الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عودة لتفجير سروج و جنى المكاسب الاقليمية بقلم محسن عقيلان

تاريخ النشر : 2015-08-03
عودة لتفجير سروج و جنى المكاسب الاقليمية  بقلم محسن عقيلان
عودة لتفجير سروج و جنى المكاسب الاقليمية / بقلم محسن عقيلان

فى 20- 7- 2015 وقع تفجير انتحارى فى مدينة سروج التركية اثناء اجتماع 300 شخص من اتحاد الشباب الاشتراكى بهدف اعادة انشاء عين العرب (كوبانى) ذهب ضحية التفجير 30 قتيل  و اكثر من 200 جريح دون ان تعلن اى جهة مسئوليتها عنه .

من هنا تبدأ التساؤلات و علامات الاستفهام خاصة ان المنطقة تمر بمتغيرات  سواء فى ميادين القتال او ميادين السياسة فمثلا من المسؤول عن التفجير و ماهى دوافعه و اسبابه و اختيار التوقيت يصب فى مصلحة من  فاذا اردنا ان نجيب عن هذه التساؤلات يجب ان نعرف من له مصلحة من قريب او من بعيد فى هذا التفجير وكيف سيستفيد منه الاطراف المعنية واقصد هنا تنظيم الدولة الاسلامية  (داعش) و حزب العمال الكردستانى و حزب الاتحاد الديمقراطى الكرديين و الحكومة التركية و النظام السورى و الولايات المتحدة و ايران كل الاطراف السابقة تقديرات منا لفك لغز التفجير

اولا : الحكومة التركية

 وبدأنا بالحكومة التركية لان التفجير وقع على ارضها و هى الطرف الاساسى سواء المستهدف او المعنى بتغيير قواعد اللعبة , الحكومة التركية كانت اول المنددين بالعملية و اتهمت داعش فى اقل من 24ساعة  وكان هذا اول تساؤل على الرغم عدم تبنى داعش للعملية و استغلت تركيا رد فعل حزب العمال الكردستانى بقتل شرطيين تركيين اتهمهم الحزب بالضلوع بالعملية و المستغرب ايضا رد الفعل التركى بقصف مواقع الحزب بغارات جوية على الرغم ان احداث كثيرة وقعت على نفس الشاكلة و كان يتم احتوائها لانجاح عملية السلام الداخلية مع الاكراد .

اذا الحكومة التركية استغلت العملية بغض النظر من قام بها لتحقيق عدة اهداف

-         قطع الطريق على اكراد سورية لانشاء كيان كردى مستقل فى شمال سورية

-         معاقبة اكراد تركيا لانتخابهم حزب الشعوب الديمقراطى على حساب حزب العدالة و التنمية  مما قطع الطريق على اردوغان لتغيير الدستور و التحول للنظام الرئاسى

-         زيادة الاحتكاك مع الاكراد لزيادة مشاهد العنف فى المناطق الكردية للتاثير على شعبية حزب الشعوب الديمقراطى فى الانتخابات التركية المبكرة القادمة

-         انشاء منطقة امنة فى شمال سورية كمقر لتدريب القوات المعارضة المعتدلة و نقطة استقبال للاجئين السوريين

-         استغلال الحادثة لضرب بعض المواقع لداعش لابعاد اى تهمة بدعم داعش سواء من المعارضة التركية من الداخل او من حليفها الولايات المتحدة على لسان جوبايدن 

-         استغلال الحادثة لاستكمال الاتفاق مع الولايات المتحدة فى الدخول فى التحالف و فتح قاعدة انجرليك الجوية و اخذ الضوء الاخضر فى ضرب الارهاب لكن التركيز التركى على حزب العمال الكردستانى الغالبية العظمى للضربات هى على مواقع حزب العمال الكردستانى  وبلغ عدد الضحايا الى هذه اللحظة حسب المصادر التركية 260 قتيل

ثانيا : حزب العمال الكردستانى و حزب الاتحاد الديمقراطى

خلال 48 ساعة من التفجير حزب العمال الكردستانى يقتل شرطيين تركيين فى مقاطعة شانلى اورفة بتهمة الانتماء لداعش و التصريح النارى لرئيس حزب الشعوب الديمقراطية باتهام قصر الرئاسة بحادثة التفجير اى ان الاكراد لم يمرروا العملية دون استغلالها و استقطاب المكون الكردى حول الحزب بانه مستهدف من الحكومة التركية و داعش فى  نفس الوقت ومن مصلحة حزب الاتحاد الديمقراطى نقل التوتر الى الجانب الاخر فى تركيا لخلط الاوراق وفتح قناة دعم غير محدود من اشقائهم الاكراد


ثالثا : تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)

سواء اعلن داعش مسؤوليته عن العملية او لم يعلن فهو فى دائرة  الاتهام لان العملية تحمل بصماته لكن عدم تبنيه للعملية يثير علامات استفهام لانه معروف عنه تبنيه للعمليات التى يقوم بها فاذا هو من قام بها و لم يعلن تكون العملية نفذت لصالح جهاز مخاباراتى قوى يريد خلط الاوراق و تغيير ميزان القوى على الارض و اذا كان التنظيم من قام بها فهى رسالة قوية للاكراد فى سورية و تركيا ان يد التنظيم طويلة و قوية و تطالكم فى كل مكان 

رابعا : الولايات المتحدة

الولايات المتحدة طرف في ما يجرى فى المنطقة و اجندتها فى سورية تتعارض مع الاجندة التركية لان الولايات المتحدة تدعم الحزب الديمقراطى الكردى علنا و تؤمن له الغطاء الجوى تمهيدا لقيام كيان كردى مستقل و اذرعها الاستخبارية ليست قاصرة فى المنطقة لتقوم بعملية هنا او هناك لتغيير قواعد اللعبة و قد تحقق مرادها فى حالة انها من قام بالعملية او من اوعز بالقيام بها او كمستفيد اول فى جنى ثمارها لانه اقحم تركيا فى محاربة داعش و فتحت قاعدة انجرليك الجوية امام قوات التحالف و ان قامت تركيا بارضاء امريكا بقصف داعش لكن المواقع البعيدة عن عين العرب كوبانى حتى لا تؤثر على توازن القوى فى المعارك الدائرة هناك

خامسا : النظام السورى

له مصلحة فى هذه العملية لخلط الاوراق و خلق صراعات جديدة  جزء منها سيكون خارج بلاده, حسب تصوراته ان معارك و صراعات ستكون فى تركيا بين الاكراد و الجيش التركى تكون على جانبى الحدود تريحه بعض الوقت و تبعد عنه اردوغان و تطرحه بعد ذلك حسب الرؤية الروسية  كطرف فى حلف رباعى دعا اليه بوتين مكون من السعودية و تركيا و الاردن و سورية و زيارة رئيس مكتب الامن القومى السورى  اللواء على المملوك للرياض حسب صحيفة الاخبار اللبنانية و لقائه بولى ولى العهد السعودى الامير محمد بن سلمان بوساطة روسية دليل على وجود تحركات لتغيير قواعد اللعبة

سادسا : ايران

اتت حادثة سروج كهدية لايران وان كانت فى دائرة الاتهام لان اهداف ايران تتفق مع اهداف حليفها النظام السورى على الارض و ابعد من ذلك ايران تتطلع ان تصبح لاعب يحسب حسابه فى المنطقة خاصة بعد توقيع الاتفاق النووى مع الدول الخمسة +1 و ما قد يتبعه من ملحق سرى لاعادة تشكيل المنطقة تكون ايران لها حصة فى المنطقة بمباركة الدول العظمى بالاضافة الى ان تركيا تقف منافس فى وجه ايران فى ملفات كثيرة سواء فى تدخلها فى سورية اوفى العراق اوفى القضية الفلسطينية بالاضافة الى ان تركيا الجار القوى و العضو فى دول العشرين و اى خلل او توتر داخل تركيا ستنتقل الاستثمارات الغربية الى اقتصاد ايران المتعطش منذ سنوات للاستثمارات الغربية.

اذن كل الاطراف التى ذكرت غير بعيدة عن الاتهام وكل له دوافعه و اسبابه و اختياره للتوقيت يخدم مصالحه لكن من يملك القوة و الامكانيات بحيث ان يسير فى طريق خطر ويخرج سالم دون ان يكون فى المستقبل القريب هو الضحية  / الرسالة وصلت و اعتقد انهم اكثر من ضحية و المنتصر واحد.

الكاتب / باحث فى العلاقات الدولية

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف