الأخبار
علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقطأبو ردينة: الدعم العسكري والسياسي الأمريكي لإسرائيل لا يقودان لوقف الحرب على غزة
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إيران والإصبع الأمريكي بقلم:نسيم قبها

تاريخ النشر : 2015-07-31
إيران والإصبع الأمريكي بقلم:نسيم قبها
إيران والإصبع الأمريكي


بعد أن توصلت إيران ومجموعة خمسة زائد واحد يوم 14/7/2015 إلى اتفاق وصف بـ"التاريخي" حول الملف النووي الإيراني الذي أثار كثيراً من الصخب الدبلوماسي والسياسي والتلويح بالهجوم العسكري مدة 12 عاماً، تعالت التصريحات بالتأييد والرفض والتخوف حول هذا الإتفاق الذي جاء في ختام مفاوضات ماراثونية استمرت أكثر من 21 شهراً.
فقد دافع الرئيس الأميركي باراك أوباما في كلمة متلفزة من البيت الأبيض عن هذا الإتفاق ووصفه بـ"الاتفاق التاريخي" بين إيران والدول الكبرى؛ لأنه قطع كافة الطرق أمام إمكانية امتلاك طهران أسلحة نووية وأوقف انتشار الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط. كما تعهد أوباما باستخدام حق النقض ضد أي محاولة من الكونغرس لوقف تمرير الاتفاق النووي مع إيران، وأكد أن الاتفاق النووي مع إيران يتيح الفرصة لاتباع اتجاه جديد في العلاقات مع طهران.
أما الرئيس الإيراني روحاني فقد حاول تسويق هذا الإتفاق داخلياً بأنه حقق جميع الأهداف المرجوة من المفاوضات مع القوى الكبرى والتي تشمل الحفاظ على التكنولوجيا والنشاطات النووية داخل الأراضي الإيرانية والاستمرار بها، إضافة لإلغاء الحظر والعقوبات وإلغاء كل القرارات التي صدرت عن مجلس الأمن، وأخيراً إخراج الملف النووي الإيراني من تحت الفصل السابع. كما اعتبر أن الاتفاق فتح صفحة جديدة في تاريخ المنطقة تقوم على الحوار لحل الأزمات، مشيراً إلى أن نتائج الاتفاق متبادلة ولا يوجد فيها ربح أو خسارة للأطراف.
إن أميركا تدرك جيداً أنه لا يوجد خطر حقيقي من إيران على أمنها القومي ومصالحها الإستراتيجية؛ لأن إيران منذ أن وصل الخميني إلى الحكم بعد الصفقة التي عقدها مع أميركا في فرنسا بحضور وزير العدل وقتذاك رمزي كلارك وهي مجرد عصا غليظة تستعملها لرعاية المصالح الأميركية وتثبيت نفوذ أميركا في المنطقة رغم كل شعارات العداء لأميركا التي كانت تضحك بها على عامة الشعوب وأشباه السياسيين والمفكرين. ومع ذلك فما هي أهداف أميركا من إبرام هذا الإتفاق النووي مع ايران.
1_ زيادة التوتر بين إيران وبين دول المنطقة من أجل إضعاف الجميع بالتفريق بين المسلمين وضرب إمكانية وحدتهم
فإيران التي تتزعم "الهلال الشيعي" سيكون الاتفاق الدولي معها بمنزلة جرعة معنوية كبيرة لـ"شيعة" المنطقة الذين استجابوا في مجملهم للفتنة المذهبية بدعم من طهران التي كانت تعاني من الحصار، وسينعكس ذلك على اندفاعهم في حرب إخوانهم ونزع مشاعر الاحباط التي بدأت تأخذ طريقها إلى جزء منهم، وضرب جهود العقلاء والمخلصين من ضرورة التوقف عن الانغماس في الفتنة والسير في الحروب القذرة ضد إخوانهم بعد أن كان العداءُ موجهاً لليهود والأميركان.
ولذلك تجهد الماكينة الإعلامية وهي أداة طيعة بيد أميركا والغرب ، بتضخيم ما تظهره أنه نصر لطهران في صراعها الطويل من أجل الملف النووي، وفك الحصار عنها، وما سينتج عن ذلك من تضخيم إمكاناتها, وكل ذلك ستستخدمه أميركا من خلال أدواتها وأذنابهم لزيادة الفجوة بين أهل المنطقة واستمرار الصراع بين أبنائها حتى تتحقق الغاية منه، وهي إضعاف أهل المنطقة المسلمين بقتل شبابهم وإضاعة ثرواتهم وتبديدها في الانفاق على السلاح لزيادة القتل والدمار والوصول إلى شرخ المنطقة وتفتيتها وإبقائها تحت سيطرة أميركا. وعليه، وبعد الإتفاق النووي، سوف تتفرغ إيران أكثر لخدمة المشاريع الأميركية في المنطقة وبخاصة في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
2_ نشر الرعب في إسرائيل ودول الخليج لزيادة ارتمائهم في أحضان أميركا
رغم أن أميركا تدرك جيداً أنه لا يوجد أي خطر نووي من إيران على إسرائيل ودول الخليج، سواء قبل الإتفاق أو بعده، لكن الإتفاق قد زاد من الرعب في إسرائيل ودول الخليج لأنه حافظ لإيران على منشآتها النووية بمباركة دولية. وهذا الأمر سوف يبقي الخطر النووي الإيراني فزاعة تدفع بإسرائيل ودول الخليج لمزيد من الإرتماء في حضن السياسات والمشاريع الأميركية.
ولذلك فليس غريباً أن يكون موقف إسرائيل ودول الخليج ممزوجاً بالخوف والمرارة سواءٌ على مستوى الرأي العام أو على المستوى الرسمي الذي يبدي تمثيلاً للشارع. ورغم أن باراك أوباما وعد إسرائيل بعدم التخلي عنها بمواجهة أي تهديدات إيرانية أو "إرهابية"، ومع ذلك فقد اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي الاتفاق الذي توصلت إليه إيران مع القوى الكبرى حول ملفها النووي "خطأ تاريخياً"، وتعهد بنيامين نتنياهو بالعمل على عرقلة طموحات إيران النووية. وأضاف "ستحصل إيران على الجائزة الكبرى، جائزة حجمها مئات المليارات من الدولارات ستمكنها من مواصلة متابعة عدوانها وإرهابها في المنطقة وفي العالم، هذا خطأ سيئ له أبعاد تاريخية".
أما حكام الخليج فقد أصابهم صمت القبور فيما تحدثت وسائل الإعلام هناك بأن الاتفاق سيء جداً لأنه سوف يسمح لإيران بالمزيد من العبث في المنطقة بعد أن أزاحت ملفها النووي من طاولة البحث الدولي واعترف لها بحقها في إبقاء منشآتها النووية ورفع العقوبات عنها. ورغم توصل أميركا إلى اتفاق مع إيران حول ملفها النووي إلا أن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر ذكر في 22/7/2015 خلال جولته في الشرق الأوسط لطمأنة عملاء أميركا، أن الولايات المتحدة لا تستبعد اللجوء إلى استخدام القوة العسكرية ضد إيران في حال واصلت الأخيرة عملها على تصنيع سلاح نووي. ليس هذا فحسب بل إنه رغم التوصل إلى الاتفاق النووي مع طهران أعادت الإدارة الأميركية الحديث عن مشروع إقامة منظومة إقليمية موحدة في دول الخليج العربية للدفاع المضاد للصواريخ الإيرانية كانت قد طرحته سابقاً مراراً.
وهذا يدل مرة أخرى على أن أميركا ما زالت تستخدم ورقة "الخطر الإيراني" المزعوم لتحقيق أهدافها الإستراتيجية في المنطقة التي من بينها حث دول الخليج على إنفاق الأموال الطائلة لشراء كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية الأميركية للدفاع ضد مخاطر وهمية صنعتها لهم أميركا في أذهانهم لتبقيهم عبيداً لها.
3_ الإمعان في نهب بترول المنطقة بما فيها إيران واستنزاف اقتصاديات الدول الخليجية بخاصة
ولذلك يعتبر الاتفاق النووي الإيراني بالنسبة لدول الخليج كارثة ليس فقط لأن هذا الإتفاق النووي قد ثبت المنشآت النووية الإيرانية في مكانها ولم يستطع أن يزيح شبح السلاح النووي من أذهان حكام المنطقة، بل إن هذا الإتفاق قد رفع العقوبات عن إيران وما يعنيه ذلك من عودتها لسوق النفط العالمي مما ينذر بنشوء الخلافات داخل منظمة أوبك. فقد جعل انخفاض سعر البترول منظمة أوبك تضخ منذ أشهر بمعدل يفوق مستهدفها البالغ 30 مليون برميل يومياً. وقد جاء الاتفاق النووي ليعيد فتح احتياطي طهران الضخم من النفط والغاز أمام الشركات الغربية. وهذا سيجعل التنافس بين إيران ودول الخليج يزداد بشكل أعمق، سواء من أجل الفوز بحصة في السوق تعوض خسارته من تدني أسعار النفط بالنسبة لدول الخليج أو من أجل إعادة بناء اقتصادها والخروج من العزلة بالنسبة لإيران.
فإيران لديها رابع احتياطي نفطي في العالم وهو لم يفتح بسبب العقوبات الدولية؛ وهذا الأمر أتاح المجال للسعودية أن تضخ مزيداً من النفط في الأسواق العالمية. ولكن بعد الاتفاق النووي مع إيران سيتغير الوضع سلباً على دول الخليج والسعودية بالذات والتي يعتمد 93% من اقتصادها على صادرات النفط. وإذا أضفنا إلى ذلك أن السعودية تواجه حالياً عجزاً في ميزانيتها بسبب انخفاض أسعار النفط إلى 53 دولار للبرميل وبسبب الحرب على الحوثيين التي ورطتها فيها أميركا، ندرك أهم أسباب تخوفها من الإتفاق النووي وخطر ذلك في المدى المتوسط على بقاء عائلة آل سعود في الحكم وحفاظهم على حدود المملكة.
4_ هناك مكاسب ستجنيها أوروبا من رفع الحظر عن إيران وبخاصة في استبدال السوق الإيراني بالسوق الروسي بعد الخسائر التي منيت بها أوروبا نتيجة العقوبات على روسيا، وسيمكن رفع الحظر عن إيران الشركات الأوروبية من الولوج إلى السوق الإيراني بقوة، بل إن استمرار انخفاض اسعار النفط سيدعم اقتصاديات دول أوروبا وبخاصة التي تعاني من صعوبات كاليونان، مما يخفف العبء عن دول الاتحاد المتبرمة من دعمها، والمكاسب التي ستجنيها أوروبا تشير إلى رضى أميركي عن تجاوب الدول الأوروبية مع سياساتها.

نسيم قبها
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف