الاستيطان والدولة اليهودية
بقلم : حسين الديك
لقد عرف العالم الاستيطان منذ قرون طويلة وكان الاداة الوحيدة للسيطرة وبسط النفوذ والاحتلال عبر التاريخ ، ولكن مع تطور المجتمعات الانسانية عبر اصبح الاستيطان ياخذ اشكالا متعددة وصورا متباينة ، ولكنها تشترك دائما في الصفات العامة والمتمثلة في طرد السكان الاصليين واحلال سكان اخرين مكانهم اي سكان دولة الاحتلال ، وهذه الصفة العامة لازالت ظاهرة للجميع حتى يومنا هذا ، وان اختلفت الاساليب والاسباب والصور في تحقيق هذا الهدف ، ولعل الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة هو اكبر مثال على ذلك.
ولكن القضية الاهم في تاريخ الاسيتطان هي التاثير الذي سوف يحدثه هذا الاستيطان وانعكاساته على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للسكان الاصليين ، والارتدادت المتوقعة على المستوطنين انفسهم بعد فترة طويلة من الاستيطان ، ولعل دول في العالم مثل جنوب افريقيا هي خير دليل على ذلك،وفي الحالة الفلسطينية فلقد تعرضت الاراضي الفلسطيني المحتلة منذ الاحتلال عام 1967م الى سياسية استيطانية ممنهجة تهدف الى الاستيلاء على اكبر قدر من الاراضي واعطائها للمستوطنين القادمين من شتى بقاع الارض ، ومع مرور الزمن اصبح مئات الالاف من المستوطنين يسكنون في مستوطنات منعزلة احيانا ومتواصلة احيانا اخرى على امتداد اراضي الضفة الغربية المحتلة ، واصبح هذا الواقع القائم يمنع اي تواصل جغرافي بين اراضي الدولة الفلسطينية بل ويمنع قيام اي كيان سياسي فلسطيني مستقل
وفي المقابل فان هناك اصرار لدى رجال السياسية في اسرائيل على يهودية الدولة وان دولة اسرائيل هي دولة للشعب اليهودي ، ولكن في المقابل فان هذه الدولة الممتدة من البحر الى النهر يسكنها 5 مليون عربي اضافة الى 6 مليون يهودي تقريبا ، ويعتبر الاستيطان الوقود المشتعل الذي يستخدمه رجال السياسة في اسرائيل في حملاتهم الانتخابية وخاصة احزاب اليمين واليمين المتطرف اذ تعتبر المستوطنات بيئة خصبة لكسب المعارك الانتخابية والحصول على اعلى عدد من المقاعد في الكنيست الاسرائيلي ، ودابت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة على تنشيط الاستيطان وتسريعه في اراضي الضفة الغربية دون توقف .
ولكن العلاقة الجدلية التي تبرز هنا كيف تكون دولة يهودية وبداخلها حوالي 5 مليون عربي فلسطيني ؟؟!!!وكيف يتحدث الكثير من رجال السياسة في اسرائيل عن حل الدولتين والحقائق على الارض تثبت استحالة تحقيق هذا الحل ؟؟؟ والسؤال الجدلي الذي يبرز ايضا هو ما هو التاثير الذي تفرضه المستوطنات المنتشرة في الضفة الغربلية على حلم الدولة اليهودية؟؟؟وهل يمكن قيام دولتين في ظل وجود هذه المستوطنات في الاراضي الفلسطينية المحتلة ، ومن جانب اخر كيف تكون دولة يهودية وغالبية سكانها من العلمانين الذين لايذهبون للمعابد، وكيف تكون دولة يهودية ونصف سكانها تقريبا يحملون جوازات سفر دول اجنبية ؟؟؟
في ظل هذا الواقع فان العدو الاقوى والذي سوف يدمر اسرائيل هو المستوطنات وسكانها ، فوجود الاستيطان واستمراره في الاراضي الفلسطينية سوف يفرض حلا وحدا ولا خيارا غيره وهو الدولة الواحدة ، وهذه الدولة الواحدة ستكون مع مرور الايام والسنين دولة ذات اغلبية عربية بسبب الزيادة المسمرة في عدد السكان، وهذا النمو السكاني مرتفع لدى الفلسطينين ومنخفض لدى الاسرائيليين ، اضف الى ذلك اذا ساءت الاوضاع الاقتصادية في تلك الدولة فان كل من يحمل جنسية اجنبية من الاسرائيليين سيذهب الى البلد الذي يحمل جنسيته ويترك اسرائيل ، وهذا يعلب دورا مهما في تناقص اعداد الاسرائيليين في تلك الدولة الواحدة.
ومن هنا في العدو الوحيد القادر على تدمير دولة اسرائيل هو الاستيطان واستمراره ، وعدم قبول الحكومات الاسرائلية المتعاقبة بحل الدولتين والانسحاب من الاراضي المحتلة عام 1967م سيفرض على الفلسطينين البحث عن خيارات اخرى لاثبات حقهم وتقرير مصيرهم اسوة بغيرهم من شعوب الارض .
وامام هذا الواقع الموجود فان خيار الدولة الواحدة سوف يكون هو الخيار المنشود للفلسطينين في المستقبل .
بقلم : حسين الديك
لقد عرف العالم الاستيطان منذ قرون طويلة وكان الاداة الوحيدة للسيطرة وبسط النفوذ والاحتلال عبر التاريخ ، ولكن مع تطور المجتمعات الانسانية عبر اصبح الاستيطان ياخذ اشكالا متعددة وصورا متباينة ، ولكنها تشترك دائما في الصفات العامة والمتمثلة في طرد السكان الاصليين واحلال سكان اخرين مكانهم اي سكان دولة الاحتلال ، وهذه الصفة العامة لازالت ظاهرة للجميع حتى يومنا هذا ، وان اختلفت الاساليب والاسباب والصور في تحقيق هذا الهدف ، ولعل الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة هو اكبر مثال على ذلك.
ولكن القضية الاهم في تاريخ الاسيتطان هي التاثير الذي سوف يحدثه هذا الاستيطان وانعكاساته على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للسكان الاصليين ، والارتدادت المتوقعة على المستوطنين انفسهم بعد فترة طويلة من الاستيطان ، ولعل دول في العالم مثل جنوب افريقيا هي خير دليل على ذلك،وفي الحالة الفلسطينية فلقد تعرضت الاراضي الفلسطيني المحتلة منذ الاحتلال عام 1967م الى سياسية استيطانية ممنهجة تهدف الى الاستيلاء على اكبر قدر من الاراضي واعطائها للمستوطنين القادمين من شتى بقاع الارض ، ومع مرور الزمن اصبح مئات الالاف من المستوطنين يسكنون في مستوطنات منعزلة احيانا ومتواصلة احيانا اخرى على امتداد اراضي الضفة الغربية المحتلة ، واصبح هذا الواقع القائم يمنع اي تواصل جغرافي بين اراضي الدولة الفلسطينية بل ويمنع قيام اي كيان سياسي فلسطيني مستقل
وفي المقابل فان هناك اصرار لدى رجال السياسية في اسرائيل على يهودية الدولة وان دولة اسرائيل هي دولة للشعب اليهودي ، ولكن في المقابل فان هذه الدولة الممتدة من البحر الى النهر يسكنها 5 مليون عربي اضافة الى 6 مليون يهودي تقريبا ، ويعتبر الاستيطان الوقود المشتعل الذي يستخدمه رجال السياسة في اسرائيل في حملاتهم الانتخابية وخاصة احزاب اليمين واليمين المتطرف اذ تعتبر المستوطنات بيئة خصبة لكسب المعارك الانتخابية والحصول على اعلى عدد من المقاعد في الكنيست الاسرائيلي ، ودابت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة على تنشيط الاستيطان وتسريعه في اراضي الضفة الغربية دون توقف .
ولكن العلاقة الجدلية التي تبرز هنا كيف تكون دولة يهودية وبداخلها حوالي 5 مليون عربي فلسطيني ؟؟!!!وكيف يتحدث الكثير من رجال السياسة في اسرائيل عن حل الدولتين والحقائق على الارض تثبت استحالة تحقيق هذا الحل ؟؟؟ والسؤال الجدلي الذي يبرز ايضا هو ما هو التاثير الذي تفرضه المستوطنات المنتشرة في الضفة الغربلية على حلم الدولة اليهودية؟؟؟وهل يمكن قيام دولتين في ظل وجود هذه المستوطنات في الاراضي الفلسطينية المحتلة ، ومن جانب اخر كيف تكون دولة يهودية وغالبية سكانها من العلمانين الذين لايذهبون للمعابد، وكيف تكون دولة يهودية ونصف سكانها تقريبا يحملون جوازات سفر دول اجنبية ؟؟؟
في ظل هذا الواقع فان العدو الاقوى والذي سوف يدمر اسرائيل هو المستوطنات وسكانها ، فوجود الاستيطان واستمراره في الاراضي الفلسطينية سوف يفرض حلا وحدا ولا خيارا غيره وهو الدولة الواحدة ، وهذه الدولة الواحدة ستكون مع مرور الايام والسنين دولة ذات اغلبية عربية بسبب الزيادة المسمرة في عدد السكان، وهذا النمو السكاني مرتفع لدى الفلسطينين ومنخفض لدى الاسرائيليين ، اضف الى ذلك اذا ساءت الاوضاع الاقتصادية في تلك الدولة فان كل من يحمل جنسية اجنبية من الاسرائيليين سيذهب الى البلد الذي يحمل جنسيته ويترك اسرائيل ، وهذا يعلب دورا مهما في تناقص اعداد الاسرائيليين في تلك الدولة الواحدة.
ومن هنا في العدو الوحيد القادر على تدمير دولة اسرائيل هو الاستيطان واستمراره ، وعدم قبول الحكومات الاسرائلية المتعاقبة بحل الدولتين والانسحاب من الاراضي المحتلة عام 1967م سيفرض على الفلسطينين البحث عن خيارات اخرى لاثبات حقهم وتقرير مصيرهم اسوة بغيرهم من شعوب الارض .
وامام هذا الواقع الموجود فان خيار الدولة الواحدة سوف يكون هو الخيار المنشود للفلسطينين في المستقبل .