الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صمود الأسد...وهستيرية نتنياهو...تقلب الموازين بقلم: د.خيام الزعبي

تاريخ النشر : 2015-08-03
صمود الأسد...وهستيرية نتنياهو...تقلب الموازين بقلم: د.خيام الزعبي
صمود الأسد...وهستيرية نتنياهو...تقلب الموازين

الدكتور خيام الزعبي

تتابع إسرائيل عن كثب تطورات الأزمة السورية، وقد شكلت الجهات الأمنية والإستخباراتية في تل أبيب فرق متابعة لرصد تداعيات الأحداث في سورية منذ إندلاعها، الأمر الذي يلوح بمدى أهمية هذه المنطقة بالنسبة لإسرائيل, ويطرح تساؤلاً مهماً هو: ما الدور الذي تلعبه إسرائيل هناك؟، فالتدخل الإسرائيلي في سورية ليس أمراً مستجداً أو فريداً من نوعه، إذ إنها تتدخل في كل صراع داخلي وكل حرب أهلية في المنطقة، فالذي حدث ويحدث في منطقتنا هو نتيجة مخطط إستعماري حتى تكون إسرائيل هي السيد المطاع في منطقتنا، فضلاً عن حماية أمنها عن طريق تدخل الغرب في شؤوننا الداخلية وتنفيذ سيناريو سورية المعد مسبقاً لتقسيمها وإحتلالها.

تدرك أمريكا اليوم فشلها في تحقيق مصالحها في سورية عبر الإحتلال المباشر، لذا فهي عادت إلى المنطقة لتخوض الحرب عبر وكلائها الإقليميين، ومن هنا سعت إسرائيل لضمان أمنها عبر إضعاف المحيط وإشغاله بمشاكله الداخلية، وإثارة النزاعات والحروب في بلدان الجوار، فالإسرائيليون مروا بتجارب مريرة مع المقاومة الإسلامية بشقيها الشيعي "حزب الله" والسني "الفصائل الفلسطينية" وهم يدركون أن السبيل الوحيد لفك الإرتباط الإستراتيجي بين المقاومتين هو عبر إثارة صراع "سني شيعي" شامل في المنطقة، يعكس ذلك على المواقف والتوجهات بين الطرفين بشكل سلبي بما يعزز من إنهيار محور المقاومة الذي تترأسه سورية، من هنا يعود تحالف إسرائيل إلى المراهنة على تعديل موازين القوى وتغيير موقع سورية الإقليمي، فالذي يجري اليوم هو مسار جديد من مشروع أمريكا، ويتم تنفيذه بواسطة إسرائيل والجماعات المتطرفة والتكفيرية لرسم خريطة جديدة في المنطقة، فالذي يسلح ويدرب ويوجه عبر الأقمار الصناعية الإرهابيين لتدمير سورية وقتل شعبها هو نفسه الذي يسلح ويحارب مع الجيش الصهيوني ويقتل الفلسطينيين.

أن أحداث سورية لا تخرج عن سياق المخطط الصهيوني الأمريكي "القديم الجديد" الذي يحمل أهداف التقسيم والهيمنة على جميع دول المنطقة عبر دعم الإرهاب التكفيري، ورغم تدخلات إسرائيل الكثيرة في الشأن السوري، فإنها حافظت على درجة عالية من الكتمان نحوها وقد جرى الحديث عن إقامة علاقات طيبة نشأت مع القوى المتطرفة وعن ضربات غامضة توجهها بين الحين والآخر، إذ إخترقت خط وقف إطلاق النار بين سورية وإسرائيل في هضبة الجولان السورية، وجرفت خيماً نصبها بعض النازحين السوريين في المنطقة التي تقع تحت رقابة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك "أوندوف" في مرتفعات الجولان، كما أجرت عمليات حفر لخنادق داخل الأراضي السورية، المقابلة لخط وقف إطلاق النار، بين سورية وإسرائيل.

حاول الكيان الإسرائيلي أن يشد الضوء الإعلامي على عدوانه على الأراضي السورية بدلاً من تسليط الضوء على جملة الإنجازات العسكرية للجيش العربي السوري، فإنهيار تنظيم داعش على تخوم مطار الثعلة العسكري، والعمليات العسكرية الجوية المكثفة التي تستهدف التنظيم في الرقة وإدلب وحلب، أقلقت الكيان الإسرائيلي الذي أسهم في إنشاء تنظيم داعش بقصد هدم الدولة السورية، لذا تذهب اسرائيل نحو التشويش على عمليات الجيش السوري من جهة وعلى معنويات الراغبين بالانضمام إلى صفوف داعش من جهة أخرى، كما قامت بمعالجة جرحى المليشيات المسلحة التي تصاب خلال الإشتباكات مع الجيش السوري ويتم نقلها للعلاج في المشافي الميدانية التي أقامتها الحكومة إسرائيل على الحدود مع الجولان السوري المحتل لتقديم الإسعافات الأولية لجرحى المسلحين فيما يتم نقل الحالات الخطرة منهم للعلاج في مشافي تل أبيب ومعاملتهم على أنهم أبطال.

وفي سياق متصل لحقت بحلفاء واشنطن خسارة جديدة في جنوب سورية، ما اسموه "عاصفة الجنوب"، فكانت خياراتهم تدخل نفقاً طويلاً من الخيبات، بعد ان سد الجيش بوجههم كل السبل بالرغم من تورط إسرائيل الكامل بهذه المعارك، إلا أن صمود الجيش السوري، سحب معركة درعا من التداول السياسي في أروقة الكيان الاسرائيلي، بعد أن اضافوا خسارة جديدة وخيبة مضافة الى رصيد هزائم النصرة واتباعها في الجنوب، فكانت الصفعة مجلجلة بعثرت ساسة البيت الأبيض وسماسرة واشنطن لتتخبط الأخيرة بهذا الصمود، إذ أعلنت إسرائيل حالة التأهب القصوى، إثر تهديدات محور المقاومة بالرد على هذا الحادث، في ظل ترقب وخشية دولية من أن يشعل الرد المنطقة بلهيب حرب إقليمية لن تبقي ولن تذر.

كما إن محاولة توريط سورية بحرب خارجية من خلال إستفزازها بإستمرار هو هاجس إسرائيلي، فحكومة تل أبيب تعتقد أن هذه الحرب ستعجل من عملية هدم الدولة السورية التي تشارك فيها إسرائيل إلى جانب أمريكا، هنا يمكنني القول إن المراهنين على تمزيق وحدة أبناء الإقليم بأنهم واهمون وخاسرون والذين يراهنون على إنتصار داعش في سورية لا يعرفون مصلحتهم لكن الكراهية والحقد الذي يغلي في صدورهم هو الذي يدفعهم الى هذا الرهان، وفي أيام الإنجازات الكبرى ننظر بعين الرضا الى جيشنا الذي صان الأمانة وحفظ العهد مع شعبه ليس فقط فى دفاعه المخلص عن كيان الدولة ولكن أيضا فى مد يده الأخرى بالتعمير والبناء، إذاً هي معادلات جديدة رسمتها دمشق لتحقيق النصر، و فشلت واشنطن ومن معها بإخضاع دمشق أو تحقيق أي نصر يذكر على جيشها، ليتوصلوا أن من يقف وراء هذا الصمود جيش كبير يواجه هذه الحرب التي تشن عليه.

مجملاً… الدم السوري الذي سفكه ويسفكه الأعداء غالٍ ولن يذهب هدراً ولن يترك شعبنا وقواته المسلحة من يقترف هذه الجرائم البشعة مهما كان الثمن وسوف يطاردونهم في كل مكان حتى تطهر الأرض السورية من أعمالهم الخبيثة، لن ننسى أبداً شهدائنا الأبرار، ولن نغفر للنازية الجديدة ما سفكته من دماء السوريين، ولن ننسى أن إسرائيل هي القاعدة العسكرية التي شاركت في ضرب سورية ونهب تراثها وإحتلت ومازالت أراضي فلسطين والجولان، لذلك لا بد أن نستمر في طريق المقاومة لطردهم من وطننا، إذا هي معالم المعركة الكبرى التي سيكون لإسرائيل النصيب الأكبر من نتائجها، إنها ملامح رسم شرق أوسط جديد يصنعه مقاومو لبنان وإيران ومعهم جنود الجيش العربي السوري في الميدان، إنها معركة الإرادة الواحدة والجبهة الواحدة في مواجهة عدو واحد وهجمة موحّدة.

وأخيراً إننا في انتظار الحدث الكبير...والترقب سيد الموقف.

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف