الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العرّاف ينسى .. كعادة البشر بقلم:المتوكل طه

تاريخ النشر : 2015-07-30
العرّاف ينسى .. كعادة البشر بقلم:المتوكل طه
العرّاف ينسى .. كعادة البشر

المتوكل طه
 

نَظرَ العرّافُ في  كأسِ النار؛  ثمة مَنْ يبتسم في قَعْرها،  قال! والأوارُ يلمع على شفتيه ؛

سيولدُ هنا، بعد الحطام والشظايا، وسيكون له عَرْشٌ ساحر، وستصل عرباتُه إلى أفاعي الثلوج .

في حضوره تتفوّقون على أنفسكم، وإنْ نظر إليكم ستتمّ المعجزة ، وسيضحك لكم الزمان !

ستكون خيولُه بلا عدد؛ جلودُها ماءٌ

وأجنحتُها غامضة، وستبدو أشجارُه ترياقاً  للقلوب .

لقد حملته في أحشائها لينتقمَ لها، لكنّه تجاوز الرمادَ، وتمرّس بالمعرفة والجموح، حتى دقّ عُنقَ الخرافة .

- لا مجد بلا معاناة - .. وبكى العرّافُ حتى ابتلّت

عينه البيضاء  ! ثم صرخ : المسكين ! العظيم !

إنها حياةٌ مُوحشة، يَسْتَعْبِدنُا بِمَجْده، ويتركنا أحراراً إلاّ من ذكراه الساطعة .. إنتظروه ..

إن أُمَّهُ تصرخُ من آلام المخاض .

سيتناول أعداؤه العَشاءَ في الجحيم،

ولن تكون شمسٌ في السماء، سيكون شمسَ آلأرضين .

سيُغطّي الأرضَ بدمهم، ويتبعهم إلى آخر الحشرجات .

ستعلو صواريه، وينزل بالغيث حيثما يشاء، وسيفقأ عينَ الثور .

ستشكره البواشق، ويمحي عُرفَ الديك الزائل، وتتلاشى صور أعدائه كالهواء .

ستحترق الأبواق، ويذوب المعدن من الصراخ.

ستفيض الوديان والحُفر والأخاديد بالعفونة

والديدان وثياب الحديد، إلى أن تتجشّأَ الفراخ،

ثم تدبَّ النار والطهارة، وتمطرَ غيومُ الصيف

سبعة أيامٍ بلياليها .

ربما لم تلده أُمّه،

 بل خرج من مرْجَل العويل والقهر .

سيجفّ على قميصه النُعمان، ويتقشّر فوق دفقات العَرقِ تحت الظهيرة .

سيدخل المدينةَ العصّية، كما  دخلوا مدائن الأساطير .

سيلاعب السَبْعَ في الكمان .

سيحمل إليه أبناءُ رعاة الماعز والبرابرةُ

صناديقَهم، ويفرحون  بالعفو.

سيعضّ قلبَه عطرُ الزهرة ذات الخُصلاتِ الفاحمة .

والشكُّ هو الذي يكشف أسرارَ القلوب، لكنَّ الوقتَ قد تأخّرَ ، وهو ليس هشّاً ولا نبيّاً، لكنه ينسى، كعادة البشر، أن ثمةَ خَوَنةً في البيت .

سيصل إلى المجهول والبعيد، ويتحدّث عنه التائهون في الأصقاع، وينسجون حوله الهالاتِ الني يريدونها .

سترقص له الغزلانُ في الغيوم، ويعذّبه بطنُ الأنثى، ويحلم بحليب الياسمين .

سينثرون الأرزَ لياقةً تحت أسواره، ويشرق بالحِبْر الأبيض، وتسبح  على جدرانه الغاباتُ والأحلام.

وحينما يبلغ القمةَ سيرى وُعورةً لا تبلغها

أو تقطعها إلاّ الآلهة، فيضطر أنْ يسلك طريقَ النحل والحرير .

سيرتجف ويقشَعرّ، هذا القوي العنيد، ولن ينحني، لأنه بعيدٌ عن العار وشهوة الخشب.

ولن يتعجرف كالمُهر الأَرْعَن.

لن يخذله جسده، ولن تتجرأ  عليه الأيام ،

وسيبقى عابداً زاهداً بسيطاً .. وباسلاً إلى أنْ يشيبَ الأحفاد ، ويحملوا خارطةَ الروح.

ولأنَّ الإفتراء ضعفٌ، والرؤيا بشرى، فلا بأس أن تضحكوا أيّها المتوحّشون، لأنكم لن تجدوا حتى الدمع، بعد حين .

وبعد حين بعيد، ستبهت أعراس الانتصارات، وستبلى الذكريات، وتتفتّح حواسٌ جديدة، تعبّ من عالمِها الحديثِ صيحةَ الكسل الطويلة، ولن ينتبهوا إلى التمثال والشعلة والنشيد إلاّ في المناسبة، كل  عام .

فاتبعوا حُلمَكم المخبّأ في العاجِ والأدهمِ الشجاع!

وتلقّوا الطعنةَ النجلاء التي ستفتح كُوةَ النهار .

ويبدو أنَّ فذاذته تكمن في أَنّهُ أنقذنا من أنفسنا .

إنه مكافح سماوي، وإنني أراه ؛

في فرط الرُّمّان،

وعلى سواحل الماكرات الّليّنة،

وفي ريق الخلاسيّات،

وفي كأس النار.

والحالمون يُرْهِقون مَنْ يصّدقون أحلامَهم،

فاحذروا، إنكم تدخلون دوامةَ البؤس والبكاء،

لتخرجوا أكثر كرامةً ..

وإنني أراه .. إنني أراه !

 

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف