الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شاخ الزمان.. وفيروز لم تزل شابة!!بقلم:فالح حسون الدراجي

تاريخ النشر : 2015-08-27
شاخ الزمان.. وفيروز لم تزل شابة!!بقلم:فالح حسون الدراجي
شاخ الزمان.. وفيروز لم تزل شابة!!

فالح حسون الدراجي

بعد شهرين لا أكثر، سيصبح عمر (فيروزة) الدنيا، وكنز الجمال، وسفيرة الحب الى النجوم، وجارة القمر، ومغنية الأعياد، ومواسم العصافير ثمانين عاماً بالتمام والكمال. 
إذن..! سيكون عمر (فيروز) ثمانين عاماً، وهو -لغيرها- عمر يستحق التقاعد الأبدي، بعد أن يكون قد عبر صحراء الكهولة والشيخوخة، ودخل- كما يفترض- مرحلة العجز شبه التام..
لكن فيروز لم تزل تحب، وتغني، وتشرق مثل شمس آذار كل صباح، وهي ذاتها التي كانت تسعد الملايين منذ عام 1946، تسعدهم الآن في عام 2015، وستظل تشدو لهم، وتطربهم حتى مطلع فجر التاريخ الجديد، ستسعدهم بشدوها الساحر، وحضورها الجذاب. حتى انها وقفت قبل مدة وجيزة على مسارح الجزائر لتحيي ثلاث حفلات غنائية بمناسبة مهرجان "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015".
وقد إستغرقت إحدى هذه الحفلات خمس ساعات متتالية.. ففيروز لن تكبر، ولا تشيخ مطلقاً. إذ لا يمكن لعُمر أن يعجز وهو يعود لفيروز، ولا صوت يشيخ، وهو صوت فيروز، ولا شدو يموت، والله سبحانه وتعالى كان قد زرعه بيديه الجليلتين في حنجرة قيثارة السماء.. وحاشا لله أن يتخلى عن (فيروزته) في أواخر عمرها، فيهزل روعتها، ويضعف جسدها، ويوهن صوتها البنفسجي في آخر مشاوير العمر.. ثم من قال أن لفيروز عمراً له أول، وفيه آخر..؟
وإذا كانت فيروز تكبر في عدد سنوات العمر مثل أي كائن بشري آخر، فإنها لن تكبر وتشيخ مثل أي كائن بشري آخر، إلاَّ في شهادة الميلاد، وطبعاً فإن شهادة الميلاد لا تملك صوتاً كصوت فيروز، فتغني فيه لشادي، وحبيبها الذي كتبت أسمه (عالحور العتيق)، أو الذي تحبه بكبر البحر، وبعد السما!!
إن صوت فيروز الذي يشبه النبيذ المعتق، الذي تزداد جودته، ويغلو سعره كلما تقدم فيه العمر، هو مثل دهن العود الأسطوري، أو مثل عود البخور الهندي الذي يتميز عن غيره حتى لو كان بين ألف عود. ومثل هذا الصوت لا يمكن أن يكبر، أو يذبل، أو يموت..
فيروز ستصبح في الثمانين، لكنها لم تزل صغيرة تلعب مع شادي، و (بنت زغيره على سطح الجيران) تطير طائراتها الورقية المصنوعة من (ورق وخيطان).. وتلعب تحت ضوء القمر لعبة العسكر والحرامية.. لقد كبر الزمان وشاخ، وفيروز لم تزل هي هي، ندية، عطرة، مشرقة. مشاكسة كأية طفلة (زغيري)، تخرج لسانها للزمان هازئة به، وساخرة منه، وكأنها تقول له: أتحداك إن وصلتني!! 
فيروز الواثقة مما تقول تدرك جيداً أن عصا الزمان لم ولن تصل اليها، لسبب بسيط، هو ذات السبب الذي أعتمده يوماً الفنان الكبير محمد عبد الوهاب في إجابته على سؤال وجهه له أحد المذيعين عن أجمل الأصوات النسائية في تاريخ الغناء العربي، فذكر عبد الوهاب أسماء ام كلثوم واسمهان وسعاد محمد ونجاة وفائزة وغيرهن، وحين إنتهى من ذكر قائمة الأصوات النسائية العربية دون ان يكون اسم فيروز بينها، ادركه المذيع بسؤال عاجل، قال فيه: وأين إسم فيروز من هذه القائمة يا جناب الموسيقار الكبير؟
فأنتفض عبد الوهاب، وقال للمذيع: 
انت سألتني عن الأصوات الجميلة في الأرض، ولم تسألني عن التي في السماء!!.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف