إن وجدت امرأة تبغض رجلاً ما و تجهد في الكيد له و النكاية به ،، و تنفق أوقاتها و أيامها في إيذائه ،، و تتلذذ بما يصيبه من سوء و يحدث له من مكروه ،، فـ ذلكـ يشير إشارة لا لبس فيها إلى أنها تحبه و أنها مستغرقة في هواها له ،، و لكنه "#هوى_مقلوب" منحرف الاتجاه ،، يمثل في حركات و أعمال و تطلعات مؤذية ،، بدلاً من أن يُسرَّ المحبوب و يفرحه .
هذا الانقلاب في الهوى يحدث غالباً نتيجة انطباعات سيئة تلقاها المحب ممن يحب ،، و قد يحدث التلقي على غير وعي من الجانبيين ،، و إذا بـ النفس تنطلق نحو ايذاء المحبوب ؛ سالكة إلى غاياتها هذه كل السبل و الوسائل التي تضعها الظروف في متناولها و لا تبالي صحيحها من زائفها و فظيعها من معقولها في أغلب الحالات ،، و كثيراً ما تهتدي إلى اختراعات فتاكة توصلها إلى أهدافها المدمرة .
يقول فوفينازغ " البغض أقوى أهواء النفس على الاختراع " فـ قد يكون البغض سخيفاً ،، و قد يكون مضحكاً ،، و قد يكون مدعاة ألم و جالب هم يحمل صاحبه دوماً للأسى و الاكتئاب .
إن الحب وحده عالم الأنثى الدافئ بداً و تكويناً فـ تتقلب فيه روحها و تتنفس بـ حرية و ارتياح و هذا ليس شيئاً بسيطاً و إنما هو على جانب ضخم من التعقيد و التركيب في مظهره و ألوانه وتقلباته فلا يتاح للرجل أي رجل أن يخوض فيه بالغاً ما بلغ من القوة و المعرفة و لا يستطيع أن يلجه بـ نجاح و توفيق إلا إذا كان شاعراً أو عبقرياً موهوباً أو إنساناً قريباً بـ تكوينه الروحي كل القرب من الروح النسوي .
السبب من هذا التقلب و التعقد الذي نلمسه لدى كل فتاه و امرأة لا يرد إلى أنها امرأة ،، أي مخلوق آخر عن الرجل كما حسب الناس و يحسبون ،، بل مرده الأصيل إلى طبيعة الحب نفسها حين يلابس النفس البشرية و يسيطر على أكوانها و يوجه تصرفاتها و يتحكم في مصيرها الأخلاقي و الاجتماعي و السياسي ،، و اذا تراءى لنا أن الرجل أقل تعقيداً و تقلباً من المرأة فلأن الحب لا يتحكم به ،، و لا يستحوذ عليه و لا يواجهه داخل ذاته و خارجها بـ نسبة ما هي حاله مع المرأة التي يمكننها أن تحيل جوناً إلى نعيم أو جحيم ؛ فـ كل جدال في هذا الموضوع عقيم ،، لأنه الواقع الذي لا مرد له و لا غنى عن مواجهته و لا فائدة في تجاهله أو التهرب منه .
البغض حالة سلبية من حالات النفس و معنى ذلكـ أنه غير موجود أصلاً في النفس الإنسانية ، و إنما انعدام الحب ،، أو جفافه أو انطفاؤه _ قل ما تشاء فـ الأمر لا يعدو أن يكون تشبيهاً _ هو مآ نسميه البغض ،، و تتجلى مقاومته بـ استخدام قوة الحب في الحياة الاجتماعية و عندما أقول "الحياة الاجتماعية" فـ إنما أعني بها : التربية و الاقتصاد و التشريع و الإدارة و الخدمات العامة و التجارة و التقاليد و العادات و السياسة ، و النظر له كـ عامل مستقل ذي أثر سيء في كيان الفرد و كيان المجتمع .
الكاتبة : صــــــــــــآحبة آلــــــــــــقلم آلــــــــــــمتمرد .
مها نبيل أبو شمالة .
هذا الانقلاب في الهوى يحدث غالباً نتيجة انطباعات سيئة تلقاها المحب ممن يحب ،، و قد يحدث التلقي على غير وعي من الجانبيين ،، و إذا بـ النفس تنطلق نحو ايذاء المحبوب ؛ سالكة إلى غاياتها هذه كل السبل و الوسائل التي تضعها الظروف في متناولها و لا تبالي صحيحها من زائفها و فظيعها من معقولها في أغلب الحالات ،، و كثيراً ما تهتدي إلى اختراعات فتاكة توصلها إلى أهدافها المدمرة .
يقول فوفينازغ " البغض أقوى أهواء النفس على الاختراع " فـ قد يكون البغض سخيفاً ،، و قد يكون مضحكاً ،، و قد يكون مدعاة ألم و جالب هم يحمل صاحبه دوماً للأسى و الاكتئاب .
إن الحب وحده عالم الأنثى الدافئ بداً و تكويناً فـ تتقلب فيه روحها و تتنفس بـ حرية و ارتياح و هذا ليس شيئاً بسيطاً و إنما هو على جانب ضخم من التعقيد و التركيب في مظهره و ألوانه وتقلباته فلا يتاح للرجل أي رجل أن يخوض فيه بالغاً ما بلغ من القوة و المعرفة و لا يستطيع أن يلجه بـ نجاح و توفيق إلا إذا كان شاعراً أو عبقرياً موهوباً أو إنساناً قريباً بـ تكوينه الروحي كل القرب من الروح النسوي .
السبب من هذا التقلب و التعقد الذي نلمسه لدى كل فتاه و امرأة لا يرد إلى أنها امرأة ،، أي مخلوق آخر عن الرجل كما حسب الناس و يحسبون ،، بل مرده الأصيل إلى طبيعة الحب نفسها حين يلابس النفس البشرية و يسيطر على أكوانها و يوجه تصرفاتها و يتحكم في مصيرها الأخلاقي و الاجتماعي و السياسي ،، و اذا تراءى لنا أن الرجل أقل تعقيداً و تقلباً من المرأة فلأن الحب لا يتحكم به ،، و لا يستحوذ عليه و لا يواجهه داخل ذاته و خارجها بـ نسبة ما هي حاله مع المرأة التي يمكننها أن تحيل جوناً إلى نعيم أو جحيم ؛ فـ كل جدال في هذا الموضوع عقيم ،، لأنه الواقع الذي لا مرد له و لا غنى عن مواجهته و لا فائدة في تجاهله أو التهرب منه .
البغض حالة سلبية من حالات النفس و معنى ذلكـ أنه غير موجود أصلاً في النفس الإنسانية ، و إنما انعدام الحب ،، أو جفافه أو انطفاؤه _ قل ما تشاء فـ الأمر لا يعدو أن يكون تشبيهاً _ هو مآ نسميه البغض ،، و تتجلى مقاومته بـ استخدام قوة الحب في الحياة الاجتماعية و عندما أقول "الحياة الاجتماعية" فـ إنما أعني بها : التربية و الاقتصاد و التشريع و الإدارة و الخدمات العامة و التجارة و التقاليد و العادات و السياسة ، و النظر له كـ عامل مستقل ذي أثر سيء في كيان الفرد و كيان المجتمع .
الكاتبة : صــــــــــــآحبة آلــــــــــــقلم آلــــــــــــمتمرد .
مها نبيل أبو شمالة .