الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حوادث السير: وباء عالمي مستفحل !!بقلم:ياسين عبد الله السعدي

تاريخ النشر : 2015-08-27
حوادث السير: وباء عالمي مستفحل !!بقلم:ياسين عبد الله السعدي
هدير الضمير
حوادث السير: وباء عالمي مستفحل !!
ياسين عبد الله السعدي
وتختلف درجة الخطورة من بلد إلى بلد ومن دولة إلى دولة؛ حسب وعي المجتمع وحسب قدرة الدولة على تنظيم الحياة العامة وقوانين السير ومدى التزام المواطن بالسلامة العامة بالإضافة إلى السلامة الشخصية.
والوباء تعني المرض القاتل ولعل مرض الطاعون كان في الماضي من أكثر الأوبئة فتكا بالناس. ونعرف أن طاعون عمواس الذي حل في هذه الديار بعد الفتح الإسلامي مباشرة ذهب ضحيته أعداد كبيرة من المسلمين، ومنهم كبار القادة الصحابة، وأشهرهم أبو عبيدة عامر بن الجراح، رضي الله عنهم أجمعين.
كان وباء الكوليرا من أخطر الأوبئة التي كانت تحل في العالم كله بسب قلة الوعي الصحي، ولكنه تلاشى في الدول المتقدمة وتراجع كثيراً في معظم الدول الأخرى بسبب التعاون الدولي لمكافحة الأوبئة.
وقد حل وباء الكوليرا في مصر في القرن التاسع عشر وفتك بالناس فتكا ذريعا كما يروي المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي الذي عاصر الحملة الفرنسية 1798- 1801م. ونزل في أوروبا في تلك الفترة الزمنية وحصد الناس واجتاح نيويورك سنة 1838م وقضى على قسم كبير من السكان.
عندما كان يظهر المرض في دولة ما أو في بلد من البلدان، كان يتم الحجر الصحي ولا يسمح بالدخول أو الخروج إلى حين انحساره. وكان المسافرون بالسفن في الماضي يرفعون العلم الأصفر لكي يدل على الحجر الصحي إذا عانى واحد أو أكثر من أعضاء الطاقم من مرض الكوليرا، ولم يكن يسمح لهذه الزوارق بالنزول في أي ميناء لفترة طويلة، تبلغ عادة من 30 إلى 40 يوما. أما في أعلام البحرية الدولية الحديثة فلون علم الحجر الصحي هو الأصفر والأسود.
لقد ظهرت أوبئة حديثة كالسرطان وأنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير وأخيراً مرض إيبولا في إفريقيا، وغيرها من الأمراض القاتلة. ولكن تتم معالجتها كلها ويمكن السيطرة عليها إذا كان اكتشافها مبكراً كسرطان الثدي مثلاً، لكن بعض الأمراض الوبائية مستفحلة لم يستطع العلم الحديث مواجهتها والقضاء عليها، مثلما تمت السيطرة على مرض الجدري مثلاُ
الوباء الحديث المستفحل
أي المتمكن والراسخ الذي أوجدته الحضارة الحديثة والذي تزداد ضحاياه يوما بعد يوم؛ خصوصاً في المجتمعات غير الواعية، وفي الدول التي لا تسيطر على الوضع العام ولا تستطيع منع هذا الوباء من الانتشار وحصد المزيد من الأرواح.
إنه وباء حوادث السير المقلقة التي ازدادت بشكل لم يكن متوقعاً ولم يكن يحسب الناس حسابه، وذلك بسبب التطور المذهل في الحياة العصرية وكثرة وسائل المواصلات من السيارات والدراجات النارية ووجود التراكتورات وغيرها من مبتكرات الحضارة الحديثة التي خلقت أصلاً لخدمة الإنسان وتيسير حياته وتسهيل أعماله وجلب السعادة له وللإنسانية، لكنها صارت وسيلة من وسائل الدمار والهلاك وجلب الأذى ومنغصات الحياة أحيانا في حالات كثيرة.
كم من حوادث السير التي راح ضحيتها أناس في مقتبل العمر؛ سواء بأيديهم أو عن طريق غيرهم؟ كم من إنسان انقلب به التراكتور الذي وجد لراحته وسرعة إنجاز أعماله، لكنه قضى عليه؟ كم من حوادث الدهس التي تقع يوميا في كل مكان من هذا العالم؟ كم من حوادث الاصطدام بين المركبات التي تتسبب بإزهاق حياة الكثيرين، وتكون الأعداد بالجملة في الحادث الواحد أحياناً؟
كانت سنة 2013م عندنا في الضفة الغربية هي الأسوأ بالنسبة لعدد الوفيات التي حدثت بسبب حوادث السير إذ بلغ العدد 136 حالة وفاة؛ حسب إحصائية مركز المعلومات الوطني الفلسطيني. وهو رقم مرتفع بالنسبة لعدد السكان.
لكن كلنا يعرف أن السرعة الزائدة هي أول مسبب لحوادث السير، بالإضافة إلى عدم الكفاءة في استعمال هذه الوسائل، سواء عن قلة التدريب أو بسبب الجهل؛ كأن يقود السيارة شخص بدون خبرة أو سائق متهور، أو فتى مستهتر لا يراعي قوانين السير الصحيحة.
صارت حوادث السير عندنا من الأمور التي طغت أخبارها إلى درجة قاربت أخبار الاعتداءات على المواطنين من قبل المستوطنين. فلماذا هذا الجنون الذي حل كأنه وباء غير قابل للعلاج أو الشفاء؟
قد يكون عدم السيطرة على الطرق بسبب تحكم الاحتلال بها ومنعه وجود الشرطة المحلية لمراقبة الأوضاع من أهم الأسباب. ولكن لا يعفي السلطة من المسؤولية عن حوادث السير التي تحدث في المناطق التي لها سيطرة عليها.
إن التساهل في منح التراخيص له دور كبير في زيادة حوادث السير. وعدم وجود الشرطة ومراقبة السرعة على الشوارع الداخلية له دور كبير أيضاً. فكثيراً ما نشاهد سيارات تسير بسرعة تزيد عن ضعف السرعة المحددة داخل حدود البلدية، كما نلاحظ ذلك. أما خارج حدود البلدية فإن الأمور خارجة عن السيطرة ولذلك يتحول الشباب من سائقي سيارات إلى قائدي طائرات، أو (طيارين أرضيين)، كما أطلق عليهم، وعندما يواجهون الخطر لا يستطيعون السيطرة، وبالتالي يصدمون غيرهم أو يصطدمون بما يواجهونه فيَقتلون أو يُقتلون أو يعيشون بقية حياتهم معاقين.
إنه وباء مستفحل يلف الكرة الأرضية من أقصاصها إلى أدناها ولا يفلت منه مجتمع إلا المجتمعات التي لا تزال تعيش في الغابات بعيدة عن مستجدات الحضارة المهلكة. نتمنى بذل المزيد من الجهود للسيطرة على هذا الوباء الذي صدق فيه قول الشاعر:
مصائبنا إذا عدّدْتَ شتى *** وأعظم ما دهى هذا المصابُ
نشر في جريدة القدس يوم الأحد بتاريخ 2382015م؛ صفحة 18
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف