الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تهافت التهافت "الحج إلى موسكو"بقلم:د. عز الدين أبو صفية

تاريخ النشر : 2015-08-29
تهافت التهافت "الحج إلى موسكو"بقلم:د. عز الدين أبو صفية
تهافت التهافت

(الحج إلى موسكو)

لم يعد خفياً استحالة إسقاط النظام السياسي السوري متمثلاً بالرئيس بشار الأسد، ولم تنجح كل المؤامرات الغربية والأمريكية والإقليمية وبعض الدول العربية القزمية في ذلك رغم تكاتفها وتجنيدها كل عملائها وتقديم مليارات الدولارات وآلاف الأطنان من الأسلحة لمن يسمونهم بالمعارضة السورية.

لم يكن الهدف أساساً تغيير النظام أو إسقاط بشار الأسد بقدر ما هو تدمير سوريا وجيشها الصامد خدمة لإبقاء إسرائيل الأكثر تفوقاً عسكرياً وتوفير الأمن لها وتجنيبها المخاطر السورية وتحالفاتها مع إيران وحزب الله والذي أصبح يشكل الهاجس الأكبر لإسرائيل والأمل بإزالة هذا الهاجس بكل السبل حتى لو قتل نصف الشعب السوي ودمرت مدنه وقراه لأن ذلك أيضاً يصب في مصلحة إسرائيل بعد أن تكون سوريا أصبحت كالطير الذبيح تترنح ولا تقو على النهوض.

ذلك ما يدركه العملاء من المعارضة وما يسمى بالجيش الحر والذين يلقون الدعم السياسي والمالي والعسكري والتدريب من قبل كارهي سوريا وعلى رأسهم الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول العربية القزميه والتي لحسابات شخصية مع النظام السوري تسعى الآن للإطاحة به رغم أنه كان حليفهم القوى في فترات سابقة في أكثر من ساحة وخاصة الساحة اللبنانية العكرة.

ورغم أن جميع المتآمرين على سوريا إن كانت دول عظمى أو دول إقليمية أو عربية قزميه إلا أنهم يصطدمون الآن بالفزاعة الكبرى (داعش) والتي أصبحت تشكل خطراً ليس بالهين على عروش سلاطين المال وأصبح السحر الداعشي المصنوع بأيدي السحرة من الأتراك والأمريكان وغيرهم من السحرة، ينقلب سحرهم عليهم وأصبح يؤثر ويشكل خطراً على مقاعدهم وقواعدهم لذا أخذت لعبة التحالفات تتبدل أو يعاد ترتيبها وتحديد الأولويات لديها.

فاليوم نجد أمريكا صانعة الداعشية وتركيا الداعم الرئيسي لها التي انفلتت من عقالها نجدهم يعاودون ترتيب حجارة الشطرنج دونما النظر للخوف العربي من التمدد الداعشي فنجد الولايات المتحدة تعلن بأنها ستحارب داعش بشكل جدي والتي لم تحاربه جدياً عندما كان يشكل خطراً على الدول العربية والخليجية، ولكن عندما إنهز عرش الخلافة التركي الأردوغاني واستشعر الخطر الداعشي عليها في ظل النهوض الكردي في الشمال السوري والجنوب التركي والغرب العراقي والإيراني بما يظهر الطموح الكردي القديم الحديث ببناء دولتهم الكردية العتيدة مما يشكل الخطر الداهم لتركيا، لذا اختلفت المفاهيم وتعدلت الأولويات التركية فكشفت عن عونها لأمريكا بالسماح لها باستخدام قاعدة إنجرلك العسكرية والطيران الحربي الأمريكي للانطلاق منها لضرب داعش وأعلن عن أن تركيا ستحارب داعش حليفها الأساسي والمنفلت من العقال وهنا سؤال يطرح نفسه هل هو هذا السبب لبدء التحالف التركي الأمريكي الجديد والذي كان مرفوضاً سابقاً من قبل الولايات المتحدة أم أن الهدف هو البدء بتقسيم سوريا بشكل عملي من خلال إيجاد منطقة محظور الطيران السوري التحليق في فضائها خدمة لما يسمى المعارضة للبدء بإجراء إقامة كيان سوري عميل وموازي للنظام الرسمي؟ ولكن هل الدول العربية بشكل عام ودول الخليج بشكل خاص تدرك حقيقة ما يخفيه ذلك التحالف والتراخي الأمريكي وعدم جديتها في محاربة داعش بل أطلقت يداه بالتمدد في عمق الوطن العربي وفي دولة دونما أيّ استثناء؟ قد تكون أدركت ذلك ولكن هل لديها ما يؤهلها أن تجهر بالقول في وجه أمريكا والتي تربطها بها مصالح اقتصادية كبيرة؟ وفي ظل التراخي والتراجع العملي للتعهدات الأمريكية السابقة بحماية أمن دول الخليج وإدراك هذه الدول عدم جدية الولايات المتحدة في ذلك وهم يشاهدونها تغض النظر عن السلوك الإجرامي لداعش وتسمح له بالتمدد كالنار في الهشيم في الوطن العربي لتحقيق أهداف صهيونية غربية قديمة حديثة وهي تقسيم الوطن العربي والسيطرة على مقدراته وخيراته وخاصة البترول منها.من هنا بدأت الساحة السياسية العربية تشهد نشاطاً وحراكاً دبلوماسياً كبيراً وهذه المرة ليس باتجاه الغرب إنما باتجاه الشرق عاملة بالمثل الشعبي ( شرق يوم ولا تغرب سنة) ظانين أنه لم يأتي من الغرب ما يسر القلب وأنهم فشلوا في تأمين الأمن لمقاعدهم وقواعدهم خاصة في ظل إدراكهم بصعوبة تحقيق أحلامهم المتمثلة في القضاء على داعش وإنهاء النظام السوري أو بمعنى آخر إنزال الرئيس بشار الأسد عن سدة الحكم والتي فشلوا فيها برغم ما أوتوا من قوة عسكرية وسياسية وذلك بسبب الصمود الأسطوري للشعب والجيش السوري أولاً والتحالف القوي بين سوريا وإيران وحزب الله ثانياً، والمواقف الوطنية القومية لبعض الدول العربي ثالثاً، والموقف الروسي القوي مع حلفائه السوريين من خلال تقديم الدعم العسكري غير المحدود للجيش السوري، والمواقف السياسية المهمة في المحافل الدولية، ولا ننسى أن روسيا قد اتخذت قراراً بإفشال أيّ مشروع قرار أممي يسعى للإطاحة بالنظام السوري ورئيسه فكان لها أربعة مواقف (فيتو) ضد تلك القرارات.

ومع إدراك الدول العربية لحقيقة هذه الأمور بدأ التحرك والحراك العربي متمثلاً في الزيارات المتهافتة المتلاحقة والمكوكية للمسئولين في تلك الدول لزيارة قبلتهم السياسية الجديدة (موسكو) بعد أن كانت (واشنطن) وكأنهم يقرؤون القرآن من جديد (ولنولينك قبلة ترضاهم) وتحولت بوصلة قبلة المسلمين من القدس إلى مكة المكرمة.

ولأننا لا نشبه ذلك بذلك إلا أنه يمكننا القول بأن الحراك العربي الجديد المتمثل بزيارة الملك الأردني عبد الله والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد دولة الإمارات والزيارات السابقة لمسئولين سعوديين والتي سيتبعها لاحقاً زيارة الملك السعودي إلى موسكو جميعها ينطلق من البحث عن طرق جديد في الشرق يوصلهم بر الأمان لإدراكهم بأن الأمن والأمان والأماني لا يمكن تحقيقها  بعيداً عن الدب الروسي.

استمع الرئيس الروسي(بوتن) إلى كل ما أسهب به الزائرون كما استمع لهم في السابق وتدارس معهم سبل الحرب ضد داعش وإيقاف تمددها والبدء بتشكيل تحالف جديد يدخل النظام السوري في إطاره وهذا ما رفض بشكل قاطع من قبل السعودية والدول الخليجية التي ليس لها هدف أعمى سوى الإطاحة برأس النظام السوري (بشار الأسد) وهذا لم يتحقق بالمطلق في ظل الموقف الروسي الداعم والساند له.

 ونتيجة هذا الرفض صمتت روسيا وغاب من غاب من المتلهفين والمتعصبين لمواقفهم وعادوا إلى الحضن الأمريكي الذي أصبح غير دافئ لهم وانشغاله مع الحضن التركي الذين لهما أجندتهما الخاصة في الشمال السوري والتي تحدثنا عنها سابقاً، لذا عادت القيادات السياسية العربية إلى حضن القطب المتجمد الشمالي لعلها تجد دفئاً فيه يشبع شهوتها وغريزة الانتقام لديها، ولكن الموقف الروسي هو الموقف الروسي القديم الحديث والساعي دائماً لتشكيل تحالف جديد لمحاربة داعش بكل الإمكانيات والدعم الروسي الاستخباراتي والعسكري بدون حدود على أن يكون لسوريا مكاناً فاعلاً في هذا التحالف وهذا الأمر يحدث تشنجاً سياسياً لدى السعودية والدول الخليجية بما فيها الكويت، ولكن !!!

وبما أن المؤشرات جميعها توضح بأن هناك تقارباً ليس بالبسيط بين المواقف الأردنية والمصرية مع الموقف الروسي وفق رؤيا وإستراتيجية مستقبلية قد تضع اتفاقية جنيف الأولى والثانية الخاصة بالشأن السوري موضع الحراك السياسي والاهتمام لإيجاد مخرجاً مشرفاً لكافة قوى الصراع في سوريا، وهذا ما دفع بالسعودية ودول الخليج من مغازلة روسيا وهز العقال الخليجي لها إيماءً بالرغبة في التعاون مع روسيا وقد تكون هزة العقال تلك ليس الهدف منها تطابق الموقف الخليجي مع الموقف الروسي وإن كانت تهدف من ورائها إيقاف المد والخطر الداعشي الذي بات يشكل خطراً على العروش والكراسي الخليجية والسعودية ولكن هناك سبب آخر هو إيصال رسالة قد تكون خبيثة للأمريكان بأنهم يستطيعون أن يلعبوا سياسة ويهزوا الفكر السياسي الأمريكي بتقاربهم من روسيا العدو الرئيس لأمريكا والغرب قاطبة.

ولننتظر قليلاً لنعام كثيراً وهل المرونة السياسية الصلبة التي ينتهجها الرئيس بوتن ورجالاته ستوصل روسيا إلى حد التحالفات وفق رؤيتها أو على أقل تقدير سيفتح لها ساحات كانت مغلقة في وجهها وبالتالي تحد من خطر التمدد الغربي حولها ويفتح أمامها سوق السلاح والمال وتحقق حلمها الجديد في إشعال الحرب الباردة التي كانت سبباً رئيسياً في إنهاء وتفكك الاتحاد السوفيتي والذي تسعى روسيا الآن لاستخدامه بطريقة أو بأخرى لضرب الاقتصاد الأمريكي والأوروبي ومحاصرته بشكل أو بآخر في ظل اضطراب الساحات المحلية والإقليمية والدولية، فلننتظر ونرى !!!

د. عز الدين أبو صفية

28/8/2015
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف