الأخبار
ما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقط
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لا تقتلوا هذه الفراشة!بقلم حميد اسديان

تاريخ النشر : 2015-08-29
لا تقتلوا هذه الفراشة!بقلم حميد اسديان
لا تقتلوا هذه الفراشة!
بقلم حميد اسديان

 
لأجلك «هادي تعالى»

 يا له من فراشة احترقت

 ولم يكن بوسعنا فعل شيئ من أجلها

 وبقينا فقط بانتظار عصا موسىى

لا تقتلوا هذه الفراشة!

إني أعرفها

تسكن في أيكة نائية

دفنت فيها شموع محروقة

وأعرف أنه كلما ينزل الغيث

تقع قطرة ندى على تاج زهرة الشرف

ولا تقتلوا هذه الفراشة في ظهر ساكت للصمت!

لأنها وشيكة الموت

 

فراشة لم تستسلم!

(في رثاء هادي تعالى)

في أيار/مايو المنصرم، نجحت أن أسافر إلى ألبانيا لا من أجل السياحة وإنما للالتقاء بأصدقاء قد نقلوا شامخين من مخيم ليبرتي إلى ألبانيا بعد أن تحملوا مصاعب جمة. وكلما كنت ألتقي بهؤلاء الأبطال الشرفاء الصامدين كلا على انفراد وكلما تعلمت درسا من إخوة وأخوات نقلوا منتصرين إلى ساحة أخرى من أرض الجهاد بعد أن تجاوزوا صراعا صعبا فرضه عليهم المالكي ومرتزقوه. ولا شك أنهم قد نالوا هذه الانتصارات بتضحية منقطعة النظير من دماء الشهداء وبتحملهم شدائد صارمة. ولكل واحد منهم حكاية تسطر مصير جيل مجيد لن يستسلم قط. وفي فترة تواجدي هناك، كنت أكرر دائما عبارة لـ«امه سزر» حينما قال: «يجب أن يكون الشعر صوت الصامتين». وفي حوار أجريته بيني و«امه سزر» كنت أقول في نفسي: لماذا يجب أن يقتصر هذا الفخر على الشاعرين فقط؟ وألا ينبغي أن نعرّف الإنسان الواعي الثوري بجملة: «يجب أن يكون الإنسان صوت الصامتين»؟ فلذلك أصغيت إلى أحاديثهم ورواياتهم وقابلت ما يربو على50 منهم واستخلصت هذه المقابلات في تأليف اسمه «لنكن صوت الصامتين».

وكان «هادي تعالى» من ضمن الذين قابلتهم. وأول مرة رأيته كان في قاعة عامة بمنزل يعيشه. ولم أكن أعرفه في السابق لكنه اقترب مني بلطف وثم قبلني قائلا لي بصوت خافت: أعتذر لك لأني لا أستطيع أن أتكلم بصوت عال.

وبعد أن ذهب «هادي»، قدمه لي «شهرام» قائلا: عمره يناهز 60عاما وهو مصاب بمرض سرطان الرئة منذ 4سنوات وهذا هو سبب أنه لايتمكن من أن يتكلم بصوت عال. وكان صوته خافتا لكن عيونه اليقظة كانت تبعث روح الحياة. وتابع شهرام قائلا: قبل أيام ذهبت معه إلى الطبيب. وكان مفعما بالنشاط والحيوية بحيث أن الطبيب قد ظن أنني هو المريض. وعندما قلت للطبيب إن المريض الذي يجب فحصه هو «هادي» لم يصدق الطبيب ذلك لكنه وعندما قرأ ملفه الطبي فسرعان ما بكى. كان الطبيب اسمه الدكتور علي وهو مسلم ومنور الفكر. وكلما يرى هادي وكلما يبكي ويجلب زملاءه ليروا هادي الذي كان يقهقه بصوته الخافت.

بعد مرور بضعة أيام قال لي شهرام « تدهورت الحالة الصحية لـ”هادي“ إلى أسوأ وذهب الأمر أبعد من الرعاية الصحية والعلاج الكيمائي. والآن ننتظر ”إذ المنية تنشب أظفارها“». وكانت عيوني تستهل دموعا. وحدث لي صديق آخر لـ«هادي» بأن «إقناعه بالنقل إلى ألبانيا كان أمرا بالغ الصعوبة بحيث أنه قد تسبب في أن الجميع قد بكوا في جلسة عامة لكنه رفض أن ينقل إلى ألبانيا وهو يبكي ويقول: «إني أعرف أنني لا أعيش كثيرا لذا أود أن أموت هنا (ليبرتي)». وبعد أن نقل إلى هنا (ألبانيا) ينشط في كل الأمور ولا يترك الرياضة».

وفي اليوم التالي لتلك المقابلات، أصبحت حميما وقريبا لـ«هادي» بسهولة. وهو كان يتعامل في غاية اللطف والمرونة كونه كان يكد لإنشاء الصداقة. تكلمت معه وطالبته بأن يشرح ما وقع عليه خلال السنوات الأخيرة. وعندما سمعت كلامه فترقرقت عيوني بدماء بدلا من الدموع بينما كنت أريد أن أقبل وجهه ويديه ورجليه لا مرة واحدة فقط وإنما مائة مرة. (سجلت صوته وأعرضه في نهاية هذا النص)

وكانت تلك الأيام قد مرت ووجب عليّ أن أعود من هناك في حين تمزق قلبي بعد سماع روايات إخوتي وأخواتي فردا فردا. وكان اليوم الأخير لإقامتي هناك الموافق بميلاد صاحب العصر والزمان. وبهذه المناسبة قد أقيمت حفلة في مكان اتخذه الإخوة والأخوات مقرا له وثم تعشينا جماعيا. رأيت «هادي» في القاعة. انه كان يشاهد التلفاز في صمت ووقار. تحدثنا معا واحمر وجهه لأنه كان يعرف أني كنت أشد الرحال. وابتسم إليّ بحيوية ونشاط وقال بصوت منخفض يصعب علي سماعه: تعال لنلعب معا لعبة الشطرنج. أود أن أتغلب عليك! لكنه لم يتمكن من مواصلة الحديث. جلسنا على بساط اللعبة. في بادئ الأمر هجم هادي عليّ. لكني لم أكن أتركز وطار خيالي قائلا في نفسي: هذا يوم أخير أرى فيه هادي! وفي الليلة التالية ليوم تغلب فيه عليّ «هادي»، كتبت في مذكراتي اليومية قائلا: «بما أن هذا الشخص شريف ومحتشم للغاية يوقعني في حيرة» وكلما أحدقت النظر فيه وكلما تمزق قلبي. وعندما كنت أتصور بأننا سنفتقد هذا الشخص الشريف المحتشم فإني كنت أقع في حيرة. وكنت أشعر بأن ثروة إنسانية سترحل من هذا العالم العاري من الشرف والمجد. ولم أكن أرغب في رؤيته حتى لا أستعيد ذاكرة منه. ولم أكن أرغب في أن أجول النظر في وجهه وعينيه لأنها كانت حادة شاهرة كالسيف. وكنت أشعر بأني لا أتحمل مشاهدة يوم لا يكون هادي فيه على قيد الحياة.

لذلك قدمته شعر «لا تقتلوا هذه الفراشة» وسجلته في ظهر قلبي دون أن أتحدث بشأنه مع أحد. ماذا كان بوسعي أن أعمل؟ وفي أيام قادمة لهذا اللقاء، لم أقض يوما وإني لم أفكر فيه وكتبت في مذكراتي اليومية قائلا: «ما أعظم هذا الألم! وإني أشعر الآن بألم أكثر شدة من ألم افتقاد شقيقي. يا ليتني أتمكن من فعل شيء من أجله. وأقول بكل ما تحمله الكلمة من معنى: يا ريت أنه كان بحاجة إلى قلب أو كلي أو عين أو دم حتى أقدمه فورا لربما يجدي فائدة».

وأخيرا سمعت أن الله قد أختاره لجواره. سالت دموع من عيناي غاضبا حيال قتلته الذين عذبوه وآذوه. إني على يقين بأننا يمكننا أن نتجاوز آلامنا الشخصية لكنه لا يحق لنا أن نتجاهل أعمال الجلاوزة والخونة. ولا يُسمح لنا أن ننسى أن تنفسنا في هذا العالم مرهون بأصوات خافتة تتعلق بنظراء «هادي». ويجب أن نضم صوتنا إلى صوته بملء فيه حينما قال: «حتى الرمق الأخير، عاشت الثورة وعاش المجاهدون». وفي ليلة ما، رأيت «هادي» وتكلمت معه وعاهدته مجددا وفي صبيحة تلك الليلة كتبت قائلا: «أنظر إلى ”هادي تعالى“ بنظرة أخرى لأنه رحل إلى منزل آخر. وما الفرق بيننا كوننا كلنا نتجه نحو منزل آخر؟ الفرق هو أن هادي كان يمتلك توقيتا نسبيا لرحيله لكننا نسبح نحو منزل آخر بشكل خفي. إذن لا ينبغي أن نجعل حرقة في قلوبنا تجاه رحيله إن كنا على يقين بأنه يرحل إلى ”منزل آخر“ وإننا سنلاقيه. إن هذه الرؤية تمنحني سكينة. لا للعبث لا للهدر وإنما نحن إلى الخلود وإلى ضمنا للكون لنحيا من جديد. أما بالنسبة لـ”هادي“ فإنه رائد في هذا السبيل. يا له من سعادة وهو رحل مرفوع الرأس! لأحاول أن أكون مثله. وسوف ألعب شطرنج مع ”هادي“ في ”المنزل الآخر“ وسوف أتغلب عليه. وثم نضحك معا وفي وقت لاحق يفوز عليّ. وفي المنزل الآخر سيتكلم معي ”هادي“ بصوت عال

حتى الرمق الأخير، تحيا الثورة، تحيا مجاهدي خلق 

وصية الشهيد هادي تعالى

هادي تعالى: أنا من مواليد 1955 في مدينة شيراز. تعرفت على منظمة (مجاهدي خلق الإيرانية) منذ مرحلة النضال السلمي مع خميني (بعد الثورة ضد الملكية) وكنت ناشطا في هذا الخصوص. لكن ارتباطي مع المنظمة قد انقطع. فلذلك كنت مختفيا لسبع سنوات. إلى أن جئت إلى العراق ومعسكر أشرف في عام 1988. وأثناء تلك السنوات السبع أصبحت مقبوعا في السجن مرتين أو ثلاث مرات ولمدة قصيرة. وذلك تحت ذريعة إخفاء السلاح لمجاهدي خلق في بيتي. أو امتلاكي جهاز الطباعة للجريدة. و قاموا بالعبث  بمقتنياتي ومصادرتها. ومضى ذلك حتى وصلت إلى أشرف. كنت أتمتع بصحة ومنشغلا في مشاغلي. (هو يضحك مازحا ويقول: وأتصرف بعض الأحيان تصرفات صبيانية  إلى أن جاء الأمريكان إلى العراق. وفرض علينا حصارا فعلا. (يسعل بشدة ويستميح عذرا لأن لا يستطيع أن يتحدث بصوت عال) أنا كنت أرى بعض ملامح المرض في نفسي. لكنهم (الحكومة العراقية) لم يسمحوا لي أن أزور الطبيب. إلى أن وصل دوري في عام 2012 وذهبت إلى بغداد لزيارة الطبيب. وقال لي الطبيب هناك ورمين خبيثين في رئتي فالأمل قليل جدا في بقائي حيا. فلابد من المعالجة الكيميائية. لكنهم (الحكومة العراقية) هل كانوا يسمحون؟ وكان هناك من كان أولى لتلقي العلاج بالنسبة لي. لكن وأخيرا وصل دوري. وأنا كنت بحاجة إلى أربع ساعات لتنفيذ المعالجة الكيمياوية. إلا أن عناصر المخابرات العراقية التي كانت ترافقني كانوا يقولون للطبيب نحن لا نستطيع أن نمكث هنا لأربع ساعات. وأخرجوا المغذي من وريدي وأعادوني إلى سريري. لم يكن بإستطاعتي فعل شيء. جئت ورفعت شكوى إلى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين. لكنهم لم يجيبوا. وأصبح دوري مرة أخرى بعد شهرين وذهبت إلى المستشفى. وهذه المرة فتحوا صمام المغذي ليخرج أسرع. وتم المعالجة الكيمياوية في ساعة واحدة بدلا من أربع ساعات. لم يكن يمكن. أصبت بتشنج، ولم يكن يمكن العلاج. كل مرة تحت ذريعة ما. والذهاب إلى المستشفى كان مصيبة أخرى بالنسبة لى. وكل مرة كانوا يماطلونني تحت حر الشمس بحيث كانت تنقضي الأوان عند وصولي إلى المستشفى. إما كان الطبيب قد ذهب وإما أغلق الفرع المعني في المستشفى. وأنا كنت أعود من دون أية نتيجة. وهؤلاء ماطلوني 11 مرة و تحت مختلف الذرائع. مرة واحدة تحت ذريعة عدم تواجد المترجم. ومرة قالوا إن السيارة عاطلة، أو الدكتور منهمك في عملية جراحية وهلم جرا... . وأجرى إخواني (المجاهدون) مقابلة لي مع الوسائل الإعلامية العربية. وأنا قمت بتوضيح وضعي. وهذه المرة كانت قد خافت عناصر المخابرات قائلة أننا نأخذك إلى المستشفى هذه المرة في وقت مبكر. لكننا وصلنا متأخرين و. ووصى الطبيب بأنك لابد أن ترقد في المستشفى بسبب حالتك الصيحة. لكنهم (الحكومة العراقية) لم يسمحوا لي. وأعادوني عنفا. رجعت ورفعت شكوايين إلى المفوضية العليا للاجئين. لكنهم لم يحركوا ساكنا. وكانت حالتي الصحية بدأت تتدهور يوما تلو آخر. وانخفض من وزني بنسبة 25 كغ. لكن كل مرة كان علي الجلوس والانتظار تحت نار الشمس لمدة ثلاث ساعات عند الباب للذهاب إلى المستشفى. وكانت تقول عناصر المخابرات “سوف نوقفك هنا حتى تموت من هذا المرض“ إلا إذا تتخلى من النضال وسياسات المنظمة. وإذا انسحبت، فسوف نرسلك إلى خارج البلد لتتعالج. وثم ومن أجل إغرائي قالو لي نحن طالبنا مستوصف المخيم بتوفير استخدامك إمكانياته. وماذا يعني مستوصف المخيم؟ لم يتمتع بأي إمكانية؛ ولو اسطوانة الأكسيجن من أجل المرضى المصابين بحالات صحية خطيرة ومداهمة الربو والدواء الوحيد الذي كان يقدمها المستوصف لكافة المرضى سواسية هو قرص باراسيتول. ومع كل ذلك لم يتخل عني الأزلام العراقيين قائلين: تعال وإذهب إلى الخارج، هناك إمكانيات صحية لعلاجك متوفرة، كف عن نضالك! وأنا صارحتهم: أنا ضحيت كل حياتي من أجل النضال. وهذا أيضا جزء من نضالي. أنا وضعت حياتي على راحتي ولا أترك الساحة.

وفي هذه الأثناء كانت حالتي الصحية أخذت تتدهور أكثر فأكثر. ولم أتمكن من ترك سريري لمدة حوالي سبعة شهور. وكان يساعدني شخصان للمشي. وانخفض وزني إلى 48 كغ. ولم يكن يعرفني أقرب أصدقائي. وكان الألم يرهقني في بعض الأوقات. وكل من كنت أرسل إليه رسالة كان يدعوني إلى ترك النضال ويقول إذهب إلى خارج العراق! وأنا كنت أقول سوف لن تسمعوا مني آه! كنت ولازلت مجاهدا وسوف أموت مجاهدا!

وعندما ذهبت إلى ليبرتي تدهور الوضع وتكاثف الضغوط. ليس بالنسبة لي فقط بل لكل المرضى. وكان عندنا أكثر من 30 مريضا مصابون بالسرطان والأمراض المستعصية. والجميع تحت الضغط. وكانوا يمنعونا حتى من التقاط الأشعة. ولم تكن تسمح لنا عناصر الحكومة العراقية للذهاب إلى المستشفى. وكانت حالتي الصحية للمرضى أخذت تتدهور يوما تلو آخر. نحن كنا سبعين مصابين بالسرطان وكان من المرتقب أن نفارق الحياة كل لحظة.

كان تقي عباسيان و مهدي فتحي من ضمن هؤلاء المرضى واللذين استشهدا. في الحقيقة قتلوهما. ولم يسمحوا لمهدي فتحي بزيارة الطبيب إلا بعد سنة ونصف السنة من التأجيل والتلكؤ. استشهد مهدي بعد تحمل آلام ومعاناة. وكانت هناك أخت تسمى فاطمة وهي مصابة بالجلطة. وكان من الواجب نقلها إلى المستشفى في بغداد. وهي كانت قد أصيبت بالجلطة سابقا. وفي الجلطة الأخيرة شلت يدها ورجلها والجلطة الدماغية تسببت في شل فكها وفمها إضافة الى اليد والرجل. ولم تكن تستطيع التكلم ولا الأكل. ويغذونها عن طريق الزرق في الكبد.وكانت تجيب الآخرون تلويحا باليد فقط. كانوا يريدون نقلها إلى ألبانيا. لكن الأطباء قالوا لا يمكن نقلها بالطائرة. ولابد من نقلها بريا، وهذا ما لا يمكن فعله. واستشهد عدد آخرون بسبب التأخر والتلكؤ في تطبيبهم بعد النقل إلى ألبانيا. أختي رويا درودي كانت تعاني من ورم خبيث في دماغها، وماطلوها إلى درجة وصلت إلى ألبانيا وهي في حالة الغيبوبة فاستشهدت. أختي الأخرى راضية كرمانشاهي وكذلك فريده ونائي. كلتاهما كانتا في وضع إذا ما إتخذت الإجراءات في الوقت المناسب كانتا على قيد الحياة حتى الآن. وآخر من استشهد في آلباني هو أخي أصغر شريفي. وكان يبدو أن الخطر قد رفع. لكن وبسبب الشظايا الباقية من القصف الصاروخي على ليبرتي تدهورت حالته الصحية واستشهد. ويوما ما أخذت بالحسبان وعدّ عدد الأصدقاء الذين استشهدوا من جراء الممانعة من العنايات الطبية 25 شهيدا. والجريمة التي اقترفها الملالي على يد المالكي لم تنته بعد. وآثار وبقايا تلك الضغوط التي تعتبر كلها جريمة معادية للبشرية لم تتخل عنا حتى الآن. وفي الوقت الراهن نحن سبعة مرضى مصابون بالسرطان ولابد من الخضوع للرعاية الصحية كل يوم. أنا نفسي خضعت للمعالجة الكيمياوية 12 مرة. لكنها لا تفيد بعد، ولا أزال أمرّ بنفس الظروف الطارئة... لكنني أقول من صميمي، سواء أأكون حيا يوما واحدا فقط أم ألف يوم وألوف، وعلى العدو أن يتحسر على استسلامي. وأنا أعيش مع المجاهدين وأفارق الحياة رافعا شعار “تحيا الثورة، وتحيا منظمة مجاهدي خلق ».

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف