الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دعوني والمكتبة نتزوج بقلم: أماني عياد

تاريخ النشر : 2015-08-27
دعوني والمكتبة نتزوج بقلم: أماني عياد
كتبت: أماني عياد.

أفجع الهواجس التي طفقت تشاكسني مذ أضحيت علي سنابك درب العشرين هي "الزواج". للحق أنه ليس الزواج بعينه، بل الجلبة الناتجة عنه. الجلبة التي لطالما تحسست مسلكها إلي عقلي وكادت تتسبب في إحداث أعلي درجات الخلل والجنون؛ حيث نجح الزواج في المجتمعات العربية في الإنفراد بالأهمية القصوي، حتي صار أكثر أهمية من التعليم وتثبيت الأقدام علي الطريق المهني والإهتمام بالذات والتأهيل النفسي وخلافه.

جلست أمي وخليلاتها تتحدثن في الأمور عديمة الأهمية بالنسبة لي _جليلتها بالنسبة لهن_، وجلست معهن. بدأت واحدة من الخليلات اللطيفات الظريفات جدًا بتوجيه لب الحديث إليّ، حيث جعلت تبث في خاطر أمي الأفكار المعروفة تلك، ألا وهي أنني كبرت ووصلت إلي سن الزواج ويتوجب عليها تعليمي أعمال المنزل برمتها، أجلَّها وحتي التافهة منها. تركت الجلسة في شيء من الإحترام وقبعت في غرفتي. للصراحة أنني أمضيت الليلة تلك في نحيب مكتوم وذعر لم يهتدي إلي سبيلي من قبل. جعلت أفكر وأفكر في فكرة الزواج. الفكرة التي باتت تخيفني وتتربص لي أكثر من الفئران اللعينة.

علاقة الزواج العربي بتهميش المرأة علاقة طردية..

من بديهيات المجتمع العربي أن قرة عين الفتاة زوجها وأولادها ومنزلها؛ إلي أن بات هذا المعتقد قداسة لا تقبل الخدش أو المساس. السؤال الواجب طرحه هنا: وهي؟

بالكاد أنني لم أجحد جلالة علاقة الزواج أو أمقتها قط، وحاشاي أن أفعل، لكنني أتساءل وأنقب عن حقوقي الفردية الإنسانية. الحقوق التي جرَّمها عليّ مجتمعي العربي _مع العلم أنه لم تتم خطوة التجريم هذه من قِبَل ديني الإسلامي_. فمجرد وضعي شروطًا للزواج _لا تمثل من وجهة نظري معضلة إنما لمجتمعي_ ليس رفضًا للزواج برمته، بل هي عملية هيكلة مسبقة للميثاق الغليظ. الميثاق الواجب دراسته في شيء من التمعن والتدقيق قبل الخوض فيه.

وأقصد بأدني الحقوق تلك توافر متسع من الوقت للإهتمام بالذات والعقل. فليس يعني الزواج نفاد قوي المرأة وفنائها فقط لأجل مصلحة وراحة الزوج والأولاد. ليس يعني الزواج أن تخور الطاقات النسائية في الأعمال المنزلية التي لا تنتهي.

اختيار شريك العمر قلة حياء وأدب..

باتت رفاهية اختيار الفتاة للزوج بالنسبة للعالم العربي قلة حياء وتبجح، حتي وصل الأمر حد التجريم. للمصدقية هي جريمة من قديم الأزل، حيث قرر أسلاف أسلافنا اختيار مصائر الفتيات العربيات. اختيار من يقاسمهن حيواتهن. اختيار من يساندهن في دربهن ويشاركهن إياه دون الرجوع إليها حتي بالسؤال. بالطبع لا أقصد التعميم هنا، لكن الأغلبية العظمي هي ما قصدت.

أمسك حرامية، أقصد مثقفة..

بالطبع أنني وشبيهاتي أقبع في دائرة الشذوذ المجتمعي. فهناك بعض الأفعال ليس من المألوف بالنسبة للمرأة العربية التحلي بها، وإن حدث وتواجدت فهي شاذة من دون ريب. وأقرب مثال هو "القراءة"، فأمست القراءة جريمة وفاجعة شذوذية غير مقبولة بشكل غير مباشر.

بدأت اقامتي _والتي من الظاهر أنها من النوع المستديم_ في الركن الشاذ من المجتمع العربي مذ أخذت أهتم بمكتبتي والقراءة، فأصبحت أكرس أكثر من ثلث وقتي لأجلها، وليس بالأدني من ذلك المقدار. لكنني وللغرابة وجدت كمًا ليس بالهين من التهكم والإقصاء. الإقصاء الذي أرفضه بإستماتة. اقصائي عن مكتبتي والكتب. لدرجة أنه عندما تزايدت أعمال المنزل ما كان من قِبَلي إلا أن أقلل ساعات النوم الليلية حتي أواظب علي الوقت المقدس هذا. حتي مع تطور ضعف النظر إثر قلة النوم وزيادة التركيز لم أجد للإبتعاد عن المكتبة سبيلًا.

حينما نتفكر قليلًا في ذلك الأمر ندرك بديهيًا بأن المرأة المثقفة ليس لها حيز وفير علي الأرض العربية. ليس من المفترض أن تكون المرأة العربية علي دراية بالبواطن. ليس من المحبب علي أرضنا المحبوبة أن يكون للمرأة عقل مفكر يتحكم في مسارها، بل زوجها من بعد والدها من له ذلك الحق فقط، وكأنها بمثابة سلعة إنتاجية طوع بنان التاجر والمشتري.

في حالتي لا أريد ذهبًا ومالًا وجاهًا أبلهًا لا نفع فيه. لا أريد حاشا  من يتفهم عشقي المبالغ فيه لعالم الكتب والثقافة وعلاقتي الوثيقة به. من يشجعني ويزيدني شغفًا به. من لا يجد أدني انزعاج في التسكع معي في الأزقة والأرصفة والمكتبات طمعًا في المزيد. من لا يجد أزمة في انعزالي وانفرادي بمكتبتي لوقت ليس بقصير.

بت أرتدي ثوب الهلع. أغرق فيه يومًا تلو اليوم. أتكبد عناء التفكير فيما سيفرضه المجتمع والأهل والأعراف علي مستقبلي عنوة. فهل سيسمحون لي بأن أختار من يقاسمني ما أهوي دون عراك نفسي أم ستكون تلك أمنية صعبة المنال؟ هل من سبيل للإنعتاق؟ وهل يا ربي من الأصفاد تلك مناص؟
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف