الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

جريمة حرق الطفل الدوابشة والصراع الفلسطيني الفلسطيني !!بقلم منصور أبو كريم

تاريخ النشر : 2015-08-04
جريمة حرق الطفل الدوابشة والصراع الفلسطيني الفلسطيني !!بقلم منصور أبو كريم
جريمة حرق الطفل الدوابشة والصراع الفلسطيني الفلسطيني !!!

 كشفت جريمة حرق الطفل علي الدوابشة  على يد قطعان المستوطنين ، عن مدي الانحدار التي وصلت إليه القضية الفلسطينية بسبب الانقسام الفلسطيني البغيض ، بعد ما تحول الصراع من صراع فلسطيني إسرائيلي على الأرض والتاريخ والحقوق ، إلي صراع فلسطيني فلسطيني ، يدمر أولاً الإنسان الفلسطيني الذي يعتبر الثروة الحقيقية ،  والنسيج الوطني الاجتماعي ، ويساهم في تصفية القضية الفلسطينية .

فكثيرة هي الأقلام والدراسات التي تحدثت عن مخاطر الانقسام السياسي بين قطاع غزة والضفة الغربية على مستقبل القضية والنسيج الاجتماعي والوضع الاقتصادي ، بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة وإقامة حكم موالي لها في غزة ،  في محاولة لانفصال غزة سياسياً وجغرافياً عن المشروع الوطني الفلسطيني وإقامة إمارة إسلامية في هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية ، حيث أوضحت تلك الأقلام و الدراسات آثار و تداعيات الانقسام على الحالة الفلسطينية من كافة الجوانب ، مؤكدة على ضرورة توحيد الصف الوطني الفلسطيني ، من خلال إتمام المصالحة وتوحيد المؤسسات ، وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية بهدف الخروج من عنق الزجاجة ،  بهدف مواجهة الاستيطان والإجراءات الإسرائيلية التي تسعي من خلالها الحكومة الإسرائيلية لتهويد القدس والمسجد الأقصى الشريف  .

لقد حاولت إسرائيل من اليوم الأول لاحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عقب حرب 67 ، فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية ، سياسياً وجغرافياً ، واجتماعياً ، بهدف تصفية القضية الفلسطينية من مضمونها السياسي وجعلها مجرد قضية لاجئين في إطار البعد الإنساني الخالي من أي مضمون سياسي ، لذلك سعت دولة الاحتلال من خلال خطة " آلون " إلي السيطرة على معظم أراضي الضفة الغربية وترحيل اللاجئين الفلسطينيين من قطاع إلي باتجاه العريش ، بهدف تشتيت ما تبقي من الشعب الفلسطيني الموجود على أرضه  إلي المناطق المجاورة ، وضرب الجغرافيا السياسية الفلسطينية  بين الضفة الغربية وقطاع غزة , و التي أصر عليها الشهيد أبو عمار خلال مفاوضات أوسلو ، عندما تمسك  بضرورة الانسحاب  من قطاع غزة ومدينة أريحا كمرحلة أولي ، لكي يؤكد لجميع الإطراف الدولية والإقليمية والعربية  على وحدة الجغرافيا السياسية الفلسطينية ،  والترابط ما بين الأراضي الفلسطينية جغرافياً وسياسياً ، و التي ضربها الانقسام الفلسطيني ضربة موجعة وقدم أفضل خدمة للمشروع الإسرائيلي في الفصل ما بين قطاع غزة والضفة الغربية  ، لذلك عززت إسرائيل الانقسام وعملت على مد عمره بهدف تشتيت الجهد الوطني الفلسطيني ، وتحويل الصراع من صراع فلسطيني إسرائيلي على الأرض والتاريخ  والحقوق السياسية ، إلي صراع فلسطيني فلسطيني على القيادة و المناصب والامتيازات .

لقد كشفت جريمة حرق الطفل الدوابشة عن مدي الانحدار التي وصلت إليه القضية الفلسطينية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الأخلاقية ، بعد ما كشفت الجريمة مدي الصراع السياسي ، الذي بدا يأخذ بعداً جغرافياً ، خصوصاً بعد ظهور مجموعة من  رسوم الكاريكاتير التي انتشرت عقب الجريمة ، والتي صورت الصراع والنكاف السياسي على انه نكاف ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة ، وهذا ما يعتبر تطوراً خطيراً سوف يترك تداعياته على الحالة الفلسطينية المأزومة أصلاً  خلال المدى القريب.

لقد آن الأوان للأصحاب العقول النيرة من كل الأطراف ، وخصوصاً من التنظيمات والفصائل الفلسطينية الأخرى ،  أن تقف وقفة شجاعة في وجهة هذا الانحدار السياسي والأخلاقي الذي تسير إليه الأمور في الحالة الفلسطينية قبل فوات الأوان !!! ، من اجل مستقبل الأجيال القادمة ،  بضرورة العمل الفوري على وقف هذا التراشق  الإعلامي والسياسي  بين حركة فتح وحماس ، والدعوة إلي مؤتمر وطني شامل يجمع الكل الفلسطيني ، يضع آليات وضوابط جديدة لتحقيق المصالحة الفلسطينية ،وتشكيل حكومة إنقاذ وطني من عدد محدود من القيادات الوطنية الفلسطينية ، تعمل على توحيد المؤسسات والتمهيد للانتخابات الرئاسية والتشريعية والبلدية ، بهدف توحيد الصف الفلسطيني ومواجهة الغطرسة الإسرائيلية على كافة المستويات المحلية والدولية ، وغير ذلك فالحالة الفلسطينية تسير نحو المجهول .

بقلم منصور أبو كريم

باحث في الشؤون السياسية
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف