الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الطفولة ورائحة المسك بقلم:جميل السلحوت

تاريخ النشر : 2015-08-04
الطفولة ورائحة المسك بقلم:جميل السلحوت
جميل السلحوت
الطفولة ورائحة المسك
وفي مرحلة الصّبا والشّباب، كان من المقرّر الدراسيّ في مادّة النّصوص العربيّة، أبيات مختارة من قصيدة للمتنبّي يمدح فيها سيف الدّولة الحمدانيّ، وفيها يقول:
فإن تفق الأنام وأنت منهم *** فإنّ المسك بعض دم الغزال
وأمعن معلّمنا في شرح هذا البيت مركّزا على المسك "الذي هو طيب من أطياب العرب، يستخرج من قفل ذكور نوع من الظّباء دون اناثها، ونوّه أنّ أيّا من العطور الصّناعيّة العالميّة الأخرى لا يساوي شيئا أمام رائحة المسك الفوّاحة! ومع أنّني في حينها لم أعرف أيّ نوع من العطور لا صناعيّة ولا غيرها، إلّا أنّني صمّمت على البحث عن المسك، وذات عام عاد أحد أقاربي من آداء فريضة الحجّ، ومن الهدايا التي أتى بها قناني عطور صغيرة جدّا، تتّسع الواحدة منها لبضع غرامات من السّائل، ومكتوب على خارج الزّجاجة "عطر مستخرج من المسك" فحرصت على الفوز بواحدة منها...فتحتها بلهفة لأشمّ رائحتها، فعطست من رائحتها غير المقبولة والتي تذكّرني بالعطور التي يبيعها باعة الأكفان؛ ليرشّ بها المتوفّى، فلم أقتنع أنّها مسك...وعندما كبرت وعملت استعملت ولا أزال عطورا فرنسيّة فاخرة، لكنّ رغبتي بالحصول على المسك لم تنته، ولم تخب أمنيتي، فرائحة المسك تفوح من حفيدتي لينا...هي رائحة طبيعيّة، أخبرت زوجتي بذلك على استحياء....ضحكت وقالت:
للأطفال الرّضّع جميعهم رائحة مميّزة تشمّها الأمّهات....فلم أوافقها الرّأي خصوصا أنّني لم أستنشق كهذه الرّائحة لولدي قيس والد لينا، ولا لعمّتيها أمينة ولمى عندما كانوا أطفالا رضّعا، فهل يشمّ المسنّون ما لم يشمّه الشّباب؟ في الواقعر أنّني لا أعلم ذلك، ولن أفتي بشيء لا أعلمه، وفي اليوم التّالي قال قيس: الأطفال يحملون جينات آبائهم وأمّهاتهم، وأنّ حبّ الاجداد للاحفاد كبير لأنّهم في عقولهم الباطنيّة يدركون أن هذه الجينات تحمل استمراريتهم على هذه الدّنيا...وفي الأحوال كلّها فإنّ الفضل يعود لحفيدتي لينا في تعريفي على رائحة المسك، وإن سبقها حفيدي كنان ابن بنتي أمينة لذلك. لكن يا حسرة القلب على الرّضيع علي سعد دوابشه الذي أحرقه المستوطنون الاسرائيليّون الارهابيّون حتّى الموت، وأحرقوا والديه اللذين لن يعودا قادرين على استنشاق رائحة مسك طفلهم أحمد ابن السّنوات الأربعة والمحروق أيضا، إن كتبت لهما وله الحياة.
3 آب ـ أغسطس ـ 2015
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف