الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رسالة إلى المتحاورين..رسالة إلى المتحاربين بقلم:جبران صالح على حرمل

تاريخ النشر : 2015-07-28
رسالة إلى المتحاورين..رسالة إلى المتحاربين بقلم:جبران صالح على  حرمل
  رسالة إلى المتحاورون
  ... رسالة إلى المتحاربون .

جبران صالح على  حرمل*

تأملت كثيراً .. ترقبت وتأرقت كثيراً .. لكن جرحي يزداد إتساعاً .. وكل يوم يمر يزداد انتفاخاً كبالون تزداد هواء، وأنا ألماً ودماً .

أيها المتحاورون .. أيها المتحاربون .. يامن تحملون جنسيتها .. ونمت أجسادكم من خيراتها .. ولعبتم ويلعب اطفالكم على أرضها  .. ألا يكفي مناورة .. فمناورتكم تزيد الجرح وجع وآهات .. وكما انها لم تطعم الشعب من جوع ولم تأمنه من خوف .. طال حواركم .. وطال انتظاركم .. وانتجتم اللآءات لا أقول الثلاث المعروفة ( لا صلح ، ولا اعتراف ، ولا تفاوض مع إسرائيل) بل اللآءات اللامنتهية ، الشعب يموت والوطن ينهار وتحاصره لآءاتكم ، ففوق لا صلح ولا اعتراف بالآخر الذي لسانه لساني ودينه ديني وارضه ارضي... لا ماء ، لا خبز ، لا كهرباء ، لا مشتقات نفطية ، لا غاز ، لا دواء ... الخ . لآءات كثيرة إلى ما لانهاية .

بالله متي ستصحو ضمائركم !! ، بعد ان يقتل ربع سكان اليمن . ومن لم يمت بالرصاص مات بالحصار وانعدام اساسيات الحياة . وصدق القائل :

ومن لم يمت بالسيف مات بغيره *** تعددت الأسباب والموت واحد .

الوطن كل يوم ينهار .. وكل يوم ساكنيها ارواحهم تزهق .. ليس من أعداء ولا محتلين غازه أجانب ، ليس من جنكيز خان ... ولا هولاكو ، إنما منكم وبأيدكم ، ان لم يكن بأيدكم مباشرةٍ ، فبنهجكم ، وسياساتكم ، ومطامعكم . والكل في الفعل سواء .

مضى شهر الخير والبركة ، والصوم في اليمن له نكهة ومذاق خاص تميزه عن باقي بلدان العالم ، بدءاً من الجو مروراً بالأكل إلى طباع الناس والرحمة والتآلف ، فبنهجكم وسياساتكم الرعناء ذهبت النكهة وافسدتم المذاق  ونشكوكم لملك الأرض والسماء ، فهو يمهل ولا يُهمل وسيستجيب لدعاء الضعفاء والفقراء من أبناء هذا الشعب . فقد نزعتم النهكة من المكان ومذاقه المتميز ، وحل محله رائحة البارود والانفجارات المفزعة ، فالشعب اعتاد يفطر على دوي مدفع واحد المعروف بمدفع رمضان ، معلناً الرحمة لا الموت . والآن تعددت المدافع (مدافع الموت) التي تنهال على الشعب ، غدت تفطر به هي ، وتحولت وجبه  الرشوش التي ينتظرها الصائم إلى رشاشات . حاله مأساوية تدمع وتبكي كل حر . علاوة على ذلك نفطر على ضوء الشموع .. ونتسحر على ضوء الشموع .. وأنتم بفنادق خمسة نجوم !! . وبعد رمضان جاء العيد ولسان حال المواطن يردد ما يقوله المتنبي :

عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديد


أيها المتحاربون .. أيها المتحاورون ..

إلى متى ستظلون في تعنتكم ، فقد أساءتم لهذا الوطن بتصرفاتكم ، وزرعتم بنهجكم الشحناء والبغيضة بين أبنائه .. وتتركونه في المغرم .. وتتحدثون باسمه في المغنم . فإنتم غزاه من الداخل وصدق الشاعر البردوني حين قال في قصيدته ( الغزو من الداخل) :

فظيع جهـل مـا يجـري وأفظـع منـه أن تـدري وهل تدريـن يـا صنعـاء مـن المستعمـر السـري
غــزاة لا أشـاهـدهـم وسيف الغزو في صـدري فقـد يأتـون تبغـا فــي سجائـر لونهـا يـغـري
وفـي صدقـات وحـشـي يؤنسن وجهـه الصخـري وفي أهـداب أنثـى فـي مناديـل الهـوى القهـري
وفـي ســروال أسـتـاذٍ وتحـت عمامـة المقـري وفي أقراص منـع الحمـل فـي أنبـوبـة الحـبـرِ
وفـي حـريـة الغثـيـان وفـي عبثـيـة العـمـر وفي عَود احتـلال الأمـس فـي تشكيـلـه العـصـرِ
وفـي قنينـة الوسـكـي وفـي قـارورة العـطـر ويستخفـون فـي جلـدي وينسلـون مـن شعـري
وفـوق وجوههـم وجهـي ونحـت خيولهـم ظهـري غـزاة اليـوم كالطاعـون يخفـى وهـو يستشـري
يحجـر مـولـد الآتــي يوشي الحاضـر المـزري فظيع جهـل مـا يجـري وأفظـع منـه أن تـدري
يمانيـون فـي المنـفـى ومنفيـون فـي اليـمـن جنوبيون في صنعـاء شماليـون فـي عـدن !!


نعم بتصرفاتكم غدونا ساترك البردوني يكمل ما يجول بخاطري :

ترقـى العـار مـن بيـع إلـى بيـع بــلا ثمـن     ومـن مستعـمـر غــاز إلـى مستعمـر وطـنـي

لمـاذا نحـن يـا مربـي ويـا منفـى بـلا سكـن            بـلا حلـم بـلا ذكــرى بلا سلـوى بـلا حـزن ؟

يمانـيـون يــا أروى و يا سيف بن ذي يزن    ولـكـنـا برغمـكـمـا بـلا يُمـن بــلا يـمـن

بـلا مــاض بــلا آت بـلا سـر بــلا عـلـن       أيا صنعاء متى تأتين ؟مـن تابـوتـك العـفـن

أتسألنـي أتـدري ؟ فــات قبـل مجيئـه زمـنـي    متـى آتـي ألا تــدري إلى أيـن انثنـت سفنـي

لقـد عـادت مـن الآتـي إلـى تاريخهـا الوثـنـي   فظيع جهـل مـا يجـري وأفظع منـه أن تـدري

شعاري اليوم يـا مـولاي نحـن نبـات إخصـابـك    لأن غـنــاك أركـعـنـا علـى أقــدام أحبـابـك

فألًهنـاك قلـن : الشمـس مـن أقبـاس أحسـابـك    فنم يا بابـك الخرمـي على  بلقيس  يا بابك

ذوائبهـا سريـر هــواك وبعـض ذيـول أربـابـك      وبـسـم الله جـــل الله نحسـو كـأس أنخـابـك

أمير النفـط نحـن يـداك نـحـن أحــد أنيـابـك        ونحـن القـادة العطشـى إلـى فضـلات أكـوابـك

ومسئولون في  صنعاء وفراشـون فــي بـابـك     ومـن دمنـا علـى دمنـا تموقـع جيـش إرهابـك .

نعم انتم كذلك ، وكذلك انتم بتصرفاتكم جعلتم الألسن تسئل والعيون ترمق وتحدق فينا ، أينما حللنا ونزلنا .. أسئلة نشاز توجه لنا ما سمعنا بها يوماً ما !! فليست من عاداتنا وتقاليدنا .. بل ليس من عاداتنا ان نسئل الغريب إذا أولمنا وجاء وأكل طعامنا أن نسئله عن أسمه .. فكيف بالله الآن أرتال الأسئلة تلو الأسئلة توجه لليمني في غربته في كل مكان في العالم !! جعلتم الآخرين تسل السنتها كالثعابين والحيات وتخرجها من جوفها كخروج السيوف تسئل وسؤالها يقع على اليمني كطعن السيوف وضرب النبال فحواها : هل انت سنة ام شيعة !!؟ وهل أنت مع (ع) أو (ح) ؟ . بل أذا تحاورا أبناء الوطن الواحد وحصل خلاف في وجهات النظر يتم التصنيف على هذه الثنائية البغيضة.

أيها المتحاربون .. أيها المتحاورون .. ألا يكفي فالسهول والجبال والحضر والريف وكل شبر في الوطن يصرخ ويتوجع ، وانتم لازلتم تعشقون الهذيان أمام شاشات التلفاز ، وخلف المذياع ، باسمه تتجارون ، وبقضيته تتلاعبون .. متى ستصحو ضمائركم .. وتستخدمون الحكمة اليمانية في طريق الخير.

أيها المتحاورون .. أيها المتحاربون .. إذا كنتم تعتقدون بإن طرف سينتصر على الآخر ، فإنكم مخطئون  وواهمون ، فلن تُحسم النتيجة النهائية بفوز طرف على آخر (خاسر ومنتصر) فالطرفين خاسرين معاً .

يقول الشاعر زهير ابن ابي سلمى في معلقته :

وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ
مَتى تَبعَثوها تَبعَثوها ذَميمَةً وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ
فَتَعرُكُّمُ عَركَ الرَحى بِثِفالِها وَتَلقَح كِشافاً ثُمَّ تَحمِل فَتُتئِمِ
فَتُنتَج لَكُم غِلمانَ أَشأَمَ كُلُّهُم كَأَحمَرِ عادٍ ثُمَّ تُرضِع فَتَفطِمِ


وقال عمرو بن معد كرب الزبيدي :

الحَرْبُ أوّلَ مَا تَكونُ فُتَيّة             ‍
                    تَبْدُو بِزِينَتِهَا لِكُلّ جَهُولِ
حتى إذا حَمِيّتْ وَشُبّ ضِرَامُها                    ‍
                    عادتْ عجوزاً غيرَ ذاتِ خليلِ
شَمطاءُ جَزّتْ رَأسَها وَتَنَكّرَتْ                    ‍
                    مكروهة للشَّمِّ والتقبيلِ


 
أيها المتحاورون .. أيها المتحاربون .

شوهتم حياتنا ، وافسدتم تقاليدنا بفسادكم .. من حقنا أن نعيش أحرار ونموت شرفاء .. من حقنا أن يكون لنا مدرسة وشارع نظيف .. من حقنا منتزة جميل يليق بزينة الحياة الدنيا الأبرياء أطفالنا .. من حقنا مشفى يليق بنا كبشر لنا كرامة .. وكهرباء تنير لنا دُورنا ومنازلنا وشوارعنا ومدرسة وجامعة تنير عقولنا نستقي منها عولم الدين والدنيا .. من حقنا أن نجد على عمل وتتيح لنا فرصة تولي المناصب المحتكرة على الشلل والأقارب .. من حقنا أن يكون لنا وطن ننتسب إليه ونعتز به ونحمله معنا أينما رحلنا  وحللنا .

بمعنى مخالف وبعبارة أخرى ، نحن نريد مدرسة نظيفة .. حديقة لأطفالنا نظيفة .. نريد الحقوق والحريات العامة .. نريد نأكل ونشرب وأن نلبس وأن نسكن ..  هذه أساسيات لم تنجزوها .. هذه بديهيات لم توفروها إلى الآن في القرن الواحد والعشرين .. وتزعمون انكم تحبون الوطن ومن أجل راحة المواطن تسهرون الليالي الطوال وتسافرون شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً .. وانتم لم تحلو أي مشكلة  وتوفرو أساسيات  ومقومات الحياة الرئيسية ... فصنفوا أنفسكم من فضلكم وقيمو – كذلك – أنفسكم .. أما في عيون مواطنيكم فبقدر وجود هذه المعاني والاساسيات بقدر ما تعبر عن وجودكم الحقيقي بقلوب مواطنيكم .

أيها المتحاورون .. أيها المتحاربون .

كل هذه المعاني النبيلة والقيم السامقة كل هذه الحقوق ، أخذتموها واستحللتموها في رابعة النهار غصب كاستحلال البكارى ، دون أذنها ورضاها ، هدفكم ودافعكم الوحيد اشباع رغبتكم اللامنتهية .. وأخذتم تنشدون بمختلف وسائل أعلامكم المقروء والمسموع وعبر شبكات التواصل الاجتماعي بمختلف مسمياتها الأشعار والمواويل الوطنية .. وتمدحون انتصاراتكم وتمجدون مشاريعكم الوهمية .

وكلما حدقت في نهجكم واسلوبكم في التعامل مع القضايا وجدتكم تعالجون ما احدثته الظواهر من أحداث وأفرازات ، ولا تعالجون ولا تبحثون عن الأسباب الحقيقية للظاهرة .. لماذا؟ لأن البحث ومعالجة السبب ستتأذون منه ، لأنكم عامل رئيس فيه ، أطباء فاشلين ، لذا تتكر الظواهر وتتراكم القضايا ،  ومع مرور الوقت تعود للإنفجار مرات ٍ ومرات ، واسلوبكم واحد لم يتغير !! . لأنه لم يتم استئصال السرطان والداء من جذوره طبيب فاشل لم يستأصل المرض الخبيث ... لأنكم لا تحبون من قلوبكم الوطن – باستثناء اللسان – ولو كنتم كذلك تحبون الوطن لاستخدمتم المشرط وأرحتم الحالة التي امامكم التي تئن وتتوجع وتصرخ باستمرار ، وانتم بلا رحمة ووازع دين .

فقد حولتم بأطماعكم اليمن من كونها :( مقبرة الغزاة ... إلى مقبرة مواطنيها) ومن ( اليمن السعيدة .. إلى اليمن الحزينة والكئيبة ) .. ليس هذا فحسب فالخواطر تجول .. وتجول . واستفسار تلو استفسار ، نقاط كثيرة تقف وفي وقوفها ترتسم آيات التعجب فلأول مرة في تاريخ الدول والحكومات ومنذ نشأت الدولة القومية ان تسمع ان تكون هناك الحكومة في ( الخارج) والمعارضة في (الداخل) ... اليس في هذا الأمر ما يستدعي التعجب !! ... إلا إذا كانت اليمن نشاز خلاف دول العالم وعواصمها فهي ثانية كما قالت المغنية شمعه اليهودية ( صنعاء اليمن ثانية). !! .

 أيها المتحاربون .. أيها المتحاورون ..

هذه الرسالة ليست لطرف دون آخر، هي للجميع ... هي لكل حر وشريف بمختلف مناصبهم واسمائهم وانتماءاتهم ... ضعوا ايديكم مع بعض تحت شعار (( لامكان للمفسد بيينا .. اليمن أولاً )) خاصة وان مشكلة اليمن من أولها إلى آخرها .. من ألفهاء إلى الياء هي "فساد" وشلة اقطاعية تدير البلاد وتتحكم في أرزاق العباد.
عاش الشعب اليمني .. المكافح المرابط .. عاش الشعب الصابر .. تحيا اليمن ويحيا شعبها الصابر .. ودمتم أيها الشرفاء ودام الوطن بألف خير ..!! .

وكلنا بانتظار شمس يوم جديد ، ويمن جديد ) وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا ( }  الأسراء : 51 {. ونحن بانتظاره .


* - باحث وناشط حقوقي / يمني الجنسية  .

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف