عندما يحزن القمر
"قصة قصيرة"
أحبت هدى "العبد" بشغف ، وهام العبد بها عشقاً ، وكانت كلما مر من أمام بيتها ، تغني له أغنية نجاح سلام الشهيرة ( ميل يا غزيل ، يا غزيل ميل، نعملك تبوله ، نسقيك فنجان قهوة ) ،
أما العبد فكان دوماً يردد لها أغنية فيروز " قالوا لي كن ، وأنا رايح جن ،حبابي يومه يا يابه ، نار بروس الجبال "
تـقدم العبد لخطبة هدى - بعد أن شاعت قصة حبهما بين الناس - إلا أن أباها (شيخ مسجد القريه)رفضه رفضاً قاطعاً ، بحجة أنه" طبال" ،
حاول العبد توسيط عدد من الناس عند الشيخ (أبوهدى) إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل ، لكن عندما هددت هدى أباها بالهرب مع العبد (خطيفه) ، رضخ ووافق على زواجهما خوفاً من الفضيحة والعار ،
إحتفلت البلدة عن بكرة أبيها بالعروسين ، وأقامت لهما حفلاً جميلاً ، تحدث عنه الناس طويلاً ، وتناقلوا عنه الكثير من القصص والأخبار ،
عاش الزوجان بسعادة وهناء ، كانا فيها من أسعد الأزواج ، حيث صارت قصة حبهما مثل يروى ، وحكايتهما تتردد على كل شفة ولسان ،
بعد فترة من الزمن ، ألم بالعبد مرض غريب -حير الأطباء - ولم يمهله كثيراً ،ففارق على أثره الحياة ، وترك هدى وحيدة ، تندب حظها ، وتعيش على الألم والذكريات ،
كنت كلما شاهدتها وحيدة أو حزينه، أرثي لها وأشفق عليها لما آلت إليه أحوالها ، بعد أن كانت وردة البنات ، وبطلة لأحلى قصة حب في البلد .
لا أدري لماذا تذكرت هذه القصة الحزينه الآن ، ولماذا هدى بالذات ، علماً بأن هناك العديد من قصص الحب الجميله والسعيدة ، التي أعرفها وأعرف أصحابها ، والتي انتهت بالرفاء والبنين ،
هل لأنها قصة حزينة ، أم لأنها قصة مؤثرة !! أم لأن فيها شيئاً مني ومنك !!!!
كانت هدى كلما رأتني تقول : " كان العبد يشبهك كثيراً "
وتنهمر في البكاء ،
أما أنا فأقول : " كانت هدى تشبهك كثيراً "
وبعدها أغوص في نوبة من الذكريات ! .
محمد ادريس
كاتب وشاعر من فلسطين
"قصة قصيرة"
أحبت هدى "العبد" بشغف ، وهام العبد بها عشقاً ، وكانت كلما مر من أمام بيتها ، تغني له أغنية نجاح سلام الشهيرة ( ميل يا غزيل ، يا غزيل ميل، نعملك تبوله ، نسقيك فنجان قهوة ) ،
أما العبد فكان دوماً يردد لها أغنية فيروز " قالوا لي كن ، وأنا رايح جن ،حبابي يومه يا يابه ، نار بروس الجبال "
تـقدم العبد لخطبة هدى - بعد أن شاعت قصة حبهما بين الناس - إلا أن أباها (شيخ مسجد القريه)رفضه رفضاً قاطعاً ، بحجة أنه" طبال" ،
حاول العبد توسيط عدد من الناس عند الشيخ (أبوهدى) إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل ، لكن عندما هددت هدى أباها بالهرب مع العبد (خطيفه) ، رضخ ووافق على زواجهما خوفاً من الفضيحة والعار ،
إحتفلت البلدة عن بكرة أبيها بالعروسين ، وأقامت لهما حفلاً جميلاً ، تحدث عنه الناس طويلاً ، وتناقلوا عنه الكثير من القصص والأخبار ،
عاش الزوجان بسعادة وهناء ، كانا فيها من أسعد الأزواج ، حيث صارت قصة حبهما مثل يروى ، وحكايتهما تتردد على كل شفة ولسان ،
بعد فترة من الزمن ، ألم بالعبد مرض غريب -حير الأطباء - ولم يمهله كثيراً ،ففارق على أثره الحياة ، وترك هدى وحيدة ، تندب حظها ، وتعيش على الألم والذكريات ،
كنت كلما شاهدتها وحيدة أو حزينه، أرثي لها وأشفق عليها لما آلت إليه أحوالها ، بعد أن كانت وردة البنات ، وبطلة لأحلى قصة حب في البلد .
لا أدري لماذا تذكرت هذه القصة الحزينه الآن ، ولماذا هدى بالذات ، علماً بأن هناك العديد من قصص الحب الجميله والسعيدة ، التي أعرفها وأعرف أصحابها ، والتي انتهت بالرفاء والبنين ،
هل لأنها قصة حزينة ، أم لأنها قصة مؤثرة !! أم لأن فيها شيئاً مني ومنك !!!!
كانت هدى كلما رأتني تقول : " كان العبد يشبهك كثيراً "
وتنهمر في البكاء ،
أما أنا فأقول : " كانت هدى تشبهك كثيراً "
وبعدها أغوص في نوبة من الذكريات ! .
محمد ادريس
كاتب وشاعر من فلسطين