الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

امريكا ضد سنة العراق بقلم:عبد الجبار الجبوري

تاريخ النشر : 2015-08-01
امريكا ضد سنة العراق بقلم:عبد الجبار الجبوري
              امريكا ضد سنة العراق
 عبد الجبار الجبوري


افصحت التصريحات التي ادلى بها الجنرال جوزيفدان فورد رئيس الاركان الامريكي الجديد امام الكونغرس الامريكي حينما قال (ان لا مكانللسنة في العراق)،الرؤية الامريكية تجاه العراق عموما ،(وسنته )خصوصا،وهي رؤيةمزدوجة ،لان العقل الامريكي السياسي ينظر الى العراق ،بوصفه العمق الاستراتيجي لهفي الشرق الاوسط،عبر كل الادارات الامريكية المتعاقبة ،ولهذا كان استهدافه يمثلاولى الخيارات في التغيير ،بالرغم من ان العراق لم يكن من خانة محور الشر فيالمنطقة ،الان اتضحت الرؤية كثيرا بعد الغزو الوحشي الغادر على العراق وتدميره وإخراجهمن خانة التوازن الدولي والإقليمي ،وأصبح العراق في المنظور الامريكي (سنة وشيعة وأكراد)،بعدان كان لديهم قبل الاحتلال(عراق صدام حسين)،فكيف حدث هذا التغير في ألرؤية ولماذا فيهذا الوقت تظهر هكذا تصريحات تلغي اهم واكبر مكون في العراق والعالم،وماهي نتائجهعلى مستقبل العراق والمنطقة عموما ،وكيف ينبغي على حكومة العبادي ومن في العمليةالسياسية الفاشلة ،التعاطي مثل هكذا تصريحات تلغي عمود البيت العراقي ،هنا قراءةاجرائية لما بعد هذه التصريحات ،وخطرها على العملية السياسية التي تعاني الانهيار والفشلوالهزيمة، امام خطر تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)،في الفلوجة والانبار وحزامبغداد وغيرها،وهو خطر داهم وحقيقي،وما يجري على الارض هناك،يبعث برسالة شؤم لحكومةالعبادي وإيران،في استحالة تحقيق اي (نصر او تقدم على الارض)، تصريح رئيس الاركانالامريكي الجديد ،يبعث اشارة واضحة الى عدة جهات داخلية وخارجية،الخارجية يقولفيها ،اننا من يتحكم بالعراق وليس غيرنا ويقصد ايران،وبالتالي نحن من يقرر خريطةالمنطقة يا دول الخليج ،وعليكم تنفيذ اوامرنا بدقة ،وإلا فالعراق نموذجا لكمولغيركم ،وأيضا يقصد بهذا ايران،ويريد ان يفصح للكونغرس ان ادارة اوباما قادرة علىتنفيذ مشروعها في الشرق الاوسط،وان نفوذها يفوق النفوذ الايراني وهي اشارة طمأنةللكونغرس  لتمرير موافقته على التوقيع علىالبرنامج النووي الايراني،بمعنى تصريح للتسويق الاعلامي ،وان سنة العراق لا يمثلونالشعب العراقي وليست لهم اهمية او نفوذ على الارض في العراق لا سياسي ولا عسكريولا اقليمي،لهذا فلا لهم اهمية تذكر في السياسة الامريكية ،وان اقصاءهم عن المشهدالسياسي ضرورة امريكية ،لتنفيذ مشروعها في العراق والمنطقة دون الحاجة لهم(وهو هناصادق ومحق تماما من ان السنة هم ضد المشروع الامريكي في المنطقة وهنا بيت القصيدوهو شرف ما بعده شرف لسنة العراق)،اي بمعنى ان(شيعة العراق وأكراده ونقصدالسياسيين ومن في العملية السياسية والأحزاب الحاكمة )هم من ينفذ مشاريعنا ويحميمصالحنا في العراق والمنطقة، هذا هو المعنى من اقصاء سنة العراق وعداء امريكا لهمعبر التاريخ ،ان السنة كانوا ومازالوا وسيبقون ضد نوايا وأهداف امريكا وإداراتهاالمتعاقبة في العراق والمنطقة ،والتي تستهدف وجود العرب حاضرهم ومستقبلهم ،وتفتيتوتقسيم دولها وإضعافهم وإذلال حكامها ومحو هويتها القومية والعروبية،ضمن اجندةامريكية معروفة ومشروع شهير في التفتيت والتفكيك والتقسيم،وما نشاهد الان فيالعراق وسوريا واليمن وليبيا يذهب في تحقيق هذا المشروع التدميري للأمة ونهضتهاومستقبلها ،ويتلاقى مع المشروع الايراني الكوني التوسعي في المنطقة،وما توقيعالاتفاق النووي الايراني إلا استكمالا لتحقيق مشاريعهما المستهدفة لروح الامةالعربية وهويتها ألقومية(احيلكم الى تصريح النكرة قباد طالباني-لا يوجد شيء اسمهالعراق الان) ،هكذا ينفذ عملاء وأقزام امريكا مشروعها ضد العراق،اذن ما هو مستهدفليس سنة العراق كما يتوهم البعض،وإنما العراق بكل قومياته وأطيافه وطوائفه ومذاهبههو مصدر القلق لأمريكا وهم من يستهدفه تصريح رئيس الاركان الامريكي،فنقول ،ان هذاالتصريح قد حقق مكسبين للسنة في العراق،هو فضح السياسة والرؤية الامريكية لكلالعراقيين سنة وشيعة وأكراد وتركمان ومسيحيين ،من انها تنظر لكم على انكم بيادقبيدها تتحكم بكم متى شاءت،والثاني هو ان شعب العراق بكل اطيافه وقومياته رفضوا هذاالتصريح واستهجنوه ،لأنهم يدركون ان سنة العراق هم الجزء المكمل لهم تاريخا وحضارةوروحا وتراثا ،ولا يمكن الاستغناء عنهم وتهميشهم وإقصاؤهم ،وقد اثبتت الحكوماتالتي انتجها الاحتلال الامريكي صحة هذا الكلام ،وان ما يجري على الارض وظهور تنظيمداعش إلا نتيجة طبيعة لهذا الاقصاء والتهميش والعزل عن مصادر القرار السياسي،وقداعترفت ادارة اوباما بهذا،وأصدرت قرارا صادق عليه الكونغرس الامريكي بتسليحالعشائر السنية لمواجهة داعش وخطرها على بغداد كربلاء ،إلا ان التحالف الوطنيالشيعي وبتوجيه ايراني معلن رفض ألقرار وتم حفظه وعدم تنفيذه لحد الان ،في حين تمتنفيذ القرار بالنسبة للأكراد فقط دون السنة ،اي بمعنى ان سياسيي العملية السياسيةمن السنة سقطوا في الفخ الامريكي،وبلعوا الطعم عندما اخلفت الوعد معهم، في تنفيذالاتفاق السياسي لتشكيل حكومة العبادي ،ومازالوا يصرخون ويطالبون من حيدر العباديبتنفيذ الاتفاق دون جدوى ،ان تصريح دان فورد رئيس الاركان الجديد ،لا يضيف لنا شيءبقدر ما يفصح نوايا ادارة اوباما القادمة وإستراتيجيته المقبلة في العراق ،وهيتهميش السنة لغرض البدء بالمرحلة الاخيرة وهي تقسيم العراق الى دولتين (دولة شيعيةتابعة لإيران حسب الاتفاق النووي الايراني-ودولة كردية تابعة لأمريكا)، وهذا مايفسر قوله (اننا ما زلنا وسنبقى نسلح اكراد العراق لأنهم القوة الاكبر في المنطقةوهم حلفاؤنا)،فماذا بقي لسنة العراق من هذا التصريح،الجواب هو ان تصريح دان فورد،هو زوبعة في فنجان امريكي لقهوة باردة،السنة لا يمكن لأمريكا وغير امريكا مناقصائهم وتهميشهم ابدا ،وان الذي يريد هذا ،عليه ان ينظر الى الواقع وما يجري على الأرضويستفيد من نتائجه الكارثية، ليس على ألعراق وحسب وبل على العالم كله،السنة همبيضة القبان في اي اتفاقات اقليمية ودولية ،ولا يمكن اقصاؤهم وتهميشهم كما يتوهمدان فورد وغيره،وعليه الانتباه ان لا مستقبل لأمريكا وحلفائها في العراق ،اذا ماتم اقصاؤهم وتجاهل موقعهم، وأهميته وثقله في تاريخ العراق ومستقبله ،لان العراق لاتستطيع ان تحكمه طائفة واحدة ابدا ،ولا يمكن تقسيمه الى طوائف ابدا ،وهذا الحلمقبره العراقيون منذ ايام الاحتلال ، وفشل قبلهم مشروع بايدن سيء الصيت ، تصريحاتدان فورد حلم لن يتحقق مادام العراقيون يؤمنون بعراق للجميع،وليس لطائفة او قوميةاو مذهب ،وهذا هو سر بقاء العراق عبر التاريخ والقرون وسيبقى.....
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف