الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صورة : غزة ... وجع القلب ، وقلب الوجع !!بقلم د. محمد ابوسمره

تاريخ النشر : 2015-08-01
صورة : غزة ... وجع القلب ، وقلب الوجع !!بقلم د. محمد ابوسمره
بسم الله الرحمن الرحيم

صورة

ـــــــــــــــــــــــ

غزة ... وجع القلب ، وقلب الوجع ..!!!

د. محمد أبوسمره

مؤرخ ومفكر إسلامي / فلسطيني

رئيس تيارالإستقلال الفلسطيني ، ومركزالقدس للدراسات والإعلام والنشر .

فلسطين ـ غزة

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

غزة يا وجع القلب ....!!!!

غزة ياقلب الوجع .....!!!!

آآآآآآهٍ ..... آآآآآآهٍ  من وجعٍ ، ومن آلمٍ لادواء له ....!!!

لاعلاج له ....!!!!

لاشفاء له ..... !!!!

غزة ....

أما اكتفيتي وارتويتي من كل هذا العذاب ، والألم ، والوجع ، والحزن  ؟!

أما إكتفيتي ....؟؟!!

كأنما أصبحت أنت والعذاب توأمان ....!!!

كأنما عًشِقتِ وأحببتِ العذاب ، والحزن ، والحصار، والجوع ، والفقر ، والآلام ...؟!

كأنما إبتلعً بحرُكِ حروف اللغةٍ كلها ....!!

أصبحتِ تعشقين الصمت ... !!

كأنك أنت لست التي أعرفك ، ويعرفك الجميع ..!!!

ياغزة ...

ياسيدة الصمت والأحزان والآلام والأوجاع ....   

حتى صرخات التأوه والألم أصبحتٍ لاتعرفينها ....

 ولكني ياسيدة الحزن ...

ياسيدة الوحدة والغربة والصمود ....

ياغزة المعشوقة ... ياوحيدة ... ياغريبة .... ياعظيمة...

أنا إبنك العربي / الفلسطيني / الغزي ..... سأصرخ نيابةً عنك ...

وبملء الفم ..... ملء الهم .....

سأصرخ .. وأصرخ .. وأصرخ ...

ألماً/ جعاً / حزناً / و.... أملاً :

آهٍ من وجعٍ....

ومن ألمٍ....

ومن حزنٍ ومن غضبٍ ....

آهٍ من غربةٍ داخل حدود ماتبقى من بقايا الوطن ...!!

وآهٍ من قسوةِ سجنٍ ، جدرانه ماتبقى من بقايا مساحة الوجع الغزي ...!!!

حيث لابحر لنا إلا بضعة أمتار ...

لاهواء ، لاسماء ...لاشمس  ، ولانهار !!!

ليلنا نهارنا ، نهارنا ليلنا ....

أما سماؤنا ، فهي لطائرات المحتل والموت ، لمناطيد العسس والرعب التي تعد أنفاسنا....

لاهواء، لاشمس ، لابحر ، لاليل ، لانها ، ولاأرض ، حيث تستبيحها جرافات الخراب ، ودبابات الدمار، وأبراج النار ....

وعلى إمتداد حدودنا ، مزارعنا ، تسبيح آليات القاتل ، ونيرانه أكثر من ربع مساحة القطاع ، الذي يضيق بأهله إلى حد الاختناق ،،،

قطاع غزة ليس اكثر من سجن صغير ، صغير ، حد الإختناق والتكدس ....

ومخطئ من يقول أنه السجن الكبير ، إنما هو السجن الصغير جداً ، يضيق بأهله الصابرين ، والذين وصل بهم الضيق والتعب والالم والوجع حداً يجعل نبي الله أيوب ( عليه السلام) ، يتواضع في صبره أمام صبرهم / صبرنا ، صمودهم / صمودنا ، وعذاباتهم / عذاباتنا ....ّّّ!!!!!

فغزة ليست أكثر من علبة كبريت مشتعلة ، ملتهبة ، متفجرة غيظاً / قهراً  / جوعاً وحصاراً ....

ياغزة .... تعجز الكلمات ....

تخرس الحروف ....

يبتلعنا البحر مع كل حروف من الحروف ...

فلم يعد لنا سوى الحلم ،الحلم ،الحلم ...

هذا إن بقي هناك قدرةً لنا حتى على الحلم !!!!

أو فيما لو استطعنا أن نسرق بضع لحظاتٍ من جحيم تعبنا وليلنا لننام ....

 ونحاول أن نحلم ... نحلم ، كيف ؟؟!!!

ومن هو هذا الذي يستطيع النوم ، في ظل هذا الحريق واللهب الليلي  ؟؟؟

هذا اللهب والجحيم الليلي.!!!!

لاكهرباء....

لاماء....

لاهواء....

لاشيئ سوى العذاب والمعاناة !!!

وفي كل الأيام .....الأسابيع ...الشهور :

لامعابر ....

لاسفر....

لامستقبل ....

لاأمل .....

وحتى عندما تُفتح طاقة صغيرة جداً من الأمل لبضعة عشرات من البشر ، عفواً بقايا البشر يتكالب عليهم الجميع ، ومن جهات الكون الأربع ليصادروا هذا الأمل ، ويغلقوا هذه النافذة الصغيرة ..

ممنوع عليكم أيها الفلسطينييون الغزيون الأمل ، وليس مسموحاً لكم أيضاً أية محاولة لصناعة الأمل ، ومحاولة التشبث بالأمل ، أنتم ممنوعون من الأمل ، من الفرح ، من السعادة ، من الحياة ، ومن من كل شيئ له علاقة بحياة البشر ....

 فقط عليكم أن تعيشوا العذاب ، ولاشيئ سوى العذاب ، فالعذاب صُنِعَ خصيصاً لأجلكم ، ولذلك لاتحاولوا الفرح ... فلن تفرحوا !!!

يا الله ...... كم أصبحنا منبوذين ومُهانين ومقهورين وأذلاء ...!!!

وهنا أود السؤال البرئ، او غير البرئ :

ــــ لماذا الجميع أصبح يهوى صناعة عذاباتنا ، وآلامنا ، وأوجاعنا ؟؟؟

ــــ ترى هل يعلم العالم ، وأممه المتحدة : أن غزة العنيدة هذه ، تبتلع بين ضفتيها , وأسلاك حدودها الشائكة مليونين من البشر ، ويقبعون منذ ثمانية أعوام سجناء محاصرين داخل حدود القطاع المغلقة عليهم؟؟؟

ــــ وهل يدرك الجميع أن غزة العَصِيَة على الكسر ، قد تصبر على الظلم والحصار والضيم والفقر والألم والجوع بضع سنوات ، ولكنها لن تصبر العمر كله والزمان كله ... ولن تنكسر ...؟؟

ــــ هل يعرف الجميع أن شرارة الغضب الفلسطيني ، والثورة الفلسطينية ، والمقاومة والفعل الفلسطيني النوعي ، وبدء وصياغة كل مرحلة ، دوماً تنطلق من غزة ....,؟؟

ياقوم : غزة قد تصبر ، قد تتألم ، قد تتوجع ، قد تصمت بعض الوقت ، ولكنها باذن الله لن تنكسر ...

صدقوني لن تنكسر ، فكما أنها لم تنكسر بالماضي ، لن تنكسر بالحاضر والمستقبل بإذن الله .....

ومن لايصدقني فليُعِد قراءة تاريخ بلاد الشام وفلسطين عموماً ، وتاريخ ودور وماضي غزة إلى وجه الخصوص ... ويوماً ما غزة هذه المظلومة / المحاصرة / الفقيرة / المتعبة / الجائهة / المتعبة / الصابرة ، ستنفجر ، كما برميل البارود ، كما البركان المشتعل غضباً وثورةً ، وتضحية وعطاءً ، وإنتصاراً ، وستنتصر

فهي لم تعرف الهزائم أبداً طيلة تاريخها منذ فجر التاريخ ، وكل الغزاة والمحاربين لها كانوا ينهزمون وينكسرون على أبواب قلاعها ، وتحت أسوارها ، وأمام صمود فرسانها ، لذلك تمنى المجحوم رابين أن تغرق في البحر ، ولكنها لم تغرق ، وإنتصرت ، وأنتجت حُلماً وأملاً فلسطينياً جديداً ...

ونحن على الموعد ، مع حُلمٍ وأملٍ ومستقبلٍ جديد تصنعه لنا ، ولشعبنا ، ولقضيتنا ، ولأمتنا ... غزة على الموعد ، كما كانت دوماً.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

البريد الإليكتروني [email protected]  
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف