الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المعذبون في الأرض بقلم : صلاح صبحية

تاريخ النشر : 2015-07-31
المعذبون في الأرض
بقلم : صلاح صبحية
تتلاطم الأمواج في بحر السّاحة الفلسطينية ، هذه السّاحة المنتشرة على كل بقاع الأرض ، فحيث يُوجد الفلسطينيون يموج بحرهم ، ويعانون من أمواجهم العاتية ، هذه الأمواج التي تأخذهم في كل الاتجاهات ، وتجعلهم يتلاطمون فيما بينهم لأنهم فقدوا وعيهم لذاتهم ، فحالهم صعب معقد ، وحتى يخرجوا من دائرة ضيقهم وما هم فيه ، راحوا يفتشون خارج فلسطينيتهم عن نجاتهم ، فما وجدوا لذلك سبيلا ، فأصبحوا بين الحياة والموت ، يطلبون الحياة فتهرب منهم ، ويطلبون الموت فينفر منهم ، هم المعذبون في الأرض ، فأين المفر ، دائرة العذاب والآلام تضيق عليهم ، لا يستطيعون الخروج منها ، وإن استطاع بعضهم الخروج منها ، فهو خروج إلى ألم آخر ، فالآلام تتوالد في حياتهم أينما كانوا ، يرجون من غيرهم خلاصهم ، وغيرهم لا يريد لهم إلا الغرق ، لا قبور لهم ولا منافي ، القبر عندهم مزيد من الألم ، والمنافي تأخذ بهم إلى منافٍ جديدة ، لتتسع دائرة المعاناة ، تيهٌ يولد من تيه ، ويصبح عنوانهم لا معنى له ، مجرد حروف وكلمات يرددها البعض ، فلا يجدون لها صدى حيث يجب أن يكون الصدى ، نكبة ومأساة وتيه هي كل حياتهم التي عاشوا وعيها ، ولم تدركهم السّيارة حتى تخرجهم من قاع الجبّ .
ينشد الفلسطينيون حلاً لقضيتهم ، فيراه التائهون في دولتين ، دولة الاحتلال ودولة الوطن الذي تخلى عن العنوان ، فإذا بحل الدولتين إمارة في جنوب البلاد وسلطة في شرقها ، ولأي منهما لا حول ولا قوة ، وما بين الشمال والغرب وتغلغل في الشرق يشمخ الغزاة بكيانهم الذي ينمو على الجبال التي تمتد من الجليل إلى الخليل ، وتصبح القدس لا شيء ، سوى صوت المؤذن من المسجد الأقصى ينادي الله أكبر ، فيهبّ المرابطون بأجسادهم العارية يصدون ريح السّموم ، لكنها الريح تدثر بعباءة أبي لهب وأبل أبي سفيان ، تنكسر أمواج الريح بإيمان المرابطين ، لكنّ الريح تعود في كل يوم من جديد ، والمرابطون هم المرابطون ، وتخرج أصوات من سلطة الشرق ومن إمارة الجنوب تُعيب على الريح فعلها ، وتعدُ المرابطين بمطر يوقف الريح ، ولكنّ ما يأتي من الشرق ومن الجنوب وما بعد بعد الشرق والجنوب غثاءٌ كغثاء السّيل ، فكيف لا تتغلغل دولة الاحتلال في كل مكان ، وتسرق منا كل مكان .
انقسامٌ ، سلطة وإمارة ، فكيف يكون لكليهما وزارة ، وزارة وفاق بلا وفاق ولا اتفاق داخل الوزارة ، وكل صباح تطالعنا أخبار الحارة باستقالة رئيس الوزارة ، فرئيسها مكبّل مصفّد داخل الوزارة ، فلا رأي له لأنه اسماً رئيس وزارة ، وفي كل أسبوع يتم تعديل الوزارة ، فهي كأولاد يلعبون بالحارة ، فبئس ما هي عليه الوزارة ، وأصحاب الإمارة يلعبون الغميضة بالوزارة ، فهم يعلمون سرّ الوزارة ، وأصحاب السلطة والأمارة يلعنون في كل صباح المصالحة ، فهم لا ينشدون سوى المصالح الخاصة ، وتنهال من السلطة والأمارة تصريحات تدير الانقسام والمصالحة ، ويحملون المصاحف على أسنة الرماح ينشدون المصالحة ، وهم نكثوا العهد الذي كان في دمشق والدوحة ومكة والقاهرة ، فكيف تتم المصالحة ؟
لا شيء جديد سيكون ، إذا لم يتغير في الكائن ما هو موجود ، لمن يكون الانتماء لوطن مغتصب ومحاصر ومسلوب ، أم لعرب أضاعوا عربهم وما يملكون ، لننفث ما في داخلنا من سموم ، فنحن لن نكون إلا ما يجب عليه أن نكون ، وذلك لن يكون إلا أن نكون أبناءً لفلسطين كل فلسطين ، فعودوا إلى فلسطينكم فكرا وممارسة ، انتماءً والتزاماً ، فلن يأتينا الترياق من أي مكان ، فنحن المعذبون في الأرض ترياق عذابنا الذي يجب أن يزول .

الرياض في 30/7/2015 صلاح صبحية
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف