الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

" عندما تموت العدالة " ؟! بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة )

تاريخ النشر : 2015-08-03
" عندما تموت العدالة " ؟! بقلم  سليم عوض عيشان ( علاونة )
" عندما تموت العدالة " ؟؟!!
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
===================
( آخر ما جادت به قريحة الكاتب )

تنويه :
شخوص وأحداث النص حقيقية حدثت على أرض الواقع وليست من وحي الخيال .. ولا فضل للكاتب على النص ... اللهم سوى الصياغة الأدبية فحسب .
إهداء خاص :
إلى بطلة النص الحقيقية ... التي لم ألتقيها ولم يتم أي اتصال بيني وبينها مطلقاً والتي استوحيت فكرة النص من مأساتها وحكايتها التي قمت بمطالعتها والمنشورة على أحد المواقع الإلكترونية .. 
( الكاتب )
------------------------------

" عندما تموت العدالة " ؟؟!!

" لا .. لا .. أرجوك يا سيدي .. أرجوك .. لا تبدأ حكايتي بذلك المقطع الذي تعودت أن تبدأ به دائماً حكاياتك .. والذي تصور فيه أبطال نصوصك بالمجانين .. الذين يجوبون الشوارع والطرقات والأزقة منكوشي الشعر .. حفاة الأقدام .. مهلهلي الثياب .
فأنا لست كذلك بالمطلق .. أرجوك يا سيدي .. إن أنت تفعل ذلك فسوف تؤكد صدق تلك النظرية الخاطئة الكاذبة والصبغة المقيتة التي رسموني بها وادعوا بأنني " مجنونة " زوراً وبهتاناً .. وحصلوا على الشهادات والتقارير الطبية " المزيفة " التي تثبت ادعاءاتهم .. لتشويه صورتي وسمعتي والوصول إلى مآربهم الدنيئة .. فأرجوك يا سيدي .. أرجو أن لا تنحاز لجانبهم وتصورني بتلك الصورة المقيتة .
.. مهلاً سيدي الكاتب ... رويدك سيدي ... فأنا أعرف جيداً بأنك قد كتبت في شتى المناحي السياسية والاجتماعية والوطنية ..
أعرف بأن كل حكاياتك التي قمت بسردها قد تناولتها بإلهام الحرف ووحي الكلم من دنيا الواقع الحقيقي المعاش .. لأبطال وشخوص نصوصك تلك .
أعرف بأنه قد كانت لديك الجرأة والقوة لكي تقول كلمة حق .. كلمة صدق .. أمام سلطان جائر ( بل أمام سلاطين جائرين ) .. وأن تقف إلى جانب الحق .. وإلى جانب العدالة .. وإلى جانب المظلوم ... فهل تراك ستقف لجانبي يا سيدي ؟؟ وهل تراه قد يأتيك وحي الإلهام لكتابة الحرف والكلم لحكايتي ذات يوم ؟؟!!.. أم أن الجرأة في قول كلمة الحق ستخونك والقوة في الوقوف لجانب المظلوم ستخذلك ؟؟!! ..
لا تتعجل الأمور يا سيدي بالله عليك .. لا تتململ هكذا .. لا تتأفف .. لا تجعل الضجر والسأم يسيطران عليك ونحن ما زلنا في البداية .
عليك أن ترجئ إشعال لفافتك ( سيجارتك ) هذه لبعض الوقت لكي تستطيع التركيز معي بفكرك لحديثي أكثر .
أدرك جيداً بأن – البعض – يتهمونك بأنك " نصير المرأة " .. فهل تراك ستكون كذلك بالفعل مع حكايتي ؟؟!! ..
في كل الأحوال .. فأنا امرأة أيضاً ... وعندي " قضية " .. ولي حكاية ...
أعرف بأنك لست محامٍ .. ولست بقاضٍ .. ولست بحاكم .. ولكني أعرف بأنك تحمل قلماً .. وفكراً .. فلتكتب حكايتي يا سيدي ...
أعرف بأنك لن تتقاضى مني أجراً نظير ذلك .. - كما هو الحال مع الآخرين تماماً - وأعرف بأنك تفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فحسب .. وأحسبه في ميزان حسناتك إن شاء الله ..
أعرف بأنك لا تحمل سيفاً أو سوطاً ترهب به الظالمين .. ولكني أحسب بأن قلمك أقوى من هذا وذاك ..
.. هل مللت حديثي يا سيدي ؟؟ .. هل مللت سماعي ؟؟ .. إذا كان الأمر كذلك بالنسبة لك وأنت تجلس على الأريكة الوثيرة .. تنفث دخان لفافتك أجنبية الصنع .. ترتشف قهوتك المفضلة .. تضع أمامك المكسرات المختلفة .. تدير جهاز التبريد " المكيف " .. فتنعش نفسك وجسدك .. بينما زوجتك وأطفالك من حولك .. تدلل هذا .. وتضحك آخر .. وتضم ثالث .. وتقبل رابع .. هذا بالنسبة لك ... فماذا بالنسبة لي ؟؟!!
لقد حرمني المجتمع الظالم من حنان الأمومة ... بقسوة ووحشية .. لقد حرمني المجتمع من أبنائي .. من أولادي . فلذة كبدي ؟؟!!.. لقد انتزعوهم مني قسراً بقسوة ووحشية ..
هل لك أن تتصور ذلك يا سيدي .. ؟؟ هل لك ؟؟!! .
ها أنت تطلب مني أن أعيد ترتيب أفكاري بعض الشيء والهدوء قليلاً ... سأنصاع لأوامرك يا سيدي ... سوف أهدأ .. وأرتب أفكاري المبعثرة .
.. سأسرد عليك حكايتي .. قضيتي .. ببياناتي الحقيقة الواضحة بلا مواربة ولا مداراة .
.. فأنا يا سيدي سيدة متزوجة - كنت ذلك حتى وقت قريب - .. وأماً لطفلين – كنت كذلك حتى وقت قريب – كان لي بيت أقيم فيه في إحدى مدن قطاع غزة – كان ذلك حتى وقت قريب - ..
أنا من أسرة عريقة طيبة الأصل والمنبت محافظة ومعروفة ... أتيت إلى هنا .. إلى غزة بعد زواجي من أحد أبناء غزة ومغادرتي لمدينتي الأصلية في الضفة الغربية المحتلة . .. حياتي .. كانت مستقرة بشكل ما .. ومما زادها استقراراً إنجابي للطفلين .. ( فاروق ) و ( هارون ) فزادت بذلك سعادتي الزوجية وحياتي الأسرية كثيراً .
.. وكما يحدث كثيرا .. بين الزوجين .. من خلاف أسري .. فقد حدث مثل ذلك معي بيني وبين زوجي .
فكانت ردة الفعل لزوجي عنيفة وغريبة وصادمة – مع أنه مثقف ومتعلم ويشغل وظيفة حساسة – فقام على إثرها بانتزاع الطفلين مني قسراً .. وحرمني من رؤيتهم أو مجرد الحديث إليهم ؟؟!! ... وقام بتغير أسمائهم فيما بعد ؟؟!!
ولم يكتف بذلك فحسب .. بل استطاع الحصول على شهادات وتقارير طبية " مزورة " تثبت بأنني لست أهلاً بحضانة الطفلين ؟؟!! .. وأنني فاقدة للشرعية والأهلية القانونية ؟؟!! .
.. ولم يكتف بكل هذا وذاك .. بل قام – وبمساعدة أحد أقاربه من ذوي النفوذ والسلطة والمكانة الحساسة – فاستطاع أني يقوم بترحيلي من غزة إلى الضفة الغربية بعد قيامهم بانتزاع جواز سفري وبطاقتي الشخصية وأوراقي الثبوتية الأخرى ؟؟!! .
.. وكان هذا بمثابة إصدار حكم الإعدام ضدي .. فحرمان الأم من أبنائها في حد ذاته يعتبر بمثابة حكم بالإعدام عليها .. فما بالك وقد تجاوزت الأمور ذلك لدرجة الوصول لاتهامها – زوراً وبهتاناً – بالجنون وفقدان الشرعية الأهلية ؟؟!! .
بدوري .. فقد قمت بإقامة دعاوى " رد اعتبار " وإعادة أطفالي إلى حضانتي أمام المحاكم المختصة . وعرض قضيتي العادلة أمام المحافل الاجتماعية والإنسانية والحقوقية المختلفة المحلية والعالمية .
لقد كسبت القضية قانونيا - من الناحية النظرية - .. وكسبت تعاطف الرأي العام للكثيرين ممن تفهوا قضيتي بشكل جيد .. ولكن – من الناحية التطبيقية والعملية – لم يتم تنفيذ أي قرار أو أي حكم ؟؟!! .
فالمكانة الاجتماعية الحساسة التي يتمتع بها زوجي وعائلته تقف حائلة بين تنفيذ تلك القرارات والأحكام .. رغم توسط العديد من الأشخاص والجهات والمؤسسات لحل الإشكالية والمشكلة القائمة بأي شكل من الأشكال بدون جدوى... فظلت تلك الأحكام والقرارات مجرد حبر على ورق يتلاشى تدريجياً ؟؟!! .
هل رأيت مدى الجرح العميق الغائر في قلبي يا سيدي ؟؟ .. هل رأيت مدى ما أعانية ومدى ما أكابده نفسياً وروحياً وجسدياً ؟؟
أتراك ترثى لي يا سيدي ؟؟؟ أتراك تشفق عليّ ؟؟ .. فماذا عليك أن تفعل من أجلي بالله عليك ؟؟!! .
أنا لا أطلب منك المستحيل .. ولن أطلب منك ما هو فوق طاقتك واحتمالك .. فأنا أعرف بأنك لا تملك سوى القلم والحرف .. وأعرف جيداً بأن هذه العملة النادرة لا تجدي نفعاً في هذا الزمن الرديء .. زمن العملة الرديئة التي تطرد العملة الجيدة من السوق ؟؟!! .
ولكن .. لتكن قضيتي هي قضية كل امرأة .. كل مظلومة .. كل مقهورة ..
فعسى أن تتحرك تلك النفوس الخاملة الراكدة .. وعسى أن تدب الحياة في القلوب النائمة .. وعسى أن تعود الحياة للضمائر الميتة ..
عسى أن يطلع على حكايتي .. مأساتي هذه .. إنسان .. إنسان يحمل كل معاني الإنسانية الشريف والنبيلة .. الحقة في قلبه ونفسه وروحه وضميره .. فيقوم بالوقوف إلى جانب الحق .. إلى جانبي .. إلى جانب قضيتي الإنسانية العادلة .
.. وعسى أن تعود البسمة إلى وجهي .. والفرحة إلى قلبي . وأن تكلل جهودك هذه .. ووقفة أصحاب الضمائر الحية إلى جانبي .. أن تكلل بالنجاح ... وأرى أطفالي .. بعد كل هذه السنوات الطوال التي تجاوزت السنوات العشر .. وأضم أطفالي .. أولادي .. إلى صدري .. إلى قلبي وروحي ونفسي ..
ففي مثل هذا العصر .. والذي تموت فيه العدالة .. وتموت فيه كل القيم والمبادئ والأخلاقيات .. وتموت كل الأشياء الجميلة وتموت الإنسانية ... والرحمة ..
فإنني أشكو أمري إلى الله سبحانه وتعالى ... ولا أظن بأن عدالة السماء ستخذلني ..
وسوف أردد وبخشوع :
" اللهم إني أشكو إليك ضعفي وقلة حالتي وهواني على الناس " ..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف