عن ربيعهم وربيعنا
لم يكد البوعزيزي يطوي حياته بما اختاره محروقا حتى اشتعلت الكثير من الحرائق في أكثر من مكان كانت كبركان خامد بحاجة لمن يشعلها، لتنطلق في تونس ومنها إلى مصر فليبيا ومن ثم سوريا، فيما شهدت بعض الدول والممالك العربية نسمات من هذا الربيع لتنطفئ سريعا بطرق مختلفة أهمها البدائل المادية وزيادة مغرية على المرتبات والرواتب، أما الدول تلك التي اشتعل الربيع فيها كانت السيناريوهات مختلفة حسب التفصيل الغربي لكل دولة، لا ننكر هنا أن الثورات رد فعل طبيعي من شعوب هذه الدول بعد سنوات من الاضطهاد والظلم والقمع فحركة التاريخ شاهدة على الكثير من الثورات كمثل الربيع العربي والذي لم يتركوه ربيعا كما أردناه، فيه الحاكم مثل أي مواطن عادي تنطبق عليه معايير الأشخاص العاديين لا كما هو الحال في الكثير من دولنا العربي حيث التقديس والتأليه والتعظيم فيوصف بالخالد والماجد والعظيم ليقترب الوصف أحيانا من أسماء حسنى تتجاوز التسعة وتسعين(تعالى الله طبعا)، ربيعنا الذي كنا نحلم فيه ربيعا يعيد عروبتنا ووحدتنا كما كنا نتغنى ربيعا مزهرا بفرح الانتصار على الرجعية التي تتغطى بشعارات بائسة ويائسة لم تعد ذرة من تراب، ربيعا يعيد فلسطيننا الجريحة وأقصانا السليب، يعيد للعراق مجده ولتونس خضرتها ولمصر نيلها ويعيد ليبيا إلى حيز الوجود بعد ما غيبها القذافي أحد الآلهة في عصر الطغاة، ربيعنا البريء بأفكاره وطموحاته والذي لوثه الطغاة بتآمر واضح وجلي مع الغرب الذي فصل هذا الربيع على مقاس طموحاته ووفق خارطة الشرق الأوسط الجديد وسايكس بيكو جديد يعيد تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ، ربيع تتحق فيه إرادة هذا الغرب لا إرادة الشعوب، فيه تحترق هذه الدول على يد حكامها الطغاة وتدمر وتعود آلاف السنين للوراء في سبيل الحفاظ على كرسي ومنصب، وفيه تعاد تشكيل الخرائط والتموضع ويعود الطغاة من جديد وباسم الثورة التي وأدت في مهدها كما في مصر في عهد السيسي كما في ليبيا ومن سيتبقى من دول تحترق وشعوبها استمرار لربيع أردناه منارة للحالمين بالحرية وأرادوه حريقا يحرق كل شيء، آمالنا وأحلامنا..
هو إذا قتل الربيع في تحالف ما بين الطغاة والغرب وأيضا صمت مشبوه ومدان من قبل الفئة الأكبر من الشعوب في هذه الدول والتي لاذت بالصمت إما خوفا أو استنفاعا أو استرزاقا وأحيانا قصر نظر، فالكثيرين اعتبروا شعارات الحرية تآمرا وخيانة نستطيع هنا أن نبرر لمثل هؤلاء فمن استمرأ طعم العبودية والذل بالتأكيد لن يستسيغ طعم الحرية ولم يعرف معناها عكس الكثيرين ممن نادوا بهذا الشعار واستشهدوا لأجله ودفاعا عنه فالحالمون بالحرية يحلمون بوطن للجميع وطن مزدهر فيه يسود العدل، وطن يبنى بهمم الشرفاء لا اللصوص والمرتزقة من يسرقون قدرات وثروات أوطانهم لبناء إمبراطورياتهم الفاسدة على حساب الفقراء والشعوب.
للأسف قتلوا ربيعنا قبل أن يكتمل وتزهر وروده لينثروا خرابا ودمارا وقتلا وظلما، قتلوا حلم الطفولة بغد أجمل، حلم الشباب بالتعبير عن رأيهم دون خوف من مخبر خلف الباب، فكمية الرعب التي زرعها الطغاة تكاد تكفي لسنوات طوال لقتل روح التمرد والتوق للحرية بعدما استخدموا كل أنواع البطش والقتل والذي لو استخدموه ضد عدونا لكانوا ازالوه عن الخريطة...
لم يكد البوعزيزي يطوي حياته بما اختاره محروقا حتى اشتعلت الكثير من الحرائق في أكثر من مكان كانت كبركان خامد بحاجة لمن يشعلها، لتنطلق في تونس ومنها إلى مصر فليبيا ومن ثم سوريا، فيما شهدت بعض الدول والممالك العربية نسمات من هذا الربيع لتنطفئ سريعا بطرق مختلفة أهمها البدائل المادية وزيادة مغرية على المرتبات والرواتب، أما الدول تلك التي اشتعل الربيع فيها كانت السيناريوهات مختلفة حسب التفصيل الغربي لكل دولة، لا ننكر هنا أن الثورات رد فعل طبيعي من شعوب هذه الدول بعد سنوات من الاضطهاد والظلم والقمع فحركة التاريخ شاهدة على الكثير من الثورات كمثل الربيع العربي والذي لم يتركوه ربيعا كما أردناه، فيه الحاكم مثل أي مواطن عادي تنطبق عليه معايير الأشخاص العاديين لا كما هو الحال في الكثير من دولنا العربي حيث التقديس والتأليه والتعظيم فيوصف بالخالد والماجد والعظيم ليقترب الوصف أحيانا من أسماء حسنى تتجاوز التسعة وتسعين(تعالى الله طبعا)، ربيعنا الذي كنا نحلم فيه ربيعا يعيد عروبتنا ووحدتنا كما كنا نتغنى ربيعا مزهرا بفرح الانتصار على الرجعية التي تتغطى بشعارات بائسة ويائسة لم تعد ذرة من تراب، ربيعا يعيد فلسطيننا الجريحة وأقصانا السليب، يعيد للعراق مجده ولتونس خضرتها ولمصر نيلها ويعيد ليبيا إلى حيز الوجود بعد ما غيبها القذافي أحد الآلهة في عصر الطغاة، ربيعنا البريء بأفكاره وطموحاته والذي لوثه الطغاة بتآمر واضح وجلي مع الغرب الذي فصل هذا الربيع على مقاس طموحاته ووفق خارطة الشرق الأوسط الجديد وسايكس بيكو جديد يعيد تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ، ربيع تتحق فيه إرادة هذا الغرب لا إرادة الشعوب، فيه تحترق هذه الدول على يد حكامها الطغاة وتدمر وتعود آلاف السنين للوراء في سبيل الحفاظ على كرسي ومنصب، وفيه تعاد تشكيل الخرائط والتموضع ويعود الطغاة من جديد وباسم الثورة التي وأدت في مهدها كما في مصر في عهد السيسي كما في ليبيا ومن سيتبقى من دول تحترق وشعوبها استمرار لربيع أردناه منارة للحالمين بالحرية وأرادوه حريقا يحرق كل شيء، آمالنا وأحلامنا..
هو إذا قتل الربيع في تحالف ما بين الطغاة والغرب وأيضا صمت مشبوه ومدان من قبل الفئة الأكبر من الشعوب في هذه الدول والتي لاذت بالصمت إما خوفا أو استنفاعا أو استرزاقا وأحيانا قصر نظر، فالكثيرين اعتبروا شعارات الحرية تآمرا وخيانة نستطيع هنا أن نبرر لمثل هؤلاء فمن استمرأ طعم العبودية والذل بالتأكيد لن يستسيغ طعم الحرية ولم يعرف معناها عكس الكثيرين ممن نادوا بهذا الشعار واستشهدوا لأجله ودفاعا عنه فالحالمون بالحرية يحلمون بوطن للجميع وطن مزدهر فيه يسود العدل، وطن يبنى بهمم الشرفاء لا اللصوص والمرتزقة من يسرقون قدرات وثروات أوطانهم لبناء إمبراطورياتهم الفاسدة على حساب الفقراء والشعوب.
للأسف قتلوا ربيعنا قبل أن يكتمل وتزهر وروده لينثروا خرابا ودمارا وقتلا وظلما، قتلوا حلم الطفولة بغد أجمل، حلم الشباب بالتعبير عن رأيهم دون خوف من مخبر خلف الباب، فكمية الرعب التي زرعها الطغاة تكاد تكفي لسنوات طوال لقتل روح التمرد والتوق للحرية بعدما استخدموا كل أنواع البطش والقتل والذي لو استخدموه ضد عدونا لكانوا ازالوه عن الخريطة...