الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

طواحين الأطفال!بقلم:د. جاسم الشمري

تاريخ النشر : 2015-08-04
طواحين الأطفال!بقلم:د. جاسم الشمري
طواحين الأطفال!

د. جاسم الشمري – العراق

التشابه بين الأطفال وحبوب القمح كبير جداً، فكلاهما يتصفان بالضعف، وينشران السعادة والطمأنينة في أرجاء الكون، وكلاهما سببان من أسباب ديمومة الحياة على كوكبنا. فبدون الأطفال لا يمكن أن تستمر الحياة، وتغيب عنها بهجتها، وبدون القمح يفقد الإنسان مصدراً رئيسياً للغذاء، وربما لا تستمر حياته بدونه إلا بجهد جهيد.

والطواحين استخدمها الإنسان منذ مئات السنين لطحن الحبوب، إلا أن استخداماتها اليوم قد تغيرت، ومنها:

- طَواحين هوائية: آلَةٌ هوائية يُديرها الهواءُ تستخدم لطحن الحُبوب.

- طواحين مائية: آلَةٌ يُديرها الماءُ لطحن الحبوب.

- طواحين التي أن تي: وهي صواريخ، وبراميل متفجرة تقذفها الطائرات لحطن البشر، وتهديم البيوت على رؤوس ساكنيها.

وهذا يعني أن الطواحين في عصرنا المرعب لم تعد للحبوب فقط، فالأطفال اليوم – وبالذات في شرقنا المتوسط المخيف- صاروا مادة لطواحين القتل والإرهاب العامرة في كل من فلسطين والعراق وسوريا، وغيرها من دول عالمنا العربي، الذي يراد له أن يبقى مستنقعاً، ودوامة للعنف والإرهاب!

الحيرة التي تغلف روح المتابع للشأن العراقي وفكره تجعله أحياناً يهرب من سفسطة السياسة ومثالياتها غير الواقعية نحو المأثور الشعبي؛ لعله يجد فيه بعض التفسيرات والتوضيحات للحالة الشاذة التي يتابعها.

ومن الأمثال الشعبية المعروفة في غالبية أرجاء المعمورة: ( ضربني وبكى، وسبقني واشتكى)، وربما هذا المثل ينطبق على الأوضاع المرعبة في العراق اليوم، إذ أن الحكومة وقواتها الأمنية المدعومة بمليشيات الحشد ترهب المواطنين، وتقتلهم، وتنهب أموالهم، وتنتهك أعراضهم، وتبتز عوائل المعتقلين منهم، ثم بعد ذلك تشتكي من "الإرهاب"!

متابعة الأحداث الجارية على أرض العراق تجعل الحليم ضائعاً، فحكومة بغداد تدعي أنها تقاتل "الإرهاب"، وأسرعت لدول العالم القريبة والبعيدة لاستجداء النصرة، والشكوى من "الإرهابيين"، وقد استنفرت الجهود المدنية والعسكرية لمهمة قتال "الإرهابيين"، وبمتابعة خسائر "الإرهابيين" نجد أن غالبية هؤلاء "الإرهابيين" هم من الأطفال والنساء، وهذا لغز لا يمكن تفسيره، إلا بأنه استهداف حكومي - مع سبق الإصرار والترصد - لطحن المدنيين العزل في محافظة الأنبار بحجة مقاتلة "تنظيم داعش"!

عمليات الطحن لا تقتصر على أطفال العراق، فقبل أيام ارتكب المستوطنون الصهاينة في فلسطين جريمة بشعة، حينما صبوا جام غضبهم الأعمى على الطفل الفلسطيني الرضيع علي سعد دوابشة، ذي الثمانية عشر شهراً، في واحدة من أبشع الجرائم الصهيونية التي لا تتوقف.

وهذه الجريمة تقع اليوم، وفي كل ساعة في محافظة الأنبار العراقية وغيرها من مدن العراق الصابرة.

أطفال الفلوجة النازحون مع عوائلهم كانوا ضحية للشمس الحارقة، التي وصلت لمعدلات خطيرة، ذابت أمامها أجسادهم الرقيقة، وأهلكت (52) طفلاً خلال الأسابيع الماضية.

وفي يوم الخميس الماضي طحنت طائرات حكومة بغداد، العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ في قضاء الرطبة في الأنبار، وخلفت وراءها أكثر من (45) شخصاً، بينهم (14) طفلاً.

وسبق لمساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس، أن كشفت نهاية العام الماضي بعد " عمليات الطحن" المستمرة في الموصل والأنبار أن "نصف النازحين والمهجرين هم من الأطفال، وأن الأحداث الأخيرة تسببت بمقتل وتشويه (700) طفلاً".

أما مفوضية حقوق الإنسان العراقية فقد ذكرت نهاية العام 2014، أن" عدد الأطفال النازحين بلغ أكثر من (300) ألف طفل، توفي منهم ما يزيد على ألف طفل".

وكانت منظمة اليونيسيف قد أكدت "مقتل (872) طفلاً عراقياً، وإصابة أكثر من (3200) آخرين بجروح بين عامي 2008 و2010"، فيما ذكرت لجنة حقوق الإنسان البرلمانية العراقية أن" هنالك خمسة ملايين و(700) ألف يتيم، حتى العام 2013"!

فكم هو عدد اليتامى في العراق اليوم؟!

عمليات الطحن الجسدي والنفسي والفكري والاجتماعي والصحي لأطفال العراق - نتيجة استمرار العمليات العسكرية البرية والجوية، وسوء التغذية بسبب انتشار الفقر- ستترك آثارها على مستقبلهم باعتبارهم الحلقة الأضعف، والذين وجدوا أنفسهم في دوامة لها أول، وليس لها آخر!

فهل صار طحن الأطفال من البطولة التي يتباهى بها المجرمون القتلة؟!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف