بماذا تقاس مكانة الناس؟
هل يقاس الرجال بمكانهم من السلطة والسيطرة والحكم؟ فقد رأينا ملوكاً ذوي عزةٍ وسلطان و(هيل وهيلمان) انتهت حياتهم إما بالقتل أو النفي خارج الأوطان، وربما خلّفوا أسوأ سيرة يذكرون بها في التاريخ؛ وكأنّ شرفاً ما كان ولا عزة ولا سلطان! ورأينا رؤساء انتهوا إلى السجن خلف القضبان أو عُلّقوا بحبال المشانق أو دهمهم القتل هاربين مختبئين في أوضع أماكن الاختباء؛ وليطوي حياتهم النسيان والعفاء! أم يقاس الرجال بكثرة العقار ووفرة الدولار؟ فكم وجدنا ثريّاً يتمنّى أن تعود له صحته أو يتمتع فقط بشهيته إلى طبق طعامٍ حرم منه ولو بكلّ ثروته! وما أصدق الرسول(صلى الله عليه وسلم) إذ يقول:" من بات معافىً في بدنه آمناً في سربه عنده قوت يومه فكأنما حاز الدنيا بحذافيرها"
إذن، فلا المال ولا السلطان بعاصمٍ للإنسان من تقلّب الزمان.. ولا هما رافعان له في مكانٍ عالٍ لا يطاله الاستفال! ولا يظنّنّ أحد أنّ هذا التقلّب الزماني أو التغيير في حياة الناس: استفالاً بعد علوّ، أو هواناً بعد سلطان، يكون بغير سنّةٍ وقانون.. ولكن هناك سنّة الله التي لا تتبدّل، وناموسه الساري على عباده منذ الأزل؛ إذ يقول سبحانه:" .. ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (الأنفال:53) ويقول:" .. وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلا شفيع.. (الأنعام:70) ؛ فيظلم السلطان الجائر ويجتبي المال والعقار من دماء شعبه وعرقهم، فيرسل الله عليه من يُبسله ويزيل ملكه..ويستأثر بالمال ويثري بعض من يُجعل حفيظاً على الخزائن، أو ينتخب نائباً مسئولاً عن مقدّرات شعبه، فيسلّط الله عليه من يطرحه مكبّلاً في سجنه بعد أن يجرّده مما اكتسب حراماً من مال وعقار.. أو ينفيه بعيداً عن الديار! وهذا غيضٌ من فيض من أمثلة حيّةٍ معاشة وتاريخٍ حافلٍ يدلّ على أنّ منزلة الإنسان لا تكون بالمال أو السلطان في كلّ أوانٍ أو حال من تجبّرٍ واستكبار، أو هوىً وضلال.. فلا بدّ من مقياسٍ آخر هو الأصوب ضبطاً والأدقّ مقاساً وعيارأ.. ألا وهو الدين.. ألا وهو مكارم الأخلاق.. ألا وهو العلم النافع: زهداً في الدنيا وطلباً للآخرة.. مع عدلٍ من حاكم وبذلٍ من نائب وموقفٍ صائب! فكم من ملكٍ كفرعون طغى في الأرض وتجبّر.. أو ذي مالٍ كقارون بغى على قومه وافتخر.. فمضى في الغابرين، وترك السيرة السيئة في الدنيا وموضع النكال في الآخرة! وكم من عالمٍ زاهدٍ في الدنيا قانع، عاكفٍ على درسه بعلمه نافع، خافضٍ جناحه للمسلمين متواضع.. كأحمد بن حنبل أو عبد الله بن المبارك، والكثير الذين يعرفهم التاريخ وتذكرهم السيرة، ولا يتسع المكان لذكرهم؛ قد خلّفوا السيرة الحسنة في الحياة الدنيا، وتكون لهم المكانة العالية في الآخرة.. وهل أصدق وأوفى من قوله تعالى:" تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (القصص:83) إنّ مسئولية السلطان والرئيس والحاكم والنائب مسئولية كبيرة لا يجب أن يتقلدها أو يسابق إليها إلا من كان على علمٍ سديد ودينٍ قويم وخلقٍ كريم؛ إنها أمانة ومن ضيعها فلا يبوء إلا بالندامة! وهل أصدق مما يقول الله تعالى:" ..قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنّما يتذكّر أولو الألباب"(الزّمر 9) وقوله سبحانه:".. يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجاتٍ والله بما تعملون خبير"(المجادلة 11( هذا هو المجال الأكرم للتنافس، والميدان الأشرف للسباق ) وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) .. ولهذا فليعمل العاملون!
هل يقاس الرجال بمكانهم من السلطة والسيطرة والحكم؟ فقد رأينا ملوكاً ذوي عزةٍ وسلطان و(هيل وهيلمان) انتهت حياتهم إما بالقتل أو النفي خارج الأوطان، وربما خلّفوا أسوأ سيرة يذكرون بها في التاريخ؛ وكأنّ شرفاً ما كان ولا عزة ولا سلطان! ورأينا رؤساء انتهوا إلى السجن خلف القضبان أو عُلّقوا بحبال المشانق أو دهمهم القتل هاربين مختبئين في أوضع أماكن الاختباء؛ وليطوي حياتهم النسيان والعفاء! أم يقاس الرجال بكثرة العقار ووفرة الدولار؟ فكم وجدنا ثريّاً يتمنّى أن تعود له صحته أو يتمتع فقط بشهيته إلى طبق طعامٍ حرم منه ولو بكلّ ثروته! وما أصدق الرسول(صلى الله عليه وسلم) إذ يقول:" من بات معافىً في بدنه آمناً في سربه عنده قوت يومه فكأنما حاز الدنيا بحذافيرها"
إذن، فلا المال ولا السلطان بعاصمٍ للإنسان من تقلّب الزمان.. ولا هما رافعان له في مكانٍ عالٍ لا يطاله الاستفال! ولا يظنّنّ أحد أنّ هذا التقلّب الزماني أو التغيير في حياة الناس: استفالاً بعد علوّ، أو هواناً بعد سلطان، يكون بغير سنّةٍ وقانون.. ولكن هناك سنّة الله التي لا تتبدّل، وناموسه الساري على عباده منذ الأزل؛ إذ يقول سبحانه:" .. ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (الأنفال:53) ويقول:" .. وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلا شفيع.. (الأنعام:70) ؛ فيظلم السلطان الجائر ويجتبي المال والعقار من دماء شعبه وعرقهم، فيرسل الله عليه من يُبسله ويزيل ملكه..ويستأثر بالمال ويثري بعض من يُجعل حفيظاً على الخزائن، أو ينتخب نائباً مسئولاً عن مقدّرات شعبه، فيسلّط الله عليه من يطرحه مكبّلاً في سجنه بعد أن يجرّده مما اكتسب حراماً من مال وعقار.. أو ينفيه بعيداً عن الديار! وهذا غيضٌ من فيض من أمثلة حيّةٍ معاشة وتاريخٍ حافلٍ يدلّ على أنّ منزلة الإنسان لا تكون بالمال أو السلطان في كلّ أوانٍ أو حال من تجبّرٍ واستكبار، أو هوىً وضلال.. فلا بدّ من مقياسٍ آخر هو الأصوب ضبطاً والأدقّ مقاساً وعيارأ.. ألا وهو الدين.. ألا وهو مكارم الأخلاق.. ألا وهو العلم النافع: زهداً في الدنيا وطلباً للآخرة.. مع عدلٍ من حاكم وبذلٍ من نائب وموقفٍ صائب! فكم من ملكٍ كفرعون طغى في الأرض وتجبّر.. أو ذي مالٍ كقارون بغى على قومه وافتخر.. فمضى في الغابرين، وترك السيرة السيئة في الدنيا وموضع النكال في الآخرة! وكم من عالمٍ زاهدٍ في الدنيا قانع، عاكفٍ على درسه بعلمه نافع، خافضٍ جناحه للمسلمين متواضع.. كأحمد بن حنبل أو عبد الله بن المبارك، والكثير الذين يعرفهم التاريخ وتذكرهم السيرة، ولا يتسع المكان لذكرهم؛ قد خلّفوا السيرة الحسنة في الحياة الدنيا، وتكون لهم المكانة العالية في الآخرة.. وهل أصدق وأوفى من قوله تعالى:" تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (القصص:83) إنّ مسئولية السلطان والرئيس والحاكم والنائب مسئولية كبيرة لا يجب أن يتقلدها أو يسابق إليها إلا من كان على علمٍ سديد ودينٍ قويم وخلقٍ كريم؛ إنها أمانة ومن ضيعها فلا يبوء إلا بالندامة! وهل أصدق مما يقول الله تعالى:" ..قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنّما يتذكّر أولو الألباب"(الزّمر 9) وقوله سبحانه:".. يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجاتٍ والله بما تعملون خبير"(المجادلة 11( هذا هو المجال الأكرم للتنافس، والميدان الأشرف للسباق ) وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) .. ولهذا فليعمل العاملون!