الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

القطار اللعين بقلم : حماد صبح

تاريخ النشر : 2015-08-28
قصة قصيرة / القطار اللعين بقلم : حماد صبح

حرارة شمس الأصيل قاسية نوعا ، ويمدها قسوة وجودهم في مزرعة بامية سرى اليباس في أعوادها ، وتضيف لسعات أشواكها الزغبية الدقيقة إلى حالهم نغصا وإزعاجا . جاؤوا المكان للأصيل الثالث . لم يمر هدفهم الذي يترصدونه في اليومين السابقين : القطار القادم من سيناء ينوء بالدبابات المصرية التي غنمتها إسرائيل في حرب 5 يونيو 1967، والجيب الذي يرافق القطار مع طريق السيارات الموازي لسكته . يمر القطار دون انتظام ، ولعل عدم انتظامه تخطيط أمني حتى لا يستهدفه أحد . حمولته من كنز الغنائم من الدبابات الجديدة راعت العيون ولاعت القلوب ، ومروره المتقطع يذكر بنار الهزيمة الكبيرة . المذكرات كثيرة : مظاهر الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة بكل بشاعاتها ومهاناتها . مرور القطار في صحبة الجيب الحارس تذكير لحرقته طعم خاص يقول معربدا مغترا : هاهي دبابات أكبر جيش عربي ، جيش الجمهورية العربية المتحدة ، جيش عبد الناصر بطلكم القومي ، غنيمة أسيرة في سبيلها إلى مخازن الجيش الإسرائيلي ! ها هو سيفكم في يدنا ! كنتم تريدون قتلنا به ، وها هو في يدنا ! وها أنتم جثة ! اتفق الثلاثة على فعل شيء ضد القطار اللعين . فكروا في وضع لغم على طريقه ، وبحثوا فلم يجدوا لغما . وفي الأخير قرروا إطلاق النار على الجيب . أي إزعاج للعدو مقبول . تذكير له بأننا لسنا جثة . وفاجأهم صوت القطار في الجنوب ، فدقت القلوب قلبا واحدا . وفطن سلمان إلى سرحان في وجه عبد الكريم ، فاستنتج فيما يسرح ويفكر . قدر أنه يفكر في الآصال والأماسي التي اعتاد أن ينتظر فيها قطارا آخر يأتي من القاهرة ؛ في محطة المدينة لشراء الصحف التي يجلبها ذلك القطار الحبيب . الآن ينتظر قطارا لعينا لم يتخيله في أرعب الكوابيس . لشد ما انقلبت الدنيا ! هدير القطار العدو يقترب ، ومعه تحتدم دقات ثلاثة قلوب قلبا واحدا . ومن خلال السياج السلكي الشائك العالي لمحوا القطار والجيب ، فتحفزوا وتأهبوا . يقترب القطار والجيب . انطلق الرصاص من ثلاث بنادق ، واضطرب الجيب ، وانحرف إلى الرصيف الترابي ، وبدا أنه يميل على جانبه ، لكنه استقام وعاد إلى الأسفلت ، وأسرع هاربا . وبعد دقائق توالت جهتهم صلية رصاص ، تلتها صليتان بينهما عدة دقائق . كانوا عندئذ في الجهة الغربية من مزرعة البامية في بعد آمن من الأسفلت ، يفتحون لبعضهم بالدور فسحة بين أسلاك السياج الضيقة المشدودة بقوة للنفاذ منها إلى بيارة برتقال جنوبي البامية .
جلسوا على حواف أحواض الري في البيارة يلتقطون أنفاسهم بين رائحة أوراق البرتقال العطرية الحادة . قال عبد الله أكبر الثلاثة سنا _ وكان جنديا سابقا في جيش التحرير الفلسطيني _ : أعتقد أننا أصبنا بعض جنود الجيب .
فقال عبد الكريم : أفزعناهم على كل . الرصاصة التي لا تصيب تفزع .
وتفاءل سلمان بما فعلوه ، فقال : منها لأجرأ منها إن شاء الله . لن نتركهم يأخذون سلاحنا غنيمة وهم آمنون . عيب علينا .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف