتان تلتا انقطاع الاتصال مع عناصر كتائب القسام في منطقة أبوالروس.
*ثالثاً:* الصورة التي تجمع القائد محمد أبوشمالة وجلعاد شاليط على مائدة الطعام، جاءت لتؤكد أن هدار غولدن ربما يكون الآن على قيد الحياة ويجلس مع أحد قادة القسام، ولهي دليل على حسن معاملة القسام لأسراه وهي رسالة للجيش الاسرائيلي بان أول الغيث قطرة وأن ما تم الكشف عنه هو قضية بسيطة داخل
الصندوق الأسود، وتصميم القسام على فقدان الاتصال بالمجموعة الآسرة هو رسالة للجانب الإسرائيلي أن مصير هدار غولدن وغيره من الجنود ربما يكون كمصير الطيار رون أراد الذي فقدت آثاره ابان حرب لبنان 1982.
الأيام القادمة ستحمل روايات جديدة وربما يكون إفراج القسام عن معلومة صغيرة، بمثابة الموت السياسي لبيبي نتانياهو إن لم يتحرك لإبرام صفقة تبادل أسرى مع كتائب القسام.
م. محمد جاسر & أحمد نصار
في الأول من أغسطس للعام 2014 شنّ جيش الاحتلال هجومًا عنيفًا على مدينة رفح فيما عرف بـ"الجمعة السوداء"، حيث استشهد في ذلك اليوم ما يقارب 140 فلسطينياً معظمهم من النساء والأطفال نتيجة شراسة القصف، وقد علل جيش الاحتلال هذا
الهجوم بأنه جاء نتيجة لخرق حماس للتهدئة الإنسانية التي تم التوصل اليها في القاهرة برعاية الامم المتحدة والولايات المتحدة والتي تبدأ من الساعة 8:00 صباح ذلك اليوم بعد 23 يوماً من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وقد أسفر الاشتباك الذي ادعت اسرائيل بأنه تم في الساعة 9:16 من صباح ذلك اليوم عن مقتل اثنين من جنوده وفقدان الاتصال بثالث هو الضابط "هدار غولدن"، وفق ما جاء على لسان وزير الدفاع الاسرائيلي في ذلك اليوم، وقد أعلن الجيش مقتل غولدن في وقت لاحق، فيما نشرت كتائب القسام بيان بينت فيه أن الاشتباك كان في الساعة 7:30
صباحاً حين لاحظ مجاهدو القسام اقتراب قوة اسرائيلية من كمين للقسام في منطقة أبوالروس برفح فاشتبكت معها ثم فُقد اتصال القسام بمجاهديه في تلك المنطقة ولا علم للقسام عن وجود أسير لدى مجاهديه.
*لماذا أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل هدار غولدين؟*
*وفق* ما جاء في التقرير الصحفي الذي قام له (عاموس هرئيل وغيلي كوهين) لصحيفة هآرتس بتاريخ 9 آب 2014 فإن "الأبوان والإخوان قالوا أنهم مقتنعون بأن غولدن على قيد الحياة وأنه محظور على الجيش الاسرائيلي الخروج من القطاع قبل العثور على ابنهم وتخليصه من هناك. وذكروا مساهمتهم للجيش وللمجتمع الاسرائيلي وطالبوا بإنقاذ ابنهم باسم قيم الجيش" وبالتالي أصبح هناك هدف عسكري لا يستطيع القادة السياسيين تحقيقه لذلك وللخروج من هذا المأزق حضر يعلون -والذي ترتبطه علاقة قرابة بوالد هدار- إلى منزل العائلة مع الحاخام الرئيس ووفد من كبار الضباط وعرض على أبويه وإخوته كل الأدلة التي جمعت في رفح، وتم اقناعهم بقبول إعلان مقتل ابنهم على الرغم من عدم وجود أي دليل مادي على ذلك.
ومن الواضح أن هناك ضغوطاً مورست من قبل المستوى السياسي على عائلة غولدن للقبول بمقتل ابنهم وهذا ما اتضح جلياً بعد تحقيق الجزيرة عندما أرغم الجيش عائلة غولدن على القول بأنهم يصدقون رواية الجيش على الرغم لإفتقادها للأدلة
المادية وتناقضها مع النفس البشرية التي تتعلق بقشة عند فقد الأحباب.
*هل هدار غولدن أسير حي أم جثة؟*
تتفق الروايتان الاسرائيلية والحمساوية أن هدار غولدن هو في عداد المفقودين ولكن هل هو أسير حي أم جثة.
*أولاً:* لو صدقت رواية الجانب الاسرائيلي بأن هدار تم مقتله فإن صورة النفق الذي ظهر في التسجيلات الاسرائيلية لا يتسع لسحب جندي ميت، كما ان عقيدة القسام القتالية تؤكد أن حياة المجاهدين أولى من سحب جثة وهذا ما ظهر جلياً في
تصوير عملية ناحل عوز، لذا فإن هذا يؤكد فبركة رواية "إيتان" الذي دخل النفق، وهي دليل واضح على ان غولدن على قيد الحياة.
*ثانيا:* إن الصورة الأخيرة في فيلم الجزيرة فيها ايحاء بوجود هدار غولدن أسيراً في قبضة كتائب الشهيد عز الدين القسام، وهذا ما بينه باب السجن الموجود داخل أحد الأنفاق عندما قابل تامر المسحال أحد قادة كتائب القسام ليعطيه المعلومة المتعلقة بأن الجندي الذي تم سحبه من ساحة المعركة على أنه هدار جولدن هو المجاهد القسامي وليد مسعود وقد ترك الباب أمام المحللين لفهم ما جرى خلال الساعتين اللتان تلتا انقطاع الاتصال مع عناصر كتائب القسام في منطقة أبوالروس.
*ثالثاً:* الصورة التي تجمع القائد محمد أبوشمالة وجلعاد شاليط على مائدة الطعام، جاءت لتؤكد أن هدار غولدن ربما يكون الآن على قيد الحياة ويجلس مع أحد قادة القسام، ولهي دليل على حسن معاملة القسام لأسراه وهي رسالة للجيش الاسرائيلي بان أول الغيث قطرة وأن ما تم الكشف عنه هو قضية بسيطة داخل
الصندوق الأسود، وتصميم القسام على فقدان الاتصال بالمجموعة الآسرة هو رسالة للجانب الإسرائيلي أن مصير هدار غولدن وغيره من الجنود ربما يكون كمصير الطيار رون أراد الذي فقدت آثاره ابان حرب لبنان 1982.
الأيام القادمة ستحمل روايات جديدة وربما يكون إفراج القسام عن معلومة صغيرة، بمثابة الموت السياسي لبيبي نتانياهو إن لم يتحرك لإبرام صفقة تبادل أسرى مع كتائب القسام.
م. محمد جاسر & أحمد نصار