الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تعليق على استطلاع "أوراد": الاسلام الحقيقي ..وغير الحقيقي بقلم: خالد كراجة

تاريخ النشر : 2015-07-30
تعليق على استطلاع "أوراد":

 الاسلام الحقيقي ... وغير الحقيقي
بقلم: خالد كراجة

نشرت نتائج استطلاع نفذه مركز العالم العربي للبحوث والتنمية "أوراد"، وقد تتضمن الاستطلاع سؤالا حول ظاهرة "داعش"، حول ما اذا كانت "داعش" تمثل الاسلام الحقيق ام غير الحقيقي.

وبغض النظر عن النتيجة، التي أظهرت ان "93%" من المستطلعة آرائهم يرون ان "داعش" لا تمثل الاسلام الحقيقي، يبقى السؤال هل هناك اسلام حقيق واسلام غير حقيقي؟.

وقبل الاجابة عن هذا السؤال، الذي أعتقد أن فيه ضبابية وعدم وضوح كافي لكي نستطيع تحديد موقف المواطن العادي سواء في فلسطين أو في الوطن العربي من ما تمارسه "داعش" من سلوكيات وتصرفات ينبذها كل عاقل، يجب أن نجيب على ثلاث أسئلة مركبة ومفتوحة وهي:

السؤال الأول: هل أنت مع اقامة دولة الخلافة؟

السؤال الثاني: هل تعتقد أن "داعش" تمثل دولة الخلافة ، واذا كانت الاجابة لا ، هل تعتقد بامكانية قيامها في المستقبل؟

السؤال الثالث: هل تعتقد أن ممارسات "داعش" لها أصول تشريعية وفقهية تبررها؟

والاجابة عن السؤال الاول، قطعا ستكون اجابة الغالبية "نعم" مع اقامة دولة الخلافة، وذلك بسبب الماكينة الاعلامية التي عملت وتعمل في المساجد، والقنوات التلفزيونية، والمدارس، والجامعات، منذ 100 عام على الترويج لفكرة اقامة دولة الخلافة، فمنذ انهيار الخلافة العثمانية، وبداية تأسيس الحركات الدينية الاسلامية، وهي ترفع شعار عودة دولة الخلافة، بل أنشأت هذه الحركات على الفكرة ذاتها، ويستندون في هذا الى العديد من الاحاديث والشعارات الدينية التي تدعم ذلك.

"فقد روى الإمام أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنه الله، قال: كنا جلوساً في المسجد فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال: يا بشير بن سعد أتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمراء، فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته. فجلس أبو ثعلبة.

فقال حذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة".

وبغض النظر عن صحة هذا الحديث من عدمه، فهو أي الحديث وغيره من الاحاديث ساهمت ومازالت تساهم في صياغة العقل العربي دون مراجعة او تدقيق حتى لو كانت غير صحيحة.

السبب الثاني لانتشار فكرة اقامة دولة الخلافة، يتمثل في الاعتقاد السائد بين الناس ومن خلال الدعاية الاعلامية سالفة الذكر، والترويج الممنهج، بأن الخلافة كنظام حكم هي من انتاج عربي اسلامي خالص، وبالتالي تميز فيه العرب المسلمين، واستطاعوا من خلال تبينهم لهذا النظام حكم مساحة ليست بسيطة من العالم، ووصلوا من خلاله الى ما وصلوا اليه عندما كانوا يطبقيونه في حكمهم، دون تحليل دقيق وعميق للعوامل الاخرى المحيطة والداخلية التي جعلت منهم كذلك في عصرهم، وتم عزي ذلك فقط لانها كانت خلافة اسلامية، وتعطش العرب لاعادة مجدهم جعلهم يظنون أن الخلافة هي الحل.

السبب الثالث، حالة الصراع مع الغرب بسبب أطماعه واستعماره لعدد كبير من الدول العربية والاسلامية، خلق ردة فعل على كل ما يأتي من الغرب من تطور انساني حضاري حداثي، واعتبار الانظمة القائمة في الغرب وغير الغرب أنظمة كافرة، وأنظمة حكمها خارج عن الشرع والدين، حتى الانظمة القائمة في الدول العربية الاسلامية، وبالتالي اعتبار الانظمة الديمقراطية هي من انتاج الغرب الكافر المستعمر، والخلافة من انتاج عربي مسلم.

 علما ان الغرب لم ولن يسعى لامتلاكنا الديمقراطية والحرية والانفتاح لمعرفته الجيدة للأثر الذي يمكن أن يحدثة ذلك على مصالحه في المنطقة العربية والاسلامية، ولا يترددوا في دعم الحركات الدينية الاسلامية او الارهابية المتطرفة التي تدعوا للخلافة لكي يبقى العرب والمسلمون يحلمون بأوهام اقامة الخلافة والتعلق بالماضي.

أما بالنسبة لتمثيل "داعش" دولة الخلافة، فلا يوجد في أذهان الناس أو الدعاة لاقامة دولة الخلافة أي صورة واضحة عن ما هية هذه الدولة، وتركيبتها، وآليات الحكم فيها، وآليات اتخاذ القرار، بل ما هو في أذهانهم صورة ضبابية عن بعض السلوكيات والاحداث التاريخية التي كانت في زمن الخلافة، وهذه السلوكيات والاحداث لم تتعدى كونها سلوك لفرد بناء على اجتهاده الشخصي أو بمساعدة من حوله، وتتحكم بهذه السلوكيات العديد من العوامل التي لها علاقة بطبيعة الموقف، والرغبات والعواطف أكثر من كونها تستند الى أساس علمي يمكن البناء عليه.

أما بالنسبة لممارسات "داعش" فهي ليست مفصولة عن التاريخ الثقافي الديني للمجتمعات العربي، وبالتالي لكي يكون السؤال أكثر وضوحا، ينبثق عنه عدة أسئلة، مثل هل انت/ي مع قطع يد السارق؟ هل أنت/ي مع جلد "الزاني"؟ هل أنت/ي مع قطع عنق "المشرك"؟ هل أنت/ي زواج الأربع؟ هل أنت/ي مع سبي النساء؟ ...... الخ ، وهذه الاسئلة وغيرها الكثير بحاجة الى اجابات اليوم، وجميعها لها اجابات يستدل عليها من الماضي، فهي مورست ولها أصولها الشرعية والدينية اذا ما أردنا أن نبقي القديم على قدمه، ونبقى على ادوات الماضي، في ادارتنا للحاضر.

وبالعودة الى السؤال المركزي "هل يوجد اسلام حقيقي... واسلام غير حقيقي؟ أعتقد ان هذه فكرة تضليلية، جعلت الناس يعتقدون أن هناك شيء آخر حقيقي لا نستطيع الوصول اليه الا اذا جاء فينا نبي منزل، وبالتالي عدم قبول ما هو قائم لعدم قبول العقل له، والابقاء على أحلام بل أوهام تحقيق الاسلام الحقيقي، وبهذا يتعطل العقل.

فلا يوجد اسلام حقيقي... وآخر غير حقيقي، فالاسلام هو الاسلام بما له وبما عليه، فما تقوم به "داعش" وغيرها من الحركات الدينية الاسلامية حتى التي تسمي نفسها معتدلة، ينضوي تحت كلمة الثقافة االعربية الاسلامية السائدة منذ اكثر من ألف وأربعمائة عام، والاختلاف بين هذه الحركات فقط في امكانية التطبيق، أو التوقيت فقط لا غير، وبالتالي ما نحن في أمس الحاجة اليه هو مراجعة الماضي بل نسفه، وبناء حاضرنا على أسس علمية، ونعيش حياة ندين بالعلم فيها.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف