الكل يتحدث عن التغيير، وضرورته وأهميته،
والكل يطالب به، ولكن من أين يبدأون، وكيف يعملون، وكيف تدور العجلة؟؟؟
فهذه هي الأسئلة التي يقف عندها الكثيرون، ولكن في الحقيقة فإن الناس في سوء الحال، ورداءة الواقع، ما بين قوسين اثنين،
ثانيهما هو قول الله تعالى:
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
ولعل هذه الآية هي أكثر ما يركز عليه الدعاة والخطباء والمصلحون، ظانين أنها هي أس المشكلة دون غيرها،
ويوجّهون - عن غير قصد - أصابع الاتهام نحو عموم الناس بأنهم لفساد أنفسهم، استمر فساد واقعهم، وقولهم فيه جزء من الحق، ولكن الصورة لا تكتمل بهذه الآية فقط،
لذلك يجب وأن ننظر للقوس الأول الذي ربما لم ينتبهوا له، والذي هو الآية المنسيّة، وهو أيضاً من كتاب الله الكريم، إذ يقول الله سبحانه وتعالى:
"إنما أنت منذر، ولكل قوم هاد"،
فهنا مكمن القضية، وهنا مربط الفرس،
فالأصل هو أن يكون للناس من يهديهم للخير، ومن يقودهم إليه،
فتكون استجابتهم - أي الناس - لهذا الخير هي تغييرهم لما بأنفسهم، فيغير الله حالهم، ومن الأمثلة الواضحة على صحة ما أقول، هو حال العرب في الجاهلية، وحالهم بعد الإسلام وتمكينه في دولة، فلم يكن بدء التغيير من الناس، ولم نسمع أن منهم من عمل بجد لتغيير واقعهم، ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم برسالته، فصدّه أكثر أهل مكة، ولم يتّبعوه، وما آمن به إلا القليل،
فلأنهم لم يستجيبوا لداعي التغيير، لم يتغيروا، ولكن أهل يثرب كان منهم من هو أكثر جرأة وقدرة على الاستجابة والعمل من أجل هذا التغيير الجذري،فلمّا نصروا النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه كانت "حتى يغيروا ما بأنفسهم"، جاءهم جواب الشرط من الله، بأن غيّر ما بهم، لأنهم تعاملوا بإيجابية مع نبيه ورسوله الكريم، وغيّروا العالم كله من بعد،
وبعد تمكينهم له في الحكم، وبعد استجابتهم لما جاء به من الحق، فكان التغيير للأفضل وللخير، لذلك لا تتوقعوا أن يتغير الواقع لأن الناس يجب وأن يتغيروا أولاً، بل لابد أن يكون هنالك من هو هاد للناس، كي يستجيبوا لهدايته،
وأن يملك من التمكين ما يسهّل قيادته لهم. فالناس دائماً تحتاج لمن يقودها ويأخذ بيدها، ولم يذكر التاريخ مرة أن شعباً أراد التغيير بمجموعه، فتغير دون قائد ومرشد له، ولعل قصة ألمانيا إبّان الحرب العالمية الأولى ودور هتلر في نهضتها العسكرية والصناعية والعلمية، لهي دليل آخر على قوّة ما أطرح،
وبالرغم من أنها قصة تغيير سلبي في ظاهره، ولكنه إيجابي في نواح أخرى، ومثال عملي عاشه العالم بوضوح،
فكل الألمان كانوا شاعرين بالخزي والعار نتيجة تقسيم إمبراطوريتهم، ونتيجة الهزيمة المذلّة في الحرب العالمية الأولى،
ولكنهم عاشوا تحت القهر وتحت الفقر والبطالة والفساد مذعنين، دون إبداء أي إشاءة من إشارات الرفض والتمرد على هذا الواقع المخزي، دولة ممنوعة من التسلح ومن تكوين جيش يحميها، ومن التحكم في مقدّراتها،
ولكن بظهور هتلر، وبقدراته الفائقة على القيادة وعلى التأثير، استطاع أن يحيي في الألمان ما بقي في نفوسهم من كرامة وصلابة، فأهلوه لقيادتهم، وأتاحوا له المجال ليقودهم نحو ما يظنونه الأفضل، فاستجابة الألمان لصاحب التغيير المتمثل في هتلر، فقادهم إلى التغيير فعلاً، ولو أنه تغيير لا يقتدى به،
ولكنه نجح في تحويل حال الدولة من حال إلى حال.
ما أريد الوصول إليه هو أنه لا يكون التغيير من القاعدة مطلقاً،
فالتغيير يحتاج لمن يبلور صورته، ويوضح فكرته، التغيير يحتاج لقائد، شخص أو حزب، يتبناه، ويسوّق له عند الناس، ويعمل جاهداً على إقناعهم به، ولن ينجح القائد من دون تبني الناس لفكرته، ولن يتغير الناس دون تبني فكرة القائد، فالعملية متبادلة، وتعتمد على طرفين، لا طرف واحد فقط.
لذلك حريّ بمن وصل للحكم، ولم يتغير الناس معه للأفضل،
أن يراجع نفسه، هل كان هادياً أم مضلاً؟!
والكل يطالب به، ولكن من أين يبدأون، وكيف يعملون، وكيف تدور العجلة؟؟؟
فهذه هي الأسئلة التي يقف عندها الكثيرون، ولكن في الحقيقة فإن الناس في سوء الحال، ورداءة الواقع، ما بين قوسين اثنين،
ثانيهما هو قول الله تعالى:
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
ولعل هذه الآية هي أكثر ما يركز عليه الدعاة والخطباء والمصلحون، ظانين أنها هي أس المشكلة دون غيرها،
ويوجّهون - عن غير قصد - أصابع الاتهام نحو عموم الناس بأنهم لفساد أنفسهم، استمر فساد واقعهم، وقولهم فيه جزء من الحق، ولكن الصورة لا تكتمل بهذه الآية فقط،
لذلك يجب وأن ننظر للقوس الأول الذي ربما لم ينتبهوا له، والذي هو الآية المنسيّة، وهو أيضاً من كتاب الله الكريم، إذ يقول الله سبحانه وتعالى:
"إنما أنت منذر، ولكل قوم هاد"،
فهنا مكمن القضية، وهنا مربط الفرس،
فالأصل هو أن يكون للناس من يهديهم للخير، ومن يقودهم إليه،
فتكون استجابتهم - أي الناس - لهذا الخير هي تغييرهم لما بأنفسهم، فيغير الله حالهم، ومن الأمثلة الواضحة على صحة ما أقول، هو حال العرب في الجاهلية، وحالهم بعد الإسلام وتمكينه في دولة، فلم يكن بدء التغيير من الناس، ولم نسمع أن منهم من عمل بجد لتغيير واقعهم، ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم برسالته، فصدّه أكثر أهل مكة، ولم يتّبعوه، وما آمن به إلا القليل،
فلأنهم لم يستجيبوا لداعي التغيير، لم يتغيروا، ولكن أهل يثرب كان منهم من هو أكثر جرأة وقدرة على الاستجابة والعمل من أجل هذا التغيير الجذري،فلمّا نصروا النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه كانت "حتى يغيروا ما بأنفسهم"، جاءهم جواب الشرط من الله، بأن غيّر ما بهم، لأنهم تعاملوا بإيجابية مع نبيه ورسوله الكريم، وغيّروا العالم كله من بعد،
وبعد تمكينهم له في الحكم، وبعد استجابتهم لما جاء به من الحق، فكان التغيير للأفضل وللخير، لذلك لا تتوقعوا أن يتغير الواقع لأن الناس يجب وأن يتغيروا أولاً، بل لابد أن يكون هنالك من هو هاد للناس، كي يستجيبوا لهدايته،
وأن يملك من التمكين ما يسهّل قيادته لهم. فالناس دائماً تحتاج لمن يقودها ويأخذ بيدها، ولم يذكر التاريخ مرة أن شعباً أراد التغيير بمجموعه، فتغير دون قائد ومرشد له، ولعل قصة ألمانيا إبّان الحرب العالمية الأولى ودور هتلر في نهضتها العسكرية والصناعية والعلمية، لهي دليل آخر على قوّة ما أطرح،
وبالرغم من أنها قصة تغيير سلبي في ظاهره، ولكنه إيجابي في نواح أخرى، ومثال عملي عاشه العالم بوضوح،
فكل الألمان كانوا شاعرين بالخزي والعار نتيجة تقسيم إمبراطوريتهم، ونتيجة الهزيمة المذلّة في الحرب العالمية الأولى،
ولكنهم عاشوا تحت القهر وتحت الفقر والبطالة والفساد مذعنين، دون إبداء أي إشاءة من إشارات الرفض والتمرد على هذا الواقع المخزي، دولة ممنوعة من التسلح ومن تكوين جيش يحميها، ومن التحكم في مقدّراتها،
ولكن بظهور هتلر، وبقدراته الفائقة على القيادة وعلى التأثير، استطاع أن يحيي في الألمان ما بقي في نفوسهم من كرامة وصلابة، فأهلوه لقيادتهم، وأتاحوا له المجال ليقودهم نحو ما يظنونه الأفضل، فاستجابة الألمان لصاحب التغيير المتمثل في هتلر، فقادهم إلى التغيير فعلاً، ولو أنه تغيير لا يقتدى به،
ولكنه نجح في تحويل حال الدولة من حال إلى حال.
ما أريد الوصول إليه هو أنه لا يكون التغيير من القاعدة مطلقاً،
فالتغيير يحتاج لمن يبلور صورته، ويوضح فكرته، التغيير يحتاج لقائد، شخص أو حزب، يتبناه، ويسوّق له عند الناس، ويعمل جاهداً على إقناعهم به، ولن ينجح القائد من دون تبني الناس لفكرته، ولن يتغير الناس دون تبني فكرة القائد، فالعملية متبادلة، وتعتمد على طرفين، لا طرف واحد فقط.
لذلك حريّ بمن وصل للحكم، ولم يتغير الناس معه للأفضل،
أن يراجع نفسه، هل كان هادياً أم مضلاً؟!