الأخبار
إعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حرب
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ربع قرن من الزمان العربي بقلم: د. نصري قمصية

تاريخ النشر : 2015-08-02
          ربع قرن من الزمان العربي
   د. نصري قمصية

         مع استهلالة العقد الأخير من القرن الماضي تم الإعلان عن تفكيك المنظومة الاشتراكية وعلى راسها الاتحاد السوفياتي , ومع اطلالة العقد الأول من القرن الحادي والعشرين كان العدوان الثلاثيني بقيادة الولايات المتحدة  الامريكية على العراق .

        من هذين الحدثين انطلقت صفارة " العولمة الجديدة " وانطلق معها دعاة " نهاية التاريخ"  لمصلحة الرأسمالية العالمية عابرة القارات , وانطلق أيضا دعاة " صراع الحضارات "  الذي تجلى في الإحياء السلبي للإثنيات والطوائف والمذاهب والعرقيات وكذلك للملل والقبائل والعشائر كمقدمات لتفكيك الهويات القومية والوطنية على ساحة " القرية الكونية الامريكية " .

        ومع مطلع العقد الثاني من القري الحالي هلت  على العالم العربي  موجة " الربيع العربي" والذي اتجاسر بتسميه ب " الايدز العربي " . وهكذا اخذت الدول العربية القومية بالإنهيار والتفتت والتشرذم طوائف ومذاهب ومللا , واصبح لدينا وامام اعيننا حطاما من الدول العربية الفاشلة الغارقة في ما اطلق عليه أمريكيا ب " الفوضة الخلاقة .

        هذا التدفق الإمبريالي الراسمالي الأمريكي  على الساحة العربية شرقها وغربها أصاب مفكريها , قل ما تبقى من مفكريها ومثقفيها , الذهول والدهشة والإحباط , فبدا الجميع , ربما المعظم , كالسكارى , او كمن فقد البوصلة وعاه في غياهب الغيب .

        لماذا ؟؟

        لان المجتمع العربي في شرقه وفي غربه , في سطحه وفي عمقه . كان منشطرا بالطول وبالعرض , منقسما افقيا وعموديا . كانت الأغلبية الساحقة من الشعوب العربية تقف في القاع , وربما 5-10 بالمائة تحتل السقوف والعلالي . ومن هذه القلة النخبوية فرخت نخب أخرى , مالية , ثقافية , عسكرية , سياسية عملت مع التدفق العولمي الامبريالي ليس فقط لتشظية الدولة القومية الوطنية , بل وبناء الدولة البوليسية , دولة الامن , دولة الفساد والمفسدين .

        في موازاة هذا الانحدار الشديد في مفهوم الدولة القومية والوطنية كان هناك الصعود الصاروخي للمشروع الصهيوني في فلسطين , تجلى ذلك في التسارع غير المسبوق في موضوع البناء الاستيطاني على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية . وتجلى على المستوى الإقليمي بتحالف غير مكتوب لشراكة إسرائيلية –بعض عربية للتصدي لما يسمونه الخطر الإيراني –الفارسي – الصفوي.

        ولكن هنا السؤال : لماذا أيضا حدث هذا الاستقطاب الاجتماعي وذاك التهيكل الوظيفي في المجتمع العربي في كل قطر منه ؟؟

        الأسباب كثيرة ولكني ساحصرها هنا في مسالتين وربما منهما تتوالد باقي الأسباب

المسألة الأولى تتمثل في غياب الديمقراطية في الوطن العربي فكرا وممارسة .واعني بالديمقراطية مبدأيها الأساسيين وهما التعددية السياسية والثقافية ومخرجاتهما المتمثلة بالمنابر السياسية –الحزبية والمنابر الثقافية المعبرة عن النسيج الوطني لمكونات المجتمع

هذا إضافة الى المبدأ او الركن الثاني من مفهوم الديمقراطية وهو التداول السلمي للسلطة والحكم

        اما المسألة الثانية من الأسباب فهي مسألة العلمانية بمفهوميها : فصل الدين عن الدولة واحتواء الصراعات المذهبية والطائفية والعرقية في المجتمع لمصلحة المواطنة .

        الديمقراطية والعلمانية كمفهومين حضاريين , ثقافيين , علميين  , كانا غائبين عن الساحة العربية , اما تشدق بعض الأنظمة العربية بالانتخابات الديمقراطية التي تجري بين الحين والأخر ,  في هذا البلد او ذاك فنقول للقائمين على هذه الأنظمة إن الانتخابات لا تشكل اكثر من سطر في كتاب الديمقراطية .

        امام هذا المشهد العربي الدامي للقلوب, المبكي للعيون , المقرف في طعمه ورائحته , هل يمكن القول ان دائرة التاريخ أُغلقت امام المجتمعات العربية ؟؟ التاريخ " المراوغ " على رأي هيجل لا يغلق نافذته او دائرته بل يعطي الفرص للخروج من المآزق والإشكاليات

        كيف ؟؟

        اعتقد ان الخروج من المشهد العربي الراهن كما هو موصوف لا بد وان يتهيأ الظرف التاريخي ل :

1.    إعادة النظر في الاستقطاب الاجتماعي الاقتصادي بحيث تخرج ثروة الأوطان من ايدي نخبة ال 10 بالمائة , ويكون توزيع الثروة بشكل يضمن العدالة الاجتماعية

2.    تبني مبدأ الديمقراطية والعلمانية كقيم حضارية قادرة على بناء الوطن على قاعدة المواطنة والمساواة السياسية والاجتماعية . وهذا ما يتيح إبعاد وتغريب الفكر الاستسلامي الظلامي التكفيري , فكر من يريد للأموات ان يحكموا الاحياء

3.    فك الارتباط مع العالم الرأسمالي الامبريالي وعدم الإسترهان لمطالبه المتناقضة مع مصالح شعوب بلداننا العربية , والتعامل معه على مبدأ الندية وليس التبعية

4.    أعادة القضية الفلسطينية الى صدارة الاهتمام العربي لأن القضية الفلسطينية هي جزء من الحركة القومية العربية المناهضة فكرا وعملا مع الحركة الصهيونية _ جيب الامبريالية الامريكية والغربية

والسؤال المشروع هنا هو : من يحمل هذا المشروع الكبير ؟ هنا في العالم العربي بشكل عام يوجد حاملان اجتماعيان , اقتصاديان , سياسيان متناقضان , أولهما الحامل المرتهن لمصالح نخب ال 10 بالمائة والمتماهي مع التدفق الامبريالي الراسمالي , والأخر هو الحامل الاجتاعي لمعظم الجماهير والتي تقبع مصالحها في مقاومة المشروع الاستعماري وجيبه الصهيوني .    

من هنا تبرز أهمية من هم في القاع لحمل الرسالة والمشروع , من هم مع الوطن والمواطن . أن الوطن الذي يتسع للجميع لن يسمح لفئة القلة ان تقزم هذا الوطن لا في المعنى ولا في الانتماء .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف