الأخبار
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التنمية شبه مستحيل في ظل الاحتلال..ام مستحيل في ظل الفساد بقلم ياسر عبدالله

تاريخ النشر : 2015-08-02
التنمية شبه مستحيل في ظل الاحتلال..ام مستحيل في ظل الفساد بقلم ياسر عبدالله
التنمية شبه مستحيل في ظل الاحتلال..ام مستحيل في ظل الفساد

نختلف بين الفكرة، والعبارة، وبين الإبداع والممارسة، دون ان نبحث عن الاسباب والمسببات ونعزي فشل الاداء وسوء الاستخدام للاحتلال ، فحين يكون هناك وزارة شؤون مدنية، ووزارة خارجية، وسفارات، وسفراء وملحقين، وقناصل، وحين نغني بحصولنا على تأيد دولي واعتراف بالدولة فلسطينيه نشعر بأننا اقتربنا من التنمية وتحقيق حياة كريمة للمواطن في فلسطين ولكن في الواقع فان الاوضاع في الاراضي الفلسطيني في شقي الوطن من سيء الى اسوء ، ومنذ اكثر من عقدين من الزمن وبعد توقيع اتفاق (اوسلو) وحتى الان نضع الاحتلال هو المعيق الوحيد للتنمية في فلسطين وما يستفز مشاعر كل فلسطيني ، قول  احد المسئولين "إن التنمية تحت الاحتلال أمر شبه مستحيل فالاحتلال يهدم ويسيطر على مقدراتنا الاقتصادية ويدمر أي جهد مبذول. وإشارته إلى "أن التنمية بحاجة إلى أفق سياسي واضح ومقدرات مالية وهذا ما يغيب في الحالة الفلسطينية" الم نساهم نحن الفلسطينيون بفشل التنمية في فلسطين ايضا ؟.

استغرب من هذا الطرح المحبط عن التنمية في فلسطين بهذه الصورة المظلمة ، والتي يحمل عدم تحقيق التنمية الى الاحتلال وان تحقيق التنمية تحت الاحتلال شبه مستحيل .والسؤال الجوهري ، من يقوم بوضع موازنة السلطة الوطنية؟ يضع موازنة ديوان الموظفين (108) مليون شيكل في حين ان موازنة وزارة الزراعة فقط  (101) مليون شيكل ، هل الاحتلال من وضعها ؟ اليس ذلك سببا لعدم تحقيق  لتنمية الزراعية في فلسطين ؟ ومن يعطي رخص استيراد لسلع الاستهلاكية ؟ الم  يساهم ذلك في اغلاق مصانع في فلسطين ؟ واعتماد السوق على الاستيراد اليس سببا في اعاقة التنمية ؟ من يجعل المشافي والمركز الصحية تعاني من نقصاً في  الادوية؟ و يرفع كلفة الدراسة في الجامعات؟ حتى ان هناك الكثير من الشباب الفلسطيني  لا يستطيع الحصل على فرصة للتعليم بسبب الاوضاع المادية السيئة في الوطن  ؟ اين الخطط التنموية والمشاريع التنموية في فلسطين؟.

هناك العديد من الفلسطينيون والذين يملكون راس مال كبير يرفضوا ان يستثمروا في فلسطين ويفضلوا الاستثمار في دول عربية مجاورة وفي دول اجنبية على ان يستثمروا في فلسطين ، اليس هناك تقصير من الهيئات الدبلوماسية والخارجية والاقتصاد في تشجيع الاستثمار في فلسطين؟ واين هي هيئة تشجع الاستثمار؟ والتي يخص لها موازنة سنوية  .

وتشكيل الحكومات الفلسطينية والتي لم يصادف انها خلت من احد ابناء المسئولين او الرموز الوطنية في أي حكومة من الحكومات التي تشكلت حتى الان ، وكان هناك حصة للمسئولين في الحكومة الفلسطينية وحصة في المنح الدراسية المدنية والعسكرية وحصة في الترقيات ، اليس هذا معيق للتنمية ايضا ؟

نعم ان الاحتلال معيق للتنمية ولا يختلف اثنان من الشعب الفلسطيني على ذلك ، ولكن هناك معيقات اخرى نحن الفلسطينيون من يضعها امام تحقيق التنمية في فلسطين، وذلك من اجل تنفذ اجندات سياسية وحزبية  المستفيد منها اشخاص في الوطن على حسب كافة ابناء الوطن والمشكلة ان ذلك اصبح ثقافة ، فلا تجد ان احد يجرؤ على ان يتقدم الى أي من الوظائف السيادية في الوطن، لأنها اصلا لا تعرض للمنافسة، وانما يتم تعين فيها ابناء المسئولين مباشرة دون الاعلان عنها لأبناء الشعب، وهذا هو المعيق الرئيس للتنمية في فلسطين حين يشعر الشباب الفلسطينيون انهم مغتربون في وطنهم وان حقهم مسلوب وان العدالة الاجتماعية في فلسطين معدومة وان الواسطة والمحسوبية هي الاساس لتوظيف والترقيات ، فان الشباب لن يكون جزء من تحقيق أي تنمية في فلسطين وحين يشعر المزارع ان حقه مسلوب وانه ترك فريسة للمستوطنين وقطعانه فانه حتما سوف يهجر ارضه من اجل ان يبحث عن مصدر رزق اخر يعيل به اسرته وأبناءه .

في قطاع التعليم فقط وفي العام 2015 تقدم لامتحان التوظيف امتحان قهر الخريجين والذي تصر وزارة التربية على عقده كل عام بلغ عدد المتقدمين ( 43000) خريج من جامعات فلسطينية معترف بها من التعليم العالي وفقط الوظائف المطروحة لا تتجاوز (1000) وظيفة أي ان هناك (42000) سوف ينتظروا للعام القادم لينافسو على الف وظيفة جيديدة ولكن العدد سوف يكون ليس (43000)  بل سوف يتجاوز ال (45000) خريج ، ومن المسؤول عن هذه الجريمة بحق ابناء الشعب الفلسطيني ؟؟ والسؤال الاهم واتحدى ان يكون من بين هؤلاء جميعا ابن مسؤول واحد يبحث عن وظيفة ويتقدم لامتحان التوظيف وإنما المعاناة المأساة هي لأبناء الطبقة الوسطى والطبقة الفقير في الوطن في حين ان ابناء المسئولين يكون قد توظف فور تخرجه من الجامعة مباشرتا في وظائف يعتبرونها وظائف سيادية محرمة على ابناء الطبقتين الوسطى الدنيا ( الفقيرة) .

عذرا ان تحقيق التنمية في ظل الاحتلال ممكن بل هو واجب وطني مقدس يجب ان يتحقق وان تسعى القيادة الى تحقيق فهناك اسباب كييرة معيقة للتنمية وليس الاحتلال وحده هو ما يعيق التنمية في فلسطين . وكفى تعليق شماعة فشلنا السياسي والاقتصادي على الاحتلال ويجب اعادة النظر في الاسباب الاخرى التي نحن الفلسطينيون من يتحمل مسؤوليتها وهذا لن يكون  الى بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب  ، وان لا نترك الواسطة والمحسوبية ان تقود الشعب الفلسطيني الى نفق مظلم ممتلئ بالشباب المحبط  المغترب عن وطنه وعن قضيته ، فمنذ دخول السلطة الوطنية وحتى الان لم يستفتى الشعب في أي قضية  وطنية ، وإنما هناك تفرد من القيادة في السير في متاهات المفاوضات والاتفاقيات ومتاهات الانقسام التي يتحمل مسؤوليته القيادة الفلسطينية في شقي الوطن .

بما اننا قبلنا بالاحتلال شريك للسلام ووقعنا اتفاق (اوسلو) الهش فيجب ان نتحمل المسؤولية بجدارة نعترف امام الشعب والعالم ان توقيع الاتفاق كان طعنة للقضية الفلسطينية وكان فخ نصبه الاحتلال لنقع في مستنقعه وكان ذلك تراجع في مفاهيم المقاومة ومفاهيم الاحتلال والاستيطان والجدار والحواجز والمعابر ولم يحقق أي انجاز على الارض للشعب الفلسطيني فما زالت المستوطنات تبتلع اراضي المزارعين الفلسطينيين وما زال الاعتقال حتى من مناطق السيادة الفلسطينية مناطق (A) يوميا مستمر وما زال الاحتلال يقتل ويهدم ونحن مستمرين في تطبيق بنود اتفاق (اوسلو) .

باعتقادي ان الشباب الفلسطيني يعيش حالة من الاغتراب في وطنه تعود اسباب ذلك الى الاحتلال اولا ولكن هناك اسباب اخرى وجوهرية وهي الانقسام والذي اصبح واقع يساهم في تقسيم الشباب الى معسكرين منهم مؤيد ومنهم معارض والمؤيد في غزة معارض في الضفة والمعارض في الضفة مؤيد في غزة ، والبطالة في اوساط الشباب الفلسطينية في الطبقتين الوسطى والدنيا تجاوزت نسبتها (30%) في حين ان نسبة البطالة بين ابناء المسئولين باعتقادي انها لا تتجاوز (1%) من هنا بداء الشباب الفلسطيني وهم اغلبية الشعب الفلسطيني ونسبتهم من تعداد السكان تصل الى (   ) اصبحوا يشعرون انهم مغتربون عن وطنهم في وطنهم مغتربون عن ارضهم في ارضهم مغتربين عن قيادتهم بين قيادتهم .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف