الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الغرب... والهرولة نحو نادي التسويات بقلم:د. خيام الزعبي

تاريخ النشر : 2015-07-31
الغرب... والهرولة نحو نادي التسويات بقلم:د. خيام الزعبي
  الغرب... والهرولة نحو نادي التسويات

الدكتور خيام الزعبي

بالرغم من الظروف الإستثنائية التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط، تؤكد المعطيات والدلالات السياسية إن دمشق ما زالت  تملك زمام المبادرة سياسياً وعسكرياً، لذلك، في أقرب فرصة، سيهرول بهدوء العديد من الدول الغربية والإقليمية، لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق، وفي هذا الإطار فإن الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الدفاع الأميركي إلى بغداد آشتون كارتر كانت تحمل في طياتها رسائل هامة من الإدارة الأميركية تتعلق بالعلاقات السورية الغربية التي طلبت عبر مبعوث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مستشار الأمن الوطني، فالح الفياض، تقديمها إلى القيادة السورية.

بعد خمس سنوات من القتل والتخريب والتدمير وإزهاق الأرواح في "الربيع العربي" الكاذب، والفشل الأميركي في تقيسم الوطن العربي وعدم قدرة الجماعات التكفيرية من بناء كيانات بديلة موالية لها،  بالإضافة الى الخوف الأوروبي من تمدد الإرهاب إلى مدنه، وفشل أمريكا وأدواتها من إسقاط الدولة السورية، التي لم تفلح محاولاتها المتكررة من قبل المجموعالت المتطرفة والمسلحة لعزل سورية، دبلوماسياً ودولياً، بالرغم من الدعم المالي والعسكري والإعلامي الذي وفرته لهذه المجموعات، واليوم بدأت تميل إلى الإعتراف بالخطأ الإستراتيجي الذي إرتكبته، بعد التحول الكبير في التعاطي السياسي مع الحرب على سورية، فالصحوة الخجولة لبعض المسؤولين الغربيين والأوروبيين وتغيير تفكيرهم إزاء ما تمر به سورية يظهر بما لا يدع مجالاً للشك صحة إستراتيجيات سورية ومقاومتها دفاعاً عن قناعات شعبها وقد تمثل ذلك من خلال تدفق الوفود الذي شهدته دمشق مؤخراً بما في ذلك وفود فرنسية وأميركية شعبية ورسمية إضافة إلى الوفود الكثيرة التي تزور دمشق ولا يعلن عنها.

اليوم ليس من المبالغة السؤال إذا ما كانت دمشق ستعود قبلة لحراك ديبلوماسي لا يهدأ، في الأمس القريب وصل وفداً يضم مجموعة من الدبلوماسيين الإماراتيين الى سورية، لإعادة فتح سفارتها في دمشق، أسوة بسلطنة عمان التي لم تغلق سفارتها مطلقاً في العاصمة السورية على غرار ما فعلت بعض الدول الخليجية الأخرى، وكانت تونس قد أعادت فتح قنصليتها رسمياً في دمشق، كخطوة أولى لإعادة فتح سفارتها، وأعلن الدكتور نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية إستعداداً للقاء وزير خارجية سورية في أي مكان وزمان يختاره الأخير، يضاف إلى ذلك استمرار العلاقات، والتنسيق الأمني بين المخابرات السورية والمصرية والعراقية الذي لم ينقطع و لا للحظة، وبحسب الدلائل والمعطيات فقد إزداد في الآونة الأخيرة مع حديث عن توسيع التنسيق الدبلوماسي بينهما.

في سياق متصل لم تدرك الدول الغربية الخطأ، إلاّ بعدما لدغها الإرهاب وأدركت إن الحرب على سورية إقتربت من نهايتها بإنتصار الدولة السورية خاصة بعد تغير أولويات الإدارة الأمريكية من إسقاط الدولة إلى محاربة التنظيمات المتطرفة التي تشكلت بدعم من تلك الدولة، قد قامت بعض الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا أكثر من مرة في العودة عن الخطأ،  بإرسال إشارات غزل إلى دمشق لإعادة تفعيل التنسيق الأمني مع سورية، وهناك دول أوروبية عديدة وضعت خططاً لزيادة تبادل معلومات الإستخبارات بينها وبين سورية قضلاً عن إغلاق مواقع الكترونية خاصة بالمتشددين والمتطرفين، الأمر الذي شكل العامل الرئيسي بمراجعة شاملة لسياسات بعض الدول حول تعاطيها مع الحرب في سورية، وخاصة بعد وصول ما يسمى بتنظيم داعش الى حدودها، وبدء التهديد الحقيقي لأمنها، حيث انقلب السحر على الساحر، وسط قلق غربي أوروبي من جني ثمار دعم الارهاب، وما الهجمات التي استهدفت بعض مدنهم إلا  ثمن فاتورة دعمهم للإرهاب، وبالتالي فإن الكشف عن خلايا نائمة لداعش داخل تلك الدول وازدياد نشاطه في بعض المناطق، جعل الجميع يرون في النظام السوري الحليف الأساسي الذي يمكن الإعتماد عليه لحماية دولهم.

في إطار ذلك فإن الموقف الغربي والعربي المعادي لنظام الأسد بدأ يتراجع خطوات للخلف في الآونة الأخيرة، فيما يؤشر إلى وجود علاقات خلف الستار قد تظهر إلى السطح فى الأيام المقبلة، إلا أن ظهور الإرهاب، دفع عدد من هذه الدول باتجاه تشجيع التسوية في سورية حتى تتمكّن مجتمعة من مواجهة هذا الخطر العابر لكل الحدود والذي يطال المنطقة بأكملها، والى مراجعة حساباتها تجاه مقاطعتها للنظام  السوري، هذا مما عجل التقارب السوري والعديد من الدول الغربية والأوروبية والعربية.

من هنا أود التأكيد على أن سورية  لهذه الأسباب ستظل رقماً صعباً يفرض على الآخرين طبيعة الإهتمام بها ووضعها في حساباتهم السياسية، وإذا ما وقفنا أمام ما يحدث اليوم في الساحة الوطنية من صراعات مراكز النفوذ وتعاطي بعض الدول لفرض أجندات مكشوفة لتحديد مساراتها،  سنجد أن تلك التدخلات لا يمكن أن تحصد سوى الخيبة والهزيمة، لأن سورية اليوم غير سورية الأمس من خلال  حكمة أبنائها وهذا ما ستثبته الأيام والحقائق والوقائع القادمة، لإن سورية قهرت الأعداء عبر تاريخها، وستظل الرقم الصعب والعصي على أن ينال منه الآخرون.

مجملاً... يمكنني القول إن إعتراف  تلك الدول بخطأها الإستراتيجي يعتبر إنتصاراً للدبلوماسية السورية ولكل محور المقاومة، وبنفس الوقت هي نظرة جديدة على ان سورية أصبحت تتعافى وتدخل مرحلة الخروج من الأحداث السابقة، بإختصار شديد إن دمشق ستشهد خلال الفترة المقبلة إستقبال الكثير من الوفود الأميركية والغربية والعربية، لذلك  فمن ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ﺗﻨﺴﻴﻖ هذه الدول ﻭﺗﻌﺎﻭﻧها ﻣﻊ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎب الذي بات يشكل هاجساً في المنطقة، وبالتالي فإن كل هذه المعطيات تشير الى إن الأيام المقبلة قد تحمل مفاجآت كثيرة، خصوصاً إن سيناريو التفاهم الأمريكي الإيراني والروسي التركي والخليجي قد يعود الى السطح مجدداً، ما يعني نتائج إيجابية جديدة للدولة السورية.

[email protected]

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف