الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدا بقلم:د. عز الدين أبو صفية

تاريخ النشر : 2015-08-02
أخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدا بقلم:د. عز الدين أبو صفية
أخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدا:

لقد فاض الكيل وامتلأ ولم يعد يتسع لأن يضاف إليه أيّ شيء من الهم والحزن فماذا نعمل نحن الفلسطينيون بعد أن امتلأت مفكراتنا بتواريخ أحداث مرت بنا منذ أكثر من مئة عام وحتى الآن وستستمر إلى الغد ولا تنقطع، مئة عام ونحن نسجل الكوارث والمصائب والمجازر والقتل والسحل والسجن والتعذيب وهدم المنازل وسرقة الأراضي ونهب التاريخ وتدمير المقدسات والتهجير، وضرب الثورة الفلسطينية في أكثر من مكان، منذ مئة سنة يواجه شعبنا الحروب الظالمة التي لا ترحم وتتسبب في إبادة أسر بأكملها وقتل آلاف الفلسطينيين من شيوخ ونساء وأطفال وحتى المعاقين منهم لم يسلموا من القتل فكانت تلك الحروب وبالمقاييس والنظم والقوانين الإنسانية والدولية ترقى إلى مستوى الإبادة البشرية وجرائم الحرب ولكن يبق السؤال القديم الحديث يتكرر على كل الألسنة الفلسطينية ما العمل ؟ وفي أحسن الأحوال تطلع علينا حكمة عقل من مَن مر عليهم الزمن وأشبعهم من تجاربه التي اهترأت بصدء الصمت وتعفنت بقتل الانتظار، تطلع علينا بمقولة ثبت فشلها عبر تاريخ مصائبنا وهي ( الكف ما بيلاطم مخرز) وأن ( الصبر مفتاح الفرج) وفي أحسن الأحوال ( إلنا الله وحسبي الله وأنت النعم الوكيل)، وهذا لا نعترض عليه رغم أنه حديث الضعفاء المكلومين وغير القادرين على فعل شيء وجالسين القرفصاء على عتبات الزمن ينتظرون الانتقام الذي لم ولن يأتِ ليشف غليلهم ويرد لهم كرامتهم التي سلبت منهم ومرمغتها في تراب المتآمرين من منظمات دولية ودول بكافة أشكالها وألوانها دولية كانت أم إقليمية أم محلية أو حتى عربية وإسلامية،والتي جميعها لم تتعد مواقفها الشحب والاستنكار بشكل لم يرق حتى إلى الحد المطلوب وإن ارتقت مواقفها إلى خارج المؤشر المسموح به يقال لها ( هص إياكم تفتحوا أفواهكم) فيخرسوا وليت هكذا فقط بل تتحول بوصلة جهلهم إلى الزج بنا في صفحات اللوم والاتهام وصياغة الجمل التي تشعرنا بأننا نحن الظالمون وليس المظلومين.

إن ما شاهدناه من الجرائم والقتل الذي لم ينقطع على أيادي الصهاينة وقطعان المستوطنين والذي أخذ مناحي خطيرة وتتكرر كل يوم تقريباً يحتم علينا أن نمعن النظر ونحدق بقوة في تلك الصور التي بشعتها يد الإجرام الصهيوني وأصبحت عبارة عن نهج وأسلوب جديد لجرائم قطعان المستوطنين الذين يهدفون إلى تجريعنا السم وتعويدنا عليه لنصبح نتلذذه ونحن عاجزين عن اتخاذ موقف يشفي غليلنا وغليل المتحصرين على أراضيهم المنهوبة وأشجار زيتونهم المحروقة وعلى مزارعهم المخربة وحلالهم المبعثرة وقراهم المدمرة عشرات المرات وأطفالهم المحروقين بنار الحقد والتطرف اليهودي الأعمى والقذر.

إن جريمة إحراق منزل (عائلة دوابشة) وهم بداخله وتفحم (رضيعهم) كانت صورة حزينة ومؤلمة هزت مشاعر جبال وحجارة الضفة الغربية ومزقت كبد بحر غزة فسالت دموع الألم وحسرة العجز عن الانتقام، فبالأمس القريب أحرق فتى بعد أن عُذب على أيدي من غُذى بالحقد على أيدي حاخاماتهم، يعتصر الألم قلوب الجميع لتلك الصورة التي أفزعت الجميع وهزت مضاجع أولو الأمر منا من قيادات السلطة والحكومة والفصائل ومؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان، وجميعهم العاجزون والعجزة عن فعل شيء إلا الشجب والاستنكار والتوعد والوعيد الذي أكثر ما أن نقول عنه  ( على الفاضي)، فيُرحل كل شيء إلى سجلات مفكراتنا الملآى ولم تتسع لأن نسجل فيها حكاية الطفل الرضيع دوابشة فتظل صورته المتفحمة تُقلق ضمائر أولى الأمر منا وتهز مضاجعهم وليت ذلك يستمر حتى يُوقظ فيهم الإحساس والكرامة ونخوة الرجال وننتصر لمظلومينا وألا يتكلوا إلى حائط مائل يستند إليه فالمثل يقول ( ما بيحك جلدك إلا أظفرك)، فهل لنا أن نأخذ زمام المبادرة ونبدأ في أن نكن جديين وصادقين مع أنفسنا وشعبنا وألا نترك للتخمة وامتلاء الكروش أيّ دور في إحباط عزيمتنا وشدنا إلى الأرض وألا نكون كالبوق الذي يبدأ صوته بالانخفاض حتى يتلاشي مع تلاشي شحن بطاريته، فكما نتغنى في تراثنا الثوري خلى السلاح صاحي، كمان أن علينا أن نبق بطاريات حماسنا مشحونة بقوة الحق في الرد والانتقام واللي تعب من النضال يجلس في بيته ويرسل أبنائه ليكلموا المشوار ( مقولة الرئيس القائد الخالد أبو عمار).

 منذ أن كانت جريمة حرق الرضيع الطفل ( على دوابشة) وما قبلها من جرائم وأنا أتصفح وأتابع معظم التصريحات الانفعالية لرجالات السلطة الرسميين ولقيادات الفصائل الفلسطينية ولبعض أذرعها العسكرية وشاهدت في صور الكثيرين أفواههم المفتوحة لحد الشدقين وهم يهللون ويصرخون بعبارات الملاحقة والشجب والاستنكار والتوعد والوعيد للمستوطنين، والغريب في هذه التهديدات والتوعدات تشعرك بأنهم كذابون ومنافقون ورائحة العفن تخرج من أفواههم التي يسعون من خلالها تخدير الشعب وامتصاص نقمته وإفراغ مطالبه بالانتقام من مضمونها، وما أن ينقضوا إلى مجالسهم وترتخي أجسادهم على الوسائد وهم يحتسون القهوة ويشعرون بأنهم ( جابوا الذيب من ذيله)، ولكن هم ومن على شاكلتهم يتهامسون وهم مرعوبون وخائفون أن يسمع أحداً همسهم أو يكون بينهم من ينشر همساتهم بعد الاسترخاء فتنكشف حقيقتهم فيبق الهمس خافتاً لا تنقله إلى موجات الأثير الذي لا يرونه ولا يحسون به ولسان حالهم يقول (.... أخت هيك شعب شو بدنا نعملهم، يعني بدهم نخلى الأجهزة الأمنية تتصدى للمستوطنين طيب والله الجيش الإسرائيلي بيدمر الضفة وبنخسر كل شيء) هذا وكثير مما يهمس به في الخفاء، بالله عليكم ألم تبرق في عيونكم مقولة اللي تعب يجلس في البيت ويبعت أولاده لإكمال مشوار النضال.

وانطلاقا من كل ما نقدم وما كتبه غيري وطالب به الجمهور الفلسطيني نقول وبصوت يملأ الفضاء الكوني لا بد من وضع حد للمستوطنين وسلوكهم الإجرامي والشائن بحق مواطنينا في الضفة الغربية ليس بوسائل رخوة لا تسمن ولا تغن من جوع وإنما بوسائل وطرق عشقناها وصنعت هيبتنا في الماضي، ولا أقول العين بالعين والسن بالسن بل أقول وكغيري من مئات الآلاف الأظفر بالروح والروح بالأرواح، والحرق بالحرق والهدم بالهدم، لماذا لا؟ وقد أصبح لدينا ما يؤهلنا لذلك، دعونا نترك غيرنا في بحرهم يسبحون ويهيمون في وهم المقاومة السلمية والتنسيق الأمني وإن كان أولوا الأمر منا ( مخصيون) ورافضون تسليم الراية فعلى الأجنحة العسكرية للفصائل (كتائب شهداء الأقصى- كتائب القسام- كتائب أبو على مصطفى- كتائب سرايا القدس وغيرها) ولا أعني السياسيين منهم باستلام الراية وأخذ زمام المبادرة والبدء بالتحرك والرد وعدم الانتظار طويلاً حتى لا تصل القصة إلى ما وصلت إليه القصص السابق وتُرحل إلى مفكراتنا القديمة والملآي بالوعود الانتقامية التي لم يعد فيها أمل بأن تكون أو تتحقق لأن عف عليها الزمن.

تحية لكل الشرفاء والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار، الشفاء العاجل لجرحانا البواسل والحرية كل الحرية لأسرانا البواسل الصامدون القابضون على الجمر.

د. عز الدين أبو صفية

1/8/2015
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف