الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لا غرابة في أن أكون مغتربة بقلم مروى ذياب

تاريخ النشر : 2015-07-29
لا غرابة في أن أكون مغتربة بقلم مروى ذياب
لا غرابة في أن أكون مغتربة

بقلم مروى ذياب


كانت الساعة الثانية عشر ظهرا حين أوصلني سائقي الخاص الأرتيري "آتي"، أو بالأحرى صديقي الذي لا أكف عن الحديث معه باللغة الفرنسية، إلى لؤلؤة الدوحة، لحضور غداء مع جمع من التونسيين في قطر.

هنا في اللؤلؤة أو القرية العائمة أو النسخة المصغرة عن البندقية الإيطالية أو قوس قزح الأحلام.. هنا حيث يمكنك أن تنسى الغداء الشهي وتنسى جوعك، وصخب المحيطين بك، وتتمعن في التأمل.

فرشت كراريس الحنين وبدأ فكري يترجل في زقاق البحر الذي تضرب أمواجه جوانب المطعم،

وظلت عيناي تجوب ملامح الموجودين فيه.

الجميع هنا يتناول أطراف الحديث عن الغربة بايجابياتها وسلبياتها، بفوائدها ومضارها.

كان بجانبي الأيسر رجل كهل، أكل الشيب رأسه  وطغت التجاعيد على وجهه، رغم أنه يبدو في عقده الأربعين،

همس لي: "لم لا تأكلين بعض السمك؟

أم أن موضوع الغربة أكل عقلك؟"

وضحك ضحكة ساخرة.

فأجبت: "قلما أحسست أنني غريبة في هذا الوطن، كلما ما تغير هو رقعة الأرض والأشخاص، أنا هنا مغتربة عن أهلي ومسقط رأسي ولست غريبة".

ابتسامة عريضة ..

قال: "ألا تشتاقين لتونس؟"

قلت: "أبكي فراقها كل ليلة، كل الأزقة وكل الوجوه وكل الشوارع وكل الشواطئ وحتى هواؤها أشتاقه، لكن من حظي أن كل هذه الابتسامات في هذا الوطن استقبلتني لتنسيني جزءا من الشوق".

قال: "الفقر يا ابنتي في الوطن غربة

وانعدام الكرامة في الوطن غربة

والمذلة في الوطن غربة

والبطالة في الوطن غربة

والغنى في وطن غير وطننا غربة أيضا"..

يتنهد، ينظر إلى الأسفل بخيبة، وأصابعه متشابكة، يستدرك قائلا: "أظن أنك فهمتي ما أقول؟"

ابتسمت مرة أخرى، لم أحدث ساكنا، كل ما قاله أقنعني بأن أنسى التفكير في الغربة والاغتراب وأن أنسى هذا الغريب الذي بجانبي وغرابة ما قاله وآكل بعضا من السمك قبل أن ينتهي هذا الغداء الغريب".

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف