( التحدي ) ؟؟!!
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
====================
تنويه :
شخوص وأحداث النص حقيقية وقد وقعت بالفعل على أر ض الواقع ...
إهداء خاص :
إلى أخي وصديقي وأستاذي الراقي / علاء الصالح رعاه الله الذي أوحى لي بفكرة النص .
ولبطل النص الذي قبل " التحدي " ... ولكل الأبطال الشجعان الذين قبلوا " التحدي " .. في كل مكان .
( آخر ما جادت به قريحة الكاتب ولم يسبق نشر النص من قبل ) .
( الكاتب )
-------------------------------------
( التحدي ) ؟؟!!
أوقفه " ضابط دورية العدو " بعنجهية وغرور .. طلب منه التوقف ورفع اليدين فوق رأسه .. قام الشاب بتنفيذ الشق الأول من الأمر بالتوقف ؛ ورفض القيام بتنفيذ الشق الثاني برفع اليدين إلى الأعلى .
نظر " الضابط " نحوه بنظرات نارية كلها حقد وكراهية .. راح يكرر الأمر من جديد بصلف وعنجهية .. رفض الشاب تنفيذ الأمر المذل المهين بإصرار وعناد .. ورفض الاستسلام والخنوع والخضوع والمهانة .
قام " الضابط " بتصويب سلاحه الأتومايكي إلى صدر الشاب بحركة عصبية وانفعالية .. بنزق وطيش .. وراح يهدده بالقتل بإطلاق النار عليه إن هو رفض تنفيذ الأمر .. ورغم هذا كله .. فقد أصر الشاب على عدم تنفيذ الأمر .. وراح يركز بصره وعينيه بقوة وإصرار إلى وجه " الضابط " وعينيه .. مؤكداً رفضه للأمر وتحدي الضابط ..
استولت الحركات العصبية والاضطراب الشديد على " الضابط " راح يهرب بوجهه ويفر بعينيه عن تلك الشواظ الرهيبة التي كان يطلقها الشاب من عينيه نحوه .. وراح يحرك مقدمة سلاحه الرشاش فوق أنحاء جسد الشاب وصدره .. وكأنه يؤكد تهديده وإصراره على ضرورة تنفيذ الأمر .
الشاب .. لم يهتز .. لم يتأثر .. لم يرف له جفن .. بل حدث العكس تماماً ... فلقد زاد من شحنة التركيز ببصره إلى وجه " الضابط " المضطرب وعينيه التائهتين .. معلناً تأكيده للتحدي وإصراره على عدم تنفيذ الأمر .
ازداد اضطراب " الضابط " وتلعثمه وعصبيته .. ارتفع صوته من جديد وكأنه صوت الوحش الضاري هادراً مزمجراً بالتهديد والوعيد بأنه سوف يقوم بالفعل بإطلاق النار إلى صدر الشاب وقلبه ...
أصر الشاب على موقفه .. وقام بتوجيه زخات جديدة متتالية من النظرات النارية الملتهبة المفعمة بالإصرار والتحدي ... فشعر " الضابط " بالجزع .. وسيطر عليه الخوف وتملكته العصبية وأصابه الفزع .. ولكز الشاب بقوة في صدره بمقدمة سلاحه الأتوماتيكي ... ولكن الشاب تشبث بمكانه وبموقفه .. لم يتزحزح من مكانه قيد أنمله .. ولم يتزحزح عن موقفه .. فإيمانه بعدالة قضيته وبموقفه أمداه بقوة هائلة من القوة والتحدي .
" الضابط " هو أحد جنود العدو المحتل المتسلط بعنجهية على البلاد والعباد ... والشاب هو الرجل المؤمن بالله وبالوطن وبعدالة قضيته .
الصورة كانت غريبة جداً .. فـ " الضابط " المسلح بأحدث الأسلحة والعتاد الحربي يقف في موقف الجبان الخائف المرتعش المضطرب .. فهو يشعر بأنه على باطل ...
والشاب الأعزل يقف في الموقف الأقوى فهو يشعر بأنه على حق ..
وكان أن ...
قام " الضابط " المهتز بالضغط على زناد سلاحه الأتوماتيكي بعصبية وارتعاش .. فانطلقت منه دفعة من الرصاص ..
.. ارتقى الشاب على إثرها إلى السموات العلا شهيداً وهو ما زال يحدق بقوة في وجه " الضابط " وعينيه..
وما زالت روح الشهيد ترتقي في السموات العلا لكي تصل إلى الفردوس الأعلى ..
.. " الضابط " انتقل إلى أحد مستشفيات العدو - في الأرض المحتلة - والمختص بالعلاج النفسي والعصبي بعد أن أصيب مباشرة بنوبة انهيار هستيري عصبي شديد .. وما زال تحت العلاج في مستشفى الأمراض العصبية والنفسية والعقلية .. ولا زال يصرخ بجنون :
- ابعدوا عني نظرات هذا الشاب .. إنه ما زال يحدق بي بقوة وإصرار .. إنه يخيفني .. يرعبني .. يقتلني ...
لقد قتلته أنا مرة .. ولكنه يقتلني ألف مرة ؟؟؟ مليون مرة .. أبعدوه عني .. أبعدوا عينيه عني ..
... وما زال يصرخ بجنون ليصل صراخه حتى عنان السماء ... مؤكداً ما أصابه من حالة الانهيار الكامل ... والجنون التام .
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
====================
تنويه :
شخوص وأحداث النص حقيقية وقد وقعت بالفعل على أر ض الواقع ...
إهداء خاص :
إلى أخي وصديقي وأستاذي الراقي / علاء الصالح رعاه الله الذي أوحى لي بفكرة النص .
ولبطل النص الذي قبل " التحدي " ... ولكل الأبطال الشجعان الذين قبلوا " التحدي " .. في كل مكان .
( آخر ما جادت به قريحة الكاتب ولم يسبق نشر النص من قبل ) .
( الكاتب )
-------------------------------------
( التحدي ) ؟؟!!
أوقفه " ضابط دورية العدو " بعنجهية وغرور .. طلب منه التوقف ورفع اليدين فوق رأسه .. قام الشاب بتنفيذ الشق الأول من الأمر بالتوقف ؛ ورفض القيام بتنفيذ الشق الثاني برفع اليدين إلى الأعلى .
نظر " الضابط " نحوه بنظرات نارية كلها حقد وكراهية .. راح يكرر الأمر من جديد بصلف وعنجهية .. رفض الشاب تنفيذ الأمر المذل المهين بإصرار وعناد .. ورفض الاستسلام والخنوع والخضوع والمهانة .
قام " الضابط " بتصويب سلاحه الأتومايكي إلى صدر الشاب بحركة عصبية وانفعالية .. بنزق وطيش .. وراح يهدده بالقتل بإطلاق النار عليه إن هو رفض تنفيذ الأمر .. ورغم هذا كله .. فقد أصر الشاب على عدم تنفيذ الأمر .. وراح يركز بصره وعينيه بقوة وإصرار إلى وجه " الضابط " وعينيه .. مؤكداً رفضه للأمر وتحدي الضابط ..
استولت الحركات العصبية والاضطراب الشديد على " الضابط " راح يهرب بوجهه ويفر بعينيه عن تلك الشواظ الرهيبة التي كان يطلقها الشاب من عينيه نحوه .. وراح يحرك مقدمة سلاحه الرشاش فوق أنحاء جسد الشاب وصدره .. وكأنه يؤكد تهديده وإصراره على ضرورة تنفيذ الأمر .
الشاب .. لم يهتز .. لم يتأثر .. لم يرف له جفن .. بل حدث العكس تماماً ... فلقد زاد من شحنة التركيز ببصره إلى وجه " الضابط " المضطرب وعينيه التائهتين .. معلناً تأكيده للتحدي وإصراره على عدم تنفيذ الأمر .
ازداد اضطراب " الضابط " وتلعثمه وعصبيته .. ارتفع صوته من جديد وكأنه صوت الوحش الضاري هادراً مزمجراً بالتهديد والوعيد بأنه سوف يقوم بالفعل بإطلاق النار إلى صدر الشاب وقلبه ...
أصر الشاب على موقفه .. وقام بتوجيه زخات جديدة متتالية من النظرات النارية الملتهبة المفعمة بالإصرار والتحدي ... فشعر " الضابط " بالجزع .. وسيطر عليه الخوف وتملكته العصبية وأصابه الفزع .. ولكز الشاب بقوة في صدره بمقدمة سلاحه الأتوماتيكي ... ولكن الشاب تشبث بمكانه وبموقفه .. لم يتزحزح من مكانه قيد أنمله .. ولم يتزحزح عن موقفه .. فإيمانه بعدالة قضيته وبموقفه أمداه بقوة هائلة من القوة والتحدي .
" الضابط " هو أحد جنود العدو المحتل المتسلط بعنجهية على البلاد والعباد ... والشاب هو الرجل المؤمن بالله وبالوطن وبعدالة قضيته .
الصورة كانت غريبة جداً .. فـ " الضابط " المسلح بأحدث الأسلحة والعتاد الحربي يقف في موقف الجبان الخائف المرتعش المضطرب .. فهو يشعر بأنه على باطل ...
والشاب الأعزل يقف في الموقف الأقوى فهو يشعر بأنه على حق ..
وكان أن ...
قام " الضابط " المهتز بالضغط على زناد سلاحه الأتوماتيكي بعصبية وارتعاش .. فانطلقت منه دفعة من الرصاص ..
.. ارتقى الشاب على إثرها إلى السموات العلا شهيداً وهو ما زال يحدق بقوة في وجه " الضابط " وعينيه..
وما زالت روح الشهيد ترتقي في السموات العلا لكي تصل إلى الفردوس الأعلى ..
.. " الضابط " انتقل إلى أحد مستشفيات العدو - في الأرض المحتلة - والمختص بالعلاج النفسي والعصبي بعد أن أصيب مباشرة بنوبة انهيار هستيري عصبي شديد .. وما زال تحت العلاج في مستشفى الأمراض العصبية والنفسية والعقلية .. ولا زال يصرخ بجنون :
- ابعدوا عني نظرات هذا الشاب .. إنه ما زال يحدق بي بقوة وإصرار .. إنه يخيفني .. يرعبني .. يقتلني ...
لقد قتلته أنا مرة .. ولكنه يقتلني ألف مرة ؟؟؟ مليون مرة .. أبعدوه عني .. أبعدوا عينيه عني ..
... وما زال يصرخ بجنون ليصل صراخه حتى عنان السماء ... مؤكداً ما أصابه من حالة الانهيار الكامل ... والجنون التام .