الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بكاء لغة بقلم : أحمد هاني محاميد

تاريخ النشر : 2015-08-27
بكاء لغة بقلم : أحمد هاني محاميد
(((  بكاء لغة   )))

بقلم : أحمد هاني محاميد – أم الفحم


مكسّرةٌ كجفون أبيكِ هي الكلمات

ومقصوصةٌ كجناح أبيكِ هي المفرادت

فكيف يغنّي المغنّي

وليلُكِ ألغى جميع اللّغات

على عجَلٍ- يا حرفُ-  كأنَّ الرّيحَ تحتي...

أهرب من نفسي إلى نفسي، وأحاول أن أُذيب كتل الليل الرّابض على قلبي، مفجّرًا كل تعاويذ التّمائم الجاهليّة والذّكريات.

أرنو إلى الملك الضّليل لعلّني

أجدُ الدَّخولَ وحَوْمَلِ

وأصارعُ الزّفراتِ عندَ أهدابِ القتيلْ

أينَ خولةُ يا غُلامُ ؟! أينَ فاطمةُ الضّليلْ

أينَ عبلةُ يا سليلَ السّيفِ، يا عبسيُّ يا شِعرًا عليلْ ؟!!!

وربّما يأخذني مسح الذّكريات إلى عوالمَ لم أكن أسبر أغوارها، وأنقّب في معالمها الحزينة، والتي تبحث عن بحّار يقودها نحوَ  الهضاب.

على عجَلٍ كأنَّ الرّيحَ تحتي...

كم تقتُ  أن أكون إلى ما أكون ، وكم تمنّيتُ أن أعود كما تعوّدت نفسي، وكم حلمت أن اجترَّ من أمعاء التّاريخ لفظة تعيد لي الحياة،  وكم حاولت أن أُغريَ بعضَ ترانيم الكنائسِ علّها تخرجَ زفرةً تعيد اللحنَ العربيَّ، مخرجة نسائمه بين التّلال والهضاب.

وكم تجرّأتُ أن استخرج من تموّجات اللحن الزّريابيّ نغمةً، تعيدُ ما تبقّى من قلاع الحروف الأندلسيّة.

جادكَ الغيثُ إذا الغيثُ همى...

يا زمان الوصل بالأندلسِ

محمّد الصغير يحبو صاغرًا

يبكي على هضباتِ غرناطةَ الحزينة

ويُرفَعُ الصّليبُ فوقَ أنّات المساجد

الآنَ تبكي أيّها الصّغير ؟!!!

 الآنَ تبكي ؟!!! بعد أن ضيّعتني

فابكِ مثلَ النّساءِ مُلْكًا مُضاعًا

لم تُحافظ عليه مثل الرّجال

اللهمَّ ... إنّ لي أمنيةً واحدة يتيمة!

أن يعودَ اللّحن عربيًّا، وإن كان حزين

صفائفُ النّسمات تملأ الجوّ  اختناقًا، والهواء الملحُ يُخرجُ نفيخًا مُرًّا غريبًا.

على عجَلٍ كأنَّ الرّيحَ تحتي...

هِيَ هجرةٌ أخرى فلا ترحل تماما ...

يا طائر النّورس

قالها طفلٌ  لحرفٍ من حروف العربيّة

فالضّحى أمسى يبابًا في نعيم الأبجديّة

الهواءُ المرّ  يطفحُ من بين خلايا السّنبلة

 والجحيم الحلوُ يسري في بريق المقصلة

كانَ ما سوف يكون ... قتلتني السّنبلة...

ثمَّ أهدتني السّنونو لعيون القتلة ...

أحاول النّهوضَ مرّة أخرى، فلا أجد التحامًا

وأسابقُ الإعصارَ  في وسطِ التّهدّلِ واليَمَاما

وأصفُّ بعضَ ذخائري الّتي خبّأتُها

 بينَ العناقيدِ القديمةِ والكلامَا

يا أهلَ قرطبَةٍ... سلامَا

وأعيد الكرّة كرّاتٍ نابشًا أخاديدَ صدري المثقل بالنّوائب والمحن ...

أفتّشُ في فصول السّنة عن يومٍ  حقيقيٍّ صغيرٍ   يعيد لي عكّازتي القديمة...

أين عُكّازتي القديمة ؟!!!

 فلا أجد سوى الرّيح وحبّاتٍ أرهقها الحزنُ مثلَ أسواق العراق.

أقلّب التاريخَ فلا أجدُ سوى عبراتِ الخيل العربيّة تنساب من بين خيوطِ الجغرافيا وتضاريسها المتعرّجة المُنهكة.

هل أذكرُ يومَ فجيعتي ؟!!!

قدْ أذكرُ يومَ فجيعتي...

كانَتِ السّنةُ انفصالَ البحرِ عن مُدِنِ الرّماد

وكنتُ وحدي... آهِ يا وحدي

على عجَلٍ كأنَّ الرّيحَ تحتي...

بحرٌ  لأيلولَ الجديد... خريفنا يدنو من الأبواب

هَـذِي الـسًّـنَـابِـلُ جَـاشَـتِ الأحْـزَانُ فِـيهَـا كَـالهَـدِيـرْ

تَـمْـضِـي إلـى سَـيْـلِ الـشِّـراعِ

الـبَـاحِثِ الـمُـتَـجَـوِّلِ الـمُـشْـتَـاقِ فـي حُـلُـمٍ صَـغِـيـرْ

حَـبَّـاتُـهَـا أهْـدابُ شَـوْقِـي قُـرْبَ أَعْـجَـازِ الـنَّـخِـيلْ

نَـبَـرَاتُـهَـا أحْـزانُ دَرْبِــي زَفَّــهَا خَـدٌّ يَـمِـيلْ

يَـا وَيْـحَ شَـوْقِـي وَالـدُّروبْ

 فَـوْقَ أنـَّاتِ الـزَّفِــيرْ

وَعَـنَـاقُـدُ الأحْـزَانِ تَـلْـتَـحِـفُ الأنِـيـنَ تَـفَـجُّـعـًا

وَالـدَّمْــعُ يَـخْـتَـلِـسُ الـزَّمَــانَ مُـحَـاوِلاً

نَــفْـضَ الـزَّوَارِقِ وَالـخِـيَـامْ

وَسَـنَـابِـلُ الأيَّـامِ يَــغْـشَـاهَـا  الـرُّكَـامْ

أَيْــنَ بَــاقِــي الـزَّهْــرِ ؟

أَيْــنَ رُقُــودُ تَـوَجُّـسِي؟

أَيْــنَ الـتَّــفَـاعِــيلُ الـَّتِـي دَاعَـبْـتُــهَـا؟

كَـيْـفَ يَــرْتَــحِـلُ الكَـلامْ ؟!!

الـفَـجْـرُ يَـأْتِــي حَـامِــلاً مَــوْلُــودَهُ عِــنْـدَ الـجِـدارْ

وَزَنَــابِــقُ الأحْـلامِ يَـعْـصِـرُهَـا الـتَّـوَجُّـسُ خِـيـفَـةً

وَالـَّليْـلُ يَـمْـضِـي فِــي شُـعَـاعِ  الـقَـهْـرِ  يَـتْـبَـعُـهُ الـتَّـمَـزِّقِ وَالـغُـبَـارْ

يَــا لَــيْــلُ أَنَّــى لِـلنُّـجُـومِ قَـصِـيـدَتِــي

وَالـنَّــجْـمُ وَلَّــّــى سَارِقًـا  سُـبُــلَ الـمَـنَـارْ

مكسّرة كجفون أبيكِ هي الكلمات

ومقصوصة كجناح أبيكِ هي المفرادت

فكيف يغنّي المغنّي ...

وليلُكِ ألغى جميع اللّغات

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف