يا علي
وليد ياسين
صباح الخير يا علي.
كيف حال الأرض هناك؟
هل يلف البرد جسدك الغض؟
هل يقتل الموت ابتسامتك التي احرقوها على وجنتيك؟
ألا تزال تصرخ والنار تلتهم لحمك من دون ان تفهم حتى لماذا احرقك احفاد الذين يتخذون من احتراق اجدادهم وليس بيدك او ايدي شعبك، ذريعة للبكاء امام العالم كي يعطيهم اشد انواع السلاح فتكا ومليارات الدولارات لرعاية سوائبهم الذين سعوا الى قتلك واحراقك في حربهم عليك وعلى اخوتك وابناء شعبك وعلى حقكم في العيش على ارض وطنكم وتحريره من نير هولاكو العصر؟
هل التقيت يا علي الاف الاطفال في جيلك الذين احرقتهم نار الطائرات التي لا يشعر قائدها الا باهتزاز طفيف في الجناح حين كان يلقي عليهم قنابل بوزن طن واكثر؟
هل التقيت اطفال اليهود الذين احرقتهم النازية وابلغتهم انك دفعت الثمن لأنك فلسطيني؟
هل التقيت محمد ابو خضير وروى لك بصفته اكبر منك، كيف شعر حين كانت النيران تلتهم جسده، وانك من دون ان تعرف ستكون قد شعرت مثله لكنك لم تملك حتى فرصة مناداة امك وابيك واخيك ليحاولوا انقاذك؟
هل التقيت محمد الدرة فأبلغك كيف قتلوه وهو يحاول الاختباء وراء ظهر والده؟ وهل ابلغته انهم بعد سنوات من قتله حملوه ذنب مقتله وبرأوا انفسهم من دمه كما تكان الذنب بريئا من دم يوسف؟
ولكن من أين لك ان تعرف كي تحكي له؟ فأنت حتى لم تعش حتى تقرأ حكايته او تعرف كيف شعر حين اخترق الرصاص جسده ومزقه كفريسة في مرمى الصياد؟
ما الذي كان يمكنك ان ترسمه لمستقبلك يا علي، وهم لم يمنحوك حتى امكانية البلوغ كي ترسم احلامك؟
هل تعلم يا علي ان احراقك في مهدك اثار زوبعة في بلد القتلة وفي العالم كله؟
لكن الاهم هل تعلم ان دموع التماسيح التي يذرفونها الان عليك سرعان ما ستتبخر وان الطفل القتيل القادم ينتظر دوره، لان كل الحديث عن اجتثاث الارهاب اليهودي ليس الا شعارات وعناوين لا تستهدف الا التسويق الاعلامي "لإنسانية" القتلة الذين لا يرون فيك اكثر من حيوان لا يستحق الحياة ويبكونك الان كي لا "يغضب" العالم عليهم، وكأنهم حسبوا يوما اي حساب لغضب العالم؟
هل تعرف يا علي ان كل مقالات الرثاء والبكاء عليك، بما فيها كلماتي هذه ستذروها الرياح وسننساك كما نسينا الاف اخوتك من قبل، وان كنا نستعيد ذكراكم كلما تكررت الجريمة، وان الحياة ستتواصل الا عند امك وابيك واخيك الذين سيحملون ندوب الحريق على اجسادهم وفي قلوبهم ولن ينسوا صرخاتك التي قيل لهم انك اطلقتها لكنهم لم يسمعوها وهم يحترقون مثلك؟
يا صغيري. يا علي. متى تعود؟ ستسأل امك؟
اين اختبأت؟ سيسألك احمد وهو يبحث عنك في زوايا البيت.
لماذا لم تعد دروسك اليوم؟ سيسألك والدك.
لكنهم لن يسمعوا الجواب.. كما لم تسمع انت صراخهم وهم يحترقون معك.
لست ادري يا علي ان كنت ستلتقي بهم قريبا اذا ما قتلتهم النار التي قتلتك، او يتم انقاذهم فيعيشون عذابك كل يوم.
يا علي... لماذا لا تجيبني يا علي؟
لم يحضر القطار ليحملك الى الفرن فيقتلوك. فجاءك الفرن الى مهدك...
ما الفرق بينك وبين طفل احرقوه بالغاز؟
وما الفرق بينك وبين طفل احرقته قنابل النابالم؟
الفرق الوحيد يا طفلي انك فلسطيني ينظرون اليك كعدو وارهابي قادم حتى وانت لم تشبع من حليب امك بعد.
هل تسمعني الآن يا علي؟
صورتك ستبقى هنا محفورة في الذاكرة لكن كيف اضمن انها ستكون الصورة الاخيرة في البوم الدم الاسرائيلي؟
لا اعدك بذلك. اعذرني يا علي.. لكني سأحاول ان اروي حكايتك لحفدتي التي ولدت قبل اسبوع ولإخوتها ولكل احفادي واحفاد فلسطين.. على الأقل كي لا ننساك.. ولا ننسى المجرمين الذين انتزعوا حياتك ولا من ارسلهم او دربهم او لقنهم او حرضهم ثم بكاك كتمساح.
صباح الخير يا صغيري...
من اي ثدي سترضع هذا الصباح.. وقد احرقوا ثدي امك..؟
بأي وطن ستحلم وانت لم تعرف حتى اسمه؟
هل تدري... أنظر الى صورة جسدك الملفوف بعلم فلسطين وهم يحملونك الى سريرك الاخير.. ولا استطيع حتى ذرف دمعة تبكيك...
هل كنت يوما سترفع هذا العلم فوق أسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس؟
ام ان حياتك كانت ستنتهي ايضا بأيدي القتلة ولكن في ظروف ومكان مختلفين؟
الاسئلة كثيرة يا علي..
فهل تسامحني ان قلت لك بأني لا اعرف كيف انهي هذه الرسالة اليك؟
وليد ياسين
صباح الخير يا علي.
كيف حال الأرض هناك؟
هل يلف البرد جسدك الغض؟
هل يقتل الموت ابتسامتك التي احرقوها على وجنتيك؟
ألا تزال تصرخ والنار تلتهم لحمك من دون ان تفهم حتى لماذا احرقك احفاد الذين يتخذون من احتراق اجدادهم وليس بيدك او ايدي شعبك، ذريعة للبكاء امام العالم كي يعطيهم اشد انواع السلاح فتكا ومليارات الدولارات لرعاية سوائبهم الذين سعوا الى قتلك واحراقك في حربهم عليك وعلى اخوتك وابناء شعبك وعلى حقكم في العيش على ارض وطنكم وتحريره من نير هولاكو العصر؟
هل التقيت يا علي الاف الاطفال في جيلك الذين احرقتهم نار الطائرات التي لا يشعر قائدها الا باهتزاز طفيف في الجناح حين كان يلقي عليهم قنابل بوزن طن واكثر؟
هل التقيت اطفال اليهود الذين احرقتهم النازية وابلغتهم انك دفعت الثمن لأنك فلسطيني؟
هل التقيت محمد ابو خضير وروى لك بصفته اكبر منك، كيف شعر حين كانت النيران تلتهم جسده، وانك من دون ان تعرف ستكون قد شعرت مثله لكنك لم تملك حتى فرصة مناداة امك وابيك واخيك ليحاولوا انقاذك؟
هل التقيت محمد الدرة فأبلغك كيف قتلوه وهو يحاول الاختباء وراء ظهر والده؟ وهل ابلغته انهم بعد سنوات من قتله حملوه ذنب مقتله وبرأوا انفسهم من دمه كما تكان الذنب بريئا من دم يوسف؟
ولكن من أين لك ان تعرف كي تحكي له؟ فأنت حتى لم تعش حتى تقرأ حكايته او تعرف كيف شعر حين اخترق الرصاص جسده ومزقه كفريسة في مرمى الصياد؟
ما الذي كان يمكنك ان ترسمه لمستقبلك يا علي، وهم لم يمنحوك حتى امكانية البلوغ كي ترسم احلامك؟
هل تعلم يا علي ان احراقك في مهدك اثار زوبعة في بلد القتلة وفي العالم كله؟
لكن الاهم هل تعلم ان دموع التماسيح التي يذرفونها الان عليك سرعان ما ستتبخر وان الطفل القتيل القادم ينتظر دوره، لان كل الحديث عن اجتثاث الارهاب اليهودي ليس الا شعارات وعناوين لا تستهدف الا التسويق الاعلامي "لإنسانية" القتلة الذين لا يرون فيك اكثر من حيوان لا يستحق الحياة ويبكونك الان كي لا "يغضب" العالم عليهم، وكأنهم حسبوا يوما اي حساب لغضب العالم؟
هل تعرف يا علي ان كل مقالات الرثاء والبكاء عليك، بما فيها كلماتي هذه ستذروها الرياح وسننساك كما نسينا الاف اخوتك من قبل، وان كنا نستعيد ذكراكم كلما تكررت الجريمة، وان الحياة ستتواصل الا عند امك وابيك واخيك الذين سيحملون ندوب الحريق على اجسادهم وفي قلوبهم ولن ينسوا صرخاتك التي قيل لهم انك اطلقتها لكنهم لم يسمعوها وهم يحترقون مثلك؟
يا صغيري. يا علي. متى تعود؟ ستسأل امك؟
اين اختبأت؟ سيسألك احمد وهو يبحث عنك في زوايا البيت.
لماذا لم تعد دروسك اليوم؟ سيسألك والدك.
لكنهم لن يسمعوا الجواب.. كما لم تسمع انت صراخهم وهم يحترقون معك.
لست ادري يا علي ان كنت ستلتقي بهم قريبا اذا ما قتلتهم النار التي قتلتك، او يتم انقاذهم فيعيشون عذابك كل يوم.
يا علي... لماذا لا تجيبني يا علي؟
لم يحضر القطار ليحملك الى الفرن فيقتلوك. فجاءك الفرن الى مهدك...
ما الفرق بينك وبين طفل احرقوه بالغاز؟
وما الفرق بينك وبين طفل احرقته قنابل النابالم؟
الفرق الوحيد يا طفلي انك فلسطيني ينظرون اليك كعدو وارهابي قادم حتى وانت لم تشبع من حليب امك بعد.
هل تسمعني الآن يا علي؟
صورتك ستبقى هنا محفورة في الذاكرة لكن كيف اضمن انها ستكون الصورة الاخيرة في البوم الدم الاسرائيلي؟
لا اعدك بذلك. اعذرني يا علي.. لكني سأحاول ان اروي حكايتك لحفدتي التي ولدت قبل اسبوع ولإخوتها ولكل احفادي واحفاد فلسطين.. على الأقل كي لا ننساك.. ولا ننسى المجرمين الذين انتزعوا حياتك ولا من ارسلهم او دربهم او لقنهم او حرضهم ثم بكاك كتمساح.
صباح الخير يا صغيري...
من اي ثدي سترضع هذا الصباح.. وقد احرقوا ثدي امك..؟
بأي وطن ستحلم وانت لم تعرف حتى اسمه؟
هل تدري... أنظر الى صورة جسدك الملفوف بعلم فلسطين وهم يحملونك الى سريرك الاخير.. ولا استطيع حتى ذرف دمعة تبكيك...
هل كنت يوما سترفع هذا العلم فوق أسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس؟
ام ان حياتك كانت ستنتهي ايضا بأيدي القتلة ولكن في ظروف ومكان مختلفين؟
الاسئلة كثيرة يا علي..
فهل تسامحني ان قلت لك بأني لا اعرف كيف انهي هذه الرسالة اليك؟