اسرائيل هي الحاضنة والدفيئة 3-8-2015
بقلم : حمدي فراج
هل يذهب المشهد في اسرائيل الى ابعد من التوقعات بعد الجريمة النكراء التي هزت الضمير العالمي بإحراق عائلة الدوابشة الفلسطينية ؟
فلقد رأينا كيف تبادر اسرائيل بنقل من ظلوا على قيد الحياة الى مستشفياتها . لكنها تفعل ذلك مع عتاة المتطرفين من جبهة النصرة واضرابها من المعارضة السورية ، وحين تم اعتراض السيارات الاسعافية التي تقلهم من قبل الدروز في مجدل شمس وحرفيش حزيران الماضي ، ذهبت الحكومة الى انشاء مستشفيات ميدانية حدودية لمعالجتهم .
ولقد رأينا كيف ان مسؤولي الدولة "الديمقراطية " ، قاموا بعيادة من تبقى من العائلة المحروقة ، وفي المقدمة منهم رئيس الوزراء نيتنياهو ورئيس الدولة رؤفين ريفلين . لكن ذلك فعله نيتنياهو ايضا عدة مرات عندما كان يزور جرحى النصرة بصحبة كاميرات التلفزة العالمية ، وهناك يدلي ببيان مقتضب ، او حركة خفيفة من يده "الرحيمة" يسلم فيها على الجريح او يمسد على جبهته ، في محاولة لاقناعنا كم هو انساني ، بعكس بشار الاسد الديكتاتوري الذي يقتل شعبه ، في حين يقوم نتنياهو بايوائهم واحتضانهم وعلاجهم والتمسيد على رؤوسهم .
ولقد وصل بريفلين ان يدلي بتصريحات منددة بالجريمة ، وانها اشعرته بالعار ، لكن ذلك حصل من قبل عدة مرات ، وربما كانت التصريحات "العارّية" اشد وقعا ، أذكر تصريحات اسحق رابين التي ادلى بها عشية مجزرة الحرم الابراهيمي التي نفذها الحاخام برتبة ضابط باروخ غولدشتاين ، يومها قال انه يشعر بالعار مرتين ، مرة لأنه يهودي ، ومرة لأنه عسكري . لكن قليلون من يعرفون انه اقيم للسفاح نصب تذكاري كبير على مدخل كريات اربعة .
تصريحات ريفلين ، من انه شعر بالعار والالم لمقتل رضيع ، قوبلت باطلاق انتقادات وتعليقات وحتى تهديدات دفعته ان يتقدم بشكوى الى الشرطة على خلفية تلك التهديدات ، ومن ابرز التعليقات والانتقادات : "مخرب داخل الحكومة"، " اذهب الى غزة "، كما تم إلباسه كوفية فلسطينية والى جانبه شعار حركة حماس . مع رابين قبل حوالي عشرين سنة ، ظهرت شعارات ورسومات مشابهه ، سرعان ما قادت الى اغتياله على يد "متطرف" يمني اسمه ايغال عمير ،وقتها وجهت اصابع الاتهام الى نتنياهو نفسه ، وربما الى ريفلين وبقية زعماء الليكود ، الذين قادوا التحريض لان رابين وقع اتفاقية اوسلو .
إن الذي قاد الى احراق العائلة الفلسطينية قبل ايام في القرية الصغيرة "دوما" ، هو نفسه الذي اردى الاب ابو ماريّا داخل منزله ببيت أمر ، وهو نفسه الذي ارتكب المجازر في كفر قاسم وقبية ودير ياسين والدوايمة وصبرا وقانا ... الخ قبل عشرات السنين ، وهو الذي مهد لتأسيس قاعدة الفكر الاصولي التكفيري في الوطن العربي ، و خطط ومهد لاحتلال العراق ، وانتهاز موجات الربيع العربي لاحتلال ليبيا وتدمير سوريا واستضافة جرحى النصرة وعيادتهم في المستشفيات الاسرائيلية .
بقلم : حمدي فراج
هل يذهب المشهد في اسرائيل الى ابعد من التوقعات بعد الجريمة النكراء التي هزت الضمير العالمي بإحراق عائلة الدوابشة الفلسطينية ؟
فلقد رأينا كيف تبادر اسرائيل بنقل من ظلوا على قيد الحياة الى مستشفياتها . لكنها تفعل ذلك مع عتاة المتطرفين من جبهة النصرة واضرابها من المعارضة السورية ، وحين تم اعتراض السيارات الاسعافية التي تقلهم من قبل الدروز في مجدل شمس وحرفيش حزيران الماضي ، ذهبت الحكومة الى انشاء مستشفيات ميدانية حدودية لمعالجتهم .
ولقد رأينا كيف ان مسؤولي الدولة "الديمقراطية " ، قاموا بعيادة من تبقى من العائلة المحروقة ، وفي المقدمة منهم رئيس الوزراء نيتنياهو ورئيس الدولة رؤفين ريفلين . لكن ذلك فعله نيتنياهو ايضا عدة مرات عندما كان يزور جرحى النصرة بصحبة كاميرات التلفزة العالمية ، وهناك يدلي ببيان مقتضب ، او حركة خفيفة من يده "الرحيمة" يسلم فيها على الجريح او يمسد على جبهته ، في محاولة لاقناعنا كم هو انساني ، بعكس بشار الاسد الديكتاتوري الذي يقتل شعبه ، في حين يقوم نتنياهو بايوائهم واحتضانهم وعلاجهم والتمسيد على رؤوسهم .
ولقد وصل بريفلين ان يدلي بتصريحات منددة بالجريمة ، وانها اشعرته بالعار ، لكن ذلك حصل من قبل عدة مرات ، وربما كانت التصريحات "العارّية" اشد وقعا ، أذكر تصريحات اسحق رابين التي ادلى بها عشية مجزرة الحرم الابراهيمي التي نفذها الحاخام برتبة ضابط باروخ غولدشتاين ، يومها قال انه يشعر بالعار مرتين ، مرة لأنه يهودي ، ومرة لأنه عسكري . لكن قليلون من يعرفون انه اقيم للسفاح نصب تذكاري كبير على مدخل كريات اربعة .
تصريحات ريفلين ، من انه شعر بالعار والالم لمقتل رضيع ، قوبلت باطلاق انتقادات وتعليقات وحتى تهديدات دفعته ان يتقدم بشكوى الى الشرطة على خلفية تلك التهديدات ، ومن ابرز التعليقات والانتقادات : "مخرب داخل الحكومة"، " اذهب الى غزة "، كما تم إلباسه كوفية فلسطينية والى جانبه شعار حركة حماس . مع رابين قبل حوالي عشرين سنة ، ظهرت شعارات ورسومات مشابهه ، سرعان ما قادت الى اغتياله على يد "متطرف" يمني اسمه ايغال عمير ،وقتها وجهت اصابع الاتهام الى نتنياهو نفسه ، وربما الى ريفلين وبقية زعماء الليكود ، الذين قادوا التحريض لان رابين وقع اتفاقية اوسلو .
إن الذي قاد الى احراق العائلة الفلسطينية قبل ايام في القرية الصغيرة "دوما" ، هو نفسه الذي اردى الاب ابو ماريّا داخل منزله ببيت أمر ، وهو نفسه الذي ارتكب المجازر في كفر قاسم وقبية ودير ياسين والدوايمة وصبرا وقانا ... الخ قبل عشرات السنين ، وهو الذي مهد لتأسيس قاعدة الفكر الاصولي التكفيري في الوطن العربي ، و خطط ومهد لاحتلال العراق ، وانتهاز موجات الربيع العربي لاحتلال ليبيا وتدمير سوريا واستضافة جرحى النصرة وعيادتهم في المستشفيات الاسرائيلية .