الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حماس بيضة القبان..بقلم: أ. عبد الله محمد العقاد

تاريخ النشر : 2015-07-28
حماس بيضة القبان..بقلم: أ. عبد الله محمد العقاد
حماس بيضة القبَّان فلا تبخسوها حقها..

الكاتب: أ. عبد الله محمد العقاد
فلسطين- غزة

(1)

قد كان للزيارة إلى الديار المقدسة (مكة المكرمة) التي قام بها الوفد القيادي الرفيع المستوى من حركة حماس برئاسة خالد مشعل صدى واسع في أوساط عدة، وحركت مياهًا راكدة، وأجرت ماءً كثيرًا في نهر العلاقات الدبلوماسية السعودية بما أوحت به من توجهات جديدة وعميقة في إستراتيجية المملكة السعودية، وإعادة النظر إلى دور حماس (الإخوان) في قيادة المشروع الوطني الفلسطيني، بعد تجاهلٍ لهذا الدور بل العمل على تجاوزه والحد منه والتنكر له وإنكاره.. وأكثر من ذلك على مدار عقد كامل سبق.

 وليس خافيًا الالتفات إلى أهمية النظر إلى المستوى الذي كان في استقبال الوفد؛ فكان في الاستقبال الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد محمد بن نايف، وولي ولي العهد محمد بن سلمان، وقد عقد بين يدي هذا اللقاء لقاء مع رئيس الاستخبارات السعودي، كل ذلك جاء بعد فترة فتور في العلاقة مع حركة حماس استمرت ما يزيد على تسع سنوات حتى وصل الأمر إلى اعتقال كادر في الحركة مقيم بالمملكة، وآخرين لهم نشاط في جمع التبرعات، يجود بها الشعب السعودي المؤمن بعدالة القضية الفلسطينية، ويجد أنها قضية المسلمين جميعًا.

(2)

ولعلَّ أهمية الزيارة تتأكد لأنها جاءت متزامنة مع أحداث هامة ومفصلية تشهدها المنطقة العربية، فهي تأتي بعد عامٍ من انتهاء حرب ضروس جذرت قوة حضور حماس في المشهد الفلسطيني بما لا يمكن تجاوزه بحال في أي حل سياسي أو ترتيب إقليمي، أو ما ستفرضه الأيام من ترتيب حتمي في النظام السياسي الفلسطيني الرسمي، ولاسيما أن الأنظار متوجهة إلى استخلاف الرجل المريض (السيد محمود عباس) في رئاساته المتعددة.

وتأتي الزيارة وقد أصبح الحديث عن تطوير اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه في القاهرة مع وفد فلسطيني موحد؛ إلى تهدئة إعمار تقتضي فتح المعابر، وتدشين ميناء بحري عائم، والعمل على إعادة تأهيل المطار، وما يجري الحديث عنه من صفقة وفاء أحرار ثانية بعد تثبيت كل منجزات الوفاء الأولى بالإفراج عمن أعاد الاحتلال أسرهم.

وهذه الزيارة تأتي متزامنة مع توطيد العلاقات بين المملكة و"الإخوان المسلمون" (التجمع للإصلاح) في اليمن، والدور المركزي المقدر لهم في حسم معركة عاصفة الأمل، ما يعيد مسار ثورة 12 فبراير إلى سكتها بالتحول الديمقراطي وفق برنامج وطني تووفق عليه قبل انقلاب تحالف الرئيس المخلوع مع الحوثيين عليه.

(3)

وتتزامن الزيارة واللقاء والاستقبال مع توقيع الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني بين الجمهورية الإيرانية والدول الكبرى في افينا، وانعكاس ذلك على تفاصيل مهمة في منطقة الشرق الإسلامي؛ بما يعزز الدور الإيراني فيها، في ظل الصراع المفتوح مع المملكة السعودية.

وقد جرى هذا الاتفاق مع الدول العظمى مركزًا على الإحاطة بتطوير إيران برنامجها النووي السلمي بحيث ينزع إلى إنتاج قنبلة ذرية، ولكنَّ الاتفاق لم يحط بأحلام إيران التوسعية في المنطقة، بل على العكس فتح المجال واسعًا أمامها في هذا الجانب، وهذا ما يلقي بظلاله بقوة على المشهد في المنطقة، وله تأثيره المباشر على الملفات المفتوحة في اليمن وسوريا ولبنان والبحرين، وفي أكثر من صعيد.

فكأن الزيارة من حماس هي استثمار للدور السعودي في فتح قنوات الدعم للقضية الفلسطينية عبرها، بصفتها لاعبًا رئيسًا وفاعلًا في هذه الساحة المفصلية، وملف القضية الفلسطينية التي استثمرت فيها إيران كثيرًا في ظل الفراغ والتغيب لدول مهمة في المنطقة.

وكأن الاستقبال بهذا المستوى يأتي متجاوبًا إلى حد كبير لتدارك ما ترتب على الغياب القسري عن الساحة الفلسطينية، الحضور الحقيقي إلى المنطقة من بوابة الشرعية الشعبية الفلسطينية الموجودة بالفعل والقوة في الميدان.

(4)

وتأتي الزيارة في ظل تداعي الحالة الأمنية والاقتصادية في المشهد المصري، وترشح تصاعد الأحداث، وتزايد التعقيدات في ظل انسداد أي أفق للحل، واعتماد مبدأ الحسم بقوة السلاح والحل الأمني، وهذا ما شغل مصر عن أهم ملف كانت وما زالت تجد أنها أحق من يمسك به، ألا وهو الملف الفلسطيني.

وقد استطاعت دولة قطر أن تشغل حيزًا مهمًّا في هذا الملف، ما أعطاها حضورًا قويًّا وتأثيرًا فاعلًا مع محدوديتها الجغرافية والديمغرافية، وأنها ليست من دول الجوار أو ما سمي الطوق.

فكأن الزيارة والاستقبال (اللقاء) كانا تنافسًا حقيقيًّا وتصالحًا مع التوجه القطري في التعاطي مع القضية الفلسطينية، بعد مناوأة وصد تطور إلى سحب سفراء، ولولا حكمة الدبلوماسية القطرية لوقعت في عزلة حقيقية، بين دول مجلس التعاون الخليجي التي هي عضو فيه.

(5)

ولكن ما هو مؤكد أن حماس بهذه الزيارة وهي تنفتح على المملكة السعودية بهذا المستوى المتبادل لا تقفل أبوابها مع الجمهورية الإيرانية في دعم خيارات الشعب الفلسطيني في نيل حريته وانتزاع حقوقه، فحماس وكيل معتمد لقضية عادلة، لذلك تجد كل من يدعم القضية شريكًا معها بغض النظر عن المذهبية والقومية والجغرافية.

هذا التوجه الذي تكشفه الزيارة يؤكد الوجهة الدبلوماسية في المملكة السعودية نحو تحالف استراتيجي مع تركيا معادلًا جيوسياسيًّا في ظل المتغيرات الجديدة، لذلك نجد هذا التماهي الواضح مع الموقف التركي في كثير من الملفات، إذ برز في الملفين اليمني والسوري، وهذه الزيارة تؤكد التماهي في الملف الفلسطيني الداخلي.

ثم هل هذه الزيارة ستكون مقدمة بين يدي تثبيت وإثبات أهلية حركة حماس لاعبًا سياسيًّا معتمدًا لأية ترتيبات ستدشن في المنطقة، بعد الفشل الذريع لمسار التسوية الذي سلك بالقفز على خطوط التفاوض الرسمية عبر قنوات سرية فيما عرف بتفاهمات (أوسلو)؟

 [email protected]

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف