الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

جذور المشكلة الفلسطينية بقلم: سامي عكيلة

تاريخ النشر : 2015-08-29
جذور المشكلة الفلسطينية

سامي عبد الرؤوف عكيلة

كاتب فلسطيني

البوصلة تضطرب، وعقارب الوطن تترنح، وسلم أولويات النضال يهتز، وبات العقل الفلسطيني الجمعي يسأل: أين الخلل؟!، وما العمل؟!..

وبقصدٍ وبدون قصد، بإرادةٍ خارجية وبأسبابٍ ذاتية، غرق الفلسطينيون في التفاصيل،  ونسي البعضُ الأسباب والمنطلقات التي من أجلها نحن جميعًا هنا، وما زاد السكرة هو غياب المشروع الوطني الجامع الذي من خلاله يمكن ضبط الساعة وفق توقيت الوطن وليس توقيت أحد من العالمين.

إن من الأهمية بمكان أن نرجع جمعيًا نحن الفلسطينيين إلى جذور المشكلة، وألا تلهينا فروعها ونتائجها عن أصولها وأسبابها، فالقارئ الذي ينغمس في قراءة رواية ما حتمًا ستنسيه تفاصيلها بعد حين عن اسمها.

سأحاول هنا أن أدق جدار الخزان كما دعا الشهيد "غسان كنفاني"، وأن أذكِّر بأصول المشكلة الفلسطينية – إن صح وصفها بالمشكلة-، وهي بمثابة منبِّهات للعقل الفلسطيني، علَّها تعيدُ إلى الذاكرة مرةً أخرى من نحن؟، وماذا نريد؟، وأين نحن؟،  وإلى أين نريد أن نصل؟، وذلك لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمعَ وهو شهيد

الجذر الأول:

نحن شعبٌ محتل منذ 67 عامًا من قبل احتلال يتذرَّع بأنه عثر على "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، أي أن ما نواجه ليس صراعًا ثقافيًا أو حضاريًا أو اقتصاديًا أو عرقيًا فقط، بل أيضًا صراعًا وجوديًا احلاليًا هدفه الاجتثاث، ولعلَّنا نسينا ذلك وتصرفنا في كثير من الأحيان على خلاف ذلك.

الجذر الثاني:

أي شعب محتل لا يقاوم جيش احتلاله فسيكون عرضه للعيش في خدمة محتليه، بدءًا من مسح أحذيته وانتهاءً بحفظ أمنه

الجذر الثالث:
السلطة التي تنشأ تحت حراب الاحتلال إما أن تكون عميلة أو ممانعة، وفي كل الأحوال سيدفع الشعب التكلفة

الجذر الرابع:

تأسست فصائل العمل الوطني وفق أسسٍ أيديولوجيةٍ، وهو ما أدلج المقاومة، وأسس  للانقسام، والاستقطاب الفكري حول أيديولوجية الدولة التي لم تولد بعد (علمانية أم إسلامية أم يسارية)، وكان الأولى أن تقوم على أساسٍ وطنيٍ  يهدف للتحرر الوطني من الاحتلال أولًا.

الجذر الخامس:

سنصير شعبًا حين ننسى ما تقوله القبيلة (محمود درويش)

الجذر السادس:

تحول النضال إلى مشروعٍ استثماري وسياحي لدى العديد من قيادات ورموز العمل الوطني وما دونهم، واستبدل العديد منهم البزة النضالية بالبدلة والجرافة، فيما غابت المحاسبة ومؤسساتها التي تلقت رشاوى مالية وسياسية لتخرس.

الجذر السابع:

غياب المشروع الفلسطيني الوطني الجامع، وأصبح لكلٍ مشروعه وتعريفه للوطن وللحرية والكرامة..، ولم يعد متَّقف على معنى النضال، ولا أدوات النضال، ولا هدف النضال..

الجذر الثامن:

انخفض سعر الانسان الفلسطيني في مقابل الدولار والدينار واليورو، وأصبح الاهتمام به تعليمًا وصحيًا وثقافيًا اهتمامًا ترفيًا، وكل ذلك باسم حرية وضريبة الكرامة التي تعددت تفسيراتها ومعانيها.

الجذر التاسع:

لقد ضعف دور النخب الفلسطينية وأصبحت تتقاضى رواتبها من الساسة، فاستعاضوا عن دور التعبئة والتوعية والتصحيح، بدور اشعال الفحم للاراجيل، وترتيب الكراسي، وجمع زجاجات "الكولة" الفارغة ..

الجذر العاشر:

ضعف حرية الرأي والتعبير، والعمل على تكميم الأفواه بحجة الأمن الوطني والمصلحة العليا، وغياب (تقريبًا) الصحافة الاستقصائية، فيما طغت الصحافة الحزبية، و"الصحافة الصفراء"، و"صحافة التطبيل" و"التزمير" والتخوين والتكفير و"الردح" و"الخمسة بلدي".

الجذر الحادي عشر:

تبادلنا الدور مع الاحتلال في سياسة التجهيل، وذلك بقصد وبدون بقصد، فكانت المدارس والجامعات واحدة من أذرع الانتفاضتين عند نقاط التماس مع جنود الاحتلال، وحشرنا 50 طالبًا مكرهًا على التعليم في فصل الواحد، وحشونا المناهج بالغث والسمين، وهبطنا بقيمة المعلم شكلًا ومضمونًا.

الجذر الثاني عشر:

خلطنا الدين بالسياسة، فرأينا فتاوى وخطب ومنابر سياسية، وعممًا كبيرة فوق رؤوس فارغة، وشهدنا أحكامًا بالحلال والحرام على أفعال واجراءات سياسية أقرب للتكتيك منها إلى المبادئ.

الجذر الثالث عشر:

استراتيجية التفاوض المتبعة بين الفصائل الفلسطينية إما أنا أو أنت والتي تعرف في علم السياسة بـ(zero sum zero) ، وليس أنا وأنت والتي تعرف بـ (win win strategy)

الجذر الرابع عشر:

عمَّمْنا الذرائعية وثقافة التبرير، فخلفَ كلِّ خطأ ألفُ مبررٍ ومبرر، وخلفَ كلِّ تقصيرٍ ألفُ عذرٍ وعذر، فرأينا مسئولين آلهة مقدسة، ومؤسسات صوامع من حديد، أما عن ثقافة الاعتذار والاعتراف بالخطأ والاستقالة فهي حلم ابليس في الجنة، أو كمستجدٍ من الماء جذوةَ نار.

الجذر الخامس عشر:

تأسست حكوماتنا العتيدة على أساسٍ من المحاصصةِ الحزبية، أو الحزب الواحد، ومن جهتها قسمت الأحزاب حصتها من الحكومات إلى حصص جغرافية تتوزع على المناطق بحيث ترضي كل المحافظات والأقاليم التنظيمية، وهو ما أنتج لنا حكومات معتوهة مسيَّسة فاشلة بامتياز، فيما غابت الكفاءات المهنية الوطنية "التكنوقراط"، والبركة في "قفا" المواطن السميك.

أخيرًا وليس آخرًا .. الجذور الخمسة عشر السابقة ليست كل الجذور بل بعضها، وكل جذرٍ منهم يحتاج للتحليل والتفسير صفحات وصفحات، ولا زل بئر الوعي الفلسطيني يحتاج الكثير من أجل ملئه  بالحقائق لا بالأوهام، كما وإن التشخيص الصحيح للمرض، أول خطوات الشفاء.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف