الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في ظلال الحب بقلم: احمد لطفي شاهين

تاريخ النشر : 2015-08-02
في ظلال الحب بقلم: احمد لطفي شاهين
في ظلال الحب

المدرب احمد لطفي شاهين

فلسطين المحتلة

خلال السنوات السبع العجاف الأخيرة نعيش في ظلال الحروب والقتل والدمار والذبح والحرق والقصف  والإعدام والموت والإغراق والطخ و و و ... إلخ من المصطلحات التي يمكن لآدمي ان يتخيلها فيما يعبر عن الكراهية المطلقة والحقد والغل البشري نعيش في ظلال الخوف والترقب والقلق المستمر من الموت بكافة الطرق فالموت اصبح بالمجان في ظلال مئات الأيدي الحاملة للأسلحة والأصابع المرتجفة الضاغطة على الزناد لتتقيأ الأسلحة محتوياتها في اجساد البشر.. ساتكلم عن الحب في ظلال الجثث الباردة المتعفنة والأشلاء الممزقة والعيون الجاحظة الشاخصة الى السماء تشتكي الى الله ظلم البشر للبشر الى من انسلخوا عن الفطرة وتحجرت قلوبهم وخلعوا منها الحب والرحمة  الم تتحرك مشاعر الحب في قلوبكم امام طفل مذعور يهرب من موت الى موت ويتمسك في دميته ...الم تهتز قلوبكم امام طفلة توقظ امها واباها اللذان قتلا في بيتهما وبدلا من ان يشربوا قهوة الصباح في بيتهم قتلا وشرب الناس قهوتهم حزنا                                    - كل تلك المشاهد وغيرها وكل تلك المفاهيم و المصطلحات تتعارض مع أسمى عاطفة في الوجود وهي عاطفة الحب .. الحب الذي زرعه الله في قلوبنا بالفطرة لكننا نزعناه ولذلك كثيرون أولئك الذين يدعون انه لا مجال للحديث عن الحب في هذا الوقت      لكنني أقول بالعكس الآن هو الوقت المناسب لكي نتكلم عن الحب                          ثم بعد الحب نتكلم التسامح والمصالحة وباقي المفاهيم التي تنبني على الحب في الأساس 

لذلك ...:          

تعالوا معي نتحدث عن أجمل عاطفة في الكون هي عاطفة الحب

طبعا سيكون الكلام بمفهوم مختلف ومعنى مختلف

 ولا اقصد بالحب هو ذلك الحب الرومانسي بين الأزواج والمخطوبين فقط             فهو مفهوم اساسي ومهم جدا جدا جدا لاستمرار الحياة واستقرارها في البيوت         لكنني سأتكلم عن الحب بالمفهوم الشامل العام لتلك العاطفة التي يفتقدها البشر حاليا

لكن ما هو الحب أساسا ؟؟؟ الحب أولا  يعني التصالح مع الذات.. فكثير من الناس لديهم مشاكل مع أنفسهم والواحد منهم لا يعرف حقيقة مشاعره تجاه نفسه ولا تجاه المحيطين به وبالتالي يعيش في صراعات نفسية خاصة به ومستمرة فتجده أحيانا مبتسم في وجهك ويرحب بك بحرارة و تتفاجأ أحيانا ان نفس الشخص عابس جدا وقد لا يرد السلام     وهذه مشكلة حقيقية وواقعية  لذلك لن تكون أنت مصدرا للحب الا اذا كنت انت تمتلك نفسية طيبة سليمة لا يوجد فيها أمراض ولا تحمل  حسدا ولا حقدا و لا غلا ابدا  على أي مخلوق آخر في أي وقت.... فالحب وحب الخير لكل الناس يؤدي الى التسامح تلقائيا   ولا ننسى قصة ذلك الصحابي الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه لأصحابه يدخل عليكم رجل من اهل الجنة وعندما حاول الصحابة معرفة السبب اكتشفوا انه كان يسامح كل الناس قبل النوم  وينام هادئ النفس ومرتاح البال ويغرق في نوم عميق ويستيقظ  إنسان جديد لا يملك غلا ولا حقدا ابدا وبهذه المميزة  اصبح من اصحاب اعلى الدرجات في الجنة لانه وببساطة شديد يمتلك قلبا عااااااامرا بالحب والتسامح لكل الناس فليس صعبا ان نتصالح مع ذواتنا وان نحب الخير لكل البشر وان نحب كل الناس       وان نتسامح ونسامح كل من اساء الينا لأجل الله تعالى   

الحب شعور رائع يسمح للعقل الباطن ان يكون مرتاحا فلا مساحة في العقل للغل والحقد ابدا وبالتالي وجود الحب في القلب لكل الناس يعطي العقل الباطن والعقل مساحة للتفكير بأريحية وابداع ومن كانت نفسه عامرة بالحب فإنه يغلق على عقله باب من اخطر ابواب المشاكل وهو باب سوء الظن لأن اساس كل مشاكلنا هو سوء الظن بالآخرين ولكن من يحب الآخرين ويتعامل معهم بحب لا يمكن ان يسيء فهمهم او يسيء الظن بهم                                     ولو تسائلنا لماذا وكيف نجح كل الانبياء في رسالاتهم لماذا نجحوا ؟؟                     سيكون الجواب ببساطة لانهم كانوا ينطلقون بكلامهم من منطلق الحب والشفقة على الناس من عذاب الآخرة  فجاءوا بدعوات ورسائل الحب والرحمة للناس فهم يدعون الناس الى الله خوفا واشفاقا عليهم من دخول النار وهذه أسمى درجات الحب للناس      أن تخاف على مستقبل من تتعامل معه وان يشعر من يتعامل معك انك تريد مصلحته بدون أي مصلحة لك... بل لله تعالى  فقط ... وربما كان هذا هو الهدف من الخلق فالله تعالى خلقنا لنعبده ولندعوا الى دينه ولنطبق شريعته لكن بالحكمة والموعظة  الحسنة  ولن يستوعب منك الناس دعوتك الا اذا شعروا انك تحبهم وتخاف عليهم وتريد لهم ان يدخلوا الجنة يقول تعالى في سورة آل عمران ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32) ويقول في سورة المائدة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) وكثييييييييرة هي تلك الآيات التي تتحدث عن الحب في العلاقة بين الرسل صلوات الله وسلامه عليهم وبين الناس فأساس الدعوة هو الحرص على ادخال الناس الى الجنة عن طريق معرفة الناس لربهم وعن طريق حب الناس لبعضهم وحبهم لربهم وبالتالي حب الله لهم ولذلك بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما مرت جنازة يهودي وقال بأسف ( أفلتت نفس مني الى النار ) كلمات رائعة وراقية تعبر عن قلب مشفق فيه قمة الحب وقمة الإحساس بالحب للناس والشفقة عليهم من دخول النار لدرجة ان تبكي على شخص لا تعرفه حزنا وإشفاقا لانه لن يدخل الجنة  وبهذه الروح انتشر الإسلام من خلال سلوك وابتسامة وأخلاق ومحبة التجار المسلمين عبر العالم كله الذين كانوا خير سفراء لدين الله دين المحبة والسلام  ولذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هل ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتتم ... أفشوا السلام بينكم ) فالهدف هو تعميم الحب في المجتمع ببساطة شديدة من خلال الابتسامة والبشاشة والقاء السلام ورد السلام فابتسامتك في وجه اخيك صدقة...  لماذا ؟؟؟ لأن الابتسامة دلالة على روح طيبة عامرة بالحب للكل الابتسامة تعبير عن نفس راضية عامرة بالحب  وحب الخير لكل العالم الابتسامة تعبير عن روح هائمة في عالم الحب الجميل وترى الوجود بنظرة جميلة لانها روح جميلة من الاساس وجمال الروح لا يكتمل الا بالحب .. حب الذات وحب الآخرين على اساس الاحترام

إذن ..كيف سيستوعبك من تتكلم معه في أي موضوع خلافي اذا شعر انك تكرهه؟؟؟                      تساؤل اعتقد انه خطير وأننا لو توقفنا عنده وبحثنا عن العلاج سيتغير كل واقعنا

ولكن المصيبة اننا نعاني من ازمة في الحب وازمة في الثقة تماما مثل ازمة الكهرباء والمعابر والمياه والغاز وغيره من ازمات وبسبب ازمة الحب يستغرب بعض الناس من الذي يتعامل معهم بحب ومن الذي يسعى للإصلاح بين الناس ومن الذي يزور غيره ويحترمه من بابا القرابة او الصداقة او الوفاء ويشككون في نواياه ويقول الواحد لنفسه لماذا يتواصل معي ؟؟؟ لماذا كلمني ؟؟ لماذا زارني ؟؟ لماذا يخدمني ؟؟ اكيد في وراء هالتواصل شي ؟؟ ماحدش بيعمل شي لله حاليا .. اممممممم يظهر وراء هالتواصل مصلحة او قضية نصب ...                                                                  هذا واقع كثير من الناس .. انها ازمة الحب الناتجة عن ازمة التصالح مع الذات

ان انعدام وجود الحب هي ازمة اخلاقية نعاني منها... ازمة نتعايش معها تماما كما نتعايش مع كل ازماتنا الحياتية لدرجة ان الكثيرين ينظرون الى الحب انه خيارا اضافيا  ورفاهية كمالية ويستغربون من الذين يتكلمون عن الحب وعن ضرورة الحياة في ظلال الحب وكأن الأصل ان نعيش في كراهية واحقاد وتحالفات ومكائد ومؤامرات                   انا شخصيا اؤمن ان الحب فرض عين على كل انسان يعيش على وجه الارض ويتعامل مع البشر ويتعايش معهم وانه يجب ان تكون قلوبنا عامرة باسمى مشاعر الحب لكل البشر باستثناء الذين يكرههم الله تعالى لذلك انا شخصيا اتعامل بمحبة مع الجميع واخسر من وقتي وجهدي ومالي للمصلحة العامة سواء على صعيد اقاربي او زملائي او طلابي ولا اقول ذلك من باب المباهاة لكنه تنافس في الخير واعتبر نفس نموذج وقدوة للآخرين

إن أي إنسان لو تكلمت معه بحب وشعر انك تتحاور معه وأنت تريد مصلحته وتحب له الخير وتحبه وتحب مصلحته وتتمنى له ان يستفيد منك فعلا بلا مقابل  وكان أسلوبك هادئ راقي مع ابتسامة صادقة فسوف يسمعك بكل أريحية مهما كانت درجة الاختلاف وحتى لو لم يقتنع منك سوف ينتهي الحوار بلا مشاكل وبأثر طيب وبمنتهى المودة لان أساس الحوار كان قائما على الحب وشعر من يتحاور معك بصدق إحساسك وصفاء قلبك

لكن هل الحب يعني الاذلال ؟؟؟ والعبودية؟؟

يجب ان نفهم ان الحب لا يعني ان يكون المحبوب عبدا ذليلا لمن يحبه بل يجب ان يقوم الحب على الاحترام والتقدير والانسانية والرحمة والوفاء  فالحب شعور عظيم ومن امتلك ذلك الشعور يجب ان تحترم مشاعره نحوك خصوصا عندما نتكلم عن الحب من انسان الى انسان  من اب الى ابنائه ومن اخ الى اخوانه ومن اخت الى اختها وعن الحب بين الازواج...  فالحب في العلاقات الانسانية يجب ان يكون وسيلة لتعزيز استقرار الحياة ووسيلة للتفاهم والتعاون اما ان يستغل البعض حب الآخرين له لاستعبادهم واذلالهم فهذا امر يتنافى مع الطبيعة الفطرية للحب الجميل ... صحيح ان المحب لمن احب مطيع لكن في حدود عدم اهانة النفس البشرية وفي حدود الحفاظ على الكرامة الانسانية ويجب استثمار الحب لمصلحة البشرية في الحياة الاجتماعية داخل المجتمع الواحد

لو دققنا الملاحظة سنجد أن كل العواطف الايجابية بلا استثناء مرتبطة بالحب اساسا

جمال في الطبيعة والسماء والبحار والورود والمخلوقات كلها.... يعزز الحب في النفس لان الجمال قيمة من قيم الحب ومن يعشق الجمال ويستمتع بابداع خلق الله لابد ان يكون من اصحاب القلوب العامرة بالحب فالجمال محفز طبيعي للحب داخل القلب والروح ودائما نسمع كلمة الله جميل يحب الجمال فالجمال الرباني والرحمة الإلهة دلالات على ان الله يدير هذا الكون برحمة وحب لا متناهي ولولا رحمة الله بنا ومحبته للخلق لخسف بنا الارض منذ الازل ولولا ان الله يحب عباده لما فرح الله تعالى بتوبة احدنا  ففرحة الله بتوبتنا دلالة على حب الله العميق لنا فكيف نحن المخلوقين ننزع صفة الحب من قلوبنا ونتعامل مع بعضنا بدون محبة في الوقت الذي يجب ان نعود فيه الى اصل الكون وهو الحب في التعاملات والكلام والمارسات ولو عدنا الى ذلك الاصل واستشعرنا اهمية وعظمة الحب في حياتنا ستستقر كل حياتنا وستختفي كل تلك المظاهر الشاذة في العالم اليوم يقول الله تعالى في وصفه للمؤمنين في الجنة ( ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين ) وهذه دلالة على ان الاصل هو عدم وجود الغل في القلوب واننا لو نزعنا الغل من قلوبنا وعززنا الحب فإن حياتنا على هذه الارض ستكون مثل الحياة في الجنة بلا ادنى درجة من درجات الغل او الحقد بل على العكس الجنة لن تكون جنة بدون الحب والتسامح لذلك يمسح الله ذاكرتنا الدنيوية ويجعلنا نتسامح في الجنة       اتمنى ان نمسح من ذاكرتنا كل مظاهر الغل والحقد وان نعود بقلوبنا وعقولنا وارواحنا الى الطبع الاصيل فينا وهو طبع الحب الفطري الذي يعطي للحياة معنى ولون وطعم

ختاما اقول للجميع حافظوا على احبتكم وآبائكم وامهاتكم واخوانكم وبيوتكم واولادكم وتعاملوا بمحبة مع الجميع وسامحوهم وتسامحوا وقبل ان تناموا قولوا يارب اشهد اننا سامحنا كل الناس فسامحنا يارب لانك لا تعلم هل ستستيقظ من نومك ام ستبقى نائما للابد  فالحياة قصيرة جدا لا تستحق الحقد ولا الغل وكلما تقدم بنا العمر ندرك كم كان العمر قصيرا وسريعا والموت لا يستأذن احد ولا يقفز عن احد ولا يبقى من الانسان الا الذكرى الطيبة وكلما كثر احبابك كلما كان لك شفعاء اكثر عن الله تعالى وكثر من يستغفر لك ويدعو لك فاحرصوا جميعا على التعامل بحب ورحمة وتسامح مع الجميع

تقبلوا حبي وتقديري واحترامي

اخوكم المدرب

احمد لطفي شاهين
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف